ماذا بعد قمة العمل المناخي (COP26) في غلاسكو 2021 (2)

عقب انتهاء أعمال قمة العمل المناخي (COP26) في غلاسكو وما تمخض عنها من نتائج، فقد اختلفت الآراء حولها. شبكة بيئة أبوظبي التي واكبت مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ السادس والعشرين (COP26) المنعقد في “غلاسكو” تعمل على عرض آراء المؤسسات والخبراء والجمعيات ذات العلاقة الذين تابعوا أعمال هذه القمة (حضورياً أو عن بُعد) من مختلف الجوانب.
شبكة بيئة أبوظبي، الدكتور يوسف الكمري، شبكة العمل المناخي بالعالم العربي، المملكة المغربية 25 نوفمبر 2021

ما تعليقكم حول نتائج مفاوضات قمة المناخ (COP26) بغلاسكو 2021؟
كنشطاء في المجتمع المدني، كنا نردد على أنه من المحتمل أن تكون قمة المناخ في دورتها السادسة والعشرين (COP26) بغلاسكو 2021 أحد المؤتمرات الأخيرة التي يمكن أن تجنب الأرض تجاوز العتبة الدراماتيكية لتغير المناخ، لكن وللأسف، ومع اختتام فعاليات القمة (COP26)، وكما تتبعنا جميعاً، هناك تباين ردود الفعل بشأن الاتّفاق الذي تبنّته القمّة الأخيرة لتسريع مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي بين التفاؤل والحذر، وعليه نسجل بأن هناك نوعًا من “خيبة أمل” في نتائجها، إذ إنه كنا نأمل أن تذهب الدول الأطراف المشاركة في المفاوضات أبعد من ذلك للحدّ من الاحترار المناخي. ولقد أكدت بالملموس، اتفاقية (COP26) غلاسكو 2021، بأن التزامات تعهدت بها الدول الأطراف حتى الآن لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض ليست كافية للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب 1.5 درجة فوق درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية. وفي محاولة لحل هذه المشكلة، تطلب الاتفاقية المذكورة (كما جاء في النص) من الحكومات تعزيز تلك الأهداف بحلول نهاية عام 2022 بدلاً من كل خمس سنوات كما كان مطلوباً سابقاً، وبالتالي التراجعات المسجلة عن تحديد والالتزام بأهداف أكثر صرامة لخفض الانبعاثات سيكون له عواقب وخيمة مستقبلاً، وهذا ما أكده مجموعة من خبراء المناخ في العالم، على أن تجاوز ارتفاع الحرارة 1.5 درجة مئوية، من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر وتأكل السواحل البحرية، وكوارث طبيعية من بينها الجفاف الشديد والتصحر والعواصف وحرائق الغابات التي هي أسوأ بكثير من تلك التي يشهدها العالم حالياً. وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن ذلك في بيانه الأخير، بحيث قال “لسوء الحظ، لم تكن الإرادة السياسيّة الجماعيّة كافيةً للتغلّب على التناقضات العميقة” بين الدول و”حان الوقت للانتقال إلى وضعيّة طوارئ”.

ماذا عن دور المجتمع المدني خلال مفاوضات قمة المناخ (COP26) بغلاسكو؟
“ماذا نريد؟ العدالة المناخية ! متى نريدها أن تتحقق؟ الآن!” هذا ما كان يردده آلاف المتظاهرين (نشطاء المناخ) الذين جابوا شوارع مدينة غلاسكو بإسكتلندا، الجمعة 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، خلال “يوم الشباب” ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو (COP26)، وبالرغم من التمثيلية المحدودة للمشاركات والمشاركين من المنظمات غير الحكومية، ممثلين عن المجتمع المدني بشكل حضوري، وهذا راجع بالأساس للإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة من طرف القائمين على القمة، وذلك جراء تفشي جائحة كوفيد-19، والتقييدات الصارمة والمفروضة على المشاركين خلال السفر بين البلدان، ومع ذلك شاركت وفود عن المجتمع المدني العربي في هذه القمة، وذلك بهدف الترافع من أجل المناخ ودعم وتعزيز آليات ومرتكزات العمل الدولي لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، إلى أنه بالرغم من ذلك، فالمجتمع المدني مازال ينتظره محطات عديدة للترافع من أجل قضايا المناخ، خصوصاً في ظل المخرجات الأخيرة لقمة المناخ (COP26) بغلاسكو، فهو مطالب بالمزيد من العمل المناخي الواقعي، وذلك لإيصال صوته لرؤساء الدول والحكومات والمطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة، للتصدي للتغير المناخي وتأثيراته على التنمية المستدامة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

معهد الموارد العالمية يصدر حاسبة تمويل المناخ للإشارة إلى كيفية توزيع المسؤولية عن تمويل المناخ عبر البلدان

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، ميلاني روبنسون، المدير العالمي لبرنامج المناخ والاقتصاد والتمويل، معهد الموارد العالمية …