تأثير فقدان التنوع البيولوجي على الخدمات التي توفرها النظم البيئية للبشرية

سلطت عليها الضوء هيئة البيئة – أبوظبي خلال مشاركتها بأسبوع المناخ في إكسبو دبي 0202
شبكة بيئة أبوظبي، الامرات العربية المتحدة، 4 أكتوبر 2021

خلال مشاركتها بحلقة نقاشية في جناح الاستدامة التي أقيمت في أسبوع تغير المناخ ضمن سلسلة المجلس العالمي في “إكسبو دبي 2020″، أكدت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، على أهمية حماية التنوع البيولوجي للمساعدة في الحفاظ على توازن النظم البيئية الطبيعية.
كما سلطت سعادتها الضوء على أهمية التنوع البيولوجي في قدرة النظم البيئية على الصمود، مشيرة إلى أنه هو الرابط الذي يجمعها مع بعضها البعض، وعندما نفقد التنوع البيولوجي، فإننا بالتالي نعطل الخدمات التي توفرها النظم البيئية للبشرية.
قالت سعادة الظاهري: “الطبيعة عبارة عن شبكة معقدة، وأنظمتها البيئية، المتنوعة بشكل ملحوظ، تجعل من الممكن للبشر العيش على الأرض من خلال خدمات النظام البيئي التي تقدمها. فالطبيعة توفر المياه النظيفة، وتنظم المناخ، وتدعم تلقيح المحاصيل وتشكل التربة، والأهم من ذلك أنها تغذي أجسادنا وأرواحنا، وتمنحنا الغذاء، والترفيه، والعلاج، وحتى الروحانيات. لذلك، من الضروري بالنسبة لنا أن نحافظ دائمًا على الطبيعة والتنوع البيولوجي لكي تزدهر البشرية.”
وأضافت سعادتها “نظرًا لأننا نتعدى أكثر على موائلنا الطبيعية، فإننا لا نقترب منها، بل إننا في الواقع نزيد من ابتعادنا عن الطبيعة. وبسبب الأنشطة البشرية، يمكن أن ينقرض ما يقرب من مليون نوع من الحيوانات والنباتات قريبًا، مما يؤدي إلى سلسلة من النتائج غير المتوقعة. كما تؤثر استجابات الطبيعة لتدخلاتنا المتزايدة حالياً في مجتمعات بأكملها على نطاق وتواتر غير مسبوقين، من حرائق الغابات إلى الأوبئة العالمية وغزو الحشرات”.
وأضافت: “بدون التنوع البيولوجي، نفقد النظم البيئية والخدمات التي تقدمها لنا. ونفقد النحل الذي يقوم بتلقيح المحاصيل التي نأكلها، والنباتات التي تثبت التربة التي تزرع الطعام الذي نأكله، ونفقد الحماية من هبوب العواصف التي توفرها أشجار القرم، وعزل الكربون من الأشجار التي تساعد على تلطيف تغير المناخ. باختصار، التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية لبقاء البشرية “.
كما سلطت سعادتها الضوء على أهمية الركائز الأربع للتنمية المستدامة وهي كوكب الأرض، والإنسان، والفائدة، والمبادئ. وقالت: “هناك الكثير من عوامل التشتيت التي تمر بأعيننا على الشاشات الصغيرة التي نحتفظ بها أمامنا، لدرجة أننا ننسى أن ننظر إلى الأعلى ونستمتع بجمال الطبيعة لأنها تنقرض من حولنا. فمعدل انقراض الأنواع الآن أسرع بـ 10000 مرة مما كان عليه في الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى الأنشطة البشرية. وتشير التقديرات إلى أن نوعًا واحدًا ينقرض كل خمس دقائق. وفي هذا الإطار، ففي المتوسط، يقضي الأشخاص 144 دقيقة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي. خلال ذلك الوقت، يختفي 28 نوعًا من على كوكب الأرض”.
ثم تحدثت سعادتها بمزيد من التفصيل عن برنامج الهيئة الشامل لمراقبة التنوع البيولوجي، والذي يتضمن استخدام الطائرات المروحية لدراسة بعض الأنواع الرئيسية، مثل أبقار البحر، فضلا عن استخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة الطيور، بالإضافة إلى إجراء مسح ميداني لمجموعة واسعة من الأنواع في إطار سعيها للحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضافت الظاهري: “لقد انتهينا مؤخرًا من رسم خرائط شاملة للموائل الطبيعية البرية والبحرية، وتحديد استخدامات الأراضي والغطاء الأرضي لإمارة أبوظبي، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وكذلك المسوحات الميدانية التي تتيح لنا تحديد توزيع جميع الموائل في الإمارة. وقد ساهمت هذه الخرائط في مساعدة الهيئة في تحديد المناطق التي تحتاج إلى الحماية، حيث يتم ترتيب الموائل البرية والبحرية وفق منهج تصنيف بياني متكامل، وتسهم هذه المجموعة من البيانات الموثوقة في اتخاذ قرارات بيئية أكثر دقة وقابلة للقياس. كما تستخدم الهيئة بيانات الأقمار الصناعية للاستشعار عن بُعد والطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي لرسم خرائط جودة التربة “.
وأوضحت سعادتها أن برنامج المحميات الطبيعية في هيئة البيئة – أبوظبي، الذي يسعى إلى تحديد وحماية وإدارة المناطق البرية والبحرية، التي تضم مجموعة متنوعة من الموائل الطبيعة في جميع أنحاء أبوظبي. وتدير الهيئة، ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، ست مناطق محمية بحرية، بما في ذلك محمية مروح البحرية التي انضمت في العام 2007 إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي التابعة لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي الخاص باليونسكو (MAB) ، وتغطي هذه المحميات البحرية بشكل إجمالي 6780 هكتارًا ، أو 13.88٪ من مساحة أبوظبي البحرية. هذا بالإضافة إلى 13 منطقة محمية برية تغطي 1146 هكتارًا، أو 16.96٪ من المساحة البرية لإمارة أبوظبي، مع خطط لزيادة هذه النسبة إلى 20٪ في المستقبل القريب.
كما طورت هيئة البيئة – أبوظبي خمس خطط عمل للحفاظ على ثمانية من أنواع النباتات المهددة في أبوظبي وسبعة موائل برية هامة، بما في ذلك شجرة الغاف، ونبات الغضا، واثنين من أنواع أشجار السمر، والنباتات المهددة بالانقراض في جبل حفيت.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الهيئة بزيادة الإنتاج في مشتل النباتات المحلية التابع للهيئة الذي يضم أكثر من 73 نوعاً من الأنواع النباتية المحلية، والذي تصل طاقته الإنتاجية إلى 500،000 شتلة سنوياً. كما تعمل هيئة البيئة – أبوظبي على تطوير مركز أبوظبي للمصادر الوراثية النباتية، بطاقة إجمالية تصل لأكثر من 20000 عينة من البذور. كذلك قامت الهيئة بإطلاق مشروع نثر ما يزيد على مليون بذرة لنباتات برية محلية لمجموعات مختارة من الأنواع النباتية البرية في أربع مناطق محمية، كما قامت بإعادة تأهيل الموائل الطبيعية الجبلية في متنزه جبل حفيت الوطني، وزراعة أنواع نباتية محلية من أشجار الغضف والشوع والخنصور، والتي تعتبر من الأنواع المهددة والمتناقصة في بيئاتها الطبيعية المحصورة في جبل حفيت.
قامت الهيئة مؤخرًا بتوسيع نطاق برنامجها الطموح والناجح لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب)، المهدد بالانقراض في بيئتها الطبيعية، ليشمل إعادة توطين المزيد من الأنواع المهددة بالانقراض مثل المها أبو عدس “البقر الوحشي”، وغزال الداما في تشاد. ووصل عدد المها الأفريقي الذي تديره الهيئة في تشاد الآن إلى أكثر من 330 رأس، وذلك مع ولادة أكثر من 70 مولوداً جديداً في البرية، ونقل 50 رأساً جديدة من المها إلى تشاد.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تنتهى من زراعة 10 أشجار قرم لكل زائر من زوار مؤتمر الأطراف COP28

تنفيذاً لمبادرة “غرس الإمارات” لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة في التصدي لآثار تغير المناخ لتعزيز …