مظاهر التلوث والوعي البيئي وأدوار المجتمع المدني

شبكة بيئة ابوظبي، الدكتور سعد أبوبكر محمد سعد، متخصص في علوم المياه وتقنيات البيئة، دولة ليبيا، 06 نوفمبر 2022

البيئة هي وطن الانسان ومقر إقامة ومعيشته خلقها الله سبحانه وتعالى له وقدر فيها كل شيء تقديرا دقيقا بحيث تنسجم فيها حياة الإنسان مع حياة جميع الأحياء البرية الذين يشاركون الحياة في هذا الكوكب الأزرق، وتنسجم كذلك مع كافة عناصر ومكونات البيئة غير الحية من هواء وماء وتربة وغداء. لقد تدخل الانسان مستغلا عملية ما توصل إليه من تقنيات حديثة وتكنولوجيا متطورة تدخل في كل شيء بالبيئة، فعمل على استنزاف مواردها ولوثها بنفايات مختلفة والتهم اراضيها الزراعية والتوسع العمراني وحولها الي صحراء جرداء. ان البيئة تئن وتشكو من ظلم الانسان الذي خلقه الله وكرمة وفضله علي كثيرا من خلقه واستخلفه فيها لإعمارها لا لفسادها. لقد افسد الانسان البيئة واخل توازنها الطبيعي فاغرقها في كثيرا من المشاكل ومما لاشك فيه ان المشكلات البيئة التي تعاني منها اليوم تعد أهم وأخطر ما يوجه الانسان في هذا العصر الحالي.

فهل يدرك الإنسان مدى خطورة التلوث البيئي على صحته؟ ان الانسان يواكب التطور وهو لا يدرك ما يتركه هذا التطور سلبا على بيئته وصحته، وفي وقتنا الحالي تتزايد مشكلات التلوث البيئي وما يرتبط بها من مخاطر تؤثر على صحة الإنسان وحياته، وهذا التطور هو السبب الرئيسي في تلوث كل من الماء والهواء والبيئة بشكل عام. لهذا وجب نشر الوعي البيئي لدى المجتمع وفي المؤسسات التعليمية والجامعية، ويمكن تعريف الوعي البيئي (بالإنجليزية: Environmental Awareness) على أنّه الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، والطبيعة، والقيام بجميع الممارسات التي تساعد على حمايتها والحفاظ عليها، وتوعية الآخرين حول نوعية الأخطار التي تسببها الممارسات البشرية الخاطئة، ومدى خطورتها، والوعي بالمواضيع البيئية المختلفة مثل الاحتباس الحراري، إضافة إلى استبدال الممارسات الخاطئة بأُخرى تُفيد الأرض والبيئة وتساعد في الحفاظ عليها، بالتزامن أيضاً مع محاولة إصلاح الأضرار الناجمة عن الممارسات البيئية الخاطئة.

لهذا نجد أن العديد من المنظّمات وضعت على عاتقها مسؤولية نشر الوعيّ البيئيّ في العالم، من خلال إعلام المجتمع المدني بالمخاطر الناتجة عن ممارساتهم السلبية تجاه البيئة التي يعيشون فيها، وفهم التحدّيات والاكراهات التي يتعرّض لها كوكب الأرض في مجالات الصحّة البيئية، والتنمية المستدامة، والاحترار العالمي، ومحاولة البدء في إصلاح هذه الأخطاء للتقليل من الآثار البيئية الناتجة عنها، وتتَّبع هذه الأنشطة في سبيل نشر الوعي البيئي طرق متعددة؛ مثل توزيع المطويات، والإعلانات التي تدعو لتبني ممارسات صديقة للبيئة والاقتصاد الأخضر، والتي تعني القيام بالخيارات الاقتصادية الأقل ضرراً على البيئة، والاهتمام بالطاقات المتجددة، وتهدف إلى جذب اهتمام المجتمع المدني ليكون الوعي البيئي من أهم أولوياته.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

المنتدى العربي للتنمية المستدامة ينطلق في بيروت تحت عنوان “العمل من أجل الاستدامة والسلام”

شبكة بيئة ابوظبي، بيروت، لبنان، 5 آذار/مارس 2024 لم يتبقَّ سوى 6 سنوات حتى الموعد …