تحت شعار “الساحل الأطلسي: أفقنا المستدام للجميع”.
شبكة بيئة ابوظبي، المركز الدولي للأبحاث وتنمية القدرات (CI2RC)، الصويرة، المملكة المغربية، 01 يوليو 2025
خلال أشغال اليوم الثاني، السبت 28 يونيو 2025، من النسخة الأولى من منتدى الأطلسي بالصويرة، المنظم من طرف المركز الدولي للأبحاث وتنمية القدرات (CI2RC)، والجماعة الحضرية للصويرة، والمندوبية الإقليمية للصيد البحري، ومؤسسة فريدريش ناومان (Fondation Friedrich Naumann)، وجامعة القاضي عياض، بشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات، أكد خبراء الاقتصاد الأزرق والدائري والباحثون في مجال القانون البحري والتنوع البيولوجي البحري، والمسؤولون، والفاعلون المحليون، على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية. وأكدوا على أن الاقتصاد الأزرق يعد “ركيزة أساسية” لبناء النموذج التنموي الجديد للمغرب.
كما أشاروا إلى ضرورة التصدي بشكل مشترك وفعال لتحديات عدة، منها تغير المناخ، وتلوث المحيط بالبلاستيك، وتآكل السواحل وزحف الرمال، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط للثروات البحرية، وتراجع التنوع البيولوجي البحري. وشدد المتحدثون على أهمية وضع رؤية طموحة لمنظومة الاقتصاد الأزرق وتطوير قطاعاته الواعدة. كما عمل المتحدثون الخبراء على تقديم، أمام ثلة من الأساتذة الجامعيين والمسؤولين والمهنيين والمجتمع المدني والطلبة، المعطيات المحينة المتعلقة بالاقتصاد الأزرق بالمغرب، والتي تتمثل إجمالا في توفر 3500 كلم من الشريط الساحلي، و1.2 كلم مربع من المنطقة الاقتصادية الخاصة، وأن 9 جهات من 12 جهة تتوفر على شريط ساحلي.
كما تم الوقوف عند الرهانات ذات الصلة بالتغيرات المناخية والاستغلال المفرط، والتي تؤدي إلى تحمض البحار والمحيطات وارتفاع درجة حرارتها والتلوث الناجم عن البلاستيك والنفط وتصريف المياه العادمة، وخطر انقراض بعض الأسماك بسبب الصيد المفرط وغير القانوني. كما نبهوا إلى ضرورة الارتقاء بالأنشطة البحرية التجارية، من قبيل السياحة الساحلية والصيد والنقل وتربية الأحياء البحرية وتحلية المياه والبيوتكنولوجيات المائية والطاقات المتجددة، والأنشطة البحرية غير التجارية كالمعرفة والتربية والتكوين والثقافة وحماية التراث والتقنين، والتدبير والسلامة والأمن.
وخلص المنتدى في نسخته الأولى، إلى أن الجهة المنظمة بمعية كافة الشركاء، أصدرت حزمة توصيات للنهوض بتدبير ساحل الصويرة، من بينها على الخصوص تنزيل التخطيط المجالي البحري على المستوى الترابي، وتعزيز دينامية تطوير القطاعات الجديدة للاقتصاد الأزرق، والاستثمار في البحث والابتكار المتعلق بمختلف قطاعات الاقتصاد الأزرق والدائري. ومن بين المبادرات البارزة التي شهدها منتدى الأطلسي بالصويرة، الإعلان عن الإطلاق الرسمي للمرصد الديناميكي للساحل الأطلسي بالصويرة، وهو الأول من نوعه في المغرب، والذي يمثل منصة للخبرة، والمراقبة العلمية، واتخاذ القرارات العامة، بفضل دينامية الذكاء الترابي المشترك التي أطلقتها OTED والمركز الدولي للأبحاث وتنمية القدرات (CI2RC)، وجمعية الصويرة موكادور والجماعة الحضرية الصويرة، والتي ترتكز على البناء المشترك والتعاون بين الباحثين والمؤسسات والجامعة والفاعلين المحليين. ويهدف إلى تعزيز قدرة المغرب على تفعيل الأهداف الدولية في السياق الجهوي، والمساهمة في صمود واستدامة الأقاليم والاقتصاد الأزرق المحلي. كما تم الإعلان الرسمي عن تأسيس لجنة علمية مهمتها ضمان الدقة والشفافية والمساواة في قيادة البحوث والمشاريع المرتبطة باستدامة الساحل في إقليم الصويرة.
وانتهى المنتدى أيضًا إطلاق نداء رسمي من الجماعة الحضرية للصويرة والمركز الدولي للبحث وتعزيز القدرات (CI2RC) وجميع الشركاء لتنظيم القمة المقبلة للأمم المتحدة للمحيط في مدينة الصويرة، باعتبارها ميناءً أصيلاً لبلد رائد في الدبلوماسية المناخية الإفريقية.
ويأتي هذا المنتدى، الذي حمل شعار “الساحل الأطلسي: أفقنا المستدام للجميع”، في إطار الدينامية الدولية التي أطلقها مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، المنعقد في نيس من 9 إلى 13 يونيو، والذي أسفر عن “اتفاقيات نيس” التي تدعو إلى تعبئة متعددة الأطراف وعاجلة من أجل حكامة مستدامة للمحيطات.