شبكة بيئة ابوظبي، عبد الحكيم محمود، كاتب وصحفي علمي، جمهورية اليمن، 29 مارس 2023
الغابات هي مجموعة من الأشجار تغطي أكثر من 30% من أراضي العالم، وتشكل موطن لنحو 80 في المائة من التنوع البيولوجي على الأرض، كما تضم ما يزيد على 60 ألف نوع من الأشجار، إضافة إلى مجموعة متنوعة من النباتات، مثل الأعشاب والشجيرات والأشجار، وذلك بحسب مناخ المنطقة، كما تشمل الغابات، على مكونات أخرى مثل البحيرات والبرك والتربة والصخور وغيرها.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة فانه الى جانب أنواع الأشجار المتعددة يتواجد في الغابات 80% من البرمائيات و75% من أنواع الطيور و68% من أنواع الثدييات في العالم.
ويعيش في الغابات ما يقرب من نصف الأنواع المعروفة على الأرض من الكائنات الحية، فتعمل الحشرات والديدان على تغذية التربة، وينشر النحل والطيور حبوب اللقاح والبذور، ويعيش بها الذئاب والقطط الكبيرة، ويعيش حوالي 300 مليون شخص في الغابات في جميع أنحاء العالم.
وبحسب موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة فان الغابات توفر الغذاء والألياف والمياه والأدوية لنحو 1.6 مليار من أفقر سكان العالم، بما في ذلك الشعوب الأصلية ذات الثقافات الفريدة.
رئة الأرض
ويصف الباحثون الغابات، بانها رئة الأرض، وهي تشبه رئة جسم الانسان، التي لا يستطيع التنفس بدونها، فالغابات هي مصدر من المصادر الرئيسية للأكسجين في الغلاف الجوي للأرض، حيث ان نسبة الأكسجين الصادرة من الغابات تُعادل حوالي 20% من نسبة الأكسجين الكلية الموجودة في الغلاف الجوي.
وتقوم أشجار الغابات في صنع غذاؤها بواسطة عملية التمثيل الضوئي والتي تتم من خلال تحويلها لثاني أكسيد الكربون والماء إلى النشويات وغيرها من المركبات باستخدام الطاقة المستمدة من الشمس التي يلتقطها الكلوروفيل (اليخضور) في النبات مع خروج الأكسجين كناتج ثانوي لهذه العملية.
ووفقا لذلك فان الغابات تعتبر رئة الأرض، لأنها تنتج غاز الأكسجين وتقوم على فلترة الهواء وتنقيته والتخلص من غازات مضرة للإنسانية والكائنات الحية مثل غاز ثاني أكسيد الكربون.
ولان الغابات هي مركز رئيسي للتنوع النباتي والحيواني، لهذا فهي تعتبر متحف طبيعي يحافظ على الكائنات الحية بشكل طبيعي ولهذا فان الغابات يمكن اعتبارها أماكن سياحية جميلة، للراحة والاسترخاء ومتنفس للإنسان.
دور الغابات في خفض الكربون
ووفقا لعملية صنع الأشجار لغذائها، والمعروفة بعملية التمثيل الضوئي، فان الغابات تسهم في تقليل تلوث الهواء والتقليل من حرارة الجو، بواسطة عملية التمثيل الضوئي، حيث تقوم فيها بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في أخشابها في عملية تُسمى “حبس الكربون”، وبالتالي تسهم في مكافحة التغير المناخي، وتساهم في التخفيف من تركيز غازات الاحتباس الحراري في الجو.
كما أن أشجار الغابات تساعد في خفض درجة حرارة الهواء لأنها تحجب بعض أشعة الشمس، مما يزيد الشعور بالبرودة والانتعاش، خصوصًا عند تبخر الماء عن سطح أوراق الشجرة، وهذا يُساعد كثيرًا في خفض حرارة الهواء، حيث تعمل الشجرة كمكيف هواء طبيعي.
ووفقا لموقع الأمم المتحدة على الانترنت: فان الأرض عموما ومن ضمنها الغابات، دورًا رئيسيًا في نظام المناخ” باعتبارها بالوعة أساسية للكربون لأن أسطحها، مثل الغابات، تنظم درجة حرارة الكوكب وتساعد على تخزين الكربون، ففي العقد الماضي وحده، امتصت النظم البيئية القائمة على الأرض حوالي 30 في المائة من انبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري.
ووفقا لمبادرة منظمة الغذاء العالمي (الفاو) المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، فأن الغابات تلعب دورا رئيسياً في تخفيف تغير المناخ، وذلك من خلال إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في الكتلة الحيوية والتربة.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ان الغابات والاستخدام والإدارة المستدامة لهما هي مفتاح مكافحة تغير المناخ، والمساهمة في ازدهار الأجيال الحالية والمقبلة ورفاهها.
حماية الغابات
تتعرض الغابات لعدد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تدهورها ويأتي في مقدمتها إزالة الغابات واستهلاكها العشوائي لأغراض تنموية ومنها أغراض التحطيب واستنزاف مواردها وبالتالي فان إزالة الغابات أو تعرضها للتدهور، قد تصبح مصدراً لانبعاثات غاز الدفيئة إذ انه ستطلق ذلك الكربون المخزن فيها.
وتقول التقديرات الأممية فأن الغاز الناجم عن إزالة الغابات وتدهورها يشكل قرابة 11 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي. وإن كبح إزالة الغابات يشكل عملية فعالة مقابل تكلفتها إذ تعطي تأثيراً جلياً في الحدّ من انبعاثات غاز الدفيئة.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب): يخسر العالم 10 مليون هكتار من الغابات سنويا، وهو ما يساوي حجم دولة أيرلندا، مما يتسبب في 12 إلى 20 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالمية التي تسهم في تغير المناخ.
وكما ورد في تقرير حالة الغابات في الألم الصادر من منظمة الأغذية والزراعة الفاو: فقد خسر العالم 178 مليون هكتار من الغابات منذ عام 1990. ولكنّ معدّل الخسارة الصافية في الغابات قد انخفض على نحو كبير خلال الفترة 1990-2020 بفضل الحد من إزالة الغابات في بعض البلدان، وزيادة مساحة الغابات في بلدان أخرى من خلال التشجير والتوسّع الطبيعي للغابات.
من ناحية أخرى يقول تقرير البنك الدولي: إن إزالة الغابات سيجعلها تحتل المرتبة الثالثة في انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
ويوضح تقرير البنك الدولي السبب الرئيسي لتدهور غابات العالم: بصفة عامة، فإن فقدان الغابات يُعزى إلى النشاط الاقتصادي، ولاسيما الزراعة لأغراض التجارة وتحقيق حد الكفاف.
المراجع والمصادر:
1- موقع منظمة الأمم المتحدة
https://www.un.org/ar/observances/forests-and-trees-day
2- مساحة الغابات في العالم آخذة في الانحسار، والفاو تدعو إلى تكثيف الجهود لوقف إزالة الغابات
https://news.un.org/ar/story/2020/07/1058621
3- مستقبل منخفض الكربون لحماية غابات العالم – البنك الدولي
https://blogs.worldbank.org/ar/voices/low-carbon-future-must-protect-worlds-forests
4- المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها
https://www.fao.org/redd/ar/?referrer=briefeco
5- اليوم العالمي للغابات؛ تاريخه وأهدافه وموضوع الاحتفال به للعام 2022
https://faharas.net/international-day-forests/