ظهرت المقالة ندوة بعنوان “تطور الكلمة العربية: من النقش على الصخور إلى العصر الرقمي” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>إننا نعرب عن امتنانا للمركز الإسماعيلي لتنظيم واستضافة هذه الندوة الناجحة، فالمركز مكان مثالي لتبادل الأفكار وهي مناسبة هادفة للاحتفال بيوم اللغة العربية واليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
شارك في الندوة كلا من :الدكتور سليمان الطيب، أستاذ الكتابات والآثار العربية القديمة في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية ،والدكتورة أليكس بيليم من معهد جامعة الآغا خان لدراسة الحضارات الإسلامية في لندن ، والباحث عيسى يوسف مدير إدارة الآثار في هيئة الشارقة للآثار،و البروفسيورة سارة بوين سافانت، أستاذ التاريخ في معهد جامعة الآغا خان لدراسة الحضارات الإسلامية،والدكتور أدريان دي مان، رئيس قسم السياحة والتراث في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين ، والدكتور زكي أصلان المدير الإقليمي للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ، وادارتها الإعلامية شروق زكريا.
ركزت مناقشات الندوة على عدة محاور : أهمية فهم التراث الثقافي للغة العربية من خلال النقوش وتطورها وجذورها والدليل المُتاح عبر بوابة النقوش العربية ، أهمية اللغة العربية ومعانيها وتنوعها، التراث الثقافي للتقاليد الأدبية بما في ذلك الكلمات المُعارة والهوية ، ضرورة تحسين طرق تدريس اللغة العربية، دور وسائل الإعلام في تعزيز اللغة العربية، الحاجة إلى تعزيز ودعم أوسع للغة العربية عن طريق توفير إمكانية الوصول للباحثين والطلاب وغيرهم من خلال أدوات رقمية، الحاجة إلى جعل المحتوى العربي سهل الفهم، دور الاحتفالات وبيناليات اللغة والتعاون الدولي لتعزيز المعرفة وتوظيف المنصات لتشجيع الحوار والتبادل مثل المركز الإسماعيلي في دبي وغيره.
قسمت الفعالية إلى جلستين الأولى ركزت على الأهمية التاريخية للنقوش الصخرية ودراسة التراث الثقافي للمنطقة، اما الثانية ناقشت المساهمات التي تقوم بها التكنولوجيا لعرض وشرح القطع التاريخية ونشرها.
في الجلسة الأولى، حلل المشاركون من جامعات الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية الإرث الثقافي للغة العربية.
حيث ذكر الدكتور سليمان الطيب، أستاذ الكتابات والآثار العربية القديمة في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية قائلاً: “منذ العصور القديمة، كان النقش على الصخور هو طريقة لنقل الاتفاقات أو أي أنشطة بين القبائل موجودة، وأصبح بعد ذلك وسيلة التعبيرعبر العديد من الحضارات . وبشكلٍ مبدئي، قبل التطور إلى إشارات ورموز ومقاطع، كانت النصوص خطوطاً أو رسومات. وأكثر النصوص الموجودة تعكس مشاعر وأحاسيس الأفراد العاطفية والحياة الاجتماعية مثل السعادة والشوق والحب والصراع والحزن”.
وقد أشارت المُحاضِرة الدكتورة أليكس بيليم من معهد جامعة الآغا خان لدراسة الحضارات الإسلامية في لندن إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث في اللغة العربية،فقالت: “تمثل اللغة العربية مركز اهتمام رئيسي للعالم ، وخاصة في الدول الناطقة باللغة العربية ، وتظل جوانب اللغة العربية غير مدروسة بشكلٍ كافٍ بسبب تعقيدها وتنوعها، وتبرز هذه الندوة بعض إمكانيات البحث بشأن الجزء المهم من التراث الثقافي”.
وفي الجلسة الثانية، تناول المشاركون التطور السريع للتكنولوجيا ودوره في إتاحة الفرصة لتقديم التراث الثقافي لجمهور أوسع عبر التحول الرقمي.
وقال الباحث عيسى يوسف مدير إدارة الآثار في هيئة الشارقة للآثار : “يعتبرموقع بوابة النقوش العربية خطوة في محاولة للوصول إلى الحلقات التاريخية المفقودة التي تربط بين تحول اللغة العربية من الكتابة بالحروف القديمة المنقوشة على الصخور إلى الحروف التي كتب بها العرب في العصر الحديث والتي نزل بها القرآن .
إذا ألقينا نظرة سريعة على رقمنة تعليم التراث من خلال مثال بوابة النقوش العربية. فإننا نأمل أن تساعد بوابتنا في رقمنة تراث أجدادنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة. في الوقت نفسه، نأمل أن تكون مفيدًة في تعليم الأطفال والمراهقين والكبار، وكل من لديه اهتمام بتاريخنا وتراثنا”.
وأضاف عيسى:”مشروع بوابة النقوش العربية يهدف إلى تنشئة جيل جديد من الطلاب المهتمين بعلم الاثار، جيل يعتزويفتخر بماضيه وفي الوقت نفسه يسعى لمستقبل زاهر متسلح بما تعلمه “.
وتحدثت سارة بوين سافانت، أستاذ التاريخ في معهد جامعة الآغا خان لدراسة الحضارات الإسلامية عن مشروع كتاب بنى مجموعة من النصوص العربية التاريخية التي يصل عددها إلى نحو ملياري كلمة تقريباً . وقد عمل فريقها على الطرق الرقمية التي تساعد الباحثين في تتبع أصول التقاليد العربية المكتوبة وتطورها في الفترة ما بين عامي 700 إلى 1500،وقالت: “اللغة العربية هي أحد أكبر التقاليد المكتوبة والأوسع تشتتاً في التاريخ، نحن نساعد الباحثين عبر مدونات وأدوات لدراسة ما يعنيه مصطلح الكاتب في عصور ما قبل الحداثة، وقد جاء الإبداع بالعديد من الأشكال، ونود أن نلفت الانتباه إلى التنوع الكبير في الكتب التي تم نشرها في المخطوطات، ونود أن يتمكن القراء اليوم من قراءة هذه الكتب ومعرفة كيف ترتبط ببعضها بعضاً”.
وذكر الدكتور أدريان دي مان، رئيس قسم السياحة والتراث في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين: “تمثل هذه الندوة فرصة رائعة لمناقشة اللغة العربية في سياقاتها التاريخية المتنوعة مع العمل في نفس الوقت على معالجة سبل المضي قدماً من خلال التكنولوجيا الرقمية. وتشرف جامعة الإمارات العربية المتحدة بالمساهمة في الرؤى بشأن التراث والسياحة”.
وذكرالدكتور زكي أصلان، المدير الإقليمي للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية وهي منظمة حكومية دولية مخصصة لصون التراث الثقافي حول العالم عبر برامج التدريب والبحث والتعاون والدعم ،أن الندوة أوضحت أهمية فهم تطور النص العربي عبر التاريخ، مع البحث اللغوي لـ “الكلمة العربية” واختلافاتها بالإشارة إلى اللغة العربية القديمة والذي يساعد بدوره في البحث عن الإمكانيات المتاحة في المتناول في العصر الرقمي لاستكشاف الطرق التي يمكن من خلالها حماية اللغة العربية من أجل أجيال المستقبل.
وقال عزيز ميرشانت، رئيس الجماعة الإسماعيلية في دولة الإمارات العربية المتحدة: “لقد سعدنا حقاً بالشراكة مع هذه المؤسسات المرموقة والسفارة الثقافية للألكسو والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية والحديث عن هذه النقوش العربية، كما أود الترحيب بمشاركة معهد جامعة الآغا خان لدراسة الحضارات الإسلامية، وهي إحدى مؤسسات الإمامة الإسماعيلية الكائنة في لندن، ومن المهم دائماً لهذه المنظمات أن تجتمع للاحتفال بالثقافة العربية في هذه المنطقة والعمل على تعزيزها”.
وأضاف عزيز: في حفل وضع حجر الأساس للمركز الإسماعيلي في دبي بتاريخ 13 ديسمبر 2003 قال سمو الآغا خان:”أدعو الله أن يكون المركز الإسماعيلي في دبي مكاناً للتأمل والبحث عن التنوير، حيث يجتمع الناس معاً لتبادل المعرفة والحكمة”.
بوابة النقوش العربية
أُنشئت أناسي للإعلام بوابة النقوش العربية بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وهيئة الشارقة للآثار ووزارة الثقافة والشباب ومركز أبوظبي للغة العربية وفريق الوشق الإماراتي للمغامرات ومكتبة الإسكندرية ودائرة أبوظبي للثقافة والسياحة.
ظهرت المقالة ندوة بعنوان “تطور الكلمة العربية: من النقش على الصخور إلى العصر الرقمي” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>