ظهرت المقالة إنجازات استراتيجية لتعزيز التلاحم المجتمعي في أبوظبي أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>منجزات القطاع الاجتماعي
قال معالي الدكتور مغير الخييلي: حرصنا كقطاع اجتماعي في أبوظبي على إنجاز كل ما نراه أولوية في سبيل تحقيق جودة حياة عالية في إمارة أبوظبي، فعلى سبيل المثال أطلقنا استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، وأعددنا ملفاً لتطوير جودة حياة الأسر الرامية إلى تحسين جودة حياة الأسر والشباب وكبار المواطنين، وأطلقنا سياسة التطوع من أجل تنظيم العمل التطوعي في إمارة أبوظبي وإيجاد بيئة تطوعية كفؤة وفعالة، إلى جانب إعداد ورقة بحثية حول مفهوم الابتكار الاجتماعي ودوره في تنمية الاقتصاد البشري وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الاجتماعية المعاصرة.
وذكر معاليه أن دائرة تنمية المجتمع تقف بشكل دائم على آراء مجتمع إمارة أبوظبي حول مختلف القضايا التي تهم الأفراد وتحديد أولوياتها بما يتوافق مع التطورات الكبيرة التي تشهدها الإمارة، حيث تقوم الدائرة بإجراء استبيانات خاصة لقياس مستويات جودة الحياة وتحديد العوامل الرئيسية المؤثرة بها، وقد عكست تلك الاستبيانات في مرحلتيها الأولى والثانية مدى رضا كافة المواطنين والمقيمين على مستويات جودة الحياة والرفاهية التي يحظى بها الأفراد في شتى مناحي الحياة، لا سيما وأنها راعت جميع شرائح المجتمع بثقافاتها ولغاتها المتنوعة للوصول إلى النتائج المرجوة.
وحول أهم المبادرات التي أطلقتها الدائرة لتنمية المجتمع المحلي في أبوظبي، أوضح معاليه بأن القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي استطاع تحقيق إنجازات ملموسة، حيث تم خلال الجائحة وبالتعاون مع القطاع الاجتماعي العمل على تنفيذ مبادرات عدة، أبرزها برنامج معاً نحن بخير، لجمع المساهمات بهدف دعم المتضررين من الجائحة، حيث نجح في تأمين مساهمات مالية وعينية فاقت قيمتها المليار درهم قدمها 30 ألف مساهم، إلى جانب تنفيذ برامج أخرى كان لها أكبر الأثر في ضمان تحقيق الخدمات الداعمة للمجتمع بمختلف فئاته.
وأشار رئيس دائرة تنمية المجتمع، إلى أنه تم خلال الفترة الماضية توقيع عدد من مذكرات تفاهم مع جهات مختلفة، والتي تعد ذات أهمية في تجسيد التكامل مع الحكومات والمؤسسات والدوائر المحلية، حيث تم خلال العام الجاري توقيع مذكرتي تفاهم مع وزارة تنمية المجتمع، الأولى بشأن دراسة الوضع الحالي لإدارة وحوكمة حالة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، والمذكرة الثانية بشأن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام، إلى جانب اتفاقيات تعاون وتبادل الخبرات تمت مع 3 جامعات وهي جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وجامعة خليفة، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجال البحث العلمي لرصد ودراسة وتحليل الظواهر الاجتماعية في الإمارة، وغيرها من الاتفاقيات.
ولفت معاليه إلى أن الدائرة عملت على تعزيز جودة الخدمات من خلال حماية أفراد المجتمع وضمان حقوقهم، عبر تقديم خدمات عدّة منها خدمة ترخيص مهنيي الرعاية الاجتماعية وفقاً لمعايير الجودة العالمية، والتي اشتملت ترخيص 5 مهن رئيسية، إلى جانب خدمة ترخيص دور العبادة لغير المسلمين في إمارة أبوظبي وهو ما يجسد الجهود التي تنتهجها إمارة أبوظبي، نحو تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والمحبة والتآلف بين كافة شرائح المجتمع، إضافة إلى خدمة ترخيص المتطوعين والتي تشمل 3 فئات مهمة، بهدف ضمان حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم.
وأشار إلى أن النهج الراسخ الذي تتبناه الدائرة بإشراك كافة أفراد المجتمع بإمارة أبوظبي في البرامج والمبادرات باعتبارهم شركاء رئيسيين في رسم مستقبل أفضل للإمارة، حقق نتائج مهمة في تعزيز نمط الحياة والارتقاء بسمعة بأبوظبي على كافة المستويات، لذا لا بد من مواصلة البناء على ما تم إنجازه لجعل مجتمع إمارة أبوظبي أحد أسعد المجتمعات عالمياً.
وذكر معاليه أن الدائرة تؤمن بأن البناء والتطوير مسؤولية تقع على عاتق الجميع بلا استثناء، ومن هذا المنطلق، فإن تطوير جودة الحياة يتطلب العمل المشترك والفعال بين دائرة تنمية المجتمع وشركائها من الجهات ذات العلاقة في القطاع الاجتماعي والحكومي، بما يتوافق مع استراتيجية الدولة في إطار الخمسين عاماً المقبلة، لا سيما وأن تحقيق معايير جودة الحياة يمثل أولوية الأجندات الحكومية، لأنها المظلة الداعمة والمؤثرة إيجاباً بجودة وتميز أداء مختلف القطاعات، تحقيقاً لأفضل النتائج والمؤشرات.
التسامح
بين معالي الدكتور مغير الخييلي، أن الدائرة حققت العديد من المنجزات في مجال التسامح بمختلف محاوره، ومنها تسليم رخص دور العبادة لغير المسلمين والقائمة في إمارة أبوظبي، كما التقت بالقائمين على دور العبادة للتعرف على احتياجاتهم وتطلعاتهم، كما قامت بتوحيد الجهود مع الشركاء لتحقيق المتطلبات التي تضمن لدور العبادة الحصول على كافة الخدمات وبجودة عالية، بالإضافة إلى تدشين غرفة العبادة متعددة الأديان لغير المسلمين في مطارات أبوظبي، ومستشفى كليفلاند، ولوفر أبوظبي، والتي تعكس أبهى مظاهر الأخوة الإنسانية في المجتمع.
ولفت معاليه إلى أن التلاحم المجتمعي يعتبر مؤشراً رئيسياً في قياس مدى تمتع أبناء المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية، والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية بين كافة مكونات المجتمع في الدولة والذي يتضمن العديد من المحاور الرئيسية، حيث إن الدائرة تؤدي دوراً أساسياً نحو تعزيز التلاحم والعيش المشترك عبر دعم الأسرة وتوفير كافة الإمكانيات من أجل حياة أسرية متماسكة، إلى جانب العمل على تطوير السياسات والاستراتيجيات التي تركز على معرفة التحديات التي نواجهها اليوم، للعمل على وضع الحلول الأمثل لها لتحسين جودة حياة الأسرة والشباب وكبار المواطنين.
المصدر، جريدة الاتحاد، ناصر الجابري (أبوظبي) 27 ديسمبر 2021
ظهرت المقالة إنجازات استراتيجية لتعزيز التلاحم المجتمعي في أبوظبي أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة رسالة الإمارات: ترسيخ قيم التسامح أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>محنة الموصل
لقد عانت الموصل، هذه المدينة الضاربة في القدم وإحدى بوابات الحضارة العربية والإسلامية، من العنف الظلامي الذي أتى على الأخضر واليابس، على التراث والعمران، على الحرية والحياة.. لينشئ هناك «دولة» الخوف والدمار.. ملغياً كل أشكال التعايش والتسامح الممكنة. وتأتي التفاتة الإمارات صوب الموصل، باعتبارها تحقيقاً لإعلان اليونسكو المؤلَّف من ديباجة و6 مواد، «فالتسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوّع الثري لثقافات عالمنا، لأشكال التعبير، وللصفات الإنسانيّة لدينا.. ويعني الوئام في سياق الاختلاف»، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، بل هو اجتماعي وسياسي، ما يجعله إنسانياً في المقام الأول.
تعزيز السلام والتعايش
ولهذا وكما تؤكد الوزارة «في عام 2018، بدأت كل من دولة الإمارات واليونسكو شراكة لاستعادة التراث الثقافي والديني الشهير لمدينة الموصل، في إطار مبادرة «إحياء روح الموصل»، حيث ستتم إعادة بناء جامع النوري ومئذنته في الهضبة إلى جانب كنيستي الساعة والطاهرة، حيث ستوفر المبادرة 1000 فرصة عمل وتدريباً مهنياً للشعب العراقي الشقيق. كما سيوفر المشروع تغطية محورية لقطاع السياحة في الموصل لدفع النمو الاقتصادي في المستقبل.. إن التزام دولة الإمارات بترميم المواقع الإسلامية والمسيحية هو جزء من جهودها المستمرة في تعزيز السلام والتعايش الإقليمي».
ويتضح لنا جلياً الموقف الإنساني في هذه المبادرة، ونحن نتحدث عن إعادة إعمار وإحياء معالم دينية وحضارية مختلفة، ويتأسس هذا الموقف بشكل واضح على البعد الفلسفي والكوني للتسامح، من حيث إنه منقذ للإنسان، ومن حيث إنه أفق مفتوح على المستقبل. ولا يتحقق التسامح، إلا عبر تلك الإرادة الإنسانية والسياسية في الآن معاً. إذ إنه بالنسبة للفيلسوفة حنة أرندت ينتمي للوضع البشري وللحقل السياسي بالضرورة. وهو عندها مرتبط بجميع الفجوات التي حدثت في القرن الماضي وحتى قرننا الحالي. وذلك أمام وقوع العديد من الجرائم، جرائم ضد الإنسانية، والحروب الأهلية والإبادات الجماعية، وكذلك أمام الانقسامات العميقة بين الأمم والشعوب. إذ يصير من الضروري التغلب على ثقل الماضي والانفتاح على المستقبل، أي ترسيخ ثقافة المصالحة والتعايش، بل إلى التسامح كأسمى القيم البشرية الممكنة، حتى نتمكن من سد الفجوات التي تبلور عنها نسيان الماهية السياسية للإنسان، كما تذهب الفيلسوفة أرندت. وتصرّ هذه المنظّرة السياسية على «الفعل» action، من حيث هو قدرة تميز الإنسان باعتباره كائناً فاعلاً ومبدعاً وسياسياً في الآن ذاته.
جسور التعايش
ليتحقق التسامح إذن، ولنستطيع بناء جسور التعايش، لابد من إرادة سياسية ولابد من إرجاء هذا المفهوم إلى الحقل السياسي.. وهذا ما يحدث بالفعل ونحن نقف إزاء المبادرة الإماراتية تجاه ما تعرضت له الموصل، هذه المدينة التاريخية التي تقيم في كل وجدان أفراد الوطن الممتد من الخليج إلى المحيط، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الحضارة الإنسانية. ولا ينفصل التسامح عن تاريخنا العربي والإسلامي، ونلمس ذلك البعد في «صحيفة المدينة» التي وُضعت سنة 623 للميلاد (والتي تُعتبَر أوّل تقنين مدني لقضية التسامح بين الطوائف والأديان في تاريخ أنفسنا العميقة، كما يقول فتحي المسكيني)، لتؤسس بذلك أول بوادر حق المواطنة، حيث تنص على التعايش الممكن بين كل مكونات المدينة باختلاف انتماءاتهم الدينية وغيرها.. إذ إن «التسامح لا يقف عند «أهل الكتاب» فقط، بل يشمل في بند من بنود الصحيفة الوثنيين أيضاً في نوع من الـ«جوار» المدني الذي يتجاوز الاختلاف الديني، وخاصة فيما يتعلق بالمال والنفس. وثانيهما أنّ التمايز الديني لا ينفي أنّ الدفاع عن المدينة يجب أن يكون جماعيّاً بين جميع الطوائف المشاركة في الصحيفة، وهو تأسيس لفكرة «الوطن» بوصفها قيمة معنوية تهمّ الحياة المشتركة، وتوجد فوق الأديان والطوائف المختلفة».
إننا إذن أمام إعادة إحياء مفهوم وثقافة التسامح والتعايش الذي تم تأسيسه قبل 14 قرناً في ثقافتنا الإسلامية والعربية، وتحمل دولة الإمارات المشعل لإنارة الطريق السالك إلى بر الأمان، حيث من الممكن بناء الإنسان الكوكبي بتعبير إدغار موران، ذلك الإنسان المتجاوز للمحددات الهوياتية الضيقة، نحو هوية إنسانية منفتحة وجامعة.
المصدر: جريدة الاتحاد: عز الدين بوركةن 29 يوليو 2021
ظهرت المقالة رسالة الإمارات: ترسيخ قيم التسامح أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>