بيئة أبوظبي وسيلة إعلامية غير ربحية مسؤولية مجتمعية تملكها مجموعة نايا للتميز
بمناسبة اليوم العالمي “صفر نفايات” 30 مارس 2025،
شبكة بيئة أبوظبي، جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض المملكة المغربية، 30 مارس 2025
يُصادف يوم 30 مارس من كل عام اليوم الدولي “صفر نفايات”، وهو مناسبة تدعو المدن إلى الانتقال من مجرد إدارة النظافة إلى إدارة مستدامة للنفايات باعتبارها موارد وليست مجرد فضلات. كما يُشجع على الانضمام إلى مبادرة “مدن صفر نفايات” (Zero Waste City) التي تعتمد على رؤية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، تجمع بين الإجراءات الصناعية والتجارية والبيئية والتشريعية والتقنية والتعليمية، مستوحية نموذجها من الطبيعة حيث “لا شيء يضيع، لا شيء يُخلق، كل شيء يتحول”.
ينتج البشر سنويًا 2.24 مليار طن من النفايات، وإذا لم تُتخذ تدابير عاجلة، ستصل هذه الكمية إلى 3.8 مليار طن سنويًا بحلول عام 2050، مما سيساهم في تفاقم التغير المناخي واستنزاف الموارد المائية. وإذا وُضعت هذه النفايات الصلبة في حاويات شحن متتالية، فستدور حول الأرض 25 مرة. كما أن الاستهلاك المتزايد للموارد هو المحرك الرئيسي للأزمات الثلاث الكبرى التي يواجهها كوكبنا: التلوث وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر البلاستيك كارثة حقيقية على المحيطات والمجالات الزراعية، حيث يستغرق أكثر من 100 عام ليتحلل. كما أن قطاع النسيج يستهلك 215 ألف مليار لتر من الماء، أي ما يعادل 86 مليون مسبح أولمبي. وتستمر التكاليف الصحية والبيئية والمالية والاجتماعية والاقتصادية لإدارة النفايات في الارتفاع، مما يُشكل عبئًا كبيرًا على المواطنين والجماعات المحلية، لا سيما في إفريقيا.
نموذج إدارة النفايات في المغرب
لا يزال المغرب يعتمد على اقتصاد خطي قائم على الاستخراج والاستهلاك والتلويث والتخلص، وهو نظام مكلف اقتصاديًا وبيئيًا.
في عام 2024، يُنتج المغرب حوالي 7.4 مليون طن من النفايات المنزلية والمماثلة، منها فقط 5% يتم تثمينها، في حين يتم دفن أو إهمال الباقي. كما يُخصص 25% من ميزانية الجماعات المحلية للنظافة، دون أن يُترجم ذلك إلى إدارة فعالة للنفايات، إذ يتجاوز إجمالي تكلفة إدارة النفايات في الدار البيضاء وحدها 10 مليارات درهم سنويًا، دون احتساب تكاليف المطارح.
كما أن 70% من النفايات المنزلية بالمغرب تتكون من مواد عضوية، مما يجعل تبني التسميد (الكومبوست) ومكافحة هدر الطعام تحديًا رئيسيًا. ورغم هذه الأرقام المقلقة، فإن 80% من المواطنين لا يقومون بفرز نفاياتهم.
يجب أن يكون اليوم الدولي “صفر نفايات” مناسبة لتذكير المنتخبين والبرلمانيين والمسؤولين بأن الجهود المالية والتقنية المبذولة حسّنت نظافة المدن، لكنها لم تُحقق بعد إدارة مستدامة للنفايات، والتي تعتبرها موردًا وليس عبئًا.
دعوة إلى التحرك من أجل مستقبل بلا نفايات
مع اقتراب الانتخابات المقبلة، واستعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، تدعو AESVT المغرب المسؤولين المحليين والمركزيين والبرلمانيين إلى فتح نقاش بناء لتسريع الانتقال نحو مستقبل بلا نفايات، والانضمام إلى مدن مثل طوكيو، تورنتو، فانكوفر، برشلونة، كوبنهاغن، لندن، مونتريال، نيويورك، روتردام، سان فرانسيسكو وسيدني، لتكون جزءًا من مبادرة “مدن صفر نفايات” (Zero Waste City).
الإجراءات الواجب اتخاذها
1. إطلاق نقاشات ومبادرات لوضع رؤية جديدة وآليات مبتكرة لإدارة الموارد، إلى جانب إصلاحات قانونية وتنظيمية عاجلة.
2. دعم المزيد من المدن والقرى للانضمام إلى مبادرة “مدن صفر نفايات” (Zero Waste City) والعمل على تقليل كمية النفايات المرسلة إلى المطارح والمحارق بنسبة 50%، وزيادة معدل إعادة التوجيه إلى 70% بحلول 2030 (في السيناريو المتفائل) أو 2035 (في السيناريو الأقل تفاؤلًا(.
3. تسريع تبني قانون الاقتصاد الدائري، ومراجعة القانون 28.00 بعمق لدعم الفرز الانتقائي وتثمين النفايات القابلة للتدوير، وتجنب الحرق بسبب مخاطره البيئية والصحية.
4. دمج مبادئ الاقتصاد الدائري كجزء رئيسي من الاستراتيجية الوطنية منخفضة الكربون للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مما سيكون له تأثير إيجابي على ميزانية الدولة، القدرة الشرائية للمواطنين، والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
5. تشجيع التسميد (الكومبوست) وتعزيز المبادرات المحلية والمجتمعية والمقاولاتية لتثمين النفايات العضوية.
6. الاستثمار في استراتيجية تواصلية فعالة تُشرك وسائل الإعلام، والعلماء، والمجتمع المدني لدعم الإصلاحات القانونية والتقنية، من أجل تقليل النفايات من المصدر من خلال جمع انتقائي فعال، ووضع حوافز تنظيمية واقتصادية لتشجيع الأسر والشركات على تبني ممارسات بيئية مسؤولة.
دعوة للتعبئة الجماعية
تُذكّر AESVT المغرب بأن الإدارة الفعالة للنفايات مسؤولية مشتركة. لذا، تدعو المنتخبين، صناع القرار، المواطنين، الجمعيات، والفاعلين الاقتصاديين إلى الانخراط بفعالية في تبني سلوكيات مسؤولة، ودعم المبادرات المحلية الرامية إلى التوجه الإستراتيجي نحو تحقيق هدف صفر نفايات.
وبهذه المناسبة، تُجدد AESVT المغرب التزامها بالعمل من أجل مغرب أنظف وأكثر استدامة، حيث يلعب كل فاعل – من المواطن إلى الجماعات المحلية – دورًا أساسيًا في الحفاظ على البيئة وضمان استدامة النموذج الاقتصادي والمالي والاجتماعي لإدارة الموارد والنفايات.
