مجموعة عمل الإمارات للبيئة تناقش “التغليف المستدام و الاقتصاد الغذائي”

عبر جلسة حوارية افتراضية و بمشاركة أصحاب المصلحة الرئيسين
شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، دبي، 26 يوليو 2021

نظمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة الجلسة الحوارية الثالثة لهذا العام تحت عنوان “التغليف المستدام و الاقتصاد الغذائي” في 26 يوليو 2021.
و قالت السيدة حبيبة المرعشي رئيسة المجموعة خلال افتتاحها للجلسة: “على الرغم من آثارها السلبية، إلا أن جائحة كوفيد-19 نجحت في تسليط الضوء على أوجه القصور في صناعة الأغذية و الكيانات التابعة لها، و من هذا المنطلق تأتي جلستنا الحوارية اليوم لإدراك التأثير الحقيقي لصناعة الأغذية.
و أضافت السيدة حبيبة إن الإغلاقات الكبيرة و تقييد الحركة أجبر العديد من الأشخاص على تبديل ممارسات الاستهلاك و طرق الشراء الخاصة بهم و استبدالها بمنصات الإنترنت بشكل حصري و بالتالي صناعة التوصيل، و هذا النموذج الجديد، سواء للبقالة أو الطعام الجاهز أو للسلع الأخرى، زاد من عملائه بشكل كبير منذ بداية العام الماضي، و عليه فإن التأثير الخفي لهذه الظاهرة هو الزيادة في مواد التعبئة و التغليف لتوصيل هذه السلع و الخدمات بأمان إلى أبواب المستهلكين”.
و أشارت إلى أنه لتحقيق الاستدامة، يجب أن ننظر إلى دورة حياة المنتج بأكملها و ننظر في طرق لتقليل تأثيره السلبي على البيئة، مشددة على أن الزيادة في استخدام المنتجات البلاستيكية لتغليف الأطعمة من الفواكه إلى الوجبات المطبوخة و تسليمها إلى المنازل قد زاد من كمية النفايات المتولدة.
دار النقاش حول الأساليب الحالية لتعبئة و نقل المواد الغذائية و جوانب الاستدامة، مشيرين إلى أنه على الرغم من الراحة التي يحظى بها المستهلك جراء توصيل الأطعمة إليه، إلا أن ذلك له تداعيات هائلة على البيئة و صحة الإنسان و النظام البيئي، فالعديد من منتجات التعبئة و التغليف هذه غير قابلة لإعادة التدوير و يجب إما إرسالها إلى مدافن النفايات أو حرقها.
و ساءلت السيدة حبيبة المتحدثين عن الابتكارات في صناعة تغليف المواد الغذائية التي ستضع البيئة و صحة الإنسان كأولويات، مؤكدة أنه من الأهمية النظر إلى الصورة الكبيرة و السيناريو طويل المدى لضمان استدامة أسلوب حياتنا في الفئات الثلاث المجتمعية و الاقتصادية و البيئية.

شارك في الجلسة الحوارية كل من:
• المهندس يوسف محمد المرزوقي- رئيس قسم اللوائح و الأنظمة بوزارة الصناعة و التكنولوجيا المتقدمة،
• السيدة ليزا زيمرمان – مسؤولة الاتصال العلمي في منتدى تغليف المواد الغذائية،
• الدكتور جوهانس بيرجمير- الأمين العام لمنظمة التغليف العالمية،
• السيدة ميجنا لاخاني- مؤسس ورئيس تنفيذي في شركة ون مودرن وورد،
• السيد باتريك روز – مدير الاستدامة في دليفري هيرو.
تم منح كل متحدث فرصة لإعطاء لمحة عامة عن استدامة تغليف المواد الغذائية و ارتباطها بالاستخدام اليومي و الصحة و السلامة و البيئة.
مع ممثلين من مختلف كيانات و قطاعات المجتمع، تمكن الجمهور من الحصول على إجابات للأسئلة من وجهات نظر متنوعة.
و قالت السيدة حبيبة إن المجموعة تحرص من خلال هذه الجلسات إلى الوصول إلى حلول من جميع الزوايا الممكنة، مؤكدة أنه من غير الممكن أن تتحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 11 – المدن و المجتمعات المحلية المستدامة 12 – الاستهلاك و الإنتاج المسؤولان، 13- العمل المناخي و 17 – عقد الشراكات لتحقيق الأهداف، إلا من خلال جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من مختلف قطاعات المجتمع، و هذه الجلسة هي مثال رئيسي على أهداف تحقيق الأهداف بحلول عام 2030.

كان المشاركون على دراية بالموضوع و تبادلوا وجهات نظرهم حول الموضوع بوضوح و بلاغة كبيرين. طرح المهندس يوسف المرزوقي وجهة نظر الحكومة في معالجة هذه القضايا. و سلط الضوء على الأهداف الاستراتيجية و المبادرات التي اتخذتها الوزارة لضمان امتثال الصناعات في دولة الإمارات لأهداف العمل المناخي الوطنية و العالمية، حيث شارك الجمهور المواصفات و التشريعات و التفويضات التي حددتها الحكومة لضمان حماية البيئة كجزء من امتثال صناعة التعبئة و التغليف.
و قال: “حاليًا، هناك مجموعة من المعايير التي تفرض المعايير التنظيمية التي تنطبق على جميع الأكياس القابلة للتحلل البيولوجي و التعبئة و التغليف و المواد التي يمكن التخلص منها و المصنوعة من البوليمرات البلاستيكية. هذا بالإضافة إلى جميع العلامات و الملصقات المطلوبة لاستخدام مثل هذه المنتجات”.

فيما طرحت السيدة ليزا زيمرمان الجوانب الرئيسية للسلامة، و سلطت الضوء على قضايا هجرة المواد الكيميائية غير المعروفة المستخدمة في إنتاج العبوات إلى جسم الإنسان. و قالت: “يمكن أن ينتقل أكثر من 100,000 مادة كيميائية إلى جسم الإنسان، و مع ذلك، حتى مع أحدث اللوائح التي وضعها الاتحاد الأوروبي، فإنها تعالج بشكل فعال فقط أقل من 100 من هذه المواد الكيميائية المحتملة. و أصرت على أن الطريق إلى الأمام هو من خلال تنفيذ المنتجات القائمة على أساس حيوي و القابلة للتحلل البيولوجي و الانتقال إلى الاقتصاد الدائري.
على الرغم من التصريح بأن تغليف المواد الغذائية له عواقب بيئية، إلا أن الدكتور بيرجمير يؤيد الرأي القائل بوجوب وجود توازن. يعد تغليف المواد الغذائية أمرًا ضروريًا في الاقتصاد الحديث لضمان الحفاظ على الطعام و منع الهدر. تؤدي مخلفات الطعام أيضًا إلى انبعاث الكربون، و مع وجود هدر كبير في العالم، تكون انبعاثاته أكبر من الانبعاثات الناتجة عن تصنيع العبوات و مواد التغليف الاخرى. لذلك، يجب تحسين التعبئة و التغليف للتأكد من أنها قابلة لإعادة التدوير ؛ لأن إذا كانت التعبئة قليلة أو زائدة فإن كلا الحالتين سيكون لهما تأثير بيئي سلبي.

شارك السيد باتريك روز كممثل من صناعة التوصيل في المناقشة حول المعايير المختلفة التي وضعتها شركته للكيانات التي تستخدم تطبيقاتها و أنظمتها المحمولة، حيث عرض الإحصائيات التي أخذتها شركة طلبات في دولة الإمارات العربية المتحدة و قطر حول موضوعات التغليف المستدام.
ذكر أنه وفقًا لمسحهم فإن 92٪ من قاعدة عملائهم في دولة الإمارات سيشترون من المطاعم التي تستخدم حزمًا مستدامة للتسليم، و يضمن المعيار الذي وضعته الشركة المساهمة في الاقتصاد الدائري، استخدام الأحبار النباتية، العبوات الصديقة للبيئة، دون فقدان الجودة و القدرة على تحمل التكاليف. وضعت الشركة معيارها الذهبي لعملائها، لمواكبة متطلبات المستهلكين و المساهمة في مكافحة تغير المناخ.
قدمت السيدة ميجنا لاخاني وجهة نظر القطاع الخاص،حيث ذكرت إحصاءات و أرقام الحزم الأكثر شيوعًا المتاحة في السوق. بالإضافة إلى ذلك، تم أيضًا مشاركة الخطوات التي اتخذتها الصناعات الخاصة لمعالجة نفايات التغليف المتزايدة مع الجمهور. لتحقيق أهداف الاستدامة، ينبغي للمرء أن ينظر في الإحصاءات و اللوائح المتاحة و حتى أنواع النقل المستخدمة لشحن / تسليم المواد. في النهاية، هناك عامل مهم يجب ملاحظته و هو أنك كمستهلك لديك القدرة على المطالبة بالتغيير و دعم الصناعات المستدامة و هذا ما سيؤدي الى لعب دور رئيسي في التحول إلى الاقتصاد المستدام و الدائري.
و اختتمت السيدة حبيبة التي ادارت الجلسة بتوجيه أسئلة متنوعه للمتحدثين و كذلك من الحضور. و قد حظي الحدث بترحيب كبير من جميع الحاضرين و أخذوا جميعًا معهم المعرفة الجديدة التي تعد المفتاح لضمان التغيير المبتكر في الصناعة نحو الأفضل.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مجموعة عمل الإمارات للبيئة تجمع 7,002 كجم من العلب

ساهمت في تخفيف 105 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية …