Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
دور كلية العلوم بجامعة القاهرة في علوم البيئة إرث مئوي ممتد من الريادة والعطاء - بيئة أبوظبي

دور كلية العلوم بجامعة القاهرة في علوم البيئة إرث مئوي ممتد من الريادة والعطاء

شبكة بيئة ابوظبي، د. طارق قابيل (*)، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 01 ابريل 2025

في رحاب جامعة القاهرة، حيث تتشابك خيوط التاريخ وتتلاقى روافد المعرفة، تحتفل كلية العلوم هذا العام بمئوية تأسيسها، مائة عام من العطاء المتدفق، والابتكار المتجدد، والبحث العلمي الدؤوب. إنها قصة صرح علمي شامخ، أرسى دعائم النهضة العلمية في مصر، وأضاء دروب المعرفة في العالم العربي. وتُعد كلية العلوم بجامعة القاهرة صرحًا علميًا شامخًا وإحدى الركائز الأساسية للتعليم والبحث العلمي في مصر والعالم العربي، وهي إحدى أعرق الكليات العلمية في مصر والعالم العربي، حيث تأسست عام 1925، وخرجت أجيالًا من العلماء الذين أسهموا في مواجهة التحديات البيئية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا.

على مدار قرن من الزمان، لعبت الكلية دورًا محوريًا في تخريج أجيال من العلماء والباحثين الذين ساهموا بشكل فعال في شتى فروع العلوم. وفي ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها كوكبنا، تبرز أهمية الدور الذي اضطلعت به وتواصل الاضطلاع به في مجال علوم البيئة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. ويهدف هذا المقال إلى استعراض مسيرة كلية العلوم بجامعة القاهرة في هذا المجال الحيوي، مع إبراز إسهامات رواد بارزين وأنشطتها الحالية وتطلعاتها المستقبلية في مواجهة القضايا البيئية الراهنة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

نشأة وتطور كلية العلوم:
بزغت فكرة إنشاء كلية العلوم، في خضم حركة نهضة فكرية وعلمية متنامية، لتكون منارة للعلم والمعرفة، وموطنًا للعلماء والمفكرين. لقد كانت رؤية الرواد واضحة، وهي إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات العصر، والمساهمة في بناء مستقبل مشرق. ومنذ ذلك الحين، لم تدخر الكلية جهدًا في سبيل تحقيق هذه الرؤية، فأنشأت معامل بحثية متطورة، وأرسلت طلابها إلى أعرق الجامعات العالمية، ووضعت مناهج تعليمية تواكب أحدث التطورات العلمية. لقد كانت الكلية ولا تزال حاضنة للابتكار، ومصدرًا للإلهام والإبداع، ومحركًا للتنمية والتقدم.

وعلى مدى قرن من الزمان، تخرجت من هذه الكلية العريقة أجيال من العلماء والباحثين المتميزين، الذين أسهموا في تقدم المعرفة، وخدمة المجتمع، وتركوا بصمات واضحة في مختلف المجالات العلمية. لقد كانوا روادًا في استكشاف أسرار الكون، ومبدعين في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية.

عند تأسيس كلية العلوم بجامعة القاهرة، كانت الأقسام العلمية الأساسية مثل النبات والحيوان والكيمياء والفيزياء والرياضيات هي النواة الأولى للكلية. ومع أن قسمًا متخصصًا في علوم البيئة لم يكن موجودًا في البداية، إلا أن المفاهيم والأبحاث المتعلقة بالبيئة بدأت بالتبلور تدريجيًا ضمن هذه التخصصات التقليدية. فدراسة النباتات تضمنت جوانب بيئية تتعلق بتوزيعها وتكيفها مع البيئات المختلفة. كما أن دراسة علم الحيوان شملت تفاعلات الكائنات الحية مع محيطها. وبالمثل، ساهمت الدراسات الجيولوجية في فهم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية.

لقد كانت كلية العلوم منبرًا لإطلاق مسيرة العديد من العلماء الذين أصبحوا فيما بعد سفراء للعلم والمعرفة على مستوى العالم. لقد شهدت الكلية ميلاد عدد من العقول اللامعة التي أدت أبحاثها إلى تغييرات جذرية في فهمنا للظواهر الطبيعية وأسهمت في تقديم حلول علمية مبتكرة. هؤلاء العلماء لم يقتصر دورهم على الإسهامات النظرية فحسب، بل كانوا أيضًا روّادًا في التطبيق العملي للأبحاث، مما ساعد على نقل العلوم إلى ميادين الحياة اليومية. وعلى مدار قرن من الزمان، ارتبط اسمها برواد علم البيئة أمثال الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص والدكتور مصطفى كمال طلبة، وصولًا إلى الجيل الحالي من الباحثين الذين رسخوا مكانة مصر كرائدة في العلوم البيئية.

وشهد عام 1969 تأسيس قسم النبات بكلية العلوم، والذي تضمن تخصص “البيئة النباتية”. يُعد هذا التخصص خطوة هامة في الاعتراف بأهمية الدراسة المتخصصة للتفاعلات البيئية، حيث ركز على العلاقة بين النباتات وبيئاتها، وهو جانب أساسي في علوم البيئة. وقد سبق ذلك تأسيس مركز بحوث الصحراء عام 1956 ومركز الدراسات البيئية بجامعة القاهرة عام 1973 على يد الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص. وعلى الرغم من أن هذه المراكز لم تكن تابعة بشكل مباشر لكلية العلوم في بدايتها، إلا أنها لعبت دورًا هامًا في تعزيز البحث العلمي البيئي وساهمت في تشكيل التوجهات الأكاديمية المستقبلية للكلية في هذا المجال.

وفي تطور حديث يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة، وافق مجلس جامعة القاهرة على استحداث برنامجي “علوم وتكنولوجيا البيئة” و “العلوم البيئية وإدارة الموارد الطبيعية” لمرحلة البكالوريوس. جاء هذا القرار بالتعاون مع وزارة البيئة والبنك الدولي، وتزامنًا مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ العالمي “كوب27″، مما يؤكد على الدور الريادي لمصر في التصدي لمشكلات البيئة والتغير المناخي. يهدف هذان البرنامجان المتعددان التخصصات إلى إعداد كوادر قادرة على إجراء بحوث علمية متعمقة في مختلف التخصصات البيئية، والعمل في المجالات التطبيقية، والمنافسة في سوق العمل المحلي والدولي. كما تم إضافة دبلوم مهني متخصص في “العلوم البيئية وإدارة الموارد الطبيعية” لسد الفجوة في سوق العمل. وتجدر الإشارة إلى الجهود المبذولة لتحديث المرافق التعليمية بالكلية، مثل تطوير قاعة ابن سينا بمبنى النبات القديم، بما يتماشى مع المعايير الحديثة للجامعات ورؤية مصر 2030 للارتقاء بالعملية التعليمية في مجال العلوم البيئية.

التطور الأكاديمي: برامج مبتكرة لمواكبة التحديات
أطلقت كلية العلوم – بالشراكة مع وزارة البيئة والبنك الدولي – برامجَ دراسيةً متقدمةً تعكس التكامل بين البحث العلمي واحتياجات السوق، منها:

• برنامج “علوم وتكنولوجيا البيئة” (مرحلة البكالوريوس): يجمع بين التخصصات العلمية (كيمياء، فيزياء، جيولوجيا) والدراسات الإنسانية لمعالجة قضايا مثل التغير المناخي وإدارة النفايات.
• دبلوم “العلوم البيئية وإدارة الموارد الطبيعية” (للدراسات العليا): يهدف إلى إعداد كوادر قادرة على تطوير حلول مستدامة للطاقة النظيفة وندرة المياه، بالتعاون مع جامعات دولية مرموقة.
• مشروع إدارة تلوث الهواء والتغيرات المناخية: نتج عن بروتوكول تعاون بين الجامعة ووزارة البيئة (2021)، ويركز على بناء القدرات العلمية ونشر الوعي عبر ورش العمل والحملات المشتركة.

رواد كلية العلوم الذين أسسوا لعلم البيئة الحديث
لقد أنجبت كلية العلوم بجامعة القاهرة جيلاً من الرواد الذين كان لهم بصمات واضحة في مجال علوم البيئة على المستويات المختلفة. ويأتي في مقدمة هؤلاء العلماء الأجلاء الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص والدكتور مصطفى طلبة، بالإضافة إلى العديد من الخريجين والباحثين الذين ساهموا بإسهامات قيمة على مدار المئة عام الماضية.

أ. الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص: أبو البيئة المصري
يُعد الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص قامة علمية بارزة وأحد أبرز رواد علوم البيئة في مصر والعالم العربي. فقد كان له دور تأسيسي في إنشاء العديد من المؤسسات البحثية الهامة، حيث أسس مركز بحوث الصحراء عام 1956 ومركز الدراسات البيئية بجامعة القاهرة عام 1973. لعب هذان المركزان دورًا حيويًا في تعزيز البحث العلمي البيئي وتكوين الخبرات المتخصصة في هذا المجال على المستوى الوطني.

وعلى الصعيد الدولي، كان للدكتور القصاص إسهام تاريخي في المشاركة في تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) عام 1972 7. كما تبوأ مكانة رفيعة بتقلد منصب رئيس الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية (IUCN) من عام 1978 إلى 1984، ليصبح أول مسؤول من العالم الثالث يشغل هذا المنصب. تعكس هذه المناصب القيادية تقدير المجتمع الدولي لإسهاماته وجهوده في مجال حماية البيئة والموارد الطبيعية.

لم تقتصر إسهامات الدكتور القصاص على الجانب المؤسسي والقيادي، بل امتدت لتشمل إثراء المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات العلمية الهامة، مثل “النيل في خطر” و “موسوعة التصحر” و “على خطى العشرين” 7. ساهمت هذه الكتب في نشر الوعي بالقضايا البيئية الحيوية بين أوسع قطاعات الجمهور العربي. وعلى صعيد جامعة القاهرة، كان للدكتور القصاص دور فعال في اقتراح إنشاء قسم للموارد الطبيعية ضمن معهد البحوث والدراسات الأفريقية عام 1971. كما عمل على إنشاء اللجان الوطنية المصرية لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي واللجنة العلمية للمسائل البيئية والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وترأس هذه اللجان من عام 1971 حتى عام 1981.

يُعتبر القصاص (1921–2012) أحد أبرز علماء البيئة في القرن العشرين، حيث قدم إسهامات غير مسبوقة في فهم التصحر وتغير المناخ. وأسس أول مدرسة علمية لبحوث البيئة الصحراوية، وشارك في وضع خرائط بيئية لحوض البحر المتوسط، وحذر مبكرًا من مخاطر غرق الدلتا بسبب ارتفاع مستوى البحر. وتولى رئاسة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) (1978–1984)، وكان أول عالم من العالم الثالث يشغل هذا المنصب، وساهم في صياغة مفهوم “التنمية المستدامة” دوليًّا. ومن مؤلفاته البارزة: “النيل في خطر” و”التصحر: تدهور الأراضي في المناطق الجافة”، والتي أصبحت مراجع أساسية في الدراسات البيئية.

ب. الدكتور مصطفى كمال طلبة: رائد الدبلوماسية البيئية
يُعد الدكتور مصطفى طلبة شخصية عالمية مرموقة في مجال حماية البيئة، وقد ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP). شغل الدكتور طلبة مناصب قيادية رفيعة في البرنامج لفترة طويلة، وكان له دور حاسم في صياغة وتنفيذ العديد من المبادرات والاتفاقيات الدولية الهامة المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة.

شغل طلبة منصب المدير التنفيذي لـبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وساهم في إبرام اتفاقيات دولية مثل اتفاقية مكافحة التصحر (1994)، وعمل بالتعاون مع القصاص على إعداد التقارير الوطنية المصرية لمؤتمرات البيئة العالمية، مثل مؤتمر ستوكهولم 1972، مما عزز دور مصر القيادي في المحافل الدولية.

شراكات كلية العلوم مع المؤسسات البيئية:
تحرص كلية العلوم بجامعة القاهرة على بناء شراكات فاعلة مع مختلف المؤسسات والمنظمات البيئية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات. ويُعد التعاون مع وزارة البيئة والبنك الدولي في إعداد البرامج الجامعية الجديدة في علوم البيئة مثالًا بارزًا على هذه الشراكات. كما تدعم وحدة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالكلية مكتب اتصال الشؤون البيئية التابع لوزارة شؤون البيئة. وتسعى الكلية إلى عقد اتفاقيات توأمة مع جامعات عالمية متميزة في مجال علوم البيئة بهدف تطوير البرامج وتبادل الخبرات والمؤهلات على المستويات الدولية.

تمتلك الكلية بنية تحتية بحثية متميزة، مثل مركز بحوث الصحراء (أنشأه القصاص عام 1956)، ووحدة التنوع البيولوجي، والتي أسهمت في حماية المحميات الطبيعية كسيناء والصحراء الغربية. وتُنظم الكلية أنشطة مجتمعية عبر وحدة خدمة المجتمع وتنمية البيئة، شاركت الكلية في مؤتمرات دولية مثل “كوب27″، وعززت شراكاتها مع منظمات مثل اليونسكو والفاو لمواجهة التحديات الإقليمية، كشح المياه والتصحر.

بالإضافة إلى قسم علوم البيئة والبرامج الأكاديمية المستحدثة، تولي كلية العلوم بجامعة القاهرة اهتمامًا خاصًا بتعزيز البحث العلمي في مجال البيئة من خلال عدد من المراكز والوحدات البحثية المتخصصة. تلعب هذه المراكز دورًا حيويًا في إجراء الدراسات المتعمقة، وتقديم الاستشارات، والمساهمة في إيجاد حلول للتحديات البيئية المختلفة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

ويُعد مركز الحد من المخاطر البيئية بجامعة القاهرة من المراكز الهامة التي تساهم في رصد وتقييم المخاطر البيئية المختلفة. يشارك المركز في العديد من المشروعات القومية الهادفة إلى حماية البيئة، ومن أبرزها مشروع الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء على مستوى جمهورية مصر العربية. يقوم المركز بتشغيل وصيانة محطات رصد تلوث الهواء التابعة لجهاز شؤون البيئة بالتعاون مع معهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية. كما يمتلك المركز معمل معايرة متخصص يقوم بجميع أنشطة المعايرة اللازمة لمحطات الرصد اللحظي الخاصة بالشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء. بالإضافة إلى ذلك، شارك المركز في مشروعات أخرى مثل إعداد المخططات التنفيذية الرئيسية لإدارة المخلفات الصلبة لعدد من المحافظات، وتقديم الأعمال الاستشارية لإعداد الدراسات الجيولوجية والجيوتقنية للمدن الجديدة.

ويقدم مركز التحاليل الدقيقة بكلية العلوم بجامعة القاهرة خدمات تحليلية متقدمة تساهم في الدراسات البيئية. يقوم المركز بإجراء تحاليل كيميائية وبيولوجية وجيولوجية متنوعة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين من مختلف الكليات والمؤسسات البحثية. يساهم المركز في مساعدة الباحثين في الجامعات المصرية والعربية في إجراء التحاليل اللازمة لرسائل الماجستير والدكتوراه. كما يتعاون مع العديد من المعاهد ومراكز الأبحاث والهيئات والشركات في متابعة مدى ملاءمة منتجاتها للمواصفات العالمية ومتابعة التلوث البيئي. يعقد المركز دورات تدريبية متخصصة في مجالات التحاليل الكيميائية والبيولوجية والطيفية وتحاليل ومعالجة مياه الصرف الصناعي، بالإضافة إلى برامج لتشغيل الطلاب خلال الإجازة الصيفية وتقديم منح للتفوق.

وتُعد وحدة أبحاث حوض الأخماس التابعة لمركز خدمة المجتمع بالكلية وحدة ذات طابع خاص تدعم الأبحاث التي تخدم البيئة وتركز على دراسة قضايا بيئية محلية.

تعكس هذه المراكز والوحدات البحثية المتنوعة التزام كلية العلوم بجامعة القاهرة بتعزيز البحث العلمي في مجال علوم البيئة والمساهمة الفعالة في مواجهة التحديات البيئية المختلفة وخدمة المجتمع.

التأثير العالمي: إرث يمتد عبر القارات
حصل خريجو الكلية على جوائز مرموقة، مثل جائزة زايد الدولية للبيئة (التي نالها القصاص عام 2001)، مما يعكس الاعتراف الدولي بتميز البحث العلمي المصري. وتشهد كلية العلوم بجامعة القاهرة نشاطًا بحثيًا مكثفًا في مجال علوم البيئة، يهدف إلى معالجة القضايا البيئية الملحة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. تعكس البرامج الأكاديمية المستحدثة في “علوم وتكنولوجيا البيئة” و “العلوم البيئية وإدارة الموارد الطبيعية” توجه الكلية نحو تبني مناهج متكاملة ومتعددة التخصصات في دراسة البيئة. تُعد وحدة أبحاث حوض الأخماس، التابعة لمركز خدمة المجتمع بالكلية، مثالًا على الوحدات البحثية التي تركز على دراسة قضايا بيئية محلية. كما يساهم مركز خدمة البيئة بالكلية في تقديم الاستشارات وإجراء البحوث التي تخدم البيئة. وتُعد إسهامات الكلية في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB) التابع لليونسكو نموذجًا للتعاون الدولي في حماية النظم البيئية الهشة 13.

نحو مستقبل أخضر: الدور الحالي والمستقبلي لكلية العلوم في مواجهة التحديات البيئية
على مدى 100 عام، نجحت كلية العلوم بجامعة القاهرة في توظيف العلم لخدمة البيئة، من خلال رواد مثل القصاص وطلبة، والباحثين المعاصرين الذين حوّلوا التحديات إلى فرص للابتكار. إن مئوية كلية العلوم بجامعة القاهرة ليست مجرد احتفال بذكرى زمنية، بل هي احتفاء برحلة طويلة من العطاء والإنجاز، وتجسيد للإرث العلمي الغني الذي تركه الخريجون والعلماء في ميادين العلوم المختلفة. إنه احتفال بقصة نجاح ملهمة، تؤكد على أهمية الاستثمار في التعليم والبحث العلمي، ودورهما في بناء مستقبل أفضل. وهي فرصة لإحياء روح التجديد والابتكار، وللتأكيد على أن العلم ليس له حدود، بل هو جسر يمتد بين الماضي العريق والمستقبل المشرق.

ولقد كانت مسيرة كلية العلوم بجامعة القاهرة حافلة بالإنجازات في مجال علوم البيئة على مدار المائة عام الماضية. فمن البدايات المتواضعة ضمن الأقسام العلمية التقليدية إلى إنشاء برامج متخصصة ومراكز بحثية متميزة، لعبت الكلية دورًا رائدًا في تطوير هذا المجال الحيوي. وقد كان لإسهامات رواد مثل الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص تأثير عميق على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. ومع استمرار التحديات البيئية في التفاقم، يظل الدور الحالي والمستقبلي لكلية العلوم بجامعة القاهرة بالغ الأهمية في إعداد الكفاءات اللازمة وإجراء البحوث المبتكرة التي تساهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. إن إرث الكلية العريق والتزامها بالتميز العلمي يؤهلانها لمواصلة مسيرتها كمركز رائد في علوم البيئة في مصر والمنطقة.

وتضطلع كلية العلوم بجامعة القاهرة بدور حيوي في مواجهة التحديات البيئية الراهنة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على مختلف الأصعدة. فمن خلال برامجها التعليمية المتطورة وأبحاثها العلمية المتميزة وشراكاتها الفاعلة، تعمل الكلية على إعداد جيل جديد من الخبراء والباحثين القادرين على فهم ومعالجة المشكلات البيئية المعقدة. إن التركيز على البرامج متعددة التخصصات يعكس إدراك الكلية بأن القضايا البيئية تتطلب حلولًا متكاملة تستفيد من مختلف فروع العلوم. كما أن وجود وحدات بحثية متخصصة مثل وحدة أبحاث حوض الأخماس ومركز خدمة البيئة يعكس التزام الكلية بمعالجة التحديات البيئية المحلية والإقليمية بشكل مباشر.

اليوم، تبرز الكلية كشريك استراتيجي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مؤكدةً أن الإرث العلمي المصري قادر على قيادة التحول نحو عالمٍ أكثر استدامةً وعدالةً. ويمكن لكلية العلوم أن تعزز دورها المستقبلي من خلال تعزيز التعاون البحثي متعدد التخصصات، وتوسيع نطاق مشاركتها مع المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، وتطوير برامج تعليمية مبتكرة تتضمن الخبرة العملية، وزيادة الوعي العام بالقضايا البيئية، وتعزيز الاستدامة داخل الحرم الجامعي. من خلال تبني هذه التوجهات، ستظل كلية العلوم بجامعة القاهرة في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي تسهم بفعالية في بناء مستقبل مستدام لمصر والمنطقة والعالم.

ومن خلال تنظيم فعاليات تجمع بين تاريخ الكلية وإسهاماتها المستقبلية، يمكن أن يكون هذا الاحتفال منصة لتعزيز التعاون العلمي وبث رسالة أمل وإلهام في نفوس الأجيال القادمة، وستبقى كلية العلوم بجامعة القاهرة رمزًا للعلم والابتكار، ومنارة للمعرفة، ومصدرًا للفخر، والاعتزاز.

المصادر:
https://aidandaid.wixsite.com/communityserviceunit
https://aja.me/ve99c9 https://ejbo.journals.ekb.eg/article_243936_83dac7819e9d7f29e2f4d85d1e97c49b.pdf

الذكرى المئوية لميلاد رائد الحركة البيئية في مصر


https://cu.edu.eg/ar//Cairo-University-News-13686.html
https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-News-14026.html
https://cu.edu.eg/ar/Cairo-University-News-15227.html
https://cu.edu.eg/ar/page.php?pg=contentFront/SubSectionData.php&SubSectionId=222
https://cu.edu.eg/ar/page.php?pg=contentFront/SubSectionData.php&SubSectionId=773
https://cu.edu.eg/userfiles/CU_Building_Index.pdf
https://www.chmesr.gov.eg/web/

رحلة مع رائد علم البيئة في ذكرى رحيله: القصاص وتغيرات المناخ، نظرة علمية ثاقبة لمستقبل كوكب الأرض – الجزء الأول

رحلة مع رائد علم البيئة في ذكرى رحيله: القصاص وتغيرات المناخ، نظرة علمية ثاقبة لمستقبل كوكب الأرض – الجزء الثاني


https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=08022020&id=94f3bc7f-53e7-4fe7-bd99-9707f4c14cc7

الكاتب:
د. طارق قابيل
– أكاديمي، خبير التقنية الحيوية، كاتب ومحرر ومترجم علمي، ومستشار في الصحافة العلمية والتواصل العلمي
– عضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية – كلية العلوم – جامعة القاهرة
– الباحث الرئيسي لمشروع خارطة طريق “مستقبل التواصل العلمي في مصر ودوره في الاعلام العلمي”، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مصر.
– مقرر لجنة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية والدراسات الاستراتيجية ومؤشرات العلوم والتكنولوجي، وزميل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالي – مصر.
– عضو المجموعة الاستشارية العربية للعلوم والتكنولوجيا، التابعة للمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث للدول العربية.

https://orcid.org/0000-0002-2213-8911
http://scholar.cu.edu.eg/tkapiel
tkapiel@sci.cu.edu.eg

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

غرفة تجارة دبي تنظم ندوة حول أهمية إعداد تقارير الاستدامة في تعزيز تنافسية الشركات

بمشاركة 147 ممثلاً عن شركات القطاع الخاص شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 29 …