بيئة أبوظبي وسيلة إعلامية غير ربحية مسؤولية مجتمعية تملكها مجموعة نايا للتميز
ورقة علمية نوعية قدمها المهندس عماد سعد حول “الوقف البيئي” كآلية لحماية الكوكب
المناسبة: المحفل العلمي الدولي السادس عشر لمؤسسة أُريد العلمية
تحت شعار الوقف والتنمية العلمية في ظل التحول الرقمي
عماد سعد: نحتاج إلى استحضار الوقف كأداة استراتيجية، تُعيد رسم العلاقة بين الإنسان والطبيعة، لا كسلعة تستهلك، بل كأمانة تُصان… لننقل العالم من التملّك إلى الاستئمان.
شبكة بيئة ابوظبي، إستانبول، الجمهورية التركية، 06 يوليو 2025
شارك المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والتغير المناخي، ورئيس شبكة بيئة أبوظبي، في أعمال المحفل العلمي السادس عشر الذي تنظمه مؤسسة “أُريد العلمية الدولية”، برئاسة معالي الدكتور سيف السويدي رئيس مؤسسة أريد العلمية، ورئيس اللجنة العليات المنظمة للمحفل، وذلك عبر المنصة الالكترونية (زووم) خلال الفترة من 01 – 06 يوليو 2025 بورقة عمل فكرية استثنائية حملت عنوان: “أرض مستأمنة: كيف تُعيد الأوقاف رسم علاقتنا مع الكوكب؟” بحضور نخبة من الخبراء والمختصين.
قدّم المهندس عماد سعد قراءة متعمقة للأزمة البيئية العالمية من منظور شرعي وأخلاقي وفلسفي، مجددًا الطرح التقليدي لمفهوم الوقف الإسلامي ليُقدمه كـأداة استراتيجية معاصرة تستجيب لأزمات المناخ، الهجرة البيئية، وتنازع الموارد الطبيعية.
محاور الورقة الرئيسية:
1. التمييز بين “الملكية القانونية” و”الملكية الوجودية” للأرض، وتأكيد أن الإنسان ليس مالكًا مطلقًا، بل مستأمنٌ على كوكب مشترك.
2. الوقف كآلية بيئية تحفظ الأرض خارج السوق، وتمنع خصخصة الموارد الحيوية (الماء، الغابات، الأراض، الغذاء).
3. أمثلة واقعية من التاريخ الإسلامي، مثل وقف بئر رومة ووقف الأشجار المثمرة ووقف الأراضي الجبلية كمحميات طبيعية.
4. نماذج معاصرة للأوقاف البيئية في النرويج وكينيا والبرازيل، ودورها في الحد من النزاعات الجيوسياسية.
5. الدعوة لتأسيس صناديق وقفية خضراء للاستجابة للكوارث المناخية، وإنشاء بنوك غذاء وقفية، ومدن خضراء للاجئين المناخيين.
6. مقترح بتوسيع الوقف ليشمل دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي البيئي، والزراعة الذكية، والطاقة المتجددة.
رسالة الورقة:
“الوقف لم يكن مجرد صدقة، بل كان دومًا آلية لتحرير الموارد من التمركز والخصخصة، وتسخيرها للعدالة. واليوم، يمكن أن يصبح الوقف الإسلامي ذراعًا لمستقبل مستدام للكوكب بأسره.”
خلاصة مفيدة ونحن في القرن الـ 21 :
• حيث لم يعد الوقف مجرد بناء مدرسة أو مسجد، بل يمكن أن يكون حزام نجاة للأرض ومن عليها.
• حيث يَئِّنُ الكوكب تحت وطأة الأزمات المناخية، يمكننا أن نعيد ابتكار الوقف كأداة استراتيجية – لا لإطعام الفقير والمسكين فقط، بل لإنقاذ الأرض برمتها.
• فليكن وقف اليوم ذراعًا للسيادة الغذائية، مظلة لحماية الغابات، صندوقًا طارئًا للكوارث المناخية، ومؤسسة للابتكار الأخضر.
• بهذا، يعود الوقف إلى رسالته الأصلية: تحرير الموارد من الملكية الأنانية، وتسخيرها لأجل الحياة.
• فليكن في كل دولة صندوق وقفي للطوارئ المناخية، مجهز مسبقًا لا بالمساعدات فقط، بل بالكرامة الإنسانية والبقاء المستدام.
• بهذا، يتحول الوقف من مجرد صدقة إلى ذراع استراتيجي لعدالة مناخية ورحمة عالمية.
• إذا أعدنا صياغة الوقف، فهو ليس مجرد مشروع خيري، بل بنية مؤسسية بيئية مستدامة، متجذّرة في القيم، وقادرة على أن تلعب دوراً محورياً في سياسات المناخ العالمية.
تكريم:
وفي ختام الجلسة، منحت إدارة المحفل العلمي شهادة شكر وتقدير للمهندس عماد سعد، تقديرًا لعطائه الفكري ولمساهمته في ربط التراث الفقهي الإسلامي بالسياسات البيئية العالمية.
وفي هذا السياق فقد أشاد المهندس عماد سعد بالجهود التنظيمية للمحفل والنجاح الكبير الذي حققه على مستوى نوعية الموضوع والخبراء المشاركين، وأضاف في معرض تعليقه على موضوع الورقة بأننا “نحتاج إلى استحضار الوقف كأداة استراتيجية، تُعيد رسم العلاقة بين الإنسان والطبيعة، لا كسلعة تستهلك، بل كأمانة تُصان… لننقل العالم من التملّك إلى الاستئمان.”
