مسجد غلاسكو المركزي يتحوّل إلى الطاقة الشمسيّة تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ COP26

مبادرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن تحالف “أمّة لأجل الأرض” تهدف إلى إلهام المجتمعات المسلمة حول العالم للإسراع في تبني الحلول المستدامة
شبكة بيئة ابوظبي، غلاسكو، اسكتلندا 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2021

مع انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ COP26 في المدينة، سيتم تحويل مسجد جلاسكو المركزي – وهو أكبر مسجد في اسكتلندا، إلى الطاقة الشمسيّة كليّاً، في خطوة تهدف إلى الحدّ من انبعاثات الكربون وتقديم مثال حي على دور المجتمعات في تنفيذ الحلول المستدامة ابتداءً من دور العبادة، وتكثيف جهودها في التصدّي لأزمة المناخ العالميّة.
وتأتي هذه الخطوة بتمويل كامل من منظمة الإغاثة الإسلامية العالميّة، حيث سيتم تركيب 130 لوحًا شمسيًا لتقليص الانبعاثات الكربونيّة للمسجد بنحو 18000 كجم سنويًا، وقد تم اختيار مسجد جلاسكو المركزي كجزء من مبادرة “المساجد الخضراء” لمشروع “أمة لأجل الأرض” الذي أطلقته غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف إبراز الإمكانات الهائلة في مكافحة أزمة المناخ من خلال تحويل المساجد إلى الطاقة الشمسيّة في جميع أنحاء العالم، للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقديم مثالا يُحتذى به للمجتمعات الأخرى.
وخلال مشاركتها في فعاليّات مؤتمر COP26 في جلاسكو، ستنشر غرينبيس دراسة علميّة للفوائد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لتحويل عشرة مساجد رئيسية حول العالم إلى الطاقة الشمسيّة، مثل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة والمسجد الحرام في مكة المكرمة ومسجد الأزهر في القاهرة.
قال طفيل حسين، مدير منظمة الإغاثة الإسلامية العالميّة في المملكة المتحدة:
“تكمن رمزيّة هذه المبادرة كونها تأتي على بعد خطوات من مركز انعقاد مؤتمر المناخ COP26، فعلينا العمل جديّاً على تشجيع الجهود والمبادرات المماثلة على المستوى العالمي، ونأمل أن تؤدي إلى إلهام عدد كبير من المجتمعات لتبني الحلول المستدامة في دور عبادتها فتكون منارات مضيئة في العمل المشترك في مواجهة أزمة المناخ.”
“ضمن عملنا كمنظمة إغاثة إنسانيّة حول العالم، تشهد فرق الإغاثة الإسلامية عن كثب الألم الذي تسببه الكوارث الطبيعيّة في الخطوط الأماميّة لأزمة المناخ، والتي تتسبب في تشريد عشرات الملايين من البشر، بينما يواجه الملايين غيرهم خطر المجاعة بسبب تلف المحاصيل، وبما أنّ اكثر من 80 في المائة من سكان العالم يتبعون عقيدة ما، يقع على عاتق القادة والرموز والشخصيّات المسؤولة في مجتمعاتهم باتخاذ مواقف جريئة من ما يجري حولنا من خراب بيئي وتدمير ممنهج للنظم البيئيّة على الكوكب.”
وقالت نُهاد عوّاد، مسؤولة الحملات في تحالف “أمة لأجل الأرض” في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
“يجسّد هذا المشروع الإمكانات الكبيرة المتوفّرة، وأهميّة مشاركة الأمة الإسلامية في العمل الجاد والسريع لتنفيذ الحلول المستدامة للأزمة المناخية المتفاقمة من حولنا، والتي لا تكمن فقط في الفوائد البيئية المباشرة لتبني الطاقة المتجددة في دور العبادة فقط، بل في لعب دورا أساسيّا كمراكز ثقافية وروحانية لها تأثير إيجابي هائل على الأفراد والمجتمعات.
“نّها صرخة صحوة موجّهة للقادة السياسيين والمراجع الدينية في الأمّة للتعامل بجديّة أكبر مع التغيّر المناخي والأزمات الناتجة عنه، وتذكير الجميع بمسؤوليتهم تجاه البشريّة وكافة ما يحيى على الكوكب.”
وقال عرفان رزّاق، الأمين العام لمسجد غلاسكو المركزي:
“نحن نؤمن أن البشريّة قد ائتمنت على الكوكب للعناية والحفاظ عليه للأجيال القادمة، وعظمة مكانتها على الأرض تكمن في هذه المسؤوليّة الكبيرة، والتي من الواضح أننا قد تجاهلناها طويلاً، ونحن نرى اليوم توابعه هذا الإهمال.”
“ما ننجزه اليوم يمثل خطوة مهمّة نحو تحمّل الجالية المسلمة في المملكة المتحدة لهذه المسؤوليّة، ولعبها دوراً أكثر ريادة في العمل ضد أزمة المناخ والبيئة والتي أصبحت أزمة وجوديّة حقيقيّة تهددنا جميعاً، والمشاركة في الاستغناء عن الوقود الأحفوري كمصدراً للطاقة وموافاة الالتزامات التي تعهدنا بها كدولة للحد من الانبعاثات بحلول عام 2050، خاصة مع وجود أكثر من 1500 مسجداً في أنحاء البلاد المختلفة.”
سيساهم انتقال مسجد جلاسكو المركزي إلى الطاقة الشمسيّة إلى تحويل المزيد من الموارد نحو تطبيق الحلول المستدامة في المجتمع المحيط به، من ضمنها مبادرة زراعية لتوفير الخضار والفاكهة محليّاً للمزيد من التخفيض في انبعاثات الغازات الدفيئة، وقد التزمت إدارة المسجد بتنظيم حلقة توعية سنويّة حول مخاطر تغيّر المناخ وأهميّة تنفيذ الحلول المستدامة والخضراء.
وتتخذ منظمة الإغاثة الإسلاميّة العالميّة من مؤتمر المناخ COP26 فرصة لإيصال رسالة إلى حكومة المملكة المتحدة تطالب بالمزيد من العمل الجاد تجاه الالتزامات الدولية المتعلقة بتغيّر المناخ بإنشاء صندوق خاص لدور العبادة والمباني الخاصة لجميع الديانات لتمويل تحوّلها للطاقة المستدامة والتأكد من وصولها إلى “صفر انبعاثات صافية” بحلول 2050، كما تطالب المنظمة الحكومة بتفعيل قنوات الاتصال والتشبيك مع المراجع والقيادات الدينيّة المسؤولة عن المباني والمراكز الخاصة بمجتمعاتهم لإشراكهم بهذه القضيّة.
ويعمل تحالف “أمّة لأجل الأرض” إلى رفع التوصيات إلى قادة العالم خلال هذا المؤتمر، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الدول ذات الأغلبية المسلمة، داعيهم إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الملموسة في مجال مواجهة أزمة المناخ، منها:
● السعي الجاد للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية عبر الوفاء بالالتزامات والتحرك السريع والجاد للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري
● دعم انتقال الاقتصادات النامية إلى الحلول المستدامة، بما في ذلك دعم المجتمعات الأكثر تضرراً والأكثر عرضةً لتغيّر المناخ
● الوفاء بمبلغ المئة مليار دولار سنويّاً الذي تم التعهد به في إطار اتفاقية باريس لتوفير التمويل الدولي المتعلق بالمناخ وتفعيل آليات الشفافيّة والتدقيق
● الإسراع في معالجة أوجه عدم المساواة في توزيع أموال مشاريع التكيّف لتغير المناخ عبر الدعم المادي للمجتمعات الأكثر عرضة لمساعدتها على الصمود في مواجهة التأثيرات المناخية
● الالتزام بتأمين التمويل للتعويض عن الخسائر الماديّة ومساندة البلدان الأكثر تأثراً في الاستجابة لحالة الطوارئ المناخيّة

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

خطة دراجي لإنقاذ النمو الأخضر

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، بقلم دوناغ كاجني | يوراكتيف، وساهم نيكولاس جيه كورماير في هذا …