برؤيـة رئيس الدولة.. «مصدر» تنطلق لآفاق واعدة بقطاع الطاقة المتجددة

الشراكة مع “ادنوك” و “طاقة” و “مبادلة” لامتلاك حصة في “مصدر” ترسخ مكانتها بمجال الطاقة المتجددة والهيدروجين
– خطط لمضاعفة القدرة الانتاجية بحلول عام 2030
– مشاريع مستدامة بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار
– استراتيجية بعيدة المدى لضمان مستقبل مستدام
– تفادي إطلاق 7.5 مليون طن من الانبعاثات
– دور فاعل في نشر حلول الاستدامة والحد من آثار التغير المناخي
– دعم الاهداف الاقتصادية التنموية والاجتماعية لدولة الإمارات

أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع الطاقة المتجددة، ونشر حلول الاستدامة عالمياً، ما يعزز الدور الرائد للإمارات في دعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وتواصل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وفق رؤية صاحب السمو رئيس الدولة، دورها الرائد في ترسيخ المكانة المتميزة لدولة الإمارات ضمن قطاع الطاقة العالمي، إلى جانب دعم تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة فيها بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة.
قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» ل «الاتحاد»: إن «مصدر» تواصل ترسيخ ريادتها في نشر حلول الطاقة المتجددة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ليكمل المسيرة التنموية الرائدة التي بدأها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي سار على نهجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.
وأكد أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، أسهمت في تبوؤ الإمارات لمكانة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، ونشر حلول الاستدامة عالمياً.
وأضاف: استطاعت «مصدر» ترسيخ ريادتها في نشر حلول الطاقة المتجددة وإدخال التقنيات المبتكرة إلى السوق وتطوير مشاريع عمرانية مستدامة، وحققت إنجازات نوعية ناتجة عن تكثيف الاستثمار في حلول الطاقة النظيفة المجدية تجارياً والمدن الذكية وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، إلى جانب توفير إمدادات مستدامة للطاقة.

مستقبل مستدام
وخطت «مصدر» خطوات متسارعة خلال مسيرتها الممتدة على مدى 16 عاماً، وعززت الشركة من مشاريعها وأنشطتها التجارية في إطار استراتيجيتها بعيدة المدى التي تهدف إلى ضمان مستقبل مستدام، ودعم الأهداف الاقتصادية التنموية والاجتماعية لدولة الإمارات ومواصلة مسيرة الإنجازات، بما يعكس تطلعات الدولة ويتماشى مع «مبادئ الخمسين» التي أقرتها القيادة الرشيدة، لتشكل خريطة طريق لجميع المؤسسات والجهات الاتحادية والمحلية حتى تحقق الأفضل، بما يسهم في دعم النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة.
ورسخّت «مصدر» مؤخراً مكانتها كشركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النظيفة، وذلك عبر الاتفاقية الاستراتيجية بين «أدنوك» و«طاقة» و«مبادلة» لامتلاك كل منها حصة في «مصدر» بهدف تطوير محفظة عالمية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، لتصبح «مصدر» بذلك واحدة من أكبر الشركات من نوعها على مستوى العالم، حيث تتطلع الشركة إلى مضاعفة قدرتها الإنتاجية بحلول عام 2030 لتساهم في تعزيز جهود دولة الإمارات لمواكبة التحول في قطاع الطاقة من خلال تعزيز القدرات في مجال الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية محلياً وعالمياً، وتسريع تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

الهيدروجين الأخضر
وفيما يتزايد الحديث مؤخراً عن الهيدروجين بوصفه «التقنية القادمة الأبرز» في مجال الطاقة النظيفة، أدركت «مصدر» مبكراً أهمية هذا العنصر الحيوي وبادرت إلى استكشاف إنتاج الهيدروجين واستخدامه في توليد الطاقة منذ عام 2008.
وتعمل الشركة حالياً على قيادة مبادرات نوعية في مجال الهيدروجين الأخضر في أبوظبي، منها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين.
وسوف تركز المرحلة الأولى من المشروع على إنتاج هيدروجين أخضر يتم فيها تحويله إلى وقود مستدام للطائرات، وسيتم استخدام جزء من الهيدروجين في تطبيقات وتجارب أخرى لتزويد المركبات والحافلات بالوقود ضمن مدينة مصدر، وسيتم بالتوازي مع ذلك بناء محطة لإنتاج كيروسين صناعي.
وفي شهر سبتمبر الماضي، تم الإعلان عن توقيع كل من (أدنوك) وشركة «بي بي» وشركة «مصدر» اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة، بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط.
ووقعت كل من «مصدر» وشركة «حسن علام للمرافق» مؤخراً مذكرتي تفاهم مع الجهات المصرية المعنية للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. حيث تهدف خلال المرحلة الأولى من المشروع إلى إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، على أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2026.

زيادة القدرة الإنتاجية
تمثل «مصدر» منذ تأسيسها في عام 2006، نموذجاً حياً ومساهماً أساسياً في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتستثمر «مصدر» حالياً في مشاريع مستدامة بقيمة إجمالية تزيد على 20 مليار دولار، وتشمل هذه الاستثمارات التسويق الناجح للتقنيات الجديدة التي تساهم في دعم تحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات والعالم.
وشهدت الشركة زيادة ملحوظة في القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها للطاقة النظيفة في عام 2021، حيث أظهر تقرير الاستدامة السنوي للشركة العام الماضي ارتفاعاً في قدرة توليد الكهرباء لجميع المشاريع التي استثمرت مصدر فيها – سواء أكانت قائمة أو قيد التطوير – من 10.7 جيجاواط إلى أكثر من 15 جيجاواط في عام 2021، كما ساهمت هذه المشاريع مجتمعة في تفادي إطلاق حوالي 7.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، بزيادة قدرها 40% مقارنة بعام 2020.

1000 شركة في مدينة مصدر
حققت مدينة مصدر، نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية محققة نجاحات متتالية عبر مسيرة تأسيسها، حيث باتت المدينة المستدامة اليوم مقراً لأكثر من 1000 شركة مرخصة ضمن المنطقة الحرة التابعة للمدينة، واستطاعت المدينة تحقيق نسبة إشغال بلغت 99% لأصولها التجارية.
وخلال العام التشغيلي الأول، حققت محفظة مشاريع صندوق مصدر للاستثمار العقاري الأخضر نمواً في القيمة بنسبة 3.3%.
وأعلنت مدينة مصدر عن عدد من المشاريع البحثية والتي شملت، إطلاق أول مشروع على مستوى العالم لإنتاج المياه بصورة متواصلة، بالاعتماد على مصادر طاقة شمسية/حرارية من قبل شركة «أكيوفوم» وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة «مصدر».
وأطلقت المنطقة الحرة في مدينة مصدر خلال شهر أغسطس الماضي حزمة جديدة من خيارات تأسيس الأعمال للشركات الجديدة والقائمة والعاملة حالياً ضمن مدينة مصدر، بالإضافة إلى حزمة مخصصة لرائدات الأعمال بهدف تعزيز نمو الشركات التي تديرها النساء في دولة الإمارات.
وتدير «مصدر» جائزة زايد للاستدامة، الجائزة العالمية الرائدة، التي أسستها الإمارات بهدف تكريم المبدعين والرواد والمؤسسات والمدارس الثانوية التي تمتلك مشاريع مبتكرة ومستدامة في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.

محطة جديدة لتحويل النفايات إلى طاقة
شهدت إمارة الشارقة مؤخراً، افتتاح محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
وتعد المحطة التي طورتها «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، وهي شركة مشتركة بين «بيئة»، المجموعة الرائدة بالمنطقة في مجال الاستدامة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، إنجازاً جديداً يضاف لدولة الإمارات.
تسهم المحطة، التي أُعلن عنها عام 2018، في تحويل نحو 300 ألف طن من النفايات عن المكبات سنوياً، ما يدعم تحقيق أهداف الإمارات الخاصة بتحويل النفايات وإدارتها، كما ستمكن المحطة الشارقة من رفع نسبة تحويل النفايات من 76% إلى 100%، لتكون أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط تُحول فيها جميع النفايات بعيداً عن المكبات.
ويسهم المشروع في تفادي انبعاث ما يصل إلى 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يدعم مساعي الدولة لتنفيذ المبادرة الاستراتيجية الخاصة بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وستنتج المحطة 30 ميجاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، ما يكفي لتزويد نحو 28 ألف منزل في الإمارات بالكهرباء، وتوفير 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في كل عام.

مشاريع نوعية
شملت مسيرة «مصدر» العديد من المشروعات النوعية، سواء في مجال الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، حيث أطلقت الشركة 3 مشاريع لطاقة الرياح في المملكة المتحدة تشمل «مصفوفة لندن»، ومحطة «هايويند سكوتلاند»، ومحطة «دادجون».
وفي صربيا طورت «مصدر» محطة «شيبوك 1»، التي تعتبر أكبر محطة طاقة رياح تجارية على مستوى المرافق الخدمية في صربيا ومنطقة غرب البلقان.
وعلى صعيد المنطقة، طورت «مصدر» محطة «الطفيلة» لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي سلطنة عُمان نفذت «مصدر» محطة «ظُفار لطاقة الرياح».
وفي مجال الطاقة الشمسية، أنجزت «مصدر» في شهر مارس من العام 2013، محطة «شمس» في منطقة الظفرة بأبوظبي بقدرة 100 ميجاواط.
كما نجحت «مصدر» في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاواط في دبي، التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف «مصدر» بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة «إي دي إف رينوبلز». وقد تمّ اختيار الائتلاف في العام 2016 بعد أن قدّم أقل سعر تعرفة للطاقة الشمسية في العالم آنذاك.
على الصعيد العالمي، دشّنت «مصدر» في العام 2011 محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا.
وشهدت الفترة الماضية تدشين «مصدر» لعدد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع مستقبلية في العديد من الدول المملكة العربية السعودية، والعراق، والولايات المتحدة، وأوزبكستان، وبولندا، وأندونيسيا، وإثيوبيا، وأوكرانيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وأذربيجان، وقيرغيزستان، واليونان.
وتم ربط محطة دومة الجندل لطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية بشبكة الكهرباء الرئيسية، وتقود مصدر ائتلاف تطوير المشروع الذي يضم إلى جانبها شركتي «إي دي إف رينوبلز» و«نسما»، ويتعاون الائتلاف أيضاً في تطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاواط في مدينة جدة السعودية.

شراكة جديدة
وقعت «أدنوك» و«مصدر» و«بي بي» خلال شهر مايو الحالي شراكة استراتيجية، تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في التعاون المشترك بين الأطراف الثلاثة في مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف والتكنولوجيا المتطورة للاستفادة من الفرص التي يوفرها التحول في قطاع الطاقة. واتفقت «أدنوك» و«بي بي» على بدء مرحلة التصميم/FEED/، في مشروع «اتش تو تيسايد» للهيدروجين المنخفض الكربون في المملكة المتحدة، بينما وقعّت شركة «مصدر» و«بي بي» مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص التعاون المحتمل في تشييد منشأة «تيسايد» لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مجمّع «تيسايد» الصناعي بالمملكة المتحدة، والتي سيتم تشغيلها بطاقة الرياح البحرية.
المصدر، جريدة الاتحاد، سيد الحجار (أبوظبي) 26 مايو 2022 02:37

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

قمة طاقة المستقبل.. تدعم تحقيق أهداف «كوب 28»

تنطلق بأبوظبي اليوم بمشاركة 350 من خبراء وقادة القطاع تنفيذ أطر عمل “كوب28” عبر 5 …