شباب وشابات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يجتمعون من أجل مستقبل مستدام للمنطقة
شبكة بيئة ابوظبي، بيروت، لبنان 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024
في أكبر تجمع سنوي عالمي من نوعه، يُعقد “مخيم العدالة المناخية” بنسخته الثالثة في تنزانيا، بمشاركة أكثر من 300 قائد/ة مجتمعي/ة فعال/ة في مجال المناخ من أكثر من 100 دولة، من 8 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول. يمثل المشاركون، بينهم شباب وشابات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حوالي 25% من الحضور، من دول مثل تونس ومصر والمغرب، وكذلك لبنان الغائب قسرا بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة عليه، والتي هي بلدان تواجه تحديات مناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه والجفاف.
يهدف المخيم إلى جمع القادة الشباب لابتكار استراتيجيات جريئة ومطالب حيوية لدفع العمل المناخي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك قبل انعقاد مؤتمر الأطراف COP29، الذي يمثل مرحلة هامة في المفاوضات المناخية العالمية. وتعتبر مشاركة هذا العدد الكبير من الشباب من منطقتنا في هذا التجمع، فرصة تاريخية وغير مسبوقة للتعبير عن مطالبهم، وطرح حلولهم الجريئة لمواجهة الأزمة البيئية التي لا تهدد مستقبلهم فحسب، بل أيضًا استقرار وازدهار بلدانهم، والتشبيك وبناء شبكات إقليمية ودولية عابرة للقطاعات والحدود، يمكنها المساعدة في دفع التغيير السياسي المطلوب على المدى الطويل، وتقديم حلول واقعية ومستدامة للمشاكل البيئية.
ويتضمن برنامج المخيم ورش عمل حول قضايا متعددة، بما في ذلك النزاعات ونزع السلاح، الطريق إلى مؤتمر الأطراف 29، والتحول في مجال الطاقة، والتكيف مع آثار التغير المناخي، إلى جانب التصدي لتلوث البلاستيك، وتسليط الضوء على قضايا التنوع الاجتماعي والمناخ.
كنزي عزمي، مسؤولة الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شددت على ضرورة رفع أصوات الشباب في مواجهة التحديات المناخية العالمية، وأكدت أن مخيم العدالة المناخية يهدف إلى تمكين الشباب من مختلف دول الجنوب العالمي بقدرات وأدوات تساعدهم على التأثير الفعّال في مفاوضات المناخ، مشيرة إلى أن الشباب في المنطقة كانوا دائمًا في طليعة العمل المناخي من خلال تقديم حلول مبتكرة. وأضافت: “هذا المخيم يُسهم في بناء القدرات، وتعزيز التعاون بين الشباب، ومواءمة الاستراتيجيات لمواجهة أزمة المناخ بشكل شامل ومؤثر”.
عزمي أكدت أيضًا على ضرورة توفير مساحات آمنة للحركات المناخية، مشيرة إلى نجاح غرينبيس في تنظيم المخيم في ثلاث دول مختلفة على مدار ثلاث سنوات، بدءًا من تونس في عام 2022، ومرورًا بلبنان في 2023، ووصولاً إلى تنزانيا هذا العام. وأوضحت أن المخيم يُعتبر منصة لتوحيد الحركات الشبابية لمواصلة النضال من أجل مستقبل عادل ومستدام، حيث تتقاطع العدالة المناخية مع قضايا أساسية مثل العدالة الاجتماعية والجندرة وإنهاء الاستعمار. وخلصت إلى القول: “إن هذا المخيم لا يدعو فقط إلى الوحدة في العمل المناخي، بل يُمثل نداءً لتفكيك الأنظمة التي تُفاقم التدهور البيئي والمعاناة الإنسانية، مؤكدة أن العدالة المناخية هي الطريق نحو السلام والتحرر”.
وختمت: “ورغم الأهمية الكبيرة لهذا التجمع، فإن العقبات الكبيرة التي تعيق الشباب من المشاركة تأتي في مقدمتها النزاعات والحروب المستمرة وعدم الاستقرار في بعض دول المنطقة. في حين يسعى الشباب إلى أن يكونوا جزءًا من الحلول المناخية، فإن الحروب المتواصلة في دول مثل لبنان وفلسطين وغيرها، تشكل حاجزًا يمنعهم من الوصول إلى المحافل العالمية.”
يارا عبد الخالق وتالا علاء الدين، ناشطتان شابتان من لبنان، لم تتمكنا من حضور المخيم بسبب الحرب الإسرائيلية القائمة على لبنان. وقد علّقتا على هذا الموقف بقولهما: “كنا كما العديد من الناشطين/ات متحمّسات للمشاركة في مخيم العدالة المناخية، ولكنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان والمنطقة جعلت تمثيل بلدنا مستحيلاً. وللمفارقة،في العام الماضي، نُظّم هذا المخيم بنسخته الثانية في لبنان، وكان فرصةً لحشد قوة الشباب، وخصوصاً من دول الجنوب، في مواجهة التحديات العالمية. لقد كان هذا المخيم مساحةً اجتمعنا فيها لتبادل المعرفة وتعزيز العمل المناخي وبناء الشبكات الإقليمية. وكان موضوع إزالة الاستعمار والاحتلال حاضراً دائماً في نقاشاتنا ومقاربتنا كأساس لتحقيق العدالة المناخية في المنطقة. إنّ هذا الكيان وما يسبّبه من حروب في المنطقة يمنعنا هذا العام بشكل مباشر من المشاركة ويُسكت اصواتنا ويهمّشنا كشباب ويعزلنا عن المناقشات العالمية حول المناخ.”
واختتمتا “قد نكون مغيّبات قسراً هذا العام، ولكن أصواتنا حاضرة عبر مشاركة رفاقنا، وليكن هذا المخيم الذي يجمع الشباب من جميع أنحاء بلدان الجنوب العالمي دعوة للوحدة في العمل المناخي والتضامن بوجه كل أفعال القوى الاستعمارية والأنظمة التي تفاقم التدهور البيئي والمعاناة الإنسانية. لنسمي الأفعال ومرتكبيها بأسمائهم ولنقاوم سوياً نحو تحرير فكرنا أاراضينا لعلّنا نصل إلى تحقيق عدالة مناخية حقيقية.”