دور الزراعة المستدامة في الحد من التغير المناخي

شبكة بيئة أبوظبي، بقلم، م. هبة محمد إمام، استشاري بيئي 13 مايو 2023

أصبح الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة موضوعا مهما للغاية في الوقت الراهن، وتشغل قضية التغير المناخي مكانة مركزية في هذا الصدد. ففي العقود الأخيرة، شهد العالم زيادة في درجات الحرارة وظاهرة التدهور البيئي ونقصان بالموارد الطبيعية وتدهور بالنظم الإيكولوجية، وهي الآن تؤثر بشكل كبير على مجتمعاتنا واقتصاداتنا، كما أنها باتت ضرورة إقليمية وعالمية.
على الرغم من أن التغير المناخي هو نتيجة لظواهر طبيعية، إلا أنه يتعلق أيضا بالتدخلات البشرية في الطبيعة، تم استخدام تقنيات متطورة في الزراعة، تسعى لزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة، ولكن هذه التقنيات قد تتسبب في العديد من الآثار البيئية مثل تلوث الهواء والمياه وتدمير النظم الإيكولوجية للبيئة.

هنا يأتي دور الزراعة المستدامة في إحداث تغيير إيجابي في البيئة والمناخ، فالزراعة المستدامة تعتمد على طرق زراعية أكثر فاعلية واستدامة، وتسعى لحماية البيئة والنظم الإيكولوجية وتوفير الموقع المناسب لتطوير الإنتاجية الزراعية، فهي تزيد من الإنتاجية والجودة وتساعد في التقليل من الظواهر البيئية السلبية.

وتركز الزراعة المستدامة بشكل خاص على استخدام الموارد المتاحة بشكل أكثر فعالية واستدامة مما يحد من استخدام الموارد الطبيعية، كما تحمي الأراضي والمياه والهواء من التلوث والتقليل من مخاطر الآثار المترتبة على استخدام المواد الكيميائية، وتطوير طرق استهلاك الطاقة مثل استخدام الطاقات المستدامة والعناية بمناطق المحمية.

وتعتمد الزراعة المستدامة على التشجيع استخدام الأساليب الزراعية القديمة والمعروفة، ومنها استخدام السماد العضوي بدلا من الأساليب الحديثة التي تستنزف الموارد الطبيعية مثل استخدام المواد الكيميائية والأسمدة الكيميائية.

وتتمثل أهمية الزراعة المستدامة في دورها المحوري في تحسين الأراضي وتحفيز التنمية الصناعية والاقتصادية في المناطق الحضرية والريفية، حيث إنها تحد من ظاهرة الهجرة بحثا عن فرص عمل وتعزز زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحد من نسبة الفقر في المناطق النائية والريفية.

وبشكل عام، يمكن التوصل إلى أن الزراعة المستدامة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين بيئتنا والنظم الإيكولوجية والمناخ، ويجب العمل على تطبيقها على نطاق أوسع في المجتمعات المختلفة، كما يجب تشجيع التعلم والبحث لتطوير الزراعة المستدامة وتحديد أفضل الممارسات الزراعية لزيادة الإنتاجية وحماية البيئة.

تعتبر الزراعة المستدامة من أهم العوامل التي تسهم في تحسين البيئة والنظم الإيكولوجية وتحسين المناخ، وذلك للأسباب التالية:
1- الحفاظ على التنوع الحيوي: يتم إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل، بما في ذلك الخضروات والفواكه والحبوب واللحوم والمنتجات الأخرى، مما يعمل على تعزيز التنوع الحيوي. ويدعم ذلك أيضا نمو النباتات التي يتغذى عليها الحيوانات والطيور.
2- استخدام الأرض بكفاءة: يتم تقليل الهدر في استخدام الأرض عن طريق الأساليب المستدامة لزراعة الغذاء، مما يسمح بزيادة كفاءة استخدام الأرض وتحويلها لأغراض أخرى.
3- استخدام التقنيات الحديثة: يتم استخدام التقنيات المختلفة للزيادة في إنتاجية الأراضي الزراعية، والتقليل من العمليات التي تتطلب طاقة ومجهودا لزيادة خصوبة الأرض الزراعية.
4- إنتاج أغذية صحية: يتم إنتاج الأغذية الصحية من خلال الزراعة المستدامة، والتي تساهم في تحسين صحة الإنسان وتخفيض مخاطر الإصابة بالأمراض المختلفة نتيجة عدم استخدام المبيدات الكيميائية.
5- تقليل التغيرات المناخية: يتم تحسين جودة الهواء والمحافظة على البيئة الحيوية، وتخفيض الانبعاثات الغازية وتشجيع إنتاج الأغذية المحلية، وذلك لتقليل الآثار السلبية لنقل الأغذية.
إلى جانب ذلك، فإن الزراعة المستدامة تقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية الكيميائية الضارة، وتشجع على استخدام الأساليب الحيوية وطرق شمولية للحفاظ على الأراضي والمساعدة على حماية النظم الإيكولوجية وتقليل التغير المناخي.

فإن الزراعة المستدامة تساهم في تشكيل مستقبل أفضل وأكثر استدامة لجميع الأطراف، وتساعد على تحسين الحياة على كوكب الأرض.
في النهاية، يجب أن ندرك أن الزراعة المستدامة تلعب دورا حاسما في التقليل من آثار التغيرات المناخية على المدى الطويل. يمكنها تفي بالاحتياجات الغذائية للعالم بشكل فعال دون تلويث البيئة أو استنزاف الموارد الطبيعية. بفضل تقنيات الزراعة المستدامة، يمكننا زيادة كفاءة الإنتاجية والتمتع بأراض زراعية خصبة وصحية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تمكننا من تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال التحكم في استخدام الموارد والحد من استنزاف التربة.

مع تزايد الطلب على المواد الغذائية وتغير المناخ، نحن بحاجة إلى تنمية نظام زراعي مستدام وصحي لضمان استدامة مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة. لذا، يجب العمل على تطوير البحوث والتقنيات الزراعية المستدامة والتي تتضمن تبني زراعة المحصول المتداول والتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية واستخدام المواد العضوية.

علاوة على ذلك، يجب علينا دعم المزارعين والمنتجين الذين يستثمرون في نظام زراعي مستدام عن طريق الشراء المباشر من المزارعين ودفع الأسعار العادلة لمنتجاتهم.
الزراعة المستدامة توفر نظاما غذائيا أكثر استدامة تحقق التنمية المستدامة بطريقة تساهم في المحافظة على البيئة وصحة الإنسان ودعم التنمية الاقتصادية لجميع المشاركين في عملية الإنتاج الزراعي.

الزراعة المستدامة هي جزء لا يتجزأ من حل مشكلة التغيرات المناخية. فهي تعزز الأمن الغذائي، وتحافظ على الموارد الطبيعية وتخفض المخاطر البيئية، وتقلل من آثار التغير المناخي في حدوثه، وتوفر فرص عمل أكثر وتحسن معيشة المجتمعات المتضررة من التغيرات المناخية في جميع أنحاء العالم. فلنعمل جميعا على دعم الزراعة المستدامة وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

#الزراعة_المستدامة
#التغير_المناخي
#الاقتصاد_الأخضر
#الاقتصاد_الدائري
التنمية _المستدامة
#البيئة_بيئة
#هبة_محمد_إمام
#HEBAEMAM
#مبادرة_مجتمعي_مسئولتي_وعي_بيئي
#مؤتمر_الأطراف
#COP28 #DUBAI #ABUDHABI #UAE

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

السلوقية أولاً (01) قصة نضال لإنقاذ محمية طبيعية بمدينة طنجة بالمملكة المغربية

بقلم الدكتور أحمد الطلحي تنفرد شبكة بيئة أبوظبي بنشر محتوى كتاب “السلوقية أولاً” لخبير البيئة …