Warning: Undefined array key 1 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php:505) in /home/abudhabienv/public_html/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 557
نحو تخطيط حضري يراعي التنوع البيولوجي - بيئة أبوظبي

نحو تخطيط حضري يراعي التنوع البيولوجي

دعوة لإنشاء مدن ومجتمعات صديقة للطيور بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة 10 مايو 2025

شبكة بيئة ابوظبي، المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، 11 مايو 2025

تُعد الطيور المهاجرة من أبرز رموز الترابط البيئي بين القارات والثقافات، فهي تعبر آلاف الكيلومترات سنويًا بحثًا عن الغذاء والمناخ المناسب والتكاثر، في رحلات تتكرر بدقة مذهلة منذ آلاف السنين. ولكن في العقود الأخيرة، أصبحت هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر نتيجة للتغيرات البيئية الكبرى، خاصة التحضر السريع والتوسع العمراني غير المنظم.

احتفال العالم في 10 مايو 2025 بـ اليوم العالمي للطيور المهاجرة، تحت شعار (إنشاء مدن ومجتمعات صديقة للطيور)، يمثل نقلة نوعية في التفكير البيئي الحضري، حيث يسلط الضوء على العلاقة المتبادلة بين المدن والطيور، ويدعو إلى بناء مدن تراعي وجود الكائنات البرية داخل حدودها، لا تقصيها.

لماذا الطيور المهاجرة مهمة؟
الطيور المهاجرة تلعب أكثر من دور في محيطها الحيوي، أولاً دورها البيئي، حيث تساهم الطيور في تلقيح النباتات، والسيطرة على الآفات الزراعية، ونقل البذور، ما يحافظ على توازن النظم البيئية. ثانياً تعتبر مؤشرات حيوية حيث تعد الطيور من أوائل الكائنات التي تتأثر بالتغيرات البيئية، ما يجعلها مؤشرات حساسة لصحة البيئة. كما أن للطيور قيمة اقتصادية فهي تمثل السياحة البيئية المرتبطة برصد الطيور مصدر دخل في عدة دول.، وأخيراً للطيور دور ثقافي في مختلف المجتمعات حيث نجد الطيور المهاجرة حاضرة في تراث العديد من الشعوب كرمز للحرية والسلام والانتماء.

الطيور والمدن: علاقة معقدة:
تُقدر الدراسات أن أكثر من 55% من سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية، وسترتفع هذه النسبة إلى 70% بحلول عام 2050، ما يعني أن المدن ستزداد اتساعًا وكثافة، على حساب المواطن الطبيعية. وتتجلى أهم التحديات التي تواجه الطيور المهاجرة في المدن فيما يلي:
• فقدان المواطن الطبيعية والتنوع النباتي.
• التلوث الضوئي والضوضائي، الذي يربك أنماط الهجرة.
• التصادم مع المباني الزجاجية العالية.
• قلة المناطق الخضراء المفتوحة التي توفر غذاءً ومأوى.

كيف نصنع مدنًا صديقة للطيور؟
تتمثل المدينة الصديقة للطيور في أنها مدينة تُصمم وتُدار بطريقة تقلل من المخاطر البيئية على الطيور، وتُوفر بيئة حضرية مستدامة لجميع أشكال الحياة.
أهم المبادئ:
1. تخطيط عمراني بيئي: وذلك عبر إنشاء ممرات خضراء تربط بين الحدائق والمتنزهات. أو بالحفاظ على الأشجار المحلية في الحدائق العامة والشوارع.
2. تصميم معماري واعٍ: سواء باستخدام زجاج غير عاكس للحد من اصطدام الطيور. وتقييد الإضاءة الليلية خلال مواسم الهجرة.
3. إدارة الحدائق والمسطحات: وذلك من خلال تنويع الغطاء النباتي. وتقليل استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية.
4. المشاركة المجتمعية والتعليم: سواء بإشراك المواطنين في برامج رصد الطيور. وإدماج مفهوم “المدن الصديقة للطبيعة” في المناهج التعليمية.
5. تشجيع البحث العلمي والتقنيات: من خلال استخدام نظم تحديد المواقع (GPS) لرصد مسارات الهجرة. الى جانب دعم مشاريع إعادة تأهيل المواطن الطبيعية.

تجارب دولية ملهمة:
لو بحثنا حول العالم سوف نجد الكثير من المدن الحضرية الصديقة للبيئة التي أخذت بعين الاعتبار توفير كافة عناصر الراحة والتغذية للطيور المهاجرة حتى باتت هذه المدن بمثابة محطة أساسية في طريق الهجرة من الشمال الى الجنوب وبالعكس، ومن هذه المدن نذكر على سبيل المثال، مدينة تورونتو بكندا حيث أطلقت مبادرة (Lights Out Toronto) لإطفاء الأضواء في ناطحات السحاب خلال مواسم الهجرة، مما أدى إلى انخفاض معدل نفوق الطيور بنسبة كبيرة. ومدينة برشلونة بإسبانيا حيث اعتمدت سياسة “الزراعة الحضرية” التي وفرت بيئة غنية لجذب أنواع متعددة من الطيور. وسنغافورة حيث تم دمج أكثر من 300 حديقة ومحمية طبيعية داخل التخطيط الحضري، ما جعل المدينة نموذجًا للتعايش بين الإنسان والطبيعة.

الوضع في العالم العربي:
رغم غنى المنطقة العربية بمسارات الطيور المهاجرة، إلا أن معظم المدن العربية لا تزال تفتقر إلى استراتيجيات واضحة لجعلها صديقة للطيور. ومع ذلك، هناك مبادرات واعدة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا مشروع “حدائق الطيور” في أبوظبي ودبي والشارقة وباقي مدن الدولة. والمملكة الأردنية الهاشمية لدينا برنامج حماية الطيور في محمية الأزرق. وسلطنة عمان لدينا حماية الأراضي الرطبة في بر الحكمان ومصيرة. أما في تونس والمغرب فلدينا مشاريع تعليمية بيئية عديدة بالتعاون مع (BirdLife International).

أخيراً وليس آخراً فحن نعيش في عالم يزداد عمرانه واستهلاكه، تصبح الطيور المهاجرة صوتًا للطبيعة يذكّرنا بأننا لسنا وحدنا على هذا الكوكب. وإن جعل مدننا أكثر ملاءمة للطيور هو استثمار في جودة حياتنا نحن أيضًا، فكلما احترمنا الحياة البرية، صارت مدننا أكثر صحة وإنسانية وازدهارًا.
أهم التوصيات: تطوير سياسات وطنية للتنوع البيولوجي الحضري. وإشراك البلديات في تنفيذ معايير البناء الصديق للطبيعة. وتنظيم أيام تطوعية لرصد الطيور والتوعية بأهميتها. وتعزيز التعاون الإقليمي في حماية مسارات الهجرة. لنبنِ معًا مدنًا تطير فيها الطيور بأمان، ويحيا فيها الإنسان بتوازن.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

شيخة الظاهري: أبوظبي في طليعة الجهود العالمية للحد من التغير المناخي

تحت شعار إنهاء التلوث البلاستيكي في يوم البيئة العالمي شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *