Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
اليوم العالمي للنفايات الصفرية 2025 حكاية كوكب يبحث عن التوازن - بيئة أبوظبي

اليوم العالمي للنفايات الصفرية 2025 حكاية كوكب يبحث عن التوازن

– التحول نحو النفايات الصفرية ليس مسألة تقنية فقط، بل هو مسألة وعي وسلوك وثقافة تكامل.

– في قلب هذا الحراك العالمي والإقليمي، يظل الإنسان هو المحور الأساسي للتغيير.

– أفعال تبدأ من منازلنا، وتتوسع لتشمل مجتمعاتنا، وتنتهي بحماية كوكبنا.

شبكة بيةئ ابوظبي، المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، 28 مارس 2025

في الثلاثين من مارس من كل عام، تتجه أنظار العالم نحو قضية باتت تمثل تحديًا إنسانيًا وبيئيًا بالغ الأهمية: النفايات. إنه اليوم الذي يُعرف بـ اليوم العالمي للنفايات الصفرية، وهو ليس مجرد مناسبة بيئية، بل دعوة صريحة لإعادة النظر في أسلوب حياتنا، وكيفية استهلاكنا للموارد، والتعامل مع مخلفاتنا، في زمن باتت فيه الأرض تُئنّ تحت وطأة التلوث والهدر.

في عام 2025، تشير التقديرات الصادرة عن البنك الدولي إلى أن العالم يُنتج أكثر من 2.2 مليار طن من النفايات الصلبة سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 3.4 مليار طن بحلول عام 2050 إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية. المفارقة المؤلمة أن أقل من 20% فقط من هذه النفايات تُعاد تدويرها أو تُستثمر من جديد، بينما يُلقى الباقي في المكبات أو يُحرق، مسببًا تلوثًا للهواء والمياه والتربة.

هذه النفايات ليست مجرد أعباء بيئية، بل هي خسائر اقتصادية ضخمة. وفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، فإن التكاليف الخفية لإدارة النفايات بشكل غير مستدام تُقدّر بمليارات الدولارات سنويًا، تشمل الأضرار الصحية، وتدهور الموارد الطبيعية، وخسائر فرص العمل في الاقتصاد الدائري.

لكن الأمل لا يزال حيًا، تُبقيه مشاعل التجارب الناجحة ومبادرات التغيير في أنحاء العالم، ومنها تجربة مدينة سان فرانسيسكو التي استطاعت إعادة تدوير أو تحويل أكثر من 80% من نفاياتها بعيدًا عن المكبات، ومدينة كاميكاتسو اليابانية التي تعتمد نظامًا صارمًا لفرز النفايات يصل إلى أكثر من 45 فئة مختلفة.

أما في منطقتنا العربية، فقد بدأت بعض الدول تسلك طريق التحول نحو “النفايات الصفرية”، وإن كانت الخطى متفاوتة.
ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تم إطلاق استراتيجية الإمارات للإدارة المتكاملة للنفايات 2030، التي تهدف إلى خفض النفايات المتجهة إلى المكبات بنسبة 75% بحلول عام 2030. وفي إمارة دبي، أطلقت بلدية دبي مشروعًا طموحًا لتحويل النفايات إلى طاقة بقدرة إنتاجية تصل إلى 185 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، وهو المشروع الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط.

وفي المملكة العربية السعودية، شرعت “الشركة السعودية لإعادة التدوير” (SIRC) بتنفيذ خطة لإعادة تدوير 85% من النفايات البلدية بحلول عام 2035، ضمن رؤية السعودية 2030. كما أطلقت مدينة الرياض مبادرة “فرزها من المصدر”، والتي تستهدف تعزيز سلوكيات إعادة التدوير في المنازل والمدارس.

أما في جمهورية مصر العربية، فقد بدأ تطبيق قانون جديد لإدارة المخلفات، يهدف إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للتدوير وتحويل النفايات إلى فرص اقتصادية، فيما شهدت بعض المحافظات مبادرات شبابية محلية رائدة، مثل مشروع “جرين بان” لإعادة تدوير البلاستيك في محافظة القليوبية.

في قلب هذا الحراك العالمي والإقليمي، يظل الإنسان هو المحور الأساسي للتغيير. فثقافة النفايات الصفرية تبدأ من الفرد، من تلك القارورة التي نُعيد استخدامها، ومن اختيارنا لمنتج قابل لإعادة التدوير بدلًا من منتج يُلقى بعد استخدام واحد، ومن وعينا بأن كل تصرف صغير في حياتنا اليومية يُسهم في صياغة مستقبل هذا الكوكب.

إن التحول نحو النفايات الصفرية ليس مسألة تقنية فقط، بل هو مسألة وعي وسلوك وثقافة. وهو أمر يتطلب تكامل الجهود بين السياسات العامة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، وحتى المناهج التعليمية.

ومع كل ذلك، فإن الطريق لا يزال طويلًا. التحديات مستمرة: من ضعف البنية التحتية في بعض الدول، إلى نقص الحوافز الاقتصادية، مرورًا بانخفاض وعي الأفراد بأهمية الفرز من المصدر. لكن التجارب أثبتت أن الإرادة المجتمعية حين تتضافر مع الابتكار والسياسات الذكية، فإن المستحيل يصبح ممكنًا.

وفي اليوم العالمي للنفايات الصفرية 2025، يُفتح أمامنا فصل جديد من الوعي الجمعي. فصلٌ يروي قصة كوكب يحاول أن يسترد عافيته، وشعوب تبحث عن التوازن، واقتصادات تُعيد اكتشاف القيمة الكامنة في كل ما كنا نسميه “نفايات”.
فلنكن جميعًا جزءًا من هذا التغيير. ليس فقط بالكلمات، بل بأفعال تبدأ من منازلنا، وتتوسع لتشمل مجتمعاتنا، وتنتهي بحماية كوكبنا.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

تقييم الأثر البيئي للمشاريع التنموية

شبكة بيئة ابوظبي، المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، 03 ابريل 2025 تقييم الأثر …