معرض ابوظبي للصيد بات الموعد السنوي لبدء موسم المقناص

شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 24 سبتمبر 2021
إذا كانت النجوم هي مواقيت أهل البادية، وإذا كان لنجم سهيل أهمية خاصة لدى الصقارين وهواة الصيد، ويُمثّل ظهوره بشرى خير مع اعتدال المناخ وانتهاء الحر، فإنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية غدا رمز تفاؤل للصقارين مُعلناً عن بدء موسم المقناص السنوي، ومُحتفياً في هذه الدورة بشكل خاص بـِ “عام الخمسين”.
معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حدث ثقافي واقتصادي نوعي، ارتقى كمهرجان تراثي بيئي فني وتجاري بالطبع، وضع أبوظبي قبل نحو عقدين من الزمن، بقوة على خارطة المعارض الدولية المتخصصة، إذ شكّل منذ انطلاقته الأولى في عام 2003، قصة نجاح متواصلة ونموذجاً يُحتذى للفعاليات التراثية الكبرى في دولة الإمارات، فكان باكورتها وفأل خير عليها.
وقد حقق المعرض نجاحاً ضخماً ونمواً مذهلاً على كافة المستويات، مُثبتاً أنه تجربة ممتعة للغاية لكل من الزوار والعارضين على حدّ سواء، حيث مُعدّات الصقارة والصيد المتنوعة ومزادات الهجن والفروسية الممتعة والجو الاجتماعي والمسابقات الفنية والشعرية المختلفة، وفرص البيع والترويج وعقد الصفقات، ولذلك فقد أعرب جميع المُشاركين عن أعلى درجات الرضا والارتياح وخصوصاً من ناحية التنظيم الراقي وتوفير كافة التسهيلات والخدمات اللازمة.
ونجح المعرض في تحقيق أهداف المنظمين والتي من أهمها تسليط الضوء على التقدّم الكبير الذي سجلته الإمارات في المحافظة على البيئة وصون التراث. وسارعت كبرى الشركات العالمية إلى حجز مساحات لها في معرض عام 2021، رغم الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة التي مرّ بها الجميع مُنذ العام الماضي، وذلك بعد أن لمست المكانة الكبيرة للحدث عند أبناء المنطقة الذين يحرصون على زيارته وشراء مستلزمات واحتياجات رحلات الصيد والفروسية.
وقد حملت السنوات الماضية من المعرض ذكريات جميلة لكافة الأجيال، استطاع خلالها المُنظمون تقديم رسالة طيّبة عن قيمة التراث والبيئة في الإمارات، وأصبح الحدث ملتقى عالمياً لعرض روائع الثقافة الإنسانية، وصار صداه يتردد في أرجاء العالم.
ولعلّ الإقبال الكبير من جانب أبناء دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي لزيارة المعرض أوضح دليل على الأهمية التي تحظى بها رياضتا الصيد بالصقور والفروسية في المنطقة، خاصة وأن المعرض كان محط أنظار أصحاب السمو والمعالي الشيوخ والوزراء والمسؤولين في الدولة.

ويُقام المعرض في دورته الـ (18) على مدى 7 أيّام للمرّة الأولى في تاريخه، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات. ويحظى الحدث برعاية رسمية من هيئة البيئة – أبوظبي، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض. وراعي القطاع شركة “بينونة لتجارة المعدات العسكرية والصيد”، إضافة لرعاة الفعاليات كل من شركة “سمارت ديزاين”، شركة الفارس العالمية للخيم، نادي ظبيان للفروسية، و ARB-Emirates الشريك المؤثر في صناعة السيارات، إضافة لقناة بينونة الشريك الإعلامي الرسمي للحدث.
وأوضح معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، أنّ تمديد فترة المعرض ليُصبح أسبوعاً كاملاً، جاء نظراً للإقبال الجماهيري الواسع ورغبة كلّ من الزوار والعارضين على حدّ سواء ، منحهم فرصة أكبر للاستفادة من الحدث وعقد الصفقات، وتلبية الطموحات المُتزايدة لزوار المعرض من عشاق الصقارة والصيد والفروسية من مختلف دول العالم، وذلك مع ما شهده الحدث من تضاعف عدد الزوار منذ انطلاقته في 2003 ولغاية 2019 ووصوله لأكثر من مليون و600 ألف زائرٍ.
وشهد المعرض خلال دوراته الماضية نمواً كبيراً، واكتسب شعبية ومكانة متميزة على الصُّعد المحلية والعربية والدولية، حيث تضاعف عدد المشاركين نحو 17 مرة، كما توسعت مساحته حوالي 9 أضعاف، فضلاً عن ارتفاع عدد الدول المُشاركة إلى 44 دولة هذا العام يُمثّلها ما يزيد عن 680 شركة وعلامة تجارية على مساحة تُقارب 50000 م2.
كما تمكن المعرض من تحقيق نجاح كبير على مدى السنوات الماضية على كافة الصعد، وخاصة عبر الربط بين العارضين والعملاء بالمنطقة، فضلا ً عن إبراز جهود دولة الإمارات في مجال البيئة وحفظ الأنواع وصون التراث والترويج له، وإطلاق العديد من المبادرات والفعاليات التي أثبتت نجاحها في الدورات الماضية وأصبحت ذات شهرة عالمية واسعة.

وقال معاليه إنّ الضرورة مُلحة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، لتطوير معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، خاصة وأنّ دورة (أبوظبي 2021) تتزامن مع احتفاء دولة الإمارات بمرور خمسين عاماً من الإنجازات والتقدّم في شتى المجالات، وتُطلق في ذات الوقت مسيرة جديدة لتصميم وتخطيط الخمسين عاماً القادمة للأجيال والتاريخ.
وأكد المنصوري أنّ رسالة المعرض تُمثّل ترجمة ً لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات راعي المعرض، نحو تعزيز مفهوم الاستدامة وصون التراث بروح يملؤها التجدّد والابتكار، حيث يُعزّز المعرض جهوده لإنجاز ذلك من خلال الخطط والاستراتيجيات طويلة المدى التي تبنّاها لتحقيق مُستقبل مُستدام ريادي على مستوى العالم.
ومن هنا فإنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يواصل بكل ثقة تطوير خططه ومشاريعه تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات استعداداً لخمسين عاماً قادمة مليئة بالنجاح والإبداع في كلّ مجال، وعنوانها المحبة والتسامح، الفخر والاعتزاز، والبذل والعطاء للوطن والقيادة الرشيدة.
واعتمد نادي صقاري الإمارات خطة استراتيجية لتطوير المعرض الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك على مدى سنواته القادمة وتتضمن مُضاعفة حجم الحدث على صعيد المساحة بشكل تدريجي، وتحقيق قفزة نوعية في عدد العارضين المحليين والدوليين والدول المُشاركة والزوار، والحفاظ على مكانة المعرض وريادته الدولية كحدث تجاري بارز ومُهم في المنطقة يتميّز بصفقات شرائية كبيرة وتحقيق مبيعات ضخمة للعارضين.

كما وتتضمن الخطة التوسعية الشاملة للمعرض، تطوير محتوى الحدث بخدمات وتقنيات وأنشطة وفعاليات مُبتكرة برؤية مُتجدّدة، والحرص على تفعيل دوره في صون التراث الوطني وتحقيق الصيد المُستدام.
وأكد المنصوري، أنّه من هذا المُنطلق، فإنّ نادي صقاري الإمارات، الجهة المُنظمة للمعرض الدولي للصيد والفروسية، يسعى للمُساهمة الفاعلة في استراتيجية العمل الوطنية الكبرى برؤية طموحة تستشرف المستقبل وتُحافظ على إنجازات الآباء المؤسسين.
وقال معاليه إنّ “دولة الإمارات، في عامها الخمسين، حققت خلال العقود الماضية إنجازات مُتفرّدة في شتّى المجالات، واستطاعت أن تتبوأ المراكز الأولى إقليمياً ودولياً في جودة التنظيم الحكومي والتنافسية الاقتصادية، والحفاظ على تراثها في ذات الوقت، وذلك من خلال الإنجازات المُشرّفة التي عمل أبناء دار زايد على تحقيقها بجهود دؤوبة مُخلصة، مما عمل على رسم صورة حضارية مُشرقة للدولة على الصعيد العالمي”.
وقد تمّ اعتماد شعار الحدث للدورة القادمة “استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة”، انعكاساً لجهود أبوظبي والعالم في تعزيز استدامة البيئة والصيد والرياضات التراثية والأعمال التجارية ذات الصلة، وبلورة استراتيجية شاملة لتطوير الحدث وابتكار المزيد من الفعاليات والأنشطة التي ترتكز على نجاحات الدورات الماضية بروح مُتجدّدة مُبدعة.
ويتجلّى غنى المعرض وشموليته في الأقسام الـ 11 المُتنوعة التي يضمّها، وتشمل الفنون والحرف اليدوية، الفروسية، الصقارة، رحلات الصيد والسفاري، مُعدّات الصيد والتخييم، أسلحة الصيد، مشاريع تعزيز التراث الثقافي والحفاظ عليه، مركبات ومُعدّات الترفيه في الهواء الطلق، المنتجات والخدمات البيطرية، مُعدّات صيد الأسماك والرياضات البحرية، ووسائل الإعلام المُختصّة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

اختتام فعاليات الدورة العشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مساء اليوم

بإقبال جماهيري واسع ومُشاركة محلية ودولية غير مسبوقة.. شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 8 …