هيئة البيئة – أبوظبي تراقب انبعاثات ملوثات الهواء من عوادم المركبات باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد بطريقة مبتكرة تعتمد على الليزر

أول مؤسسة حكومية تستخدم هذه التقنية الرائدة في المنطقة

•تكنولوجيا متطورة للقياس معتمدة من وكالة ناسا للفضاء
•لا تعيق حركة المرور الاعتيادية في الطرقات
•تقيس الانبعاثات أثناء سير المركبات على الطريق
•تقيس وتسجل عينات كبيرة من قراءات الانبعاثات

شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 2 فبراير2023

ستبدأ هيئة البيئة – أبوظبي في قياس انبعاثات المركبات عن بُعد على طرق أبوظبي باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة، والتي تُستخدم لأول مرة في المنطقة، بالشراكة مع شركة إيرث إنتليجنس للاستشارات البيئية “4EI”، و شركة هيجر لتقنيات البيئة والغلاف الجوي “هيت” HEAT”” ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.

وستقوم الهيئة باستخدام تكنولوجيا متطورة لقياس الانبعاثات الناتجة عن عوادم المركبات، والتي طورتها شركة هيجر لتقنيات البيئة والغلاف الجوي “HEAT”، والحاصلة على براءة اختراع من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتقنية كشف الانبعاثات والإبلاغ عنها “EDAR” التي تقيس الانبعاثات على الطرقات باستخدام أجهزة الكشف الآنية القائمة على الليزر. سيتم قياس الانبعاثات من المركبات لمدة ثلاثة أسابيع، وذلك في ستة مواقع مختلفة في إمارة أبوظبي.

ومن خلال هذه التقنية، ستكون الهيئة قادرة على قياس الانبعاثات المنبعثة من عوادم المركبات المتحركة بدقة وفي الوقت الفعلي. هذا بالإضافة إلى تحديد رقم لوحة ترخيص السيارة، والذي يستخدم فقط للحصول على المعلومات الفنية للمركبة، مثل العلامة التجارية والطراز ونوع الوقود ومعيار الانبعاث ووزن السيارة. ولن يتم استخدام أي بيانات شخصية في هذه الدراسة.

تعتبر هذه المبادرة جزءاً من برنامج الإدارة المتكاملة لجودة الهواء الذي وضعته الهيئة، حيث ستساهم في وضع أساسًا علمياً للسياسات واللوائح المستقبلية لمراقبة جودة الهواء، وتطوير أدوات تشريعية مناسبة لتقليل الانبعاثات من المركبات، وتحديد أنواع وأصناف المركبات الأكثر تلويثاً حسب فئتها والتكنولوجيا المستخدمة فيها، وإنشاء المدخلات الخاصة ببيانات جودة الهواء لنظام النمذجة الرياضية، وتطوير عوامل انبعاث الهواء المحلي وغازات الدفيئة، فضلاً عن تعزيز جهود البحث الأكاديمي ومشاريع الابتكار.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “تتمثل مهمتنا الأساسية في الهيئة تعزيز صحة البيئة للمساهمة في توفير حياة أفضل لسكان إمارة أبوظبي، وأن تكون جودة الهواء لدينا مطابقة لأعلى المعايير، ويُعد هذا المشروع خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح بالنسبة لنا للمساهمة في تحقيق رؤية حكومة أبوظبي لتكون مدينة أبوظبي الأكثر ملاءمة للعيش في العالم”.

وأضافت: “نعلم أن قطاع النقل يؤثر بشكل كبير على جودة الهواء والصحة العامة، حيث إن مصدر الانبعاثات الرئيسي في المدن هو المركبات، والذي يؤثر سلباً على جودة الهواء المحيط، ونحن نسعى لجمع البيانات والمعلومات الدقيقة من خلال الدراسات والأبحاث العلمية حتى نتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة. سيساهم هذا أيضاً في تعزيز قدرتنا على تنفيذ السياسات بفعالية أكبر للارتقاء بمستويات جودة الهواء وحماية المجتمع. ونحن حريصون دائمًا على استخدام أحدث التقنيات المتطورة، ومن خلال مراقبة انبعاثات ملوثات الهواء من المركبات باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، سنقوم بجمع البيانات في الوقت الفعلي دون تعطيل حركة المرور. وباستخدام البيانات المتراكمة، سنكون قادرين على وضع خطط وبرامج التخفيف، حتى نتمكن من تقليل الانبعاثات في الهواء الذي نتنفسه، مما يضمن سلامة السكان ورفاهيتهم”.

قال ديفيد كريتشلي، الرئيس التنفيذي لشركة “4EI”، “نحن فخورون جدًا بالعمل جنبًا إلى جنب مع هيئة البيئة – أبوظبي وشركة “HEAT” في هذا المشروع الهام، الذي يؤكد على الرؤية الطموحة للهيئة، التي تعتبر أول مؤسسة حكومية تقدم هذه التقنية الرائدة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يعكس مدى التزام أبوظبي بالمحافظة على جودة الهواء. وتلتزم شركة 4EI باستخدام خدمات الاستشعار عن بعد لحماية كوكب الأرض وتحسين رفاهية الإنسان. وهذا مثال آخر على أهمية تكامل المبادرات الحكومية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز المعرفة وتحسين وحماية بيئتنا. ”

وقالت يولا هيجر، مدير شركة “HEAT”: “يُعد هذا المشروع المشترك ذو أهمية بالغة في سعى أبوظبي لتحقيق إنجاز جديد في مجال حماية البيئة. وعلينا أن نعمل معاً لتحقيق الاستدامة؛ فمع تضافر جهود القطاعين العام والخاص سنتمكن من تحسين جودة الهواء من خلال تقليل انبعاثات المركبات التي تلوث البيئة “.

وستشارك الهيئة البيانات التي سيتم جمعها من خلال هذا المشروع مع ثلاثة من شركائها الرئيسين في إمارة أبوظبي، وهم شرطة أبوظبي، ودائرة البلديات والنقل، ومركز النقل المتكامل ومركز المتابعة والتحكم. ويقدم المشروع صورة شاملة ودقيقة عن الانبعاثات من عوادم المركبات أثناء سيرها في الطرقات باستخدام تكنولوجيا متقدمة لرصد الانبعاثات وتحليلها.

ومن خلال هذا التعاون، ستكون شرطة أبوظبي المسؤولة عن توفير المعلومات الفنية للمركبات وإدارة حركة المرور خلال عملية المراقبة وجمع البيانات. في حين ستقدم دائرة البلديات والنقل التصاريح اللازمة لوضع معدات الاستشعار عن بعد ” EDAR” على جانب الطريق، كما وستقوم أيضًا بإدارة جميع التراخيص والموافقات الأخرى لتنفيذ الدراسة. كما وسيقوم مركز النقل المتكامل بتنسيق معلومات تدفق حركة المرور، وتقديم توصيات فيما يخص اختيار الموقع، مثل بوابات التعرفة المرورية والجسور وما إلى ذلك.

ومن خلال هذه التقنية المتطورة، ستتمكن الهيئة من معالجة البيانات التي تم جمعها بطريقة أتوماتيكية والتنسيق مع الجهات المعنية لمطابقة معلومات وبيانات الاستشعار عن بعد مع تلك الموجودة في قواعد بيانات تسجيل المركبات في الامارة. وسيتم خلال فترة الدراسة توفير تحاليل مفصلة للبيانات التي سيتم جمعها (مثل الانبعاثات بالكيلومترات المقطوعة ونوع السيارة وسنة الطراز والحمولة وغيرها)) مما سيسهم بوضع توصيات للحد من آثار تلوث الهواء الناجم عن المركبات.

من جانبه قال المهندس فيصل على الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: “يقدم شركاؤنا دعمهم الكامل لهذا المشروع الجديد والهام، والذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، حيث سيتم استخدم أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة انبعاثات المركبات في الوقت الفعلي، وستكون البيانات التي سنجمعها مفيدة للغاية لنا كهيئة تنظيمية تعتمد على البيانات والمعلومات العلمية الدقيقة، وكذلك ستكون مفيدة لشركائنا في الامارة. وستساهم هذه البيانات في تعزيز الجهود التي تبذلها دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل لوضع السياسات للحد من الانبعاثات الناجمة عن قطاع المركبات، بالإضافة إلى توفير بيانات خط الأساس ومعلومات عن الانبعاثات من أسطول المركبات الحالي في امارة أبوظبي. ومن خلال هذا المشروع، ستتمكن شرطة أبوظبي من الوصول إلى قاعدة بيانات شاملة لخصائص أسطول المركبات الحالي والمعلومات التي يمكن أن تساعدهم في تعزيز عملية ترخيص المركبات”.

وأضاف الحمادي: “ولكن الأهم من ذلك، وعلى نطاق استراتيجي أكبر، فأن هذا المشروع سيساعد أيضًا في تطوير برامج للحد من انبعاثات الملوثات الضارة في الهواء لضمان جودة هواء وحياة صحية أفضل لسكان إمارة أبوظبي. وفي المستقبل، سيساهم شركاؤنا في مواءمة سياساتنا واستراتيجياتنا، فضلاً عن توفير البيانات والمعلومات المطلوبة والدعم اللازم لتعزيز معرفتنا لقطاع النقل والقطاعات الفرعية له وذلك لدعم تدابير التخفيف من انبعاثاته والذي نعلم انه أحد المصادر الرئيسية لملوثات الهواء في الامارة “.
ويشار إلى أن أنظمة الاستشعار عن بعد تستخدم التحليل الطيفي للامتصاص لقياس تركيزات الملوثات الناتجة عن عوادم المركبات على الطرقات بشكل غير تداخلي، حيث يتم توجيه الأداة ليمر شعاع الضوء الناتج عن المصدر عبر عوادم المركبات المارة. ويستمر كل قياس عن طريق الاستشعار عن بعد لمدة أقل من ثانية، ويعطي تقديرًا لتركيز الملوثات في عادم المركبة. وتقيس أنظمة الاستشعار عن بعد أول أكسيد النيتروجين (NO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) وأول أكسيد الكربون (CO) والهيدروكربونات (HC) وثاني أكسيد الكربون (CO2) والجسيمات العالقة في الهواء (PM).

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مروان كعكي يبحث تجربة العمل الخيري في حفظ النعمة بالسعودية

خلال مشاركته في منتدى حفظ النعمة الأول رمضان 2024 شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، …