في تقرير جديد صدر عن شركة آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية
• يبلغ معدل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في قطاع الرعاية الصحية في المنطقة نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 4.4%
• المبادرة السعودية الخضراء تستهدف خفض الانبعاثات الكربوينة بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060
• استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 تدعم خفض انبعاثات الرعاية الصحية بنسبة 20% بحلول عام 2030
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 11 ديسمبر 2024
كشفت شركة آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، عن تقرير جديد لها تسلط فيه الضوء على التحديات والفرص البيئية المتزايدة في قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط. وتؤكد آرثر دي ليتل في التقرير الذي يحمل عنوان “الكوكب سيراك الآن”، على الحاجة الملحة للمؤسسات العاملة في قطاع الرعاية الصحية إلى تبني ممارسات مستدامة لمواجهة التحديات الناجمة عن الانبعاثات الكربونية واستهلاك الطاقة والنفايات. كما يوصي التقرير بمواءمة استراتيجيات الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية مع الأهداف الوطنية، مثل استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 ومبادرة السعودية الخضراء.
فمع استهلاك مرافق الرعاية الصحية في المنطقة لمليارات الكيلواط-ساعة من الطاقة سنوياً وتوليد كميات كبيرة من النفايات المائية والمادية، فإن الطريق نحو الاستدامة يتطلب جهوداً حثيثة. يسلط تقرير آرثر دي ليتل الضوء على الجهود الرائدة في مجال تصميم المستشفيات الصديقة للبيئة وبرامج الحد من النفايات وتحسين سلسلة التوريد كخطوات حيوية للحد من البصمة الكربونية في أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. ومن خلال تبني الابتكار والاستدامة، يتمتع قطاع الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بمكانة فريدة لقيادة تحول المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة.
يُعد قطاع الرعاية الصحية أحد أكبر مستهلكي الطاقة والموارد الطبيعية عالمياً، حيث يساهم بنسبة 4.4% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما يضع القطاع كخامس أكبر مصدر للانبعاثات على مستوى العالم. ولكن يُقدر في منطقة الشرق الأوسط أن انبعاثات مرافق الرعاية الصحية هي أعلى من المتوسط العالمي. وعلى الرغم من أن المنطقة تستفيد من البنية التحتية الحديثة للرعاية الصحية التي تتضمن ممارسات البناء البيئية المتقدمة، إلا أن المناخ الحار يتطلب استهلاكاً أكبر للطاقة للتبريد، وتظل إدارة النفايات الطبية تشكل تحدياً كبيراً.
تستهلك مرافق الرعاية الصحية في دبي على سبيل المثال، ما يقدر بنحو 1.5 مليار كيلواط-ساعة من الكهرباء سنوياً و4.7 مليون لتر من المياه يومياً. تؤكد هذه الأرقام على الحاجة الملحة إلى وجود تصاميم مستدامة للمستشفيات، وتقنيات توفير المياه، وتحسين أنظمة إدارة النفايات. كما يسلط التقرير الضوء على أهمية الحد من انبعاثات النطاق 3 – انبعاثات سلسلة التوريد -والتي تساهم بنسبة تصل إلى 70% من الانبعاثات المرتبطة بالرعاية الصحية على مستوى العالم.
وفي حديثه عن نتائج التقرير قال الدكتور علي أليساندرو عياش، الشريك لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: “تعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية رائدتين في مجال الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية بسبب تبني الابتكار والممارسات الحديثة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير للقيام به لتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية الطموحة. يجب على قطاع الرعاية الصحية في المنطقة تسريع جهوده في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية وتبني ممارسات مستدامة”.
تخطط المملكة العربية السعودية، من خلال مبادرة السعودية الخضراء، إلى خفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060. وكجزء من هذه الرؤية، تعمل المملكة على تعزيز الرعاية الوقائية، وتحسين المسارات السريرية، ودمج الاستدامة في سلاسل توريد في قطاع الرعاية الصحية. وفي الوقت نفسه، التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع الرعاية الصحية بنسبة 20٪ بحلول عام 2030 في إطار الاستدامة التابع لدائرة الصحة في أبو ظبي. كما نفذت العديد من المستشفيات الرائدة في دبي تدابير لتوفير الطاقة وبرامج إعادة التدوير ومبادرات الحد من النفايات، مما يشير إلى إمكانية اعتمادها على نطاق أوسع في هذا القطاع.
تُعد الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية أمراً ضرورياً من الناحية الاقتصادية. حيث تشير الأدلة من الأسواق العالمية إلى أن المستشفيات التي تتبنى كفاءة الطاقة وتحسين سير العمل السريري يمكن أن يؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية بشكل كبير. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين تشهدان طلباً متزايداً على خدمات الرعاية الصحية، فإن الاستدامة تشكل ضرورة استراتيجية للتحكم في التكاليف، وتحسين نتائج المرضى، والوفاء بالالتزامات المناخية الدولية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تعوق جهود الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية. إذ أن الافتقار إلى تقارير شاملة عن انبعاثات الكربون في مرافق الرعاية الصحية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط يجعل من الصعب قياس التقدم أو تحديد مجالات التطوير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكاليف المالية المترتبة على التحول إلى ممارسات مستدامة، وخاصة بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية الصغيرة حجماً، تؤكد على الحاجة إلى وجود الحوافز الحكومية والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع عملية التبني.
يسلط تقرير آرثر دي ليتل الضوء على إمكانات أنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لقيادة التحول العالمي نحو قطاع رعاية صحية أكثر استدامة. ومن خلال دمج الممارسات المستدامة في عملياتها ومعالجة الانبعاثات في جميع المجالات، من الاستخدام المباشر للطاقة إلى عمليات سلاسل التوريد، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أن يساهموا بشكل فعال في تحقيق أهداف الاستدامة الإقليمية.
وبدوره أضاف فرحان ميرزا، مدير في شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: “إن صحة كوكبنا وصحة الإنسان وجهان لعملة واحدة. من خلال التركيز على الاستدامة، يمكن لأنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط تحقيق نتائج إيجابية للمرضى، وخفض التكاليف، وبالتالي المساهمة في مستقبل أكثر استدامة للمنطقة”.
مع استمرار نمو قطاع الرعاية الصحية كركيزة أساسية للتنمية الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي، بات تحقيق التوازن بين تقديم الرعاية الصحية والمسؤولية البيئية ضرورة ملحة.