Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
الغابات رئة الأرض وأملها الأخضر - بيئة أبوظبي

الغابات رئة الأرض وأملها الأخضر

بمناسبة اليوم العالمي للغابات 21 مارس 2025

شبكة بيئة ابوظبي، المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، 22 مارس 2025
• الغابات ليست مجرد أشجار، إنها الحياة التي تنبض صمتًا لحماية كوكب الأرض.
• في اليوم العالمي للغابات، لنتذكر أن كل شجرة نزرعها هي وعدٌ بمستقبل أنظف وأجمل.
• الغابة درع الأرض الأخضر، وحمايتها مسؤولية كل إنسان.
• الغابات تحمينا من التغير المناخي… فهل نحميها من الإهمال؟
• حماية الغابات اليوم، هي استثمار في الماء، الهواء، الغذاء والحياة.
• الأرض لا تتنفس بدون غاباتها… فلنصنها قبل أن تختنق.
• الغابات تُخزّن الكربون وتحمي التنوع… إنها الأبطال الصامتون لمناخ مستقر.
• بكل شجرة تُقطع نخسر نبضة من نبض الأرض… وبكل شجرة تُزرع نمنح الحياة فرصة جديدة.
• الغابة ليست مجرد ظلٍ أخضر… بل ظلٌ من الأمل لمستقبل أكثر توازنًا واستدامة.

في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، يتوقف العالم لحظة تأمل واعتراف، ليحيي اليوم العالمي للغابات، ذلك الكيان الصامت الذي يُشكّل رئة الأرض وذاكرتها الخضراء. فمنذ آلاف السنين، ظلت الغابات تحتضن الحياة، تُنظم المناخ، تُخزن الكربون، وتمنح المأوى والدواء والغذاء لملايين الكائنات، وعلى رأسها الإنسان.

في هذا العام، يعود اليوم العالمي للغابات 2025 ليذكّرنا بقيمة هذه الثروة الطبيعية، التي رغم عظمتها، تواجه تحديات وجودية متسارعة. فرغم أن الغابات لا تزال تغطي ما يقارب 31% من مساحة اليابسة، أي ما يعادل أكثر من أربع مليارات هكتار، إلا أن هذه النسبة تتناقص باطراد أمام زحف العمران، وتوسع الزراعة الصناعية، وتزايد الحرائق التي باتت أكثر شراسة تحت تأثير التغير المناخي. وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن العالم يفقد ما يقارب عشرة ملايين هكتار من الغابات سنويًا، وهي خسارة جسيمة لا تقف عند حدود الطبيعة، بل تمتد آثارها إلى صحة الإنسان واستقرار المناخ واقتصادات الدول.

الغابات ليست فقط مأوى للكائنات، بل هي درع طبيعي للكوكب في وجه التغير المناخي. إذ تمتص الغابات قرابة 2.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يجعلها أحد أهم خطوط الدفاع أمام الاحتباس الحراري. ومع ذلك، فإن إزالة الغابات تساهم في نحو 10% من الانبعاثات الكربونية العالمية، في مفارقة صارخة بين دور الغابات في الحماية، والدور الذي يلعبه البشر في تقويضها.

ورغم قتامة المشهد في كثير من المناطق، إلا أن الأمل لا يزال حيًا في مبادرات دولية وجهود مجتمعية تسعى لحماية ما تبقى من الغطاء الأخضر. ففي الصين، نجحت برامج إعادة التشجير في زراعة أكثر من 66 مليار شجرة خلال عقدين، بينما تعمل دول مثل البرازيل وبوليفيا على تطوير نظم مراقبة بالأقمار الصناعية لرصد التعديات على الغابات المطيرة. وفي أوروبا، أُطلقت استراتيجية الغابات لعام 2030 ضمن إطار الصفقة الخضراء الأوروبية، في مسعى لتكامل السياسات البيئية والغذائية والمناخية.

أما في منطقتنا العربية، حيث تغيب الغابات الكثيفة وتظهر بدلًا منها النظم الحرجية المحدودة، فإن الوعي بأهمية الأشجار بدأ يشق طريقه في السياسات الوطنية. في المملكة العربية السعودية، انطلقت مبادرة “السعودية الخضراء” بهدف زراعة عشرة مليارات شجرة داخل المملكة، وهو ما يشكل تحركًا جادًا نحو استعادة التوازن البيئي ومكافحة التصحر. وفي المغرب والجزائر ولبنان، تتواصل الجهود لحماية الغابات المتوسطية من التدهور والحرائق، مع أهمية خاصة تُمنح لغابات الأرز وغابات الأطلس، لما تمثله من قيمة بيئية وتراثية عميقة.

الغابات لا تُقاس فقط بعدد الأشجار التي تحتويها، بل أيضًا بالأثر الذي تتركه في حياة الناس. فهي مصدر رزق لأكثر من مليار ونصف إنسان، يعملون في قطاعات متصلة بها، من إنتاج الخشب إلى الأعشاب الطبية والصناعات الريفية. كما أن المجتمعات الأصلية التي تعيش في قلب الغابات لا تزال تُجسد نموذجًا حيًا للانسجام مع الطبيعة، في وقت تبتعد فيه المجتمعات الحضرية عن هذه العلاقة الفطرية.

في اليوم العالمي للغابات، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا: ماذا يمكن أن نفعل من أجل الحفاظ على ما تبقى من غطاء الأرض الأخضر؟ الجواب لا يقتصر على الحكومات فحسب، بل يبدأ من الفرد، من شجرة نزرعها، من ورقة نعيد تدويرها، ومن وعي نغرسه في الأجيال القادمة بأن الغابة ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي كائن حيّ، يتنفس من أجلنا، ويحيا لنحيا نحن.

إن حماية الغابات ليست خيارًا بيئيًا فحسب، بل هي التزام أخلاقي وإنساني واقتصادي. فهي صمام الأمان للمياه، وللمناخ، وللتنوع البيولوجي، وللأمن الغذائي، بل وللسلام أيضًا، إذ تزايدت الصراعات في كثير من المناطق حول الموارد الطبيعية المحدودة، وفي مقدمتها الأراضي الحرجية.

وإذا كنا نُدرك أن مستقبل الكوكب مرهون بما نزرعه اليوم، فإن الغابات تبقى أكبر شاهد على العلاقة بين الأرض والإنسان. فكل شجرة تُقطع هي فصل يُنتزع من كتاب الحياة، وكل شجرة تُزرع هي سطر يُكتب في قصة البقاء.

في هذا اليوم، لنكتفِ بالتأمل، بل لنجعل من الغابة قضية مستمرة، تتجاوز الاحتفال العابر إلى العمل الدائم. فالخضرة التي تُضيء الأرض هي جزء من بقائنا، وجمالها ليس فقط في أوراقها، بل في رسالتها الخالدة: الحياة تستحق أن تُصان.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

تقييم الأثر البيئي للمشاريع التنموية

شبكة بيئة ابوظبي، المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، 03 ابريل 2025 تقييم الأثر …