شبكة بيئة ابوظبي، الأردن، السلط، محمد العويمر، 26 يوليو 2024 الملتقى الإقليمي
الذي جاء بعنوان “أثر المدن التراثية في ثقافة المجتمع / مدينة السلط نموذجا”قدمت خلاله ورقة عمل مؤسسة الصحافة الإنسانية (Hjf) – عدن اليمن من قبل الباحث محمد بو صالح الشرفي بعنوان “الحوار بين الثقافات (التنوع المجتمعي وأثره على ثقافة المجتمع في المدن التراثية).
وجاء ضمن الملتقى الذي نظمته مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية في مدينة السلط الأردنية غرب عمان وافتتحه أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة ، وحضره سفراء دول اليمن وتونس والإمارات العربية المتحدة.
وجاء في ورقة الشرفي : يعد الحوار بين الثقافات من أهم مرتكزات التواصل الإنساني، إذ يُتيح التعارف على العادات والتقاليد والأفكار المختلفة، ويُعزّز التفاهم والتسامح بين الشعوب. كما أنه يمثل أداة فعالة لفهم وتقدير القيم والعادات والتقاليد المختلفة، مما يساهم في تعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
تلعب المدن التراثية دورًا حيويًا في تعزيز هذا الحوار، فهي تمثل حاضنة للتاريخ والثقافة، وتجسد تنوع الحضارات عبر مختلف المراحل والصور وتعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب.
ما هو أثر المدن التراثية في ثقافة المجتمع ؟
نجد أنها:
– تحافظ على الهوية الثقافية، إذ تحافظ المدن التراثية على الهوية الثقافية للمجتمع من خلال الحفاظ على معالمها التاريخية والأثرية، وتقاليدها وفنونها الشعبية، وتشير دومًا لمدى الارتباط الوجداني الحميم والوثيق.
– تعزز التنوع الثقافي، من خلال احتضانها لمختلف الحضارات التي تعاقبت عليها.
– تشجع على الحوار والتواصل بين مختلف فئات المجتمع، من خلال فعالياتها الثقافية المتنوعة.
تساهم في التنمية الاقتصادية، من خلال جذب السياح وتوفير فرص العمل. مع أننا نتحدث الآن – بخصوص هذه الجزئية عن بلد في خضم النزاع غير أنه مع ذلك، ثمة ما يمكن البناء عليه في القريب القادم، لا يمكن له أن يهمل.
ما أهمية الحوار بين الثقافات في المدن التراثية؟
– فهم التنوع الثقافي، إذ يعزز الحوار بين الثقافات فهمنا للتنوع الثقافي الغني الموجود في المدن التراثية، مما يساعد على كسر الحواجز وتقليل التمييز.
– تعزيز التسامح والاحترام المتبادل من خلال الحوار، وتعلم تقدير الاختلافات بين الثقافات وتطوير مشاعر التسامح والاحترام المتبادل تجاه
الآخرين.
– تبادل المعرفة والخبرات، إذ يوفر الحوار بين الثقافات منصة لتبادل المعرفة والخبرات بين مختلف الثقافات، مما يساهم في التطور والتقدم.
– الحفاظ على الهوية الثقافية، حيث يساعد الحوار بين الثقافات على الحفاظ على الهوية الثقافية للمدن التراثية وحمايتها من التآكل.
– تعزيز التنمية المستدامة، من خلال تشجيع السياحة الثقافية وتوفير فرص العمل.
أمثلة على ممارسات الحوار بين الثقافات في المدن التراثية…المهرجانات والمناسبات الثقافية
توفر المهرجانات والمناسبات الثقافية فرصة للأفراد من مختلف الثقافات للمشاركة في الاحتفالات والتقاليد وتبادل الخبرات.
– المتاحف والمعارض
تعد المتاحف والمعارض منصة مهمة لعرض التراث الثقافي للمدن المختلفة وتعزيز الحوار بين الثقافات إذ يمكن دمج برامج التعليم بين الثقافات في المناهج الدراسية لتعزيز فهم
الطلاب للثقافات المختلفة.
– التبادل الثقافي
من خلال تشجيع تبادل الطلاب والبرامج بين المدن التراثية المختلفة لتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات.
والإعلام الذي يلعب دورًا مهما في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال نشر برامج وفعاليات تهدف إلى التوعية بأهمية التنوع الثقافي.
ما هو دور المدن التراثية في توطين العمل الثقافي؟
– توفير فضاءات ثقافية متنوعة، مثل المتاحف والمعارض والمكتبات، تتيح للجمهور التفاعل مع مختلف أشكال التعبير الثقافي.
دعم المبادرات الثقافية، من خلال توفير الدعم المالي والفني للمثقفين والفنانين.
– نشر الوعي الثقافي، من خلال تنظيم برامج تعليمية وتثقيفية توجه إلى مختلف فئات المجتمع.
انعكاس دور المدن التراثية على تطوير الإنسان…
– تعزيز القيم الإنسانية، مثل التسامح والاحترام والاعتراف بالآخر، إذ نعاني دوما في مجتمعنا كأي مجتمع شرق أوسطي من المسألة الشائكة حقا،
المتمثلة في نفي الآخر، مع أنه لا يوجد هناك آخر في الوطن المشترك، حتى في إطار المشترك الإنساني يظل الأمر متصلا بكثير المشتركات، وقليل النقاط البينية.
– تطوير مهارات التفكير النقدي من خلال تعريض الأفراد لمختلف وجهات النظر، ما يشير كل مرة إلى مسألة قبول التنوع وإدارته؛ إذ يشكل مصدر غنى وثراء للمجتمع لا المزيد من التشظي.
– تنمية الإبداع، من خلال توفير بيئة محفزة على التعبير الثقافي.
وقدم الشرفي من خلال ورقته توصيات
– العمل على صيانة وحماية المدن التراثية.
_دعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات في المدن التراثية.
– استثمار المدن التراثية في التنمية الاقتصادية والثقافية.
– تضمين التربية الثقافية في المناهج الدراسية.
_نشر الوعي بأهمية المدن التراثية في المجتمع.
تعد المدن التراثية ثروة ثقافية هائلة، تحوز دورًا حوريًا في تعزيز الحوار بين الثقافات وتطوير الإنسان. ومن خلال العمل على صيانتها ودعمها، يمكننا الاستفادة من هذه الثروة الغنية لبناء مجتمعات منفتحة ومتسامحة، كما يعد الحوار بين الثقافات أداة ضرورية للحفاظ على الهوية الثقافية للمدن التراثية وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع من خلال ممارسات الحوار بين الثقافات، وبالأحرى – في مجتمعاتنا – بين وجهات النظر”، إذ يمكننا خلق مجتمعات أكثر تنوعا وشمولا واستدامة.