المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات يناقش الاستدامة و الصمود بعد الجائحة

بمشاركة 35 من القادة العالميين و المحليين
سالم القاسمي: استعادة المؤسسات مرهون بقدرتنا على مواكبة الوضع الجديد
حبيبة المرعشي: ضرورة تعزيز الأعمال لمواجهة تحديات التنمية العالمية الحالية
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، دولة الامارات العربية المتحدة، 09 اكتوبر 2021

سلطت الدورة التاسعة للمنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، الذي نظمته الشبكة العربية للمسؤولية الإجتماعية للمؤسسات، تحت رعاية وزارة التغير المناخي و البيئة، يومي 3 و 4 أكتوبر، الضوء على موضوع “الاستدامة و الصمود بعد الجائحة”.
شهد المنتدى الذي تم تنظيمه بدعم كريم من مجموعة من الكيانات المحلية و الإقليمية و الدولية، حضور أكثر من 400 شخص من كيانات و مؤسسات مختلفة على مستوى الوطن العربي و خارجه، حضوريا و إفتراضيا.
و قال المتحدث الرئيسي للمنتدى المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي – رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة و عضو المجلس التنفيذي لحكومة رأس الخيمة خلال كلمته الإفتتاحية،” إن رسالة و محاور المنتدى و أجندته تتضح أهميتها البالغة لكي تكون مخرجاته المتوقعة و توصياته بمثابة بوصلة تدعم مسارات التنمية المستدامة الاقليمية و العالمية ملمحاً انه تواكباً مع أحداث العقد الأخير و التباطؤ الفعلي في الإقتصاد العالمي، تسايراً مع ما خلقه فايروس كوفيد-19 من تحديات جديدة و غير متوقعة تماماً، ساهم و لا شك في ضعف قدرات الحكومات و الدول في تلبية و تحقيق اهداف التنمية المستدامة و خطة التنمية المستدامة لعام 2030. قائلاً بينما كنا نتحرك على مسار معين، عطل الوباء جميع حساباتنا و دفعنا بعيداً عن المسار الصحيح”.
و أضاف الشيخ سالم في كلمته، “انه في الوقت الراهن ستعتمد استعادة مؤسسات الاقتصاد و المجتمع على كيفية قدرتنا على إعادة استلهام و البناء على الركائز التي اعتمدناها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة و التي تتضمن الركائز التي بنيناها عليها، أي رأس المال و القدرات المادية، و الموارد البشرية و العلوم و التكنولوجيا، و التقنيات الحديثة، بحيث تتلائم و تتجاوب مع التطورات الراهنة و المقبلة. مؤكداً أن ذات الطروحات قد تتعلق كذلك بأهمية استعداد مؤسسات و قطاعات الاعمال في كافة دول العالم نظرا لدورهم المحوري في دعم مسيرة التنمية المستدامة العالمية”.

و قالت السيدة حبيبة المرعشي الرئيس و المدير التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الإجتماعية للمؤسسات إن الآثار الوبائية المدمرة في جميع أنحاء العالم تتطلب سياسات انتعاش اقتصادية و استراتيجية لإعادة التفكير بشكل أساسي في الطريقة التي تتم بها إدارة “الأمور” و لتعزيز الأعمال و القطاعات التي تساعد على مواجهة تحديات التنمية العالمية الحالية.
و أضافت أنه تم تنظيم الدورة التاسعة للمنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات برؤية لتقديم خارطة طريق متماسكة للسياسات التي تتطلب تشريعات و استراتيجيات داعمة و متكاملة عبر الأهداف الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، ففي حين أن الابتكار في طريقه إلى أن يصبح الإستراتيجية التوجيهية للحكومات و الشركات في الكثير من دول العالم، فمن المهم فهم نطاق الاستراتيجيات المبتكرة و الاختراقات التكنولوجية لأنها تصلح لإعادة البناء و لإعادة تصميم الطريقة التي تعمل بها أنظمتنا الاجتماعية و الاقتصادية.
كما قالت السيدة المرعشي: “نحن بحاجة إلى التأكد من أن التعافي من جائحة كوفيد-19 و عواقبه الاجتماعية و الاقتصادية المدمرة يجب ألا يترك أي شخص وراء الركب، يجب أن تضمن جهود التعافي الرفاهية الاجتماعية و الاستدامة البيئية و الازدهار الاقتصادي، بطريقة شاملة و تعطي الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً. علينا أن ننظر في استخدام اللوائح و الابتكارات بشكل فعال لدفع جميع الصناعات. نثني على حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لالتزامها باستراتيجية الاقتصاد الأخضر و الطاقة المتجددة و إرساء أسس قوية للاقتصاد الدائري ”
و شهد المنتدى الذي شارك به عدد من المتحدثين البارزين و قادة السياسات و الممارسات و أبطال الصناعة من أوروبا و الشرق الأوسط و أفريقيا و آسيا مجموعة من الجلسات تحت عناوين “من الكلمات إلى الأفعال – الهدف من تحقيق صافي الإنبعاث الصفري”.
و “تمكين أصحاب المصلحة الداخليين: الموظفين/ العمال و الصحة و الرفاهية” و “أزمة على موائدنا: معالجة تغير المناخ من خلال النظم الغذائية” و”الدروس المستفادة – مستقبل نسيج الأعمال” و “الإستدامة الإقتصادية: التعافي و الأنظمة و الصمود”، حيث تم تصميم كل منها لتعزيز الانتعاش الشامل و المستدام مع المساهمة في الاقتصادات و المجتمعات المرنة في الداخل و الخارج.

فيما قال المهندس قيس بدر السويدي – مدير إدارة التغير المناخي في وزارة التغير المناخي و البيئة “على الرغم من الأوقات الصعبة، تظل دولة الإمارات العربية المتحدة ثابتة في التزامها بإعادة البناء بشكل أفضل. لقد علمنا الوباء دروسًا قيماً قد تعيد تشكيل طريقة عيشنا و تفاعلنا مع البيئة”.
و أضاف قائلاً: “مع نظرة مستقبلية إيجابية، سنواصل تعزيز دور الاقتصاد الأخضر باعتباره حجر الزاوية في الانتعاش بعد الوباء، و نأمل أن تكون تجربتنا مصدر إلهام للعالم”.
و اختتمت السيدة حبيبة المرعشي اليوم الثاني من فعاليات المنتدى قائلة: “هناك الكثير من المجالات التي يجب علينا التركيز عليها – لتغيير أنظمتنا و أنماط حياتنا و عاداتنا الاستهلاكية لضمان مستقبل مستدام.
نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في أنظمة إنتاج الغذاء و إمداداته، و نحتاج إلى إعادة التفكير في المقصود بالنظام الغذائي المستدام. الاستدامة هي فكر و ثقافة و ممارسة حياتية. يجب على الشركات أن تحرص و تبادر لتبني هذه التوجه. هناك دراسة جدوى للاستدامة و علينا أن نفهمها و نتقبلها للمضي قدماً. و قد أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء صندوق دعم للمؤسسات الأكثر ضعفاً، للشركات الصغيرة و المتوسطة، و خاصة تلك التي تدعم قطاعي الغذاء و الصحة. هذا مهم للغاية لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
ستكون التكنولوجيا و الابتكار و بناء المهارات البشرية هي الطرق الحاسمة لتحمل اي أزمة مستقبلية و كان مبعث سرور أن تمكنا من الحديث و الخوض في السياسات التي تتسم بطابع معياري و ذكي و مرن لإحداث تأثير سريع على أرض الواقع “.

نبذة عن الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات:
الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات هي مؤسسة مهنية رائدة على الساحة الوطنية و العربية و تضم اصحات مصلحة متعددين في عضويتها. تأسست في دولة الإمارات عام 2004. و هي مكرسة للنهوض بمبادئ و ممارسات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات و الاستدامة في المنطقة العربية. و تعمل على تمهيد الطريق للتواصل و التعلم و تبادل الخبرات و المعرفة بكل ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية و الاستدامة. تعتبر الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات أول شريك تدريب معتمد من مبادرة الإبلاغ العالمية لدول الشرق الأوسط الناطقة باللغة العربية. و تعزز الشبكة و تشجع ممارسات الأعمال المسؤولة و تعتمدها من خلال مجموعة من الخدمات و العروض، بما في ذلك الدورات التدريبية المتخصصة و البحوث و أفضل الممارسات، و الخدمات الاستشارية، و ضمان طرق ثالث، و الجائزة العربية الشهيرة و المعروفة باسم الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، علاوة على المنصة الفكرية التي تنعقد كل عامين لمناقشة أحدث ما توصل إليه المعنيون في ميادين الاستدامة و المعروف باسم المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مجموعة عمل الإمارات للبيئة تزرع 500 شتلة تحت “من أجل إماراتنا نزرع”

بالشراكة مع بلدية أبوظبي ممثلة بمركز بلدية الشهامة شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإ/ارات العربية المتحدة، …