«I2U2».. السلام والتعايش جوهر النمو الاقتصادي

خبراء يشيدون بتجربة الإمارات في تحقيق التنمية والازدهار
الإمارات محرك رئيس للنهوض بالاقتصاد العالمي

السلام والتنمية الاقتصادية متلازمان، فالسلام أساس العلاقات التي تعزز التطور بشكل دائم وفقاً للمتغيرات الإقليمية والعالمية، هكذا وصف خبراء ودبلوماسيون في تصريحات لـ«الاتحاد» قمة قادة مجموعة «I2U2»، التي تضم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والهند والولايات المتحدة، وأشاروا إلى أن القمة الافتراضية، التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تجسد التعاون، الذي يحميه السلام، والذي يهدف إلى مزيد من النمو الاقتصادي.

ويعتبر الخبراء أن تعزيز التعاون الاقتصادي الهادف لنشر السلام من أهم عوامل نجاح التحالفات السياسية، في ضوء المتغيرات المستمرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بينما تحاكي «القمة الرباعية» تجربة الإمارات المتواصلة منذ قيام الدولة لجعل السلام هدفاً رئيساً في علاقاتها الدولية، وهو ما جعلها محوراً أساسياً لكافة الاتفاقات الدولية.

وفي هذا الإطار، قال جمال رائف الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن السياسي: إن الاتجاه الدولي الذي تنتهجه القوى الدولية هو فض النزاعات قدر الإمكان والعمل على تحقيق السلام من خلال تحالفات سياسية واقتصادية، فعلى سبيل المثال سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى ربط حلفائها من خلال تكتلات اقتصادية، كالتحالفات مع المكسيك وكندا.
وأكد رائف أن مشاركة الإمارات في «I2U2» يعطي زخماً كبيراً للمجموعة، ويعزز من تأثيرها الاقتصادي الكبير.

وتشير سمر عادل، الخبيرة الاقتصادية المصرية، إلى أنه على المستوى الاقتصادي لا يمكن لأي دولة أن تبتعد عن التحالفات الاقتصادية، معتبرة أن مجموعة «I2U2» تؤسس لمرحلة جديدة، إذ تعتبر تحالفاً اقتصادياً يهدف للاستثمار على مستوى المناخ والزراعة والطاقة، وفي الوقت ذاته يعزز السلام عبر ترسيخ قيم التعايش بين الثقافات، وهو الأمر الذي يهدف إليه في الأساس الاتفاق الإبراهيمي، والذي سبق وكان أساساً واضحاً للعلاقات بين إسرائيل ودول عدة في المنطقة، ومن ثم يتجه التحالف لتحقيق نجاح واضح خلال الفترة المقبلة.

وتوقعت الخبيرة الاقتصادية، أن تنعكس نجاحات المجموعة ليس فقط على الدول الأعضاء، وإنما على كثير من الدول، خصوصاً العربية، باعتبار هذه المجموعة حلقة وصل لتصدير المنتجات، ومحور أساسي فيما يخص الزراعة والطاقة، وهو الأمر الذي يتمثل في تصدير القمح من الهند على سبيل المثال، إلى جانب تصدير الطاقة والغاز من الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

وقالت عادل لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات تشكل محركا رئيساً للنهوض بالاقتصاد العالمي، وهو ما أكدته قمة «I2U2»، التي تضم الولايات المتحدة والهند، كونهما من أكبر 10 اقتصادات عالمية، فيما تشكل الإمارات وإسرائيل مركزين للابتكار والتكنولوجيا.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات تمكنت من تحقيق نهضة اقتصادية عملاقة، عبر جذبها للمواهب والاستثمار في التعليم، الأمر الذي جعلها محوراً عالمياً للابتكارات والتكنولوجيا.
يذكر أن القمة الرباعية ركزت على قضايا الغذاء والزراعة الذكية مناخياً وطاقة الشمس والرياح ووسائل تخزين الطاقة، كما ناقشت طرق تعزيز التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، خاصة لتعزيز الاستثمار المستدام بين شركاء I2U2، مع التأكيد على الاستثمارات المشتركة بين الدول الأربع وإطلاق مبادرات جديدة في تلك المجالات.

وتأتي القمة الافتراضية لمجموعة «I2U2»، التي جمعت قادة الإمارات والهند وإسرائيل، في إطار سعي الدول الأربع لتوسيع التعاون في مختلف المجالات بما يساهم في تعزيز الازدهار الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة، وهو ما ينعكس على تعزيز السلام والاستقرار.

من جانبه، قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لـ«الاتحاد»: إن القمة الرباعية تشكل أهمية كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي، لاسيما في ضوء علاقات الدول الأربع في كثير من المجالات، أبرزها البنية التحتية والطاقة والزراعة، وهو ما ينعكس بدوره على السلام والاستقرار إقليمياً وعالمياً.

وأضاف هريدي: إن الهند، على سبيل المثال، أصبحت دولة محورية في تعويض النقص في السوق العالمي لتصدير القمح، بعد الأزمة الأوكرانية.
من جانبه، أوضح السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق لـ«الاتحاد»، أن تعزيز التعاون بين الدول الأربع في مجالات الغذاء والطاقة والمناخ، سينعكس إيجاباً على شعوب المنطقة، في ظل التحديات العالمية الراهنة.
وأضاف أن دول المجموعة لديها إمكانات كبيرة، يمكن أن ينتج عنها اتفاقات في مجالات شتى.

وسجلت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والهند في 2021 ما يصل إلى 170 مليار درهم، محققة نمواً بنسبة 66 في المئة، مقارنة مع 2020 وما نسبته 8 في المئة، مقارنة مع 2019.
وقد حقق البلدان مستويات عالية في حجم التبادل التجاري، والذي يعكس شراكتهما التجارية التاريخية، وعلى مدى السنوات العشر الماضية بلغ الحجم الإجمالي للتجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين أكثر من 1.4 تريليون درهم. كما تشير الإحصاءات إلى أن الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين وصلت إلى 60 مليار درهم بنهاية 2019.
وتتصدر دولة الإمارات قائمة دول المنطقة فيما تعلق بحجم العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.

توطيد العلاقات
أبرمت دولة الإمارات ودولة إسرائيل، في نهاية مايو الماضي، اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بهدف توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وتحفيز التجارة البينية غير النفطية، وصولاً إلى 10 مليارات دولار سنوياً في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.
وجاءت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإسرائيل ضمن سلسلة من الاتفاقيات المماثلة وقعتها الإمارات مع 8 دول بهدف المساهمة في مضاعفة الاقتصاد الوطني وصولاً إلى 3 تريليونات درهم بحلول 2030، وتحفيز التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد- 19، وذلك تحت مظلة مشاريع الخمسين الهادفة إلى الارتقاء بالنمو الداخلي والخارجي للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة.

المصدر، جريدة الاتحاد، أبوظبي (الاتحاد) 15 يوليو 2022 02:40

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

خمس تقنيات لتعزيز النمو الأخضر المستدام في المناطق شديدة الجفاف

يحدده تقرير جديد من آرثر دي ليتل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا • اعتمد …