Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
هل تدعم تقنيات إزالة والتقاط الكربون جهود الحياد المناخي؟ - بيئة أبوظبي

هل تدعم تقنيات إزالة والتقاط الكربون جهود الحياد المناخي؟

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، زاهر هاشم، رئيس تحرير مجلة أخبار البيئة 5 ابريل 2025

يواجه العالم حاجة ملحة لوقف زيادة مستويات غازات الدفيئة التي تتراكم في الغلاف الجوي للأرض، والتي تتسبب بظاهرة تغير المناخ وتأثيراتها التي نشهدها بوضوح اليوم، بدءاً من حرائق الغابات وحتى موجات الحرارة الخانقة وارتفاع مستوى سطح البحر إلى مستويات مدمرة.

وفيما لا يزال العالم يصدر المزيد من الانبعاثات كل عام، فإن هذه التأثيرات الكارثية سوف تستمر في التفاقم ما لم نقم بإجراء تغييرات جدية في أنظمة النقل والتصنيع وإنتاج الطاقة.

ونظراً للتقدم المحدود في الخفض السريع لانبعاثات غازات الدفيئة العالمية، أو التخفيف منها على مدى العقود الماضية، تبرز الحاجة إلى إجراءات حاسمة لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050، ووقف الارتفاع في درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية في نهاية هذا القرن قياساً لعصر ما قبل الصناعة، وهو الهدف الذي اجتمع عليه العالم في اتفاق باريس التاريخي.

ومنذ الثورة الصناعية، أطلقت البشرية أكثر من 2000 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لذا وللحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو ما يقول العلماء إنه ضروري لمنع أسوأ تأثيرات تغير المناخ، سنحتاج ليس فقط إلى تقليل الانبعاثات، ولكن أيضاً إلى إزالة وتخزين بعض الكربون الموجود بالفعل بالجو.

توصية أممية
شكّل مؤتمر المناخ الأخير في دبي (COP28) نقطة فارقة في تاريخ العمل المناخي العالمي، إذا أشار الاتفاق الختامي الذي حظي بتوافق 198 طرفاً من جميع أنحاء العالم، إلى التحول بعيداً عن جميع أنواع الوقود الأحفوري، والحاجة إلى خفض عميق وسريع ومستدام لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية.

وإلى جانب زيادة قدرات الطاقة المتجددة، والاعتماد على الوقود منخفض أو عديم الكربون بحلول منتصف القرن، أوصى اتفاق الإمارات بتسريع الاعتماد على التقنيات التي تساهم في تخفيف وإزالة الانبعاثات، مثل احتجاز الكريون واستخدامه وتخزينه، ولاسيما في القطاعات التي يصعب فيها تطبيق تدابير التخفيف.

احتجاز الكربون وتخزينه
إن تكنولوجيا احتجاز وتخزين الكربون “Carbon Capture and Storage” (CCS) هي مجموعة متكاملة من التقنيات التي يمكنها منع إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة استخدام الوقود الأحفوري.
وتتمثل الخطوة الأولى في هذه العملية بالالتقاط، وتعني فصل ثاني أكسيد الكربون عن الغازات الأخرى المنتجة في المنشآت الصناعية الكبيرة مثل محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز الطبيعي، ومصانع الصلب، ومصانع الأسمنت، ومصافي التكرير قبل دخوله الغلاف الجوي.

وبمجرد فصله، يتم ضغط ثاني أكسيد الكربون ونقله عبر خطوط الأنابيب، أو الشاحنات، أو السفن، أو طرق أخرى إلى موقع مناسب للتخزين الجيولوجي، قبل أن يصل إلى مرحلة التخزين الأخيرة حيث يحقن ثاني أكسيد الكربون في التكوينات الصخرية العميقة بشكل دائم تحت الأرض، على أعماق تصل إلى كيلومتر واحد أو أكثر.

بالإضافة إلى احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، هناك مفهوم آخر ذو صلة، هو احتجاز واستخدام وتخزين الكربون “Carbon Capture, Utilization and Storage” (CCUS)، والذي يشير إلى إمكانية إعادة استخدام الكربون المحتجز في العمليات الصناعية عن طريق تحويله، على سبيل المثال، إلى مواد بلاستيكية أو خرسانة أو وقود حيوي.

وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية يوجد اليوم حوالي 40 منشأة احتجاز تجارية قيد التشغيل على مستوى العالم، بقدرة احتجاز سنوية إجمالية تزيد عن 45 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، في حين تم الإعلان عن أكثر من 50 منشأة احتجاز جديدة تستهدف التشغيل بحلول عام 2030 منذ يناير 2022، لالتقاط حوالي 125 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع ذلك، حتى عند هذا المستوى، سيظل نشر احتجاز وتخزين الكربون أقل بكثير (حوالي الثلث) من حوالي 1.2 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وهو المطلوب في سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

إزالة الكربون من الغلاف الجوي
تشير تقنية إزالة الكربون ” Carbon Dioxide Removal” (CDR) إلى الطرق التي تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود بالفعل في الغلاف الجوي، وتتضمن مجموعة من الأساليب، بدءاً من زراعة وإعادة زراعة الأشجار، وعزل الكربون في التربة، وإزالة الكربون من الكتلة الحيوية ثم تخزينه، وصولاً إلى الأساليب التكنولوجية الأحدث مثل التقاط الكربون من الهواء بشكل مباشر، وعمليات “التمعدن” أي تحويل الكربون إلى معادن.

تقوم النباتات بإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء بشكل طبيعي، ومن خلال عملية التمثيل الضوئي يمكن للأشجار امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الأوراق والجذوع، كما تمتلك المحيطات، والتي تغطي أكثر من 70% من مساحة كوكب الأرض، القدرة على عزل الكربون، وتتمتع النظم البيئية للكربون الأزرق، والتي تشمل أشجار المانغروف والمستنقعات والأعشاب البحرية، بقدرة هائلة على تخزين الكربون داخل النباتات والكتلة الحيوية الحيوانية لفترات طويلة من الزمن، وتشير التقديرات إلى أن الاستثمارات في هذه النظم البيئية يمكن أن تلتقط وتخفض الانبعاثات بما يقرب من 4 غيغا طن من الكربون سنوياً في عام 2030 وبأكثر من 11 غيغا طن من الكربون سنوياً في عام 2050.

ويختلف مصطلح إزالة الكربون عن احتجاز الكربون، إذ يوصف احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) كوسيلة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من مصدر ثابت للوقود الأحفوري أو القطاع الصناعي أو عمليات إنتاج الطاقة قبل أن يتسرب إلى الهواء، في حين تتم الإزالة لعناصر الكربون الموجود مسبقاً في الغلاف الجوي.

وفي حين تختلف عمليات الإزالة عن عمليات الاحتجاز من حيث المكان الذي يتم جمع ثاني أكسيد الكربون منه، فإن كلاً من عمليات الاحتجاز أو الإزالة تتطلب مكاناً ما لعزل ثاني أكسيد الكربون الذي نحصل عليه.

ما دورها في مكافحة تغير المناخ؟
يعتبر ثاني أكسيد الكربون المحرك الرئيسي لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، ويبقى جزء كبير من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمئات أو آلاف السنين، ومن خلال تنظيف ثاني أكسيد الكربون وخفض مستوياته في الغلاف الجوي، يمكن أن تساعد عملية إزالة الكربون في إبطاء تغير المناخ أو حتى عكس اتجاهه.

ولا تعتبر تقنيات إزالة الكربون أو احتجازه بديلاً لخفض الانبعاثات.، إذ أن التحدي الأكبر الذي يواجه وقف تغير المناخ هو الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن توفر عملية إزالة الكربون مكملاً أساسياً لخفض الانبعاثات، ولكنها عملية بطيئة ومكلفة للغاية.

تحديات ومخاطر
يشكل بطء اعتماد تكنولوجيا إزالة واحتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه، والخوف من أن احتجاز وتخزين الكربون سيؤدي إلى إطالة أمد استخدام الوقود الأحفوري واستمرار الآثار الصحية والاجتماعية السلبية الناجمة عن انبعاث المصانع، المصدرين الرئيسيين للمخاوف المتعلقة بالتنفيذ الموسع لهذه التكنولوجيا.

ولا توجد أمثلة كثيرة حتى الآن على التطبيق الناجح لهذه التقنية، بل أن هناك عدة مشاريع قد فشلت وتخلت عنها، وعلى عكس العديد من التقنيات النظيفة الأخرى (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)، لا يمكن إنتاج أنظمة احتجاز وتخزين الكربون بكميات كبيرة لأنها مصممة خصيصاً لتتناسب مع المنشأة التي تلتقط ثاني أكسيد الكربون.

بالإضافة إلى ذلك، فإن كل نظام احتجاز له تكاليف أولية باهظة، غالباً ما تزيد عن مليار دولار، والتي قد تثني مطوري المشاريع عنها، لكن من المتوقع أن تنخفض التكاليف مع بدء تشغيل المزيد من المشاريع، وتحسن التكنولوجيا وانخفاض تكاليف التمويل.

كما يواجه عمليات النقل والعزل الجيولوجي لثاني أكسيد الكربون مخاطر عدة، وعلى الرغم من أنه غاز غير قابل للاشتعال، لكن تسرب هذا الغاز بتركيزات عالية من خطوط أنابيب النقل، يمكن أن يسبب الكثير من التأثيرات الصحية والبيئية خاصة في مواقع العمل.

أحد الشواغل الرئيسية المرتبطة بـتقنيات احتجاز وتخزين الكربون هي المخاطرة ببقاء الآثار الصحية والبيئية السلبية الناجمة عن المنشآت كثيفة الانبعاثات، ويُنظر إليه على أنه ضمادة للتغطية على هذه الصناعات الملوثة، والتي تضر بشكل غير متناسب بالمجتمعات الضعيفة التي تحملت تاريخياً مستويات غير متناسبة من تلوث الهواء والانبعاثات السامة.

يمكن لأنظمة احتجاز الكربون أن تقلل بشكل كبير على الملوثات الضارة، ولكن في كثير من الحالات، تفضل المنظمات المجتمعية وغيرها من المدافعين عن البيئة إغلاق هذه المنشآت الملوثة والتركيز بدلاً من ذلك على عمليات الإنتاج الأنظف، مثل مصادر الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

التلوث الضوئي.. مخاطر صامتة على الإنسان والبيئة

شبكة بيئة ابوظبي، زاهر هاشم، رئيس تحرير مجلة أخبار البيئة 09 مارس 2025 عندما نفكّر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *