ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على المياه وضمان توفيرها للأجيال القادمة

تعليق بمناسبة اليوم العالمي للمياه

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، مايور بوماي، الشريك المؤسس ورئيس الخدمات اللوجستية لدى لاوندري هيب، 22 مارس 2023

الماء هو عصب الحياة وأهم العناصر التي يحتاجها الإنسان لاستمراره في الوجود، لكن ندرته المتزايدة تشكل اليوم أكثر التحديات إلحاحاً. لهذا، يأتي تاريخ اليوم (22 مارس) الذي يصادف الاحتفال بـ”اليوم العالمي للمياه” ليكون بمثابة تذكير بضرورة تضافر الجهود للالتزام بالحفاظ على هذا المورد القيّم وضمان توفره للأجيال القادمة.

تماشيا مع العنوان الذي خصص للاحتفال باليوم العالمي للمياه لهذا العام، ألا وهو تسريع وتيرة التغيير بغية إيجاد حل لأزمة المياه وخدمات الصرف الصحي، أعتقد أن كل مؤسسة تمتلك القدرة للإسهام في تسريع وثيرة التغيير المطلوب والمساهمة في رسم عالم أكثر اخضرارًا من أجل عملائها والمجتمع الذي تعمل فيه.

تحديات الصناعة
لا بد لنا أن نعترف بأن صناعة خدمات الغسيل التي نحن جزء منها، بعيدة كل البعد عن الكمال وتحتاج إلى عملية إعادة تقييم. فخلافا للاعتقاد الشائع، يمكن لمهمة الغسيل العادية أن تؤثر سلبا على البيئة. الكثير من ملابسنا مصنوعة من مواد مثل البوليستر والنايلون والأكريليك. وعندما يتم تدوير هذه المواد في الغسالة، فإنها تطلق اللدائن الدقيقة والمواد الكيميائية الضارة لينتهي بها المطاف في المحيط، مما يهدد الحياة البحرية. في الواقع، هذا يمثل ما يصل إلى 35٪ من البلاستيك الموجود في محيطاتنا.

إن استمرار مثل هذه الممارسات، سيبعدنا أكثر عن تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة – لضمان إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي وإدارتها بشكل مستدام للجميع بحلول عام 2030. لهذا، علينا التأكيد على أن وقت التغيير قد حان، وإذا لم نتحرك على الفور، فإننا نخاطر بسوء إدارة هذا المورد المحدود الذي لا يمكن تعويضه.

ما الذي يمكننا إذن فعله؟
في لاوندري هيب، نحن ملتزمون بحماية الموارد المائية ودعم المنطقة في طموحاتها لحل تحديات المياه حاضرا ومستقبلا. وقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة، تقدمًا كبيرًا في تنفيذ خطط ومبادرات التغييرات المستدامة، بما في ذلك المبادرات الحكومية مثل أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030 لدولة الإمارات العربية المتحدة و استراتيجية الإمارات للأمن المائي 2036.

ووفقًا لوزارة التكنولوجيا في دبي، لا يُسمح بتصريف مياه من عمليات الغسيل إلا بعد معالجتها، مما يضمن إزالة المواد الكيميائية والمنظفات والرغوة الأكثر ضررًا من مياه الصرف الصحي، وهو أمر لا تستطيع الغسالات المنزلية فعله حاليًا.

بصفتنا مزودا رائدا لخدمات غسيل الملابس على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فإننا نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا للإسهام في تعزيز أفضل الممارسات لتحسين صناعتنا. وقد قمنا بتضمين هذه المبادرات – والعديد من المبادرات الأخرى – في عملياتنا التجارية لدعم هذه الجهود. كما تضمن عمليات منشأتنا أيضا أن تسمح كل خطوة بتحسين أداء جميع الآلات المعنية، بما في ذلك أدوات التحكم في درجة الحرارة والمرشحات لاحتجاز وإزالة اللدائن الدقيقة والمواد الكيميائية الضارة من مياه الصرف الصحي.

التطلع الى المستقبل
الماء هو أثمن مواردنا على الإطلاق، إلا أنه مورد غير وفير وقابل للنضوب. لذا، أعتقد أن اتخاذ خطوات ملموسة للتأثير بشكل إيجابي على الجهود المبذولة لحماية المياه يجب أن يكون في صدارة اهتمامات كل عمل تجاري في مجال صناعة خدمات الغسيل. ومع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) هذا العام هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، أتطلع إلى رؤية تركيز المجتمع الدولي المتجدد على حماية المياه.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يطلق رسمياً المشروع الإماراتي حاصل على منحة دورته الخامسة

بالتعاون مع مركز بحوث الطاقة الموجهة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية …