في منطقة الشرق الأوسط، حيث تُدمج الرؤى الوطنية مبادئ الاستدامة في الخطط الاقتصادية بعيدة المدى
تعليق صحفي بمناسبة اليوم العالمي للبيئة 2025
شبكة بيئة ابوظبي، بقلم طوني أبو جواد، مدير قطاع الصناعة الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا ومصر، 03 يونيو 2025
أحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة تحولاً جذرياً مستداماً في طريقة التصميم والبناء ضمن مختلف مجالات العمارة، والهندسة، والإنشاءات والتشغيل، وذلك من خلال تعزيز الممارسات المستدامة والتي تتمثل في تقليل البصمة الكربونية الكامنة في المباني، وتحسين البنية التحتية عبر التوأمة الرقمية، التي تمكّن المتخصصين من محاكاة الأثر البيئي ، وتقليل الفاقد في الموارد، وبالتالي اتخاذ قرارات أكثر ذكاء منذ المراحل الأولى للمشاريع.
وبحسب تقرير التأثير لشركة أوتوديسك للعام 2025 ، فإن 93% من كبار العملاء يسعون لتحقيق أهداف واضحة في مجال الاستدامة، في حين أن 52% منهم بدأوو باستخدام حلول أوتوديسك لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمواد، الأمر الذي يعكس تحولًا واضحا في القطاع نحو دمج الاستدامة في صميم استراتيجيات الأعمال والتصميم.
وفي منطقة الشرق الأوسط، حيث تُدمج الرؤى الوطنية مبادئ الاستدامة في الخطط الاقتصادية بعيدة المدى، ويبرز الذكاء الاصطناعي كأداة محورية للتطوير المستدام، متجسدة في مختلف الأطر التنظيمية مثل سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة للاقتصاد الدائري 2021–2031، التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتقليل الأثر البيئي في قطاعات التصنيع والبنية التحتية، إلى جانب عدد من المبادرات الكبرى مثل مشروع شركة هيوماين الذي أطلقه صندوق الاستثمارات العامة بالسعودية، والذي يهدف إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي أساسية، وبنية تحتية رقمية تضع الاستدامة والمرونة البيئية في صميم أولوياتها.
وهذا يُبرز أن المنطقة تتبنى نهجاً مستقبلياً جريئاً، وتشهد طفرة في الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع الوصول إلى أهداف الحياد الكربوني، وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة نُجدد التزامنا الراسخ بدفع عجلة الابتكار المستدام، وتوظيف التكنولوجيا لبناء مستقبل أكثر استدامة وذكاءً.