ريادة ملموسة.. قراءة تحليلية في تقرير استدامة جامعة القاهرة وتصنيفها الفضي
شبكة بيئة ابوظبي، د. طارق قابيل، القاهرة، جمهورية مصر العربية، 05 مايو 2025
في خطوة تعكس وعياً متنامياً بأهمية دمج مبادئ الاستدامة في نسيج التعليم العالي، أصدرت جامعة القاهرة، الصرح الأكاديمي المصري العريق، تقريرها السنوي الرابع للاستدامة لعام 2024. ويتزامن هذا الإصدار مع إنجاز لافت يتمثل في حصول الجامعة على المرتبة الفضية في نظام تتبع وتقييم الاستدامة في الجامعات المعروف باسم “ستارز” (STARS)، وهو نظام عالمي تديره جمعية النهوض بالاستدامة في التعليم العالي. ويكتسب هذا الإنجاز أهمية خاصة بالنظر إلى أن نظام “ستارز” يُعد إطاراً شاملاً ومعترفاً به دولياً، مصمماً خصيصاً لتمكين مؤسسات التعليم العالي من قياس أدائها في مجال الاستدامة.
يقوم هذا النظام على مبدأ الشفافية والإفصاح الذاتي، حيث تشارك المؤسسات بياناتها بشكل علني، مما يتيح المقارنة البينية وتحفيز التحسين المستمر. إن الحصول على التصنيف الفضي لا يمثل مجرد شهادة تقدير، بل هو دلالة على “ريادة ملموسة في مجال الاستدامة”، ويقر بالتقدم الجوهري الذي أحرزته الجامعة، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى وجود مساحة للنمو والتطور نحو مستويات أعلى كالذهبية والبلاتينية.
ويهدف هذا المقال إلى تقديم رؤية تحليلية متخصصة حول الوضع الراهن لاستدامة جامعة القاهرة، كما يعكسه حصولها على تصنيف “ستارز”، الفضي، وتقييم نقدي للمسار الاستراتيجي المطلوب للارتقاء إلى مستوى التصنيف الذهبي الطموح بحلول عام 2026. يعتمد التحليل على منهجية تبدأ بتفكيك بنية ومعايير نظام “ستارز”، كإطار مرجعي عالمي، ثم تنتقل إلى دراسة الإنجازات التي أوردها تقرير الجامعة في ضوء هذا الإطار، وأخيراً، تتعمق في استكشاف التحولات الاستراتيجية والتشغيلية والثقافية الضرورية لتحقيق القفزة النوعية نحو التصنيف الذهبي، مستندة في ذلك إلى البيانات المتاحة وتصريحات قيادات الجامعة.
السعي نحو التصنيف الذهبي بحلول 2026
لم تكتفِ جامعة القاهرة بما حققته، بل وضعت نصب عينيها هدفاً أكثر طموحاً. فقد وجه الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، بضرورة تضافر الجهود ومواصلتها على كافة المحاور لتحقيق المرتبة الذهبية في تصنيف “ستارز”، بحلول عام 2026. هذا التوجه لا ينبغي قراءته كمجرد سعي وراء تحسين الترتيب، بل هو التزام استراتيجي بتعميق وتجذير ممارسات الاستدامة في كافة أنشطة الجامعة وقطاعاتها. وتنسجم هذه الرؤية مع تأكيد رئيس الجامعة على أن التقرير السنوي يمثل أداة حيوية لترجمة مفاهيم الاستدامة إلى “ممارسة فعلية موثقة” وبوابة لمتابعة الأداء المؤسسي في سبيل تحقيق الأهداف التنموية المنشودة.
معيار عالمي لاستدامة التعليم العالي
ينطلق نظام “ستارز” (STARS)، من تعريف للاستدامة يتسم بالشمولية والتعددية، حيث لا يقتصر على الجوانب البيئية فحسب، بل يشمل “صحة الإنسان والبيئة، والعدالة الاجتماعية، وتأمين سبل العيش الكريم، وعالم أفضل لجميع الأجيال”. ويتجاوز هذا المفهوم الواسع التعريفات الضيقة التي قد تحصر الاستدامة في بعدها البيئي فقط، ويتبنى رؤية متكاملة تتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
يسعى نظام “ستارز”، إلى ترجمة هذه الرؤية الشاملة إلى أهداف قابلة للقياس على مستوى الحرم الجامعي، متضمناً مؤشرات تتعلق بالأداء البيئي والاجتماعي والاقتصادي للمؤسسة. وغالباً ما يُستعان بنماذج توضيحية كنموذج “المقاعد الثلاثة” (البيئة، الاقتصاد، المجتمع/العدالة) أو الدوائر المتداخلة للتأكيد على الترابط الجوهري بين هذه الأبعاد الثلاثة لتحقيق استدامة حقيقية ومتوازنة. يهدف الإطار إلى إشراك طيف واسع من مؤسسات التعليم العالي، من الكليات المجتمعية إلى الجامعات البحثية، وتوفير مسارات للتقدير والاعتراف في مختلف مراحل تطبيق الاستدامة.
الهيكل والمحاور: قياس الأداء الشامل
يتمحور نظام “ستارز” (STARS) حول أربعة مجالات رئيسية يتم تقييمها، بالإضافة إلى مجال خامس اختياري يركز على التميز: المجال الأكاديمي (AC)، والمشاركة (EN)، والعمليات (OP)، والتخطيط والإدارة (PA)، بالإضافة إلى الابتكار والقيادة (IN) كمجال إضافي يمنح نقاطاً إضافية. وتتوافق المحاور الخمسة التي أبرزها تقرير جامعة القاهرة بشكل كبير مع هذه الفئات الرئيسية. ويتضمن كل مجال من هذه المجالات محاور فرعية تحدد مجالات تأثير محددة للاستدامة، فعلى سبيل المثال، يضم المجال الأكاديمي محاور فرعية للمناهج الدراسية والبحث العلمي، بينما يضم مجال العمليات محاور فرعية للطاقة والمخلفات والمياه والمباني وغيرها.
تشكل “الاعتمادات” (Credits) جوهر نظام “ستارز”، حيث يشتمل كل محور فرعي على اعتمادين أو أكثر. يحدد نص كل اعتماد، المتوفر في الدليل الفني للنظام (STARS Technical Manual)، المتطلبات المحددة للأداء وإعداد التقارير التي يجب تلبيتها لكسب النقاط، كما يوفر تعريفات وإرشادات للقياس وأمثلة توضيحية. ويُعد الدليل الفني المرجع النهائي الذي يحدد المعايير ومتطلبات القياس والإبلاغ لكل اعتماد، وقد صُممت هذه الاعتمادات لتكون موضوعية وقابلة للقياس والتطبيق العملي.
إن الهيكل الشامل لنظام “ستارز”، الذي يغطي المجالات الأكاديمية والمشاركة والعمليات والتخطيط والإدارة، يستلزم بالضرورة تحولاً جوهرياً نحو تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف إدارات وقطاعات الجامعة. فمجرد المشاركة في النظام والسعي لتحقيق تصنيفات متقدمة يجبر الجامعات على تتبع وقياس ممارسات الاستدامة والإبلاغ عنها بشكل منهجي عبر وظائف متنوعة. ويتطلب ذلك جمع بيانات من الأقسام الأكاديمية، وإدارة المرافق، والمشتريات، وشؤون الطلاب، والشؤون المالية، والإدارة العليا، وغيرها، مما يكسر الحواجز التقليدية بين الإدارات. علاوة على ذلك، فإن الحاجة إلى تلبية معايير الاعتمادات المحددة تدفع المؤسسات إلى تبني سياسات وإجراءات جديدة، وتتبع مقاييس أداء كمية (مثل استهلاك الطاقة والمياه ومعدلات تدوير النفايات)، وتوثيق الأدلة بشكل دقيق. هذه العملية في حد ذاتها تساهم في ترسيخ مفاهيم الاستدامة وتحويلها من مجرد أفكار نظرية إلى ممارسات مؤسسية راسخة، وهو ما ينسجم تماماً مع رؤية قيادة جامعة القاهرة للتقرير كأداة لترجمة المفاهيم إلى “ممارسة فعلية موثقة”.
نظام التصنيف: تقدير مستويات الإنجاز
يعتمد نظام “ستارز” نظام تصنيف متدرج يعكس مستوى الأداء المحقق: البرونزي، والفضي، والذهبي، والبلاتيني، وذلك بناءً على النتيجة الإجمالية التي تحصل عليها المؤسسة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد تصنيف “مُقرِر” (Reporter) للمؤسسات التي تشارك بياناتها دون السعي للحصول على تصنيف مُقيّم.
تُحتسب النتيجة النهائية بناءً على النسبة المئوية للنقاط المكتسبة في المجالات الأربعة الرئيسية مقارنة بإجمالي النقاط المتاحة في تلك المجالات للمؤسسة، مضافاً إليها النقاط المكتسبة في مجال الابتكار والقيادة، بحد أقصى 4 نقاط إضافية.
يحدد نظام “ستارز” حداً أدنى من النقاط لكل مستوى تصنيف: يتطلب التصنيف البرونزي 25 نقطة على الأقل، والفضي 45 نقطة، والذهبي 65 نقطة، والبلاتيني 85 نقطة. وبناءً على ذلك، يضع تصنيف جامعة القاهرة الفضي الجامعة ضمن شريحة المؤسسات التي حققت أداءً جيداً يتجاوز عتبة الـ 45 نقطة.
إن الفجوة البالغة 20 نقطة مئوية بين الحد الأدنى للتصنيف الفضي (45 نقطة) والحد الأدنى للتصنيف الذهبي (65 نقطة) ليست بالهينة، حيث تشير هذه الفجوة الكبيرة إلى أن تحقيق التصنيف الذهبي يتطلب جهوداً أكثر شمولية ومستوى أداء أعلى بكثير عبر مختلف محاور الاستدامة مقارنة بما هو مطلوب للتصنيف الفضي. ولا يتعلق الأمر بمجرد تحسينات تدريجية، بل بقفزة نوعية في الأداء والتكامل المؤسسي. فالحصول على 45% من النقاط (الحد الأدنى للفضي) يعني أن المؤسسة قد عالجت أقل بقليل من نصف معايير الاستدامة القابلة للتطبيق والمقاسة بواسطة نظام “ستارز”.
أما الحصول على 65% (الحد الأدنى للذهبي)، فيتطلب معالجة ما يقرب من ثلثي المعايير، وغالباً ما يستلزم ذلك تحقيق مستويات أداء أعلى ضمن الاعتمادات الفردية (مثل تحقيق خفض أكبر في استهلاك الطاقة، أو معدلات أعلى لتحويل النفايات، أو دمج أوسع للاستدامة في المناهج الدراسية). هذا الانتقال من أقل من 50% إلى حوالي 65% يستدعي تجاوز الإجراءات سهلة المنال التي قد تكون كافية للحصول على التصنيف البرونزي أو الفضي، والتوجه نحو تغييرات نظامية وتحقيق أهداف كمية طموحة في مجالات العمليات والأكاديميا والمشاركة. وتؤكد تجارب جامعات أخرى أن هذا الارتقاء يستغرق وقتاً وجهداً منسقاً.
الحوكمة والشفافية والتطور
يتمتع نظام “ستارز” بهيكل حوكمة يضمن مشاركة أصحاب المصلحة وتحديث الإطار بشكل دوري، ويشمل ذلك لجنة توجيهية (STARS Steering Committee) ولجان فنية استشارية. وعلى الرغم من أن النظام يعتمد على الإبلاغ الذاتي من قبل المؤسسات، إلا أن نظام “ستارز” يطبق عملية مراجعة للتقارير المقدمة للحصول على تصنيف، بالإضافة إلى آليات لضمان دقة البيانات. وتُتاح التقارير النهائية للجمهور، مما يعزز الشفافية ويتيح للمؤسسات مقارنة أدائها مع نظيراتها.
من المهم الإشارة إلى أن إطار نظام “ستارز” ليس ثابتاً، بل يخضع لمراجعات وتحديثات دورية ليعكس التطورات في مجال الاستدامة وأفضل الممارسات في التعليم العالي. فقد تم مؤخراً إطلاق الإصدار الجديد يونيو 2024. وبينما يُرجح أن يكون تقرير جامعة القاهرة الحالي مستنداً إلى الإصدار السابق، فإن هدف الجامعة الطموح لعام 2026 سيتطلب حتماً التوافق مع معايير الإصدار 3.0. وقد يتضمن هذا الإصدار الجديد عمليات مبسطة في بعض الجوانب، ولكنه يركز أيضاً بشكل أكبر على مؤشرات تتعلق بالعدالة العرقية والاجتماعية. هذا يعني أن استراتيجية جامعة القاهرة لتحقيق التصنيف الذهبي يجب أن تكون مرنة وقادرة على التكيف مع هذه المتطلبات المتطورة، وألا تقتصر على تلبية المعايير التي أهلتها للتصنيف الفضي في الإصدار السابق. فالنجاح في عام 2026 يتطلب القدرة على التعامل مع هذا الهدف المتحرك.
تحليل تقرير الاستدامة 2024
يقدم تقرير الاستدامة لجامعة القاهرة لعام 2024 عرضاً لجهودها عبر خمسة محاور رئيسية. ويمكن ربط هذه المحاور بشكل مباشر بفئات نظام “ستارز” لتقييم الأداء بموضوعية أكبر:
1. المجال الأكاديمي: يتوافق هذا المحور مع فئة “الأكاديميات” (Academics – AC) في STARS، والتي تركز على كيفية دمج الاستدامة في المناهج الدراسية (Curriculum) والأنشطة البحثية. يشمل ذلك تقييم مدى انتشار المقررات الدراسية التي تتناول الاستدامة، وتوفر برامج أكاديمية متخصصة، وحجم ونوعية الأبحاث المتعلقة بالاستدامة، بالإضافة إلى استخدام الحرم الجامعي كمختبر حي لتطبيق الأبحاث والمشاريع التعليمية المتعلقة بالاستدامة.
2. الشراكة المجتمعية: يرتبط هذا المحور بفئة “المشاركة” (Engagement – EN) في STARS، والتي تقيم جهود الجامعة في إشراك مجتمعها الداخلي (الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس) في مبادرات الاستدامة (Campus Engagement)، وكذلك تفاعلها مع المجتمع الخارجي الأوسع لتعزيز الاستدامة (Public Engagement).
3. إدارة الموارد: يتطابق هذا المحور بشكل مباشر مع فئة “العمليات” (Operations – OP) في نظام “ستارز”، وهي فئة ذات وزن كبير في التقييم عادةً. تغطي هذه الفئة مجموعة واسعة من الجوانب التشغيلية للحرم الجامعي، بما في ذلك كفاءة استخدام الطاقة والمياه، وإدارة النفايات الصلبة والسائلة، وتصميم وتشغيل المباني المستدامة، وسياسات المشتريات، وخدمات الطعام، والنقل، وإدارة الأراضي والمساحات الخضراء. يمكن لأدوات مثل ENERGY STAR Portfolio Manager أن تساعد في تتبع أداء الطاقة والمياه والنفايات.
4. التخطيط والإدارة: يقابل هذا المحور فئة “التخطيط والإدارة” (Planning & Administration – PA) في نظام “ستارز”. تقيّم هذه الفئة مدى دمج الاستدامة في التخطيط الاستراتيجي للجامعة وحوكمتها، وسياسات التنوع والقدرة على تحمل التكاليف، والممارسات المتعلقة بالاستثمار والتمويل، بالإضافة إلى برامج صحة ورفاهية العاملين والطلاب.
5. الابتكار والقيادة: يتوافق هذا المحور مع فئة “الابتكار والقيادة” (Innovation & Leadership – IN) الاختيارية في نظام “ستارز”. تمنح هذه الفئة نقاطاً إضافية للمبادرات والممارسات المبتكرة والرائدة التي تتجاوز متطلبات الاعتمادات القياسية أو تعالج جوانب غير مغطاة في الإطار الأساسي.
قراءة في دلالات التصنيف الفضي: تقدم وإمكانات
يُعد حصول جامعة القاهرة على التصنيف الفضي اعترافاً وتقديراً للجهود الملموسة التي بذلتها في دمج ممارسات الاستدامة عبر المحاور المتنوعة المذكورة أعلاه. إنه يشير إلى وجود أساس متين يمكن البناء عليه. وتؤكد تصريحات قيادات الجامعة على هذه الدلالات الإيجابية. فالدكتورة غادة عبد الباري، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، تشير إلى أن التقرير يبرز الآثار الإيجابية للممارسات المستدامة التي تولد قيمة اقتصادية واجتماعية وبيئية، ولا تهدف فقط لخفض التكاليف والهدر، بل لتحسين بيئة التعلم والعمل وجودة الحياة الجامعية. ينسجم هذا التأكيد مع التعريف الشامل للاستدامة الذي يتبناه نظام “ستارز” بأبعاده المتعددة.
من جانبها، توضح الدكتورة سهير رمضان، مستشار رئيس الجامعة للتنمية المستدامة، أن الحصول على التصنيف الفضي ساعد على قياس أداء الاستدامة بطريقة شاملة وترجمة مفاهيمها إلى أهداف قابلة للقياس على مستوى الحرم الجامعي. يعزز هذا التصريح الدور العملي لنظام “ستارز” كأداة إدارية فعالة تمكن المؤسسات من تقييم وضعها وتحديد أولوياتها. ويضيف الدكتور محمد نجيب، المدير التنفيذي لمكتب الاستدامة، أن الاشتراك في التصنيف يعزز التخطيط الاستراتيجي لمستقبل أكثر استدامة وبناء مجتمع جامعي أكثر صحة، وهو ما يتماشى مع الفوائد التي تؤكد عليها “ستارز”، مثل المقارنة المعيارية وتعزيز التعاون والتخطيط.
ومع ذلك، فإن الاحتفاء بالتصنيف الفضي يجب ألا يحجب حقيقة أنه يشير ضمنياً إلى وجود فرص كبيرة للتحسين في العديد من المجالات للوصول إلى عتبة التصنيف الذهبي (65 نقطة). فالحصول على تصنيف فضي يعني أن النتيجة الإجمالية تقع بين 45 و 64.99 نقطة. رياضياً، هذا يعني أن الجامعة لم تحصل على نسبة تتراوح بين 35% و 55% من النقاط المتاحة لها عبر الاعتمادات القابلة للتطبيق، أو أنها لم تحقق الحد الأقصى من النقاط في العديد من الاعتمادات التي سعت إليها. وبينما يركز التقرير بطبيعة الحال على إبراز الإنجازات، فإن مستوى التصنيف نفسه يكشف عن وجود مجالات تحتاج إلى تطوير وتعميق. قد تشمل هذه المجالات، على سبيل المثال لا الحصر، تبني أبطأ للطاقة المتجددة، أو برامج أقل شمولية لتحويل النفايات 6، أو تكامل غير مكتمل للاستدامة عبر المناهج الدراسية في مختلف الكليات، أو سياسات تخطيط واستثمار لا تتماشى بشكل كامل مع مبادئ الاستدامة.7 لا يقدم الاستعلام تفاصيل دقيقة عن نقاط الضعف هذه، لكن مستوى التصنيف الفضي بحد ذاته يؤكد وجودها وضرورة معالجتها لتحقيق الهدف المنشود.
دور التوثيق وإعداد التقارير
يُشدد رئيس الجامعة على أهمية التقرير السنوي كونه يمثل “ممارسة فعلية موثقة” و”بوابة فعلية لمتابعة الأداء”. وهذا يؤكد على الدور المحوري لعملية جمع البيانات الدقيقة وإعداد التقارير الشفافة، وهي عناصر أساسية في عملية “ستارز” ومصداقيتها. ويتطلب النظام تأكيداً رسمياً من قيادة المؤسسة على دقة البيانات المقدمة.
إن عملية إعداد تقرير “ستارز” ليست مجرد تمرين لجمع المعلومات، بل هي بحد ذاتها ممارسة استراتيجية ذات قيمة عالية. فهي تجبر المؤسسة على تحديد المسؤولين عن البيانات في مختلف الإدارات، ووضع مقاييس أداء واضحة، وتقييم الأداء الفعلي مقارنة بالمعايير الخارجية المحددة في اعتمادات “ستارز”، وأخيراً، توصيل هذا التقدم بشفافية للجمهور وأصحاب المصلحة. تتطلب هذه العملية اتباع خطوات منهجية، واستخدام أدوات محددة أحياناً، والالتزام بمعايير دقيقة. هذا الجهد المنظم، الذي يتطلب تنسيقاً مكثفاً بين الإدارات 5 وضغطاً للمساءلة نتيجة النشر العام، يصبح آلية فعالة لدفع عجلة التنسيق الداخلي والتخطيط الاستراتيجي وتحسين الأداء اللازم لتحقيق أهداف الاستدامة. وبالتالي، فإن عملية إعداد التقرير نفسها تساهم بشكل مباشر في تحقيق “الجهود المتضافرة والمتواصلة” التي دعا إليها رئيس الجامعة.1
الارتقاء نحو الذهب: ضرورات استراتيجية لعام 2026
كما ذُكر سابقاً، يتطلب الانتقال من الحد الأدنى للتصنيف الفضي (45 نقطة) إلى الحد الأدنى للتصنيف الذهبي (65 نقطة) تحقيق زيادة لا تقل عن 20 نقطة مئوية في النتيجة الإجمالية. من الناحية العملية، يستلزم هذا تحقيق تحسينات جوهرية وزيادة كبيرة في النقاط المكتسبة عبر مختلف محاور “ستارز” الرئيسية (الأكاديميات، المشاركة، العمليات، التخطيط والإدارة)، وليس فقط التفوق في محور واحد أو اثنين. توضح معادلة احتساب النتيجة كيف تساهم التحسينات في كل مجال في رفع النسبة المئوية الإجمالية. إن تحقيق هذا الهدف خلال فترة زمنية محددة (بحلول 2026) يمثل تحدياً يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً فعالاً. وتظهر تجارب مؤسسات أخرى، مثل جامعة ماساتشوستس لويل التي انتقلت من الفضي إلى الذهبي ثم حافظت عليه وعززته عبر عدة دورات تقييمية، أن هذا الارتقاء يتطلب جهداً مستمراً وتحسيناً مطرداً.
ولتحقيق القفزة النوعية من الفضي إلى الذهبي، ستحتاج جامعة القاهرة إلى تركيز جهودها على تعميق وتحسين أدائها في مجالات متعددة، من أبرزها:
● المجال الأكاديمي: الانتقال من مجرد تضمين مفاهيم الاستدامة في بعض المقررات التمهيدية إلى دمج أعمق لمخرجات تعلم الاستدامة عبر مختلف التخصصات والكليات. زيادة حجم ونوعية الأبحاث العلمية المنشورة التي تركز على قضايا الاستدامة. التوسع في تطبيق مفهوم “الحرم الجامعي كمختبر حي” (Campus as a Living Laboratory) من خلال مشاريع بحثية وتطبيقية يشارك فيها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لمعالجة تحديات الاستدامة داخل الجامعة نفسها.5 غالباً ما يتطلب التصنيف الذهبي نسباً أعلى من الأقسام التي تقدم مقررات مرتبطة بالاستدامة أو مخرجات بحثية أكثر غزارة.
● المشاركة: توسيع نطاق مشاركة الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس في برامج ومبادرات الاستدامة، مع التركيز على قياس أثر هذه المشاركة. تعزيز الشراكات المجتمعية مع جهات خارجية لتحقيق نتائج ملموسة وقابلة للقياس في مجال الاستدامة. تكثيف مبادرات التوعية العامة ونشر ثقافة الاستدامة داخل وخارج أسوار الجامعة. قد يتطلب التصنيف الذهبي برامج أكثر رسمية ومؤسسية أو معدلات مشاركة أعلى.
● العمليات: يمثل هذا المجال غالباً فرصة لتحقيق مكاسب كبيرة في النقاط نظراً لتعدد جوانبه وتأثيرها المباشر. يتطلب الارتقاء إلى الذهبي تحسينات كبيرة في:
○ الطاقة: تنفيذ مشاريع طموحة لرفع كفاءة استخدام الطاقة في المباني، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة (سواء من خلال الإنتاج الذاتي أو شراء شهادات الطاقة المتجددة)، والسعي لتحقيق أهداف كمية محددة لخفض استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية.
○ المخلفات: تطبيق برامج شاملة لإدارة النفايات ترتكز على التسلسل الهرمي لإدارة النفايات (الحد من المصدر، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير، المعالجة/التحويل إلى سماد)، بهدف تحقيق معدلات تحويل أعلى بكثير عن مكبات النفايات (Diverison Rate) وخفض كمية النفايات المتولدة لكل فرد في مجتمع الجامعة.
○ المياه: تنفيذ إجراءات فعالة للحفاظ على المياه، بما في ذلك استخدام تقنيات لترشيد الاستهلاك، وإمكانية استخدام المياه الرمادية أو مياه الأمطار المعالجة، بهدف خفض استهلاك المياه الصالحة للشرب لكل فرد ولكل متر مربع من المساحة المبنية.
○ المباني: تبني معايير المباني الخضراء المعترف بها (مثل LEED أو ما يعادلها) للمباني الجديدة وعمليات التجديد الكبرى، وتحسين الأداء البيئي للمباني القائمة من خلال الصيانة والتشغيل المستدام.
○ مجالات تشغيلية أخرى: تطبيق سياسات مشتريات مستدامة تفضل المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة والمسؤولة اجتماعياً، وتشجيع وسائل النقل المستدامة (مثل النقل العام، والدراجات، والمشي)، وإدارة الأراضي والمساحات الخضراء بطرق تحافظ على التنوع البيولوجي وتقلل من استخدام المياه والمبيدات.
● التخطيط والإدارة: دمج أهداف الاستدامة بشكل صريح ومحدد في الخطة الاستراتيجية للجامعة ورسالتها وعمليات الميزانية. تعزيز مبادرات التنوع والإنصاف والشمول وربطها بأهداف الاستدامة. استكشاف خيارات الاستثمار المستدام لجزء من أوقاف الجامعة أو مواردها المالية. تعزيز برامج الصحة والرفاهية للطلاب والموظفين مع التركيز على الجوانب المتعلقة بالاستدامة.5 يكتسب البعد الاجتماعي والعدالة أهمية متزايدة في إطار الاستدامة الشامل.
● الابتكار والقيادة: السعي بشكل استراتيجي لتنفيذ مشاريع مبتكرة ورائدة تتجاوز المعايير المعتادة للحصول على النقاط الإضافية الحاسمة في هذه الفئة. يتطلب ذلك تحديد نقاط القوة الفريدة للجامعة أو تطوير مبادرات ريادية لمعالجة تحديات الاستدامة بطرق جديدة.1
مقارنة بين مستويات الأداء للفضي والذهبي
لتوضيح الفارق النوعي المطلوب للانتقال من التصنيف الفضي إلى الذهبي، يقدم الجدول التالي أمثلة افتراضية لمستويات الأداء في بعض الاعتمادات الرئيسية، بناءً على متطلبات نظام “ستارز”:
محور “ستارز” مثال لمجال الاعتماد مستوى أداء قد يؤهل للتصنيف الفضي مستوى أداء مطلوب عادة للتصنيف الذهبي
الأكاديميات (AC) جرد مقررات الاستدامة تضمين مفاهيم الاستدامة في بعض المقررات عبر عدد محدود من الأقسام. دمج مخرجات تعلم الاستدامة بشكل واسع عبر العديد من الأقسام/التخصصات؛ وجود برامج دراسية متخصصة.
العمليات (OP) استهلاك طاقة المباني تطبيق بعض إجراءات كفاءة الطاقة؛ تحقيق خفض متوسط في الاستهلاك مقارنة بخط الأساس. إثبات تحقيق خفض كبير في استهلاك الطاقة؛ نسبة عالية من المباني تفي بمعايير الكفاءة؛ استخدام أدوات تتبع مثل Portfolio Manager.
العمليات (OP) تقليل النفايات وتحويلها برنامج إعادة تدوير أساسي؛ معدل تحويل متوسط (مثلاً 25-40%). برنامج شامل (تقليل، إعادة استخدام، تدوير، تسميد)؛ معدل تحويل مرتفع (>50%)؛ انخفاض النفايات لكل فرد.
العمليات (OP) الطاقة النظيفة والمتجددة إنتاج ذاتي محدود أو شراء محدود للطاقة الخضراء/الشهادات. إنتاج ذاتي كبير و/أو شراء كميات كبيرة من الطاقة الخضراء/شهادات الطاقة المتجددة.
التخطيط (PA) تخطيط الاستدامة ذكر الاستدامة في بعض الخطط؛ وجود لجنة مخصصة. دمج الاستدامة بالكامل في الخطة الاستراتيجية للجامعة ورسالتها وميزانيتها؛ وجود أهداف ومقاييس واضحة.
يهدف هذا الجدول إلى تجسيد التحول المطلوب لتحقيق هدف 2026. الفارق الأساسي بين الفضي والذهبي يكمن في مستوى الأداء عبر مختلف الاعتمادات. ومن خلال تقديم أمثلة ملموسة، يساعد الجدول على ترجمة أسماء المحاور العامة (العمليات، الأكاديميات) إلى إجراءات محددة (خفض الطاقة، دمج المقررات) ومقارنة مستويات الأداء النموذجية المطلوبة لكل تصنيف، استناداً إلى بنية اعتمادات نظام “ستارز”.
تساعد هذه المقارنة القيادة وأصحاب المصلحة على فهم حجم ونوع التحسينات المطلوبة في المجالات الرئيسية، مما يجعل التحدي الاستراتيجي أكثر وضوحاً وقابلية للتنفيذ، ويدعم “الجهود المتضافرة” اللازمة.
الحاجة إلى جهود متضافرة وقيادة فعالة
إن الارتقاء إلى التصنيف الذهبي لا يخلو من التحديات. قد تشمل هذه التحديات تأمين التمويل اللازم للمشاريع والمبادرات، وصعوبة التنسيق بين الكليات والإدارات المتعددة في جامعة كبيرة ومعقدة مثل جامعة القاهرة، والحاجة إلى تغيير سلوكيات وأنماط عمل راسخة لدى الأفراد، وضمان دقة وموثوقية البيانات المجمعة من مصادر متنوعة.
تأتي دعوة رئيس الجامعة إلى “تضافر ومواصلة الجهود على كافة المحاور” على أن تجاوز هذه التحديات يتطلب التزاماً مستداماً ومشاركة واسعة من جميع مكونات المجتمع الجامعي. لا يمكن تحقيق هذا الهدف الطموح بجهود مكتب الاستدامة أو عدد قليل من الإدارات بمفردها، بل يتطلب انخراطاً فعالاً من الكليات والمعاهد والمراكز والإدارات المختلفة.
وهنا يبرز الدور الحاسم للقيادة الجامعية، متمثلة في رئيس الجامعة ونوابه، وقيادة مكتب الاستدامة. ويقع على عاتق القيادة مسؤولية تبني رؤية الاستدامة والدفاع عنها، وتخصيص الموارد اللازمة لدعمها، ووضع السياسات المحفزة، والأهم من ذلك، تعزيز ثقافة مؤسسية تحتضن الاستدامة وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من هوية الجامعة وقيمها. إن القيادة الفعالة هي المحرك الأساسي لترجمة الطموحات إلى واقع ملموس.
القيادة والإرث والجامعة المستدامة
يمثل حصول جامعة القاهرة على التصنيف الفضي في نظام “ستارز” خطوة جديرة بالتقدير، تعكس التزاماً حقيقياً وجهوداً ملموسة نحو دمج الاستدامة في مختلف جوانب عملها. ومع ذلك، فإن الطموح المعلن للوصول إلى التصنيف الذهبي بحلول عام 2026 يضع الجامعة أمام تحدٍ كبير وفرصة سانحة لترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة في مجال الاستدامة ضمن مشهد التعليم العالي في المنطقة.
وينبغي النظر إلى السعي نحو التصنيف الذهبي ليس فقط كهدف رقمي أو مرتبة تسعى الجامعة لتحقيقها، بل كحافز لعملية تحول مؤسسي أعمق. يهدف هذا التحول إلى ترسيخ مبادئ الاستدامة بأبعادها الثلاثة – الإشراف البيئي، والعدالة الاجتماعية، والاستمرارية الاقتصادية – في صميم رسالة الجامعة وعملياتها وهويتها. إن تبني هذا النهج الشامل يتجاوز مجرد الامتثال للمعايير، ليصبح جزءاً من ثقافة الجامعة وقيمها الأساسية. ويرتبط هذا التحول ارتباطاً وثيقاً بالدور المحوري للجامعة في إعداد قادة المستقبل وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، والمساهمة في تحقيق رفاهية المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأوسع.
في الختام، تمتلك جامعة القاهرة فرصة فريدة للاستفادة من إطار “ستارز” ليس فقط لتحقيق هدفها المتمثل في التصنيف الذهبي، ولكن أيضاً لبناء إرث دائم من الريادة في مجال الاستدامة. إن الرحلة نحو تحقيق هذا الهدف، المدفوعة بالبيانات والتعاون والتخطيط الاستراتيجي المنهجي، تحمل في طياتها قيمة هائلة تتجاوز مجرد الحصول على شهادة أو تصنيف. من خلال تبني هذا المسار بجدية والتزام، يمكن لجامعة القاهرة أن تساهم بشكل إيجابي ومؤثر في مجتمعها المحلي، وفي مصر، وفي الجهود العالمية نحو بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
المصادر:
1. Sustainability Rating System | JCTC, accessed May 4, 2025, https://jefferson.kctcs.edu/faculty-staff/business-affairs/green-initiatives/rating-system.aspx
2. STARS, Sustainability Tracking Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/
3. About STARS – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/about-stars/
4. Data Use Guidelines – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/reports-data/data-use-guidelines/
5. Getting Started with STARS – The Association for the Advancement of Sustainability in Higher Education, accessed May 4, 2025, https://www.aashe.org/wp-content/uploads/2017/04/Getting-Started-with-STARS.pdf
6. AASHE STARS Credits through ENERGY STAR®, accessed May 4, 2025, https://www.energystar.gov/sites/default/files/tools/AASHE_STARS%2BENERGYSTAR_FINAL.pdf
7. Basic Terminology – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/participate/basic-terminology/
8. What is sustainability? – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/resources-support/help-center/the-basics/what-is-sustainability/
9. Manuals and Tools | About | STARS Reports – Reporting Tool, accessed May 4, 2025, https://reports.aashe.org/pages/about/technical-manual.html
10. What are the basic steps in the reporting process? – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System – AASHE Stars, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/resources-support/help-center/the-basics/what-are-the-basic-steps-in-the-reporting-process/
11. STARS SUMMARY REPORT | Concordia University, accessed May 4, 2025, https://www.concordia.ca/content/dam/concordia/services/sustainability/docs/Hub/Strategic/Concordia_STARS-Summary-Report_2022.pdf
12. How is the overall score calculated? – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System – AASHE (Stars), accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/resources-support/help-center/the-basics/how-is-the-overall-score-calculated/
13. AASHE’s STARS | The Office of Sustainability – UMass Lowell, accessed May 4, 2025, https://www.uml.edu/office-sustainability/planning/aashe-stars.aspx
14. Governance – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System – AASHE Stars, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/about-stars/governance/
15. Data Accuracy | Support | STARS Reports – Reporting Tool, accessed May 4, 2025, https://reports.aashe.org/pages/support/stars-report-accuracy.html
16. STARS 3.0 – The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System, accessed May 4, 2025, https://stars.aashe.org/resources-support/stars-3-0/
17. The Sustainability Tracking, Assessment & Rating System™ (STARS) is a transparent, self-reporting framework for colleges and universities to measure their sustainability performance., accessed May 4, 2025, https://www.aashe.org/wp-content/uploads/2017/04/STARS-2.1-introductory-sllde-deck.pdf
18. A critical review of the effectiveness of the Sustainability Tracking, Assessment & Rating System (STARS) framework on campu – IBPSA Publications, accessed May 4, 2025, https://publications.ibpsa.org/proceedings/bs/2021/papers/bs2021_31030.pdf
19. A Stairway to the Stars: Monitoring Sustainability Performance in SMBs – Victoria University Law and Justice Journal, accessed May 4, 2025, https://vulj.vu.edu.au/index.php/jbsge/article/view/611/682
الكاتب: د. طارق قابيل
– أكاديمي، خبير التقنية الحيوية، كاتب ومحرر ومترجم علمي، ومستشار في الصحافة العلمية والتواصل العلمي.
– أستاذ جامعي متفرغ، وعضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية – كلية العلوم – جامعة القاهرة.
– مقرر لجنة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية والدراسات الاستراتيجية ومؤشرات العلوم والتكنولوجي، وزميل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالي – مصر.
– الباحث الرئيسي لمشروع خارطة طريق “مستقبل التواصل العلمي في مصر ودوره في الاعلام العلمي”، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مصر.
– عضو المجموعة الاستشارية العربية للعلوم والتكنولوجيا، التابعة للمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث للدول العربية.
https://orcid.org/0000-0002-2213-8911
http://scholar.cu.edu.eg/tkapiel
tkapiel@sci.cu.edu.eg