شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، م. هبة محمد إمام، خبير واستشاري بيئي، 19 مارس 2023
تعتبر الطاقة هي المحرك الأساسي والعامل الرئيسي في التنمية والنمو الاقتصادي، الطاقة هي أساس تشغيل جميع المشروعات التنموية مثل مشروعات (القطاع الصناعي، قطاع الإنشاءات، القطاع التعليمي، القطاع الصحي ….) في الوقت الراهن اتجه صناع القرار والحكومات لمصادر الطاقة المتجددة بديل عن المصادر التقليدية للطاقة والتي تتمثل في الوقود الأحفوري الذي يمثل الاقتصاد البني، وذلك لعدة أسباب منها أن الوقود الأحفوري عالي البصمة الكربونية ويساهم بشكل كبير في رفع غازات الاحتباس الحراري غير أنه من مصادر الطاقة غير المتجددة وغير متوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها معظم الحكومات وفقا لأهداف التنمية المستدامة الموضوعة من جانب الأمم المتحدة لذلك كانت الطاقة المتجددة محل اهتمام صانعي القرار والحكومات وحازت الطاقة الشمسية اهتمام البحثين وصناع القرار خصوصا في الدول التي تمتع بالأجواء الحار مثل معظم الدول العربية والدول الأفريقية ودول الخليج العربي أطلقا على الاقتصاد القائم على الطاقة الشمسية الاقتصاد الأصفر فما هو تعريف الاقتصاد الأصفر وما أهميته وما هو دوره في تحقيق التنمية المستدامة .
الاقتصاد الأصفر
يمكن تعريف الاقتصاد الأصفر أنه هو الاقتصاد الذي يهتم بدراسة الطاقة الشمسية وكيفية الاستفادة منها لتحقيق التنمية المستدامة لكونه المصدر الرئيس لمعظم الطاقات، كما أنه مصدر متجدد يعرف أيضاً على أنه الاقتصاد الذي يهتم بدراسة التأثيرات البيئية للطاقة الشمسية، وكيفية الاستفادة منها اقتصادياً اجتماعياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أهمية الاقتصاد الأصفر:
• طاقة نظيفة غير ملوثة للبيئة.
• يساهم في تحقيق حيادية المناخ
• طاقة متجددة لا تنضب هي مصدر جميع الطاقات
• مجانية مصدر محلي لا توجد تكلفة لنقلة
• يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
• يمكن استخدامه في جميع المجالات (الصناعة، الزراعة، تحلية المياه، التدفئة ليلاً، تسخين المياه، الاستخدام المنزلي …
• منخفض التكلفة
مجالات تطبيق الاقتصاد الأصفر
هناك عدة مجالات لتطبيق الاقتصاد الأصفر وهي: (الطاقة الكهروضوئية، الطاقة الشمسية الحرارية، الطاقة الشمسية المركزة).
كيف يحقق الاقتصاد الأصفر التنمية المستدامة
أن تفعيل الاقتصاد الأصفر يحقق العديد من أهداف التنمية المستدامة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر
• يساهم الاقتصاد الأصفر في دعم حيادية المناخ بشكل مباشر ومنه إلى تحقيق الهدف الثالث عشر الخاص بالعمل المناخي وذلك لأن استخدام الطاقة الشمسية منخفض البصمة الكربونية كما نجد انه أيضا يحد من استخدام الوقود الأحفوري ويحفظ حق الأجيال القادمة في الطاقة فيدعم الهدف العاشر الذي ينص على الحد من أوجه عدم المساواة.
• يدعم الاقتصاد الأصفر بشكل مباشر الهدف الحادي عشر الذي يتضمن إنشاء مدن ومجتمعات مستدامة كما يحقق الهدف السادس الخاص بتوفير مياه نظيف نظرا لاستخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه خصوصا في المناطق النائية.
• يدعم الاقتصاد الأصفر بشكل مباشر الهدف السابع الخاص بإنتاج طاقة نظيفة بأسعار معقولة
• يحقق الاقتصاد الأصفر النمو الاقتصاد والإنتاج المستدام مما يحقق الهدف الثامن الخاص بالنمو الاقتصادي وأيضا الهدف الثاني عشر المعني بالإنتاج والاستهلاك المستدام.
• للاقتصاد الأصفر دور هام في التنمية الزراعية يعتمد الإنتاج الزراعي بشكل أساسي على ضوء الشمس، لكل نبات احتياجات ضوئية لتحقيق أعلى انتاجيه، لذلك يتم تحميل وتكثيف النباتات حسب حاجتها الضوئية لتحقيق أعلى إنتاج نباتي مما يحقق الآمن الغذائي ومنه إلى تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة الذي ينص على القضاء على الجوع.
• يعمل الاقتصاد الأصفر على دفع عجلة الإنتاج ومنه إلى توفير فرص عمل ورفع المستوى المعيشي محققاً الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة الذي يشمل القضاء على الفقر.
أصبح العالم في الوقت الراهن في أمس الحاجة لموارد جديدة وبديلة في التمويل الاقتصادي ومصادر طاقة غير تقليدية أمنة بيئيا وقليلة البصمة الكربونية ، وتعتبر الطاقات المتجددة التي منها الطاقة الشمسية من أفضل الطاقات التي تساهم في حيادية المناخ كما أنها تحقق أهداف التنمية المستدام وتحقق دفع لعملية الإنتاج وتوفير فرص عمل ومنها لرفع المستوى المعيشي والقضاء على الفقر والجوع وتساهم في التحول من الاقتصاد البني المعتمد بشكل أساسي على الوقود الأحفوري إلى اقتصاد مستدام داعم ومحافظ على البيئية وهو الاقتصاد الأصفر .
يجب تكثيف جهود البحث العلمي بمجال الطاقة الشمسية، فبزيادة البصمة الكربونية والتغير المناخي الذي نشهده حاليا والتي من المتوقع زيادته خلال الأعوام القريبة القادمة يجب الاعتماد على مصادر للطاقة المستدامة والمنخفضة في البصمة الكربونية لتحقيق حيادية المناخ والتنمية المستدامة.
يعتبر الاقتصاد الأصفر من أسهل وأسرع الاقتصادات المستجدة تحت ما يسمى باقتصاديات الألوان من حيث التكلفة والوقت والمكان، مما يجعله البديل المثالي للاقتصاد البني والطريق الأمثل نحو التنمية المستدامة.