بيئة أبوظبي وسيلة إعلامية غير ربحية مسؤولية مجتمعية تملكها مجموعة نايا للتميز
شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، خبير بيئي، المملكة المغربية 23 مارس 2025
تخليدا لذكرى اليوم العالمي للمياه والذي يصادف 22 مارس من كل سنة والذي خصصت له الأمم المتحدة هذه السنة 2025 شعار ” أنقدوا أنهارنا الجليدية” وها نحن بدورنا نستغل هذه المناسبة لإعادة التأكيد على حماية موارد المياه من أجل المستقبل.
أ – لماذا الحفاظ على الماء؟
عرف المخزون المائي عالميا تراجعا كبيرا والمغرب بدوره لم يسلم من هذه الإشكالية، سيما في ظل التغيرات المناخية وتراجع التساقطات المطرية واتساع رقعة الجفاف ولا ننسى كذلك معضلة تلوث المياه والإفراط في استهلاك المياه في مجالات متعددة مثل الفلاحة والسياحة والصناعة والاستهلاكات المتزايدة اليومية للمواطنين، ما يزكي أن هناك:
– سوء تدبير الموارد المائية المتاحة
– سوء التخطيط الحضري
– سوء التخطيط السكاني
– هدر الموارد المائية
إن كل هذه المعطيات متجمعة تحتم وبشكل استعجالي وجدي العمل على الحفاظ على الموارد المائية لضمان استدامة الأمن المائي والغذائي.
ب – الحفاظ على المياه
الحفاظ على المياه عملية كبيرة لن تتحقق سوى من خلال الاحترام والالتزام بالمرتكزات الأساسية الثلاث لهذه العملية وهي:
1/ خفض استهلاك المياه الفردي
يقصد بخفض استهلاك المياه، استخدام كميات المياه بكفاءة كبيرة والمتمثلة في استهلاك ما نحتاجه من المياه فقط في كل المجالات (الفلاحة، الصناعة، السياحة، والاستعمال المنزلي)
مما يحتم على الأفراد من الانخراط في هذا الأمر من خلال اعتماد أدوات وسلوكيات توفر المياه ك:
– الاقتصار في عملية غسل الأواني على استعمال إناءين، واحد للغسل والآخر للتنظيف. وعلى من يستعمل الغسالة أن يشغلها بشكل دوري حسب اختياره، بعد أن تملأ بشكل كلي.
– نفس الشيء بالنسبة لغسل الفواكه والخضروات
– التقليل من فترة الاستحمام لتوفير الماء
– التقليل من كمية الصابون حتى لا يتم استهلاك كميات كبيرة من المياه خلال غسل اليدين والشعر وفرك الأسنان
– التأكد من انقطاع الماء بالمراحيض مزدوجة الشطف، وعلى مستوى الصنابير المتوفرة
– اعتماد رشاشات وصنابير مقتصدة للمياه
– تعلم قراءة فواتير الماء لوكالة التوزيع للتمكن من معرفة فترة ارتفاع استهلاك الماء وكذلك معرفة إن كانت هناك تسريبات مائية
– تبليغ الجهات المعنية بكل تسريب تم تسجيله
– التقليل من كميات الماء المستعملة لغسل السيارات
2/ إعادة استخدام المياه
يتعلق الأمر هنا بإعادة استعمال المياه المحصل عنها بعد الاستعمالات الفردية وغير الملوثة بشكل كبير من خلال:
– توجيه هذه المياه إلى الأشجار والنباتات عوض ربطها بقنوات الصرف الصحي
– إعادة استخدام مياه غسالات الأواني والملابس في عملية تنظيف أرجاء المنزل
– اعتماد قنوات خاصة لإيصال هذه المياه لري نباتات الزينة أو أشجار الفواكه
3 / تدوير المياه
تهدف هذه الخطوة بشكل عام الى اعتماد تقنيات لتنظيف المياه وإعادة استخدامها في إطار المياه العادمة المعالجة والتي يتم استخدامها في عدة مجالات حسب مستويات المعالجة. مثل سقي الحدائق، ملاعب الغلف، الأشجار، الخضروات، ملئ أحواض السباحة….
ث – مسؤولية حماية وترشيد استهلاك المياه
إن مسؤولية حماية وترشيد استهلاك المياه مشتركة بين كل الأطياف المكونة للمجتمع من:
• حكومة والتي من مسؤولياتها حماية وصيانة كل مواردها المائية مع إدراك واستحضار أن المياه ليست مصادر دائمة ما يستوجب منها إعداد استراتيجيات وبرامج مائية وطنية موضوعاتية تسمح بالاستخدام الأكثر كفاءة واستدامة لكل مواردها المائية.
• قطاعات ومؤسسات عمومية وخاصة (فلاحة، إدارات، مصانع، معامل، مدارس، فنادق…………) من خلال مراجعة وتقنين وتتبع كميات المياه المستهلكة من لدن كل هذه القطاعات والمؤسسات.
• مجتمع مدني من خلال انخراطه الواسع قصد اتساع وانتشار الوعي بمسؤولية المجتمع للمحافظة على المياه وترشيد وضمان استهلاكها بشكل مستدام.
• أفراد من خلال انسلاخهم من الأنانية واللامبالاة والتهور وتحمل مسؤولية الانخراط الفعلي للمحافظة على المياه في حياتهم اليومية.
