*اسهمت في تحسين حياة 352 مليون شخص في 150 دولة
*”مابعد 2020″ تنفيذ مشاريع لتحسين الظروف المعيشية في 9 دول
*68.5% زيادة في مشاركات دورة 2022 مع استقبال 4 آلاف طلب من 151 دولة
*41 مدرسة فازت بفئة المدارس الثانوية العالمية تحدث تاثيراً ايجابياً في حياة 425 الف شخص
*مشاركات قياسية تبرز مدى تطور الجائزة وتنامي انتشارها العالمي
تسهم جائزة زايد للاستدامة، الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات لتكريم حلول الاستدامة المبتكرة، بدور بارز في تحسين حياة ملايين الأشخاص حول العالم، ونشر حلول الطاقة النظيفة، ما يدعم الجهود العالمية المبذولة لمواجهة تحديات تغيير المناخ وتقليص الانبعاثات الكربونية. وجاء إعلان الجائزة مؤخراً عن استلام 4000 طلب مشاركة عقب إغلاق باب المشاركة في دورتها لعام 2022، محققةً بذلك زيادة بنسبة 68.5% مقارنة بالدورة الماضية، ليعكس مدى تطوّر الجائزة وتنامي انتشارها العالمي، حيث استقطبت مشاركات من 151 دولة، تمثل أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم، وجاء عدد كبير من هذه المشاركات من دول ذات اقتصادات مبتكرة قائمة على المعرفة، وجميعها تطمح إلى تطبيق حلول وتقنيات مهمة وتوسيع نطاقها وسط مشهد عالمي سريع التطور. ومنذ تأسيسها في عام 2008، ساهمت هذه الجائزة السنوية، التي تبلغ قيمتها الإجمالية 3 ملايين دولار، بشكل مباشر أو غير مباشر في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 352 مليون شخص في 150 دولة. وأسهمت مبادرة «20 في 2020» التي أطلقتها الجائزة نهاية العام 2019، وتم تغير مسماها مؤخراً إلى «ما بعد 2020»، حتى الآن بالتبرع بحلول تقنية مستدامة لتحسين الظروف المعيشية لمجتمعات ضمن 9 دول، علماً بأن هذه الحلول من تطوير مبتكرين كانوا من الفائزين أو المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة. وتأسست جائزة زايد للاستدامة، تخليداً لإرث الأب المؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد، «طيّب الله ثراه»، وترسيخاً لرؤيته بضرورة تعزيز الاستدامة ودعم التنمية البشرية على المستويين المحلي والعالمي.
مشاركات بارزة
ويعدّ ارتفاع أعداد طلبات المشاركة بالجائزة، مؤشراً على اهتمام الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية والمدارس الثانوية العالمية بالعمل المناخي ووضعه ضمن أولوياتهم، وتطلعهم إلى الجائزة كمحفز للابتكار وتحقيق تأثير إيجابي يطال حياة البشر في المستقبل. وجاءت المشاركات المقدمة هذا العام لتحاكي الوضع العالمي الحالي في الفترة التي تسبق مؤتمر المناخ العالمي (كوب 26)، وبدء مرحلة التعافي من تأثيرات جائحة (كوفيد-19)، فمن إجمالي طلبات المشاركة، البالغة 4 آلاف طلب، استحوذت فئتا الغذاء والصحة على أعلى النسب بواقع 1201 طلب للأولى و879 طلباً للثانية، فيما استقبلت فئة الطاقة 759 طلباً، وفئة المياه 627 طلباً.
أما بالنسبة لفئة المدارس الثانوية العالمية فقد تم استقبال 534 طلباً، وهو رقم كبير بالنظر إلى الأوضاع الحالية وإغلاق المدارس في غالبية الدول، وبالتالي فإن هذه الأرقام تشكل دلالة واضحة على التزام الشباب العالمي ببناء مستقبل مستدام.
وتؤكد أعداد المشاركات الكبيرة من البرازيل والهند وكينيا الولايات المتحدة الأميركية والصين، على أهمية الجائزة كمنصة عالمية رائدة لدعم الحلول المستدامة التي تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة ضمن الأسواق العالمية الرئيسية والناشئة على حد سواء. وترافقت الزيادة الكبيرة في أعداد المتقدمين هذا العام مع اتساع وتنوع الرقعة الجغرافية للمتقدمين، والتي شملت دولاً نامية ومتقدمة، بالإضافة إلى مناطق بعيدة مثل فيجي وكيريباتي، ما يعكس التزام الجائزة بمواصلة استقطاب الرواد الذين يعملون في إطار رؤية عالمية ترمي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وإحداث تأثير إيجابي في حياة الملايين حول العالم.
كما شهدت الجائزة زيادة ملحوظة هذا العام في طلبات المشاركة المقدمة من دول تُعرف باهتمامها الواضح بتطوير ابتكارات مستدامة، وذلك في إطار جهود الجائزة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية، وتشجيع وتمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل في مجال الاستدامة ويساهموا بدور فاعل في دعم المجتمعات. وقد تجسد ذلك من خلال تلقي طلبات مشاركة كثيرة من دول جنوب أفريقيا، ورواندا، واليابان، وأندونيسيا، والدنمارك، والمكسيك، وكولومبيا، وغيرها.
وكانت الجائزة قد استقبلت طلبات المشاركين في ظل ظروف جائحة (كوفيد-19) العالمية ولفترة وصلت إلى ستة أشهر. وفي أعقاب تأجيل حفل توزيع الجوائز لدورة 2021 بسبب الظروف العالمية الراهنة، فإنه تم انتقال المشاركات المقدمة في ذلك العام تلقائياً للمشاركة في دورة 2022، إلى جانب المتقدمين الجدد.
مبادرة 2020
وضمن إطار جهودها الرامية إلى تحفيز التنمية المستدامة في العالم، أعلنت جائزة زايد للاستدامة نهاية عام 2019، عن إطلاق مبادرة «20 في 2020» ترسيخاً لإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في مجال الاستدامة والعمل الإنساني، وبهدف إحداث تأثير إيجابي ملموس، حيث تتولى المبادرة الإشراف على التبرع بتقنيات وحلول مستدامة جرى تطويرها من قبل الفائزين والمرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة، وتهدف كافة الحلول والتقنيات التي يجري توزيعها في إطار المبادرة، إلى معالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في قطاعات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه.
وتضم مبادرة «20 في 2020»، مجموعة متنامية من الشركاء البارزين والتي تشمل سوق أبوظبي العالمي، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، ووزارة التسامح والتعايش، ومصدر، وبنك «بي ان بي باريبا»، ومجموعة ماجد الفطيم. وفي إطار المرحلة الأولى من المبادرة، تم تنفيذ 8 مشاريع في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء في كل من نيبال، وتنزانيا، وأوغندة، والأردن، ومصر، وكمبوديا، ومدغشقر، وأندونيسيا.
وفي إطار المرحلة الثانية من المبادرة، التي تم تغيير مسماها مؤخراً إلى «ما بعد 2020» لتواصل المبادرة جهودها الإنسانية الرائدة عالمياً، تم الإعلان خلال شهر مايو الماضي، عن قيام المبادرة مؤخراً بتركيب مصابيح إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في مخيم «كوتوبالونغ» للاجئين الروهينغا في منطقة «كوكس بازار» ببنغلاديش.
تحسين الظروف التعليمية لـ 45 ألف طالب
أسهمت المشاريع المجتمعة لـ 41 مدرسة فازت بفئة المدارس الثانوية العالمية لجائزة زايد للاستدامة، منذ إضافتها للجائزة عام 2012، في مساعدة 7 آلاف طالب لاكتساب المعارف من خلال هذه المشاريع، وتحسين الظروف التعليمية لـ 45 ألف طالب، فضلاً عن إحداث تأثير إيجابي في حياة 425 ألف شخص ضمن مجتمعات مختلفة حول العالم. كما أسهمت هذه المشاريع في توليد 7 ملايين كيلوواط ساعي من الكهرباء، وتركيب ألواح شمسية باستطاعة 500 كيلوواط، وتفادي إطلاق 5500 طن من الانبعاثات الكربونية.
وأكد عدد من الفائزين بجائزة زايد للاستدامة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية لـ «الاتحاد» أهمية الجائزة في إعداد قادة المستقبل، من خلال تكريم الشباب، وتعزيز قدراتهم وتمكينهم من المساهمة بدور فاعل في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتحفيز الأجيال القادمة على تبني نهج مسؤول ومستدام.
وتشجع الجائزة كل عام الشباب للمشاركة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية، وتسعى لتكريم الرواد والمبتكرين حول العالم، الذين يلتزمون بالعمل على تسريع وتيرة تطوير حلول مستدامة وفعالة حول العالم.
3 ملايين دولار قيمة الجائزة
تتوزع القيمة الإجمالية لجائزة زايد للاستدامة، والبالغة 3 ملايين دولار على 5 فئات (الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والمدارس الثانوية العالمية)، حيث تبلغ قيمة الجائزة المخصصة لكل فئة 600 ألف دولار، وتتوزع جائزة فئة المدارس الثانوية العالمية على المدارس الست الفائزة عن المناطق الست حول العالم، لتحصل كل مدرسة فائزة على مبلغ 100 ألف دولار، لتتمكن من بدء مشروع جديد أو توسيع نطاق مشروع قائم.
وتشمل المناطق الجغرافية الست المخصصة لفئة المدارس الثانوية العالمية كلاً من الأميركيتين، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوروبا ووسط آسيا، وجنوب آسيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ.
ويتعين على المدارس الثانوية المشاركة تقديم مشاريع يمكنها أن تحدث تأثيراً ملموساً ضمن مجتمعاتها وتحسين العملية التعليمية، كما يجب أن تقدم نهجاً جديداً ومبتكراً في واحد أو أكثر من مجالات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه.
المصدر: جريدة الاتحاد: سيد الحجار (أبوظبي) 07 اغسطس 2021