شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، بقلم جوزيان صدقه، الرئيس التنفيذي لشركة “بلو كربون” 21 ديسمبر 2022
يُعتبر التغير المناخي من أهم التغييرات البيئية، ويتزايد القلق الاجتماعي بشأنه عاماً بعد عام. وحسب الوكالة الدولية للطاقة، فإن فحم الطاقة هو أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة (29%)، تليه الصناعة (23%)، والنقل (23%) والمباني (10%)، وغاز الطاقة (9%) ونفط الطاقة (2%).
ونظراً لأن الاستدامة أصبحت ذات أهمية قصوى أكثر من ذي قبل، لذلك فإن مشاريع إزالة الكربون أمر لابد منه. وبعبارة مبسطة، تهدف إزالة الكربون إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النشاط البشري ولابد من التخلص منه بشكل نهائي.
ولمعالجة مشكلة إزالة الكربون من جذورها، تحتاج الشركات الخاصة ورجال الأعمال والمواطنون إلى إعادة التفكير في كيفية انتاج الطاقة واستهلاكها ووضع إطار للتحول إلى موارد متجددة أو منخفضة الطاقة. وتعمل العديد من الدول والشركات في جميع القطاعات على إطلاق مبادرات لتكون محايدة للكربون بحلول العام 2050، بينما يتم إحراز تقدم على المستويات العالمية والوطنية والمحلية وفي القطاعات، إلا أن هناك الكثير الذي يجب معالجته.
وعلى حسب رأي الخبراء، فإن العالم يحتاج إلى ما يقدر بحوالي خمسة ترليون دولار حتى عام 2050 من الاستثمارات المتصلة بالمناخ للوصول إلى أهداف صفر كربون.
وفي ذات السياق، فقد تم إنشاء شركة “بلو كربون” في دولة الإمارات العربية المتحدة لخلق أصول بيئية، وحلول تقوم على الطبيعة وتسجيل مشاريع إزالة الكربون بموجب منهجيات معتمدة. كما تستخدم “بلو كربون” استراتيجيات إزالة تقوم على الطبيعة لمساعدة الشركات والمرافق الحكومية في تحديد أطرها المستدامة والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وتضم محفظة الشركة العديد من العملاء، وتهدف إلى مساعدتهم في تحقيق خفض إنبعاثات الكربون. وفي هذا الإطار، قامت “بلو كربون” بتوقيع اتفاقية مع اوراكل للطاقة لتمكينها من خفض انبعاثات الكربون واستكشاف الفرص لتعزيز أهداف صفر كربون. كما تقوم شركة “بلو كربون” كذلك بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ مشاريع ضخمة حيث تهدف الدولة إلى أن تصبح محايدة للكربون بحلول 2050 وتركز على تطوير مشاريع الطاقة النظيفة. وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة استثمارات في الطاقة النظيفة بقيمة 600 مليار درهم مخططة للثلاثة عقود القادمة.
وفي حين إننا ندرك مشاريع أن إزالة الكربون ستؤدي إلى نموذج مناخي صديق للبيئة، فإن التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري سيعزز الاقتصاد أيضاً. واستناداً إلى بحث حول “الاقتصاد المناخي الجديد”، يمكن أن يؤدي هذا الاقتصاد إلى توسيع التقنيات منخفضة الكربون التي تؤدي إلى فوائد اقتصادية تصل إلى 26 تريلون بحلول العام 2030.
وعليه من الضروري أن تقوم الشركات بمراجعة كيفية دمج ازالة الكربون في عملياتها لخلق ثقافة عالمية للمساءلة عن انبعاث الكربون. ستؤدي عملية التحسين المستمرة وإزالة الكربون إلى تقليل الاعتماد على الآخرين وتعزيز الاستدامة الذاتية.