أناسي للإعلام تنظم محاضرة بعنوان “أيام العرب” ضمن فعاليات السفارة الثقافية للدولة

شبكة بيئة ابوظبي، الامارات العربية المتحدة، 19 يناير 2022
في إطار أنشطة وفعاليات السفارة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، نظمت أناسي للإعلام ، محاضرة ضمن فعاليات موعد نقاش بعنوان “أيام العرب”، قدمها أحمد محمد عبيد الباحث في الأدب العربي واللهجات والتاريخ العربي القديم والتاريخ الشفاهي (التراث الشعبي) والتراث العربي وتحقيق المخطوطات.
أقيمت المحاضرة عبر تقنية الاتصال عن بُعد مساء أمس الثلاثاء ، بحضور عدد من المؤرخين وعلماء الآثار والمتخصصين في اللغة العربية، وممثلون من الهيئات والمؤسسات الأكاديمية والثقافية وأعضاء من الهيئات الدبلوماسية والأكاديمية بالدولة.
وأسست السفارة الثقافية “موعد نقاش” في عام 2017 ليواصل أهداف ومسيرة أناسي للإعلام، حيث يسعى إلى تحقيق نوع غير تقليدي من التواصل الفكري يعتمد على التفاعل بين عضوات الموعد عبر مشاركتهن في البحث والنقاش لخلق أجواء ممتعة تثري العقل والروح معا.
تناولت المحاضرة التي أدارها الإعلامي ثامر الصياح عدة محاور، هي: مفهوم الأيام، أنواع الأيام، عدد الأيام، بواعث وأسباب الأيام، طقوس ونوادر من أخبارالأيام.
واستهل الباحث أحمد عبيد المحاضرة بالحديث عن الأيام فقال: “تعد أيام العرب جزءاً من طبيعة المجتمع الذي عاشه العرب قبل الإسلام على امتداد تاريخهم الطويل، وتمثل الحروب جزءاً من الحياة اليومية التي كانوا يعيشونها، فكانوا في حروب دائمة لا تتوقف إلا في الأشهر الحرم، التي لا تعيرها بعض القبائل أهمية، وكانت الحروب إحدى الأمور الخمس المخيفة التي يعيشها الجاهلي ويخشى الاقتراب من سطوتها، لكن ليس من خيار أمامه للابتعاد عنها، وهذه الأمور هي: الملوك، والحروب، والصعاليك، والسوافي (الرياح) والهاطل الأجش (المطر الشديد)، لأن أيا منها يمكن أن يهلكه، لكن لم يكن هناك مناص من الاشتراك فيها لأن القبائل التي لا تملك القوة للدفاع عن نفسها ورد مغتصبي مالها، تصبح نهبة للقبائل الأقوى منها.

مفهوم الأيام
وأوضح أن مفهوم الأيام يقال في وصف الحروب والوقائع التي حدثت في الجاهلية “الأيام”، وعلى هذا جاء المسمى في المصادر العربية، ولم يُضف إليها لفظ “العرب”، وإذا أردوا تخصيص أيام لقبيلة ما أضافوا اسم القبيلة فقالوا: أيام بكر وتغلب، أيام عبس وذبيان، أيام الأوس والخزرج، أما “أيام العرب” فهو المسمى الذي طغى على هذه التسمية – حتى لدى بعض المختصين – بسبب كتاب ” أيام العرب قبل الإسلام” لمحمد أحمد جاد المولى وعلي البجاوي ومحمد أبوالفضل إبراهيم رحمهم الله.
وأضاف: “لمعرفة مدلول كلمة “يوم” علينا التفريق بين ثلاث مدلولات: اليوم، والليلة، والحرب، فاليوم المعروف في حياتنا هو اليوم الذي نعرفه من أربعة عشرين ساعة ويضم النهار والليل، أما مدلول اليوم الذي يعني الحرب ففيه عدة آراء: أن يكون قولهم “أيام العرب” أصله “أيام وقائع العرب”،وإذا “الموقعة” أظهر حدث في “اليوم”، فسمي اليوم كله بها، كأن لم يكن سواها ذلك اليوم، والمقصود باليوم “وقت الشدة” وتسميته باليوم متأتية من أن القتال كان يحدث في يوم واحد فقط، إلا بعض استثناءات، واليوم كرمز تاريخي يؤرخون به الزمن ، للتاريخ ، “وظاهر من قصص الأيام أنهم كانوا يقصدون من اليوم في هذا الاستعمال معنى النهار فقط ، لا معناه الذي يشمل الليل والنهار” ،وهذا المعنى الذي يعني فيه اليوم النهارَ الذي وقعت فيه المعركة في أي وقت منه ، منذ الصباح حتى المساء ، وهذا الرأي هو رأي الباحثين المحدثين وآخرين” ، وقد عرف هذا المعنى الدال على الوقت الذي تجري فيه الوقعة منذ الصباح حتى المساء في أي وقت من أوقات النار ، بل إن هذا المعنى معروف لدى الجاهليين أنفسهم ، فهم قد فرقوا بين الوقعة التي تحدث في النهار فأطلقوا عليها “يوم” أما التي في الليل – وهي نادرة – فأطلقوا عليها “ليلة” ، ومن ذلك “ليلة مقشب” ، وهو أمر نادر أن يكون هناك قتال بالليل ، فالقتال بالنهار ، وإذا أقبل المساء تحاجزوا .
اما الفرق بين اليوم والحرب ، أن الحرب أكبر من اليوم ، فهي تضم مجموعة من الأيام المتعددة بين طرفين معينين على زمن قد يطول أو يقصر ، ومنها هذه الحروب : حرب البسوس ،وحرب داحس والغبراء ، وحرب الفِجار بين قريش وكنانة ، وحرب الفِساد بين قبائل طيء ، وحرب الأوس والخزرج ، وهي أيام كثيرة يفضل بين أولها “حرب سُمير” وآخرها “يوم بُعاث” ما يقارب مائة سنة ، ومن أقدم الأيام “يوم شهرزر” بين قبائل قضاعة وبين الفرس سنة 231م ، ويوم “سلوت” بين الأزد في عمان بزعامة مالك بن فهم الأزدي وبين الفرس ، في منتصف القرن الثالث الميلادي أو في الربع الأول منه تقريبا .

أنواع الأيام
وتطرق المحاضر في الحديث إلى ذكر أنواع الأيام فقال : يمكن تقسيم الأيام إلى نوعين حسب طبيعة اليوم ، النوع الأول وهو الأشهر ، بين طرفين متحاربين على مساحة مفتوحة من الأرض تجري فيها معركة ، وهذا هو النوع الأشهر وعليه الغالبية العظمى من الأيام ، ويمكن تقسيم هذا النوع إلى قسمين :الأول الأيام الداخلية وهي الأيام التي تكون بين بطون القبيلة ذاتها ، من ذلك يوم بين بعض بطون قبيلة كلب بن وبرة يسمى “يوم نهادة” ، و”يوم حضْوة” بين قبلية دوس وقبلية بني عامر الغطريف ، وهما من قبائل الأزد ، وحروب الأوس والخزرج .
والثاني الأيام الخارجية : وتنقسم إلى قسمين :الأيام التي بين القبائل العربية : وهي أكثر أيام العرب المعروفة ، مثل حرب داحس والغبراء وحرب البسوس والغالبية العظمى من الأيام ، والقسم الثاني الأيام التي بين القبائل العربية وبين عناصر أجنبية ، مثل الفرس والروم والأحباش ، وغير ذلك ، ومن أمثلة هذا النوع : يوم ذي قار بين الفرس وبين قبيلة بكر بن وائل الذين انتقموا لمقتل النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، ومثله الأيام التي جرت بين الأحباش وبين أهل اليمن ، وهناك إشارات إلى معارك عربية بين العرب وبين الروم في المناطق العربية الحدودية المتاخمة للدولة البيزنطية ، وتشير السجلات البيزنطية إلى غارات قبيلة “كلْبو” العربية على حدودها ، وتعني قبيلة كلب بن وبرة .
أما النوع الآخر فهو يوم يقتل فيه أحد الملوك أو الزعماء من طرف قبيلة ما في وضع غير متكافئ ولم يستعد له هذا الملك أو الزعيم في غياب من قومه أو في وقت لم يجد فيه فرصة الدفاع فيه عن نفسه بسبب عنصر المفاجأة ، ومن هذه الأيام “يوم مقتل حجربن عمرو الكندي “والد امرئ القيس”، وكان زعيما على قبائل عديدة ، منها بنو أسد التي كان قاسيا عليها ، فوجد غفلة ممن كانوا معه فأمرها كاهن القبيلة بقتله فهجموا عليه وقتلوه ، ويوم “مقتل عمرو بن هند” ملك الحيرة ، وكانت أمه قد أرادت إهانة ليلى بنت مهلهل التغلبي، والدة عمرو بن كلثوم التغلبي، فنصب عمرو بن هند رواقا في الجزيرة (الفراتية) واستزار عمرو بن هند ، وطلب أن تزور أم عمرو بن كلثوم أمَّ عمرو بن هند ، فلما زارتها أسقطت أم عمرو طبقا من يدها وطلبت من ليلى بنت المهلهل أن تناوله إياها فرفضت وصاحت بالذل، فانتبه عمرو بن كلثوم لذلك وتناول سفا معلقا في الرواق وقتل به عمرو بن هند، والثالث يوم مقتل عمرو بن مامة اللخمي، اخي عمرو بن هند من أبيه ، وكان قد تم حرمانه من المزايا الملكية – مثل وراثة العرش – التي نالها إخوانه من أبيه ، أشقاء عمرو بن هند ، فاستعان بقيلة مراد المذحجية على أخيه عمرو بن هند ، لكنه نكثوا بوعدهم له وقتلوه في “يوم قضيب” .

عدد الأيام
وأكد الباحث أحمد عبيد على أن عدد الأيام التي حدثت في الجزيرة العربية لايمكن إحصاءها على اتساعها الزماني في قرون عديدة منها ستة قرون ما بين نشوء الديانتين السماويتين : النصرانية والإسلام ، وقرون أخرى كثيرة قبل ذلك ، وما بين الامتداد المكاني لهذه البقعة الكبيرة الناطقة بالعربية سواء في الجزيرة العربية في أقاليمها العديدة : نجد والحجاز والسراة وعسير وتهامة واليمن وعمان والبحرين ثم الامتداد المكاني المتصل بها في العراق وبلاد الشام وسيناء ، وأقصى ما تم إحصاؤه من هذه الأيام ما ذكر أن أبا عبيدة معمر بن المثنى ، له كتاب الأيام الكبير فيه “ألف ومائتا يوم” ، ولأبي الفرج الأصفهاني كتاب آخر في الأيام فيه “ألف وسبعمائة يوم” ، لكن العدد الحقيقي للأيام أكبر من هذا العدد بكثير ، فأكثر من وصلنا من أخبار الأيام وأسمائها هي للأيام التي حدثت في القرن السابق للإسلام (القرن السادس الميلادي) مثل حرب داحس والغبراء وحرب البسوس وأكثر حروب الأوس والخزرج ، وكبار الأيام في هذا القرن مثل يوم شِعب جبلة ، ويوم ذي قار ، ويوم الكلاب الأول والكلاب الثاني ، أما قبل ذلك فهناك أيام كثيرة لم تصلنا أخبارها ، لعل أشهرها أيامًا ثلاثة هي يوم البيداء ، الذي يرجح أنه حدث بين حمير وبين قبائل قضاعة وبني عبد مناة في أواسط القرن الرابع الميلادي ، ويوم السّلان بين قبائل قضاعة ومعد وبين قبائل اليمن ، وانتصرت فيه قبائل قضاعة ومعد ، ورجح أنه في سنة 450 أو 281م ، ثم يوم خزازى بين مضر ربيعة وقضاعة بين اليمن “وكان من أعظم أيام العرب” ورجح أنه في سنة 492م .

بواعث الأيام
وقال المحاضر أن حروب العرب في الجاهلية لها أسبابها بلا شك ، وهي أسباب عديدة أولها الصراع السياسي ، تبدو الأسباب السياسية أكثر في الصراع السياسي بين المناذرة والغساسنة ، وقد نجم عن هذا الصراع عدة أيام بينهما أشهرها يومان هما “يوم حليمة” الذي قيل عنه المثل المشهور “م يوم حليمة بسر” ، و”يوم عين أُباغ” للغساسنة على المناذرة ، وفي الأسباب السياسة تدخل الأيام التي فيها رفض للمتدخل الأجنبي في شؤون المالك العربية وقبائلها مثل “يوم سلوت” بين الأزد في عمان وبين الفرس ، و”يوم ذي قار” بين قبائل بكر بن وائل والفرس .
ثانيا صراع الزعامة : الصراع بين أفراد البيت الواحد على الزعامة والاستبداد بالرأي ، تجلى ذلك في الصراع الذي نشأ بعد وفاة الحارث بن عمرو الكندي – الذي فرق أبناءه زعماء على مجموعة من قبائل العرب – حيث تشتت أمرهم وذهبت كلمتهم وكثر الحساد بينهم خاصة بين سلَمة وشرحبيل ابني الحارث بن عمرو فجمع كل منهما من عنده من قبائل والتقوا “يوم الكُلاب الأول” فقُتل شرحبيل ، ولما رأى سلمة أخاه مقتولا ندم ، ثم أصابه الفالج ، وأصاب الوسواس أخاه معي كرب ، وقتلت بنوأسد أخاهم الأكبر حِجرًا – والد امرئ القيس الشاعر ، وذهب ملكهم ، ومن أمثلة هذا الباب منصب “الردافة” الذي كانت تشغله بنو يربوع في الجاهلية لدى المناذرة ، وبعد وفاة الرديف من بني يربوع رفض الملك وضع ابنه مكانه فحاربوه وأجبروه على وضع ابنه مكانه .
ثالثاً الصراع القبلي : صراع القبائل فيما بينها لبسط النفوذ والغض من قبائل أخرى ذات قوة والحد من سيطرتها ، ولذلك قد تجتمع عدة قبائل على قبيلة واحدة ، مثل ومن أكب أمثلة هذا اليوم “يوم شِعْب جَبلة” رابعاً التأديب : ومن أمثلة ذلك يوم الصفقة أو يوم المشقر ، وكان تميم قد أغارت على لطيمة ، وهي قافلة تحمل الطيب لكسرى ، وقلت من قتلت فيها وبقي بعض المرازبة الذين حماهم هوذة بن علي الحنفي ، وحملهم إلى كسرى ، وأخبره أن قتالهم صعب ولكن طلب منه حبس الميرة عنهم ثم فتح حصن المشقر لهم فإذا دخلوه طلبا للميرة واحدا واحدا قتلهم .
خامساً الثأر: وهو أحد أكثر أسباب الأيام بين القبائل ، فتحدث شرارة اليوم الأول بسبب حادثة ما كقتل أو سرقة أو غارة سلب مال أو عون للعدو على قبيلة ما ، فتقوم القبيلة بالثأر ، وإذا نالت ثأرها قامت القبيلة الأخرى بالرد عليها بيوم آخر تنال فيه ثأرها أو لا تناله إلا في يوم قادم غيره ، وهكذا ، وقد قالت العرب في أمثالها في نيل الثأر “يومٌ بيومِ الخفَض المجوَّر” ، أن هذا اليوم الذي نالته القبيلة التي قال أحد أفرادها هذا المثل في لحظة انتصار هو معادل أو كفء ليوم الخًفض المجور ، الذي هُزمت فيه سابقًا . كما فعل عمرو بن هند اللخمي فسبب ذلك أوارة ، وكان قد عاقد قبيلة طيء “على ألا ينازعوا ولا يفاخروا ولا يغزوا ، وأن عمرو بن هند غزا اليمامة ثم رجع مُنفضًا فمرّ بطيء ، فقال له زرارة بن عُدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن الحنظلي : أبيت اللعن ، أصِب من هذا الحي شيئًا . قال له : ويلك ، إن لهم عقدًا . قال : وإن كان . فلم يزل به حتى أصاب نسوةً وأذواداً” ، فهجاه قيس بن جروة الطائي فغزا طيئا يوم أواره وأسر منهم قوما ثم أطلقهم ، وكان لعمرو بن هند ابن مسترضع في بني تميم فقتله أحدهم فقال عمرو بن ملقط الطائي شعرا يحضض فيه عمرو بن هند على غزو تميم فغزاهم وأحرق منهم مائة رجل في يوم أوارة .
سادساً السلب والنهب : وهو أحد أكثر أسباب الأيام ، وقد تقود رغبة السلب والنهب إلى النكث بالمواثيق أحيانًا .
سابعاً البَغْي: وهذا السبب قد جر إلى حربين من أكبر حروب العرب في الجاهلية ، حرب داحس والغبراء ، وحرب البسوس .
ثامناً العِرض: قام زياد بن الهبولة السليحي القضاعي – وسليح كانوا ملوك الشام قبل الغساسنة – بغزو حجر بن عمرو آكل المرار ، وهم في عمرو ذي كندة ، وكان حجر قد غزا البحرين ، فبلغ خبر غزوة زياد الذي أغار على مملكة حجر فأخذ ملا كثيرًا ، وسبى امرأة حجر، فجر هذا يوم البردان ، الذي قتل فيه زياد بن الهبولة” .

طقوس ونوادر من أخبار الأيام
وقال الباحث أحمد عبيد أن أيام العرب تحمل الكثير من الطقوس والنوادر ومنها: توقف الأيام في الشهر الحرم. وخروج القبائل للغزو في الصباح الباكر، وقد اشتهرت قبيلة كلب بكثرة خروجهم للغزو في الصباح الباكر فأطلق عليهم “فتيان الصباح”.
وحين يجاور شخص ما في إحدى القبائل، ثم تنوي هذه القبيلة التي جاور فيها غزوَ قبيلته، فإن له الحق في إنذارهم بنفسه أو إرسال أحد ثقاته لينذرهم بالتشفير بعلم القبيلة التي تنوي الغزو، دون أن يتحدث أن ينطق ببنت شفة ، فيقوم أهل التجربة والدهاء من قبيلته باستقبال الرسالة وتفسيرها ، ثم الرحيل من موضعهم للنجاة .
وتقوم القبيلة الغازية بأسر رجل من القبيلة المغزوة إذا لم يجدوا مكان القبيلة بعد، ويطلق عليه الأخيذ، فيسألونه عن قومه ، فإن شكوا أنه قد كذب عليهم طعنوه ، فإذا سال اللبن من بطنه أدركوا أنه قد اصطبح به – أي شرب اللبن في الصباح ، وأن مكان القبيلة قريب منهم ، ولذلك كان مثل هذا الأخيذ يحاول التملص من الإجابة بأية طريقة ، فقالت العرب في أمثالها “أكذب من الأخيذ الصَّبَحان” ، وذبح الأخيذ أو قتله قبيل المعركة ، من باب ما يسمى بالقرابين البشرية ، طلبًا للنصر واستبشارا به .
وأضاف: ومن الطقوس أيضاً إيقاد النار على جبل قريب من مكان المعركة كي تتجمع القبائل والبطون والأحلاف إليه إذا رأت النار من بعيد فتتحد كلمتها ، كما حدث في “يوم خزازي” وهو من أكبر أيام العرب وكان لقبائل معد بزعامة كليب وائل على قبائل اليمن .
إعلام القبيلة المغزوة بوجود غزو لها من قبل الغزاة ، وليس من العرف مباغتتها على عين غرة .
التفاخر قبل بدء المعركة .
“الاستئسار”: يجد بعض الغزاة أنفسهم قريبين من الهزيمة وقد يُقتلون ، فيستأسرون ، أي يوافق على أن يأسره الشخص الذي يبارزه أو يحاصره ، فيجز ناصيته ، ويحتفظ بها الآسر ويطلق سراحه مقابل فداء معينا ، ثم يأتي المأسور بالفداء بعد انتهاء اليوم بزمن ، أما إذا كان قد قُتل شخص عالي القدر من القبيلة المغزوة فينظر إن كان في الأسرى من يكافئه فيقتل به ، ويعوض آسره عنه .
“الفارس المعلم ” يضع الفارس علامة يعرفه الناس بها ، ولا يخفي نفسه عن أعدائه ثقة بنفسه .
مشاركة كل قبيلة براية خاصة بها ، وفي يوم النسار “كانت راية بني تميم على صورة العقاب “.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

السفارة الثقافية للدولة تصدر كتابين للنقوش الثمودية والنبطية

في إطار برنامج السفارة الثقافية للدولة لدى الألكسو وتحت شعار”نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا” مدير عام …