Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
ماذا يعني اختراق درجة الحرارة العالمية عتبة اتفاق باريس؟ - بيئة أبوظبي

ماذا يعني اختراق درجة الحرارة العالمية عتبة اتفاق باريس؟

شبكة بيئة ابوظبي، زاهر هاشم، رئيس تحرير مجلة أخبار البيئة 16 مارس 2025
تشير تقديرات برنامج كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن 2024 كان العام الأكثر دفئاً على الإطلاق على مستوى العالم، وهو أول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة أواخر القرن الـ19، قبل أن يبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع.

ويشير البرنامج في تقرير آخر إلى أن يناير/كانون الثاني 2025 الشهر الأكثر دفئاً على مستوى العالم، حيث كان أعلى من مستوى ما قبل عصر الصناعة بمقدار 1.75 درجة مئوية وكان الشهر الـ18 في الأشهر الـ19 الماضية الذي تجاوزت درجة حرارة الهواء السطحي فيه المتوسط العالمي، وسجلت معدلاً أعلى من مستوى ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية.

لماذا 1.5 درجة مئوية؟
تبرز حدود 1.5 درجة مئوية لأنها كانت حداً تم تحديده كجزء من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، والذي تعهدت فيه كل دول العالم تقريباً على خفض انبعاثاتها الغازية، للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة في نهاية القرن قياساً إلى عصر ما قبل الصناعة.

ولا يعني تجاوز متوسط درجات الحرارة لعام واحد حدود 1.5 درجة مئوية فشل أهداف اتفاق باريس، لكنه يشكل مؤشراً حول إمكانية فشل الجهود العالمية في تحقيق هذا الهدف الواعد، وهو ما عبرت عنه الأمم المتحدة في تقرير سابق بأن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف طويلة المدى لاتفاق باريس، وعلى دول العالم بأسره بذل مزيد من الجهود الفورية وعلى كل الجبهات لمواجهة أزمة المناخ.

ويرى بعض العلماء أن هدف اتفاق باريس لم يعد من الممكن تحقيقه بشكل واقعي، لكنهم ما زالوا يحثون الحكومات على التصرف بشكل أسرع لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للحد من تجاوز الهدف.

ما أسباب هذا الاحترار العالمي؟
يرجع استمرار تغيّر المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ظاهرة الاحترار العالمي أو الاحتباس الحراري، وهي ظاهرة تنتج عن احتجاز جزء من حرارة الشمس المنعكسة من المحيطات واليابسة داخل الغلاف الجوي للأرض، ومنعها من النفاذ خارجه.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة طبيعية وضرورية للحفاظ على درجة حرارة الكوكب صالحاً للعيش، إلا أن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، الناتجة عن النشاط البشري، شكّلت طبقة عازلة للأرض تحتجز الحرارة داخلها، في ظاهرة تشبه ظاهرة البيوت البلاستيكية المستخدمة في الزراعة، ساهمت بشكل واضح في رفع متوسط درجة حرارة الأرض وتغيير أنماط المناخ على المدى الطويل.

ومنذ أن بدأت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، أضاف البشر كميات كبيرة من الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي عن طريق حرق الوقود الأحفوري في قطاعات النقل والتصنيع وإنتاج الطاقة، إضافة إلى قطع الغابات، وعندما تنبعث الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي، يبقى الكثير منها هناك لفترات زمنية طويلة تتراوح بين عقد من الزمان إلى عدة آلاف من السنين، وبمرور الوقت، تتم إزالة هذه الغازات من الغلاف الجوي عن طريق التفاعلات الكيميائية أو عن طريق المحيطات والغطاء النباتي، التي تمتص غازات الدفيئة من الغلاف الجوي.

لكن ونتيجة للأنشطة البشرية، تدخل هذه الغازات إلى الغلاف الجوي بسرعة أكبر من سرعة إزالتها، وبالتالي فإن تراكيزها تتزايد، ويعني طول فترة بقاء ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع لسنوات عديدة قادمة.

وتشير الأرقام إلى زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير منذ بداية العصر الصناعي، حيث ارتفعت من متوسط سنوي قدره 280 جزء في المليون في أواخر القرن الثامن عشر إلى 414 جزء في المليون في عام 2021 بزيادة قدرها 48%. وترجع كل هذه الزيادة تقريباً إلى الأنشطة البشرية.

كما تضاعف تركيز الميثان في الغلاف الجوي منذ عصور ما قبل الصناعة، حيث وصل إلى أكثر من 1800 جزء في المليار في السنوات الأخيرة، وترجع هذه الزيادة في المقام الأول إلى الزراعة واستخدام الوقود الأحفوري.

الطقس المتطرف أبرز آثار تغيّر المناخ
شهد عام 2024 والأعوام القليلة السابقة، ظواهر مناخية قاسية ومتطرفة خلفت الكثير من الدمار والكوارث في العديد من أنحاء العالم، تمثلت بفيضانات وأعاصير مدمرة، وارتفاع درجة حرارة سطح البحر إلى مستويات قياسية.

وتلعب حرارة سطح المحيطات دوراً كبيراً في تحديد مظاهر الطقس كونها تعدّ مصدراً لتغذية الأعاصير المدارية بالطاقة، إذ تؤدي إلى ازدياد معدلات التبخر وتكدس السحب الركامية التي تحمل كميات كبيرة من الهطولات المطرية الغزيرة.

وكان للأحداث المتطرفة في جميع أنحاء العالم في عام آثار كبيرة على صحة الإنسان والنظم البيئية والطبيعة والبنية التحتية، ومن بين الحالات الأكثر استثنائية كانت الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف والحرارة الشديدة.

وتراوحت أحداث الفيضانات المؤثرة من الفيضانات المفاجئة الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة إلى الفيضانات واسعة النطاق، والأمطار الموسمية، وأنظمة الضغط المنخفض الكبيرة والأعاصير المدارية.

كما أدى الجفاف الشديد كما هو الحال في القرن الأفريقي إلى تفاقم الفيضانات بسبب انخفاض مستويات رطوبة التربة وقلّة نفاذيتها وبالتالي تسارع الجريان السطحي لمياه الأمطار على شكل سيول عارمة.

كما حدثت موجات حارة في جميع أنحاء العالم خلال عام 2023، وساهمت الظروف الحارة والجافة في بعض المناطق في انتشار حرائق الغابات على نطاق واسع، لا سيما في جنوب أوروبا وكندا، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، وهاواي ومناطق أخرى.

تراجع الجليد القطبي
تراجعت مساحة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) خلال العام الفائت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق منذ بدء عصر الرصد بالأقمار الاصطناعية عام 1979 وحتى الوقت الحاضر، وبلغ الحد الأقصى السنوي في سبتمبر/أيلول 16.96 مليون كيلومتر مربع، أي أقل بمليون كيلومتر مربع من الحد الأقصى القياسي المنخفض السابق في عام 1986 بحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجويّة.

كما سجَّل الحد الأقصى السنوي لمساحة الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية خامس أقل معدلاته، في حين سجَّل الحد الأدنى السنوي سادس أدنى مستوى له على الإطلاق.

وشهدت الأنهار الجليدية في غرب أمريكا الشمالية وجبال الألب الأوروبية موسم ذوبان شديد. ففي سويسرا، فقدت الأنهار الجليدية في العامين الماضيين ما يقرب من 10% من حجمها المتبقي بحسب المنظمة الأممية.

آثار اقتصادية واجتماعية
يهدد تغيّر المناخ سبل العيش ويترك آثاراً اقتصادية فادحة على المجتمعات خصوصاً في البلدان النامية التي تشكل الزراعة عماد اقتصادها.

يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى جفاف الأراضي الزراعية وزيادة التصحر وفقدان المحاصيل الزراعية أو ضعف مردودها، وانتشار آفات زراعية جديدة بسبب تهيئة الظروف المناخية لانتشار أنواع جديدة من الحشرات والبكتريا والفيروسات التي تدمر المحاصيل وهو ما يهدد الأمن الغذائي للدول ويزيد مستويات الجوع والفقر فيها.

كما يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة بحثاً عن فرص عمل جديدة، الأمر الذي يزيد من الضغوط البيئية على المدن خصوصاً تلك التي تعاني من نقص الموارد المائية فيها، وكذلك انتشار العشوائيات والأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى الخدمات الصحية والتعليمية.

كما تترك الفيضانات وحرائق الغابات آلاف الأسر المشردة التي فقدت منازلها وفقدت سبل العيش وهو ما يرفع معدلات النزوح الداخلي أو الهجرة الخارجية بشكل يترك آثاراً على المجتمعات المضيفة التي تعاني أيضاً من تبعات التغيّر المناخي.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

التلوث الضوئي.. مخاطر صامتة على الإنسان والبيئة

شبكة بيئة ابوظبي، زاهر هاشم، رئيس تحرير مجلة أخبار البيئة 09 مارس 2025 عندما نفكّر …