شبكة بيئة أبوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، خبير حوكمة معتمد، 26 يونيو 2021
طرق ووسائل تطبيق اليقظة الاستراتيجية
تستمد اليقظة الاستراتيجية نتائجها من محيطها الخارجي إما بشكل كامل أو بعض المكونات لعناصر المحيط، بشكل مستمر ومتواصل من خلال استغلالها بالشكل الأمثل، ومن ثم استخدام مهارات الخبراء وطالبوا المعلومات والمتيقظون بآليات متعددة مثل (العصف الذهني أو السيناريو، Puzzle)، وغيرها من الأدوات التي تمكن المؤسسة من استنباط المعاني من المعلومات المتوفرة، وبطرق جمعها، ومن أهم هذه الطرق:
1.طريقة المعايرة
وهي عملية بحث مستمرة لقياس ومقارنة الأداء والمنتجات والخدمات والممارسات في مؤسسة معينة بأفضل، بنفس الصناعة أو الصناعات الأخرى، ويتم تطبيق العمليات التي أثبتت كفاءتها وتم اختيارها، وتكييفها بحيث تتلاءم مع ثقافة وفلسفة المؤسسة لإحداث التحسينات المطلوبة بسرعة وفعالية، وقد ابتدعت هذه الطريقة، شركة (Ran Xerox) في السبعينات لصد المنافسة الدولية في سوق الآلات الناسخة وعرفها (Keams David) رئيس الشركة بأنها “عملية مستمرة لتقييم منتجاتهم وخدماتهم، والطرق مقارنة بتلك المتعلقة بالمنافسين الاكثر جدية أو المؤسسات الرائدة” (1)، وتدرك المنظمة أهمية هذه الطريقة واستخدامها بالطريقة المثلى في حل المشكلات وادراك الفجوات في الأداء، وقد قدم (CAMP) تعريقاً للمعايرة على أنها “البحث عن الطرق الأكثر فعالة لنشاط ما، والتي تسمح لنا بضمان التفوق” (2)
كما وأن اليابانيون كان لهم دوراً بارزاً في هذا المجال، وقد اعتبروا أن المعايرة أو المقارنة المعيارية بأنها البحث عن أفضل الأعمال التي ستؤدي إلى الأداء المتميز للشركة، وتم تسميتها لديهم (Dantotsu) وتعني “الأفضل من الأفضل” (The best of the best).
مراحل المعايرة: وتتضمن عملية المقارنة المراحل الآتية: (3)
• تحديد العملية التي تحتاج إلى التحسين.
• تحديد أفضل مؤسسة تتميز في أداء العملية.
• تجميع المعلومات عن هذه المؤسسة.
• تحليل البيانات ودراسة الفرق بين أدائها في المؤسستين وأسبابه.
• تحديد أهداف وخطة التحسين للتساوي بالمنافس أو التفوق عليه.
• تشكيل فرق عمل متكاملة تضم العاملين المرتبطين بالعملية موضع التحسين.
• تنفيذ عملية التحسين ومراقبة التقدم.
2.طريقة الرقعة أو اللغز: (Puzzle)
طور هذه الطريقة البروفسور (Humber Lesca) ومجموعته، والتي تستند على التفكير الجماعي مع ترك جانب كبير للخيال والابداع في تطبيقها حسب طبيعة المدخلات من البيانات والمعلومات لفريق اليقظة (4)، كون معلومات اليقظة الاستراتيجية مجزأة وغير أكيدة فعملية تجميعها وتركيبها أمام بعضها بشكل متجانس، وتعتمد هذه الطريقة على تجميعها لتشكل لوحة يتم قراءة معانيها من المعلومات، كما وتهدف هذه الطريقة إلى:(5)
•المساعدة على تقدم تمثيلات ديناميكية دالّة ومتطورة تتعلق بمحيط المؤسسة، فبناء الرقعة يمكن أن يبرز التناقضات بين المعلومات، وأن يتم دراستها بدقة للتعرف على أسباب التناقض والاستفادة منها.
•المساعدة في توجيه الاستماع (نشاط اليقظة)، لاقتناص الفرص والتهديدات من قبل المتيقظين أثناء جمع المعلومات مقارنة بالفجوات في المنظمة وصناعة ابداعات جديدة تساعدها على تطوير أدائها.
•المساعدة في توليد فرضيات ناتجة عن مقاربات مختلفة، من خلال جمع المعلومات المتوفرة بشكل منسق وتراتبي واستنباط معلومة جديدة غير متوفرة أثناء الجمع.
3.دراسة السوق:
تعتبر دراسة السوق أسلوب وطريقة مهمة لليقظة الاستراتيجية للحصول على المعلومات المفيدة للمنظمة لتساعدها لاتخاذ القرارات المناسبة في حل المشكلات والتطوير والتحسين، وتصنف دراسة السوق إلى نوعين: دراسة كمية تهتم بالكم كحجم الأعمال وحجم المبيعات، ودراسة نوعية تهتم بالنوعية وتهدف للوصل إلى المعلومات الخاصة بالخدمات للعمل على ترقيتها والمحافظة على الحصة السوقية، وتعتمد دراسة السوق على خمسة أساليب هي: الدراسات الوثائقية، مقابلات المختصين، إجتماعات المستهلكين، المشاهدة والتحقيقات(6).
4.الانترنيت:
تم اشتقاق كلمة الأنترنت (Internet) من الكلمة (Interconnection) بمعنى الترابط، فهي عبارة عن شبكة ضخمة جداً من الشبكات المختلفة والمترابطة مع بعضها البعض على مستوى العالم، وتعتبر أكبر تقدم تكنولوجي وانفجار معلوماتي، وتستخدم هذه الشبكات بروتوكولات معينة كوسيلة للتخاطب في ما بينها،(7) وتوفر العديد من الخدمات من أشهرها البريد الإلكتروني، وخدمة web (الويب) (8)، وهي تنظيم فعال يدخل في جميع مراحل اليقظة الاستراتيجية، تربط عدة آلاف من الشبكات وحاسبات آلية من خلال التوافق بين مجموعة من معايير الاتصال(9)، وللإنترنيت عدة أوجه لاستخدامه والتي يمكن تسميتها بالتطبيقات أو بالاحرى الخدمات من منظور تجاري.
5.طريقة القياس العملي:
تعتمد هذه الطريقة على القياس على أساس علمي أي وصف الأشياء وصفاً كمياً وهي مرتبطة بالقياس الرجعي، وأول من اكتشف وأسس مجلة خاصة بهذه الطريقة (Braun Nalimon) عام 1975 ويهدف هذا القياس إلى تحديد مجموعات مختلفة من الباحثين وتقييم التقدم المحقق في أبحاثهم من أجل تحسين الأداء(10)
كما يمكن أن نطلق عليها “الطريقة البيلومترية” باعتبارها تعتمد عل مجموعة من الأساليب الإحصائية والقياسات الكمية المستخدمة في دراسة الخصائص البنائية للإنتاج الفكري، وتستخدم هذه الطريقة في تحليل البيانات المتعلقة بالوثائق لمعرفة خصائص عمليات تداول المعلومات.(11)
6.تحليل (SWOT):
يعد تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة (SWOT Analysis)، ويسمى مصفوفة التحليل الرباعي، الذي يهتم في تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، ويعتبر من أهم الأساليب التي تتبعها المنظمة لتشخيص بيئاتها لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، وإدراك نوعية التهدديدات وطبيعة الفرص المتاحة في البيئة الخارجية، من خلال جمع المعلومات وبناء الخيارات الاستراتيجية لضمان استمرارية المنظمة، ومراقبة ملائمتها للبيئة التنافسية لتحقيق الريادة في نتائجها، ويعتبر تحليل (SWOT) من الطرق المهمة التي تساعد في تصميم الاستراتجيات. (12)
وتحليل (SWOT) اختصار يضم الحروف الأولى للكلمات التالية: نقاط القوة (Strengths)، نقاط الضعف (Weaknesses)، الفرص (Opportunity)، التهديدات (Threats)، وتعود فكرة تحليل (SWOT) لعام 1957، للعالم فليب سلزينك( (Philip Sielznick) عندما قدم طروحاته الخاصة بالموائمة بين العوامل الداخلية وبين ظروف البيئة الخارجية، ومن ثم تم تطوير الفكرة من قبل أساتذة مجموعة الإدارة العامة في مدرسة هارفارد للأعمال وعلى وجه الخصوص (لاند واندراوس) (Learned & Andrews).(13)