حلول ذكية لحماية وتأهيل أشجار القرم في أبوظبي

شركة جديدة أطلقتها فنتشر ون التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، تُوظف الذكاء الاصطناعي والروبوتات المستقلة للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، وعلى وجه الخصوص أشجار القرم.

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة 11 ديسمبر 2024
كشفت فنتشر ون، التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، في المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها في أبوظبي، عن إطلاق شركتها الجديدة «نبات»، المعنية بتطوير تكنولوجيا المناخ وإعادة تأهيل وحماية أشجار القرم، بالإضافة إلى استهداف الأنظمة البيئية الأخرى في المنطقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات المستقلة.

وسلطت الشركة الجديدة الضوء على التقنيات المتقدمة التي توظفها لحماية وإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما يشمل الطائرات المسيرة والبرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وغيرها من الآليات المبتكرة لنشر البذور. وتهدف الشركة إلى تنفيذ هذه الحلول في مساحات شاسعة من غابات القرم عبر الدولة على مدى السنوات السبع القادمة، وتؤكد هذه المبادرى أهمية أشجار القرم باعتبارها أحد العناصر الحيوية في النظام البيئي لدولة الإمارات، إذ تساهم بشكل كبير في حماية البيئة من خلال قدرتها على تخزين خمسة أضعاف كمية الكربون مقارنةً بأشجار الغابات المطرية. كما تؤدي دوراً محورياً في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

وبهذا الصدد، قال معالي فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: “تعكس شركة «نبات» مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة في توظيف التكنولوجيا المتقدمة لخدمة البشرية ودمج الابتكار مع العلوم لدعم جهود حماية النظم البيئية وتعزيز التنوع البيولوجي والمرونة المناخية، مما يسهم في تسريع مسيرة دولة الإمارات نحو تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية.”

ومن جهتها، قالت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والجهة المطورة للتكنولوجيا التي توظفها شركة «نبات»: “غالباً ما يُنظر إلى التكنولوجيا على أنها متناقضة مع الطبيعة، إلا أننا عندما ندمج التكنولوجيا مع الأبحاث العلمية لحل المشكلات البيئية الحرجة، يمكن أن تصبح التكنولوجيا واحدة من أقوى حلفاء الطبيعة. وإن أنظمتنا تساعد في مواجهة العديد من التحديات المهمة المرتبطة بصون النظم البيئية، وأحد أبرز هذه التحديات هو جمع البيانات. فالأنظمة البيئية تختلف عن بعضها، مما يتطلب نهجاً مخصصاً يعتمد على البيانات لكل نظام بيئي على حدة.”

تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي ستوفرها شركة «نبات» إمكانية إعداد الخرائط الدقيقة ونشر البذور والمراقبة، مما يضمن أن تتم عمليات إعادة التأهيل بما يتناسب مع الاحتياجات الفريدة والمعقدة لكل نظام بيئي. وعلى عكس الزراعة التقليدية لأشجار القرم، والتي تتطلب عمالة مكثفة قد تؤثر سلباً على الأنظمة البيئية المحيطة، فإن الآليات التي تستخدمها شركة نبات تسعى للحفاظ على هذه الأنظمة بأكبر قدر ممكن من الاستدامة.

خلال مرحلة رسم الخرائط، توفر التقنيات المستخدمة في شركة «نبات» كميات هائلة من البيانات حول التربة، بالإضافة إلى تفاصيل حول كثافة البيئات الطبيعية وارتفاعاتها ومستويات المياه فيها. كما يتم استخدام الطائرات المسيرة لنشر البذور، مما يساهم في التخطيط الأمثل للمسارات وتشكيل أفضل أنماط للنشر، مما يضمن زرع البذور بدقة ووفقاً للاحتياجات المحددة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك النظام قدرات متقدمة للمراقبة تضمن نمو الأشجار المزروعة بالشكل المطلوب.

ولا يقتصر عمل الأنظمة المستخدمة في المناطق القريبة، بل تعمل تقنيات شركة نبات حتى في المناطق التي يصعب الوصول إليها، مما يعزز جهود الصون وإعادة التأهيل بالتوسع بكفاءة مع تقليل التكاليف.

ومن جانبه، قال رضا نيدهك، الرئيس التنفيذي بالإنابة لـ فنتشر ون، المؤسسة الأم لشركة «نبات»: “تهدف فنتشر ون إلى إنشاء شركات ناشئة تساهم في تقديم التكنولوجيا الرائدة إلى العالم. فالقيمة الحقيقية للتكنولوجيا لا تكمن فقط في مدى ابتكارها وفعاليتها وربحيتها، بل فيما تحققه من تأثير إيجابي ملموس. لقد حظينا بشرف العمل جنباً إلى جنب مع العديد من الفرق والمنظومات ذات الصلة، مما مكننا من المساهمة بشكل أساسي في رحلة الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.”

على الرغم من أن تركيز الشركة في البداية سيكون على أشجار القرم في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن هناك خططاً للتوسع في المنطقة وتوسيع نطاق العمل ليشمل أنظمة بيئية إضافية، مثل المناطق الصحراوية والأراضي الزراعية والغابات والشعاب المرجانية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

فعاليات المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها تنطلق بأبوظبي في 10 ديسمبر

ضمن إطار مبادرة القرم أبوظبي وبمشاركة أكثر من 460 باحث من 82 دولة شبكة بيئة …