رسالة أمين عام الأمم المتحدة بمناسبة إصدار التقرير المتعلق بفجوة تمويل التكيّف مع المناخ

شبكة بيئة ابوظبي، نيويورك، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025
يمثل التقرير الصادر اليوم بشأن فجوة تمويل التكيف مع المناخ جرس إنذار خطير.

فرغم تسارع آثار المناخ، لا يواكب تمويل التكيف هذا الوضع، مما يجعل الفئات الأكثر ضعفا في العالم عرضةً للتضرر بارتفاع منسوب مياه البحار والعواصف المُهلِكة والحرارة الحارقة.

ويخلص التقرير إلى أن التمويل الذي تحتاجه البلدان النامية لكي تتمكن من التكيف يزيد بالفعل عن التمويل الذي تتلقاه اليوم بأكثر من اثني عشر ضعفا.

وهذه ليست مجرد فجوة في التمويل، بل هي خلل في التضامن العالمي. وهو خلل يقاس بالمنازل التي غمرتها المياه، والمحاصيل التالفة، والتنمية المعطلة – والأرواح المفقودة.

وفي مواجهة تفاقم أزمة المناخ وتصاعد التكاليف، يجب على العالم أن يتحرك بسرعة أكبر بكثير لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

ويجب أن يقدم المؤتمر الثلاثون للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ في البرازيل خطة عمل عالمية لضمان امتلاك البلدان النامية للموارد والقدرات اللازمة لحماية شعوبها، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وبناء القدرة على الصمود في كل قطاع من قطاعات التنمية.

ويشمل ذلك وفاء البلدان المتقدمة النمو بتعهدها بمضاعفة تمويل التكيف، الذي تأخرت عن الوفاء به، ومُضي جميع الجهات المالية الفاعلة قدماً في تنفيذ خريطة طريق باكو إلى بيليم – أي تعبئة 1,3 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2035، مع تخصيص حصة عادلة ومستقرة للتكيف، وضمان ألا يؤدي التمويل الجديد إلى زيادة أعباء الديون.

ويجب على القطاع الخاص أن يكثف جهوده – بأن يزيد الاستثمار كثيرا في القدرة على الصمود والتكيف. ويجب أن تساعد أرباح الوقود الأحفوري في تمويل التعافي من الأضرار التي تسببت فيها. ويجب على المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف أن تعبئ قدرا أكبر بكثير من التمويل الخاص الميسور التكلفة وأن تخصص للتكيف نصف التمويل الذي تخصصه للمناخ. كما يجب أن يصبح الوصول إلى التمويل العام أسرع وأبسط، بحيث يصل إلى المجتمعات الواقعة في الخطوط الأمامية للتأثر بالمناخ عندما وحيثما تكون الحاجة إليه على أشُدِّها.

ويجب علينا تفعيل نظم الإنذار المبكر للجميع بحلول عام 2027، بحيث نحمي كل شخص على وجه الأرض من الأخطار المناخية قبل أن تقع.

فالتكيف ليس تكلفة، بل هو شريان حياة. وسد الفجوة في تمويل التكيف هي الطريقة التي نحمي بها الأرواح، ونحقق العدالة المناخية، ونبني عالماً أكثر أماناً واستدامة. دعونا لا نُضِع أي لحظة أخرى.

Loading

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

غرب آسيا تُحذِّر: نريد معاهدة بلاستيك مُلزِمة تُقلِّص الإنتاج وتكفل انتقالًا عادلًا

بيان المجتمع المدني يطالب باتفاقٍ يغطي دورة الحياة كاملة، يضمن التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *