ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (107) ” ما الذي يميز العقل المبدع؟ – 4 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>المبدعون يمتلكون سمات فريدة مثل الطلاقة الفكرية، المرونة، والأصالة، ففي هذه المقالة سوف تعرّف كيفية تنمية هذه السمات لتصبح عقلاً مبدعاً.
• ما الذي يميز العقل المبدع؟ (سمات المبدعين)
العقل المبدع ليس مجرد عقل يُنتج أفكاراً جديدة، بل هو عقل قادر على رؤية ما لا يراه الآخرون، وتحويل أبسط التفاصيل إلى إبداعات غير مسبوقة، لكن ما الذي يجعل بعض الأشخاص مبدعين؟ وهل يمكن لأي شخص أن ينمي هذه السمات؟
• سمات العقل المبدع
1. الطلاقة الفكرية: تدفق الأفكار بلا توقف: الأشخاص المبدعون لديهم قدرة فريدة على إنتاج كمية كبيرة من الأفكار خلال فترة زمنية قصيرة، يمكن أن ترى هذا في شخص يستمتع بمناقشة حل مشكلة معينة، فتجده يقدم اقتراحات متنوعة ومبتكرة، ففي إحدى ورش العصف الذهني، اقترح أحد الزملاء عشرات الأفكار لتحسين منتج خلال 30 دقيقة، مما أدهش الجميع بقدرته على التفكير السريع.
2. المرونة: التنقل بسهولة بين الأفكار: المبدعون يتميزون بالقدرة على تغيير منظورهم والنظر إلى المشكلة من زوايا مختلفة، إذا لم تنجح فكرة معينة، فإنهم سريعاً ما يبحثون عن بدائل، وقد تعرفت على أحد الحرفيين الذي صنع أدوات جديدة من مواد كان يُعتقد أنها غير قابلة للاستخدام، فقط لأنه كان مرناً بما يكفي للتفكير خارج القواعد المعتادة لينتج أفكار إبداعية.
3. الأصالة: التفكير فيما لا يفكر فيه الآخرون: الأصالة هي القدرة على طرح أفكار جديدة كلياً وغير مستوحاة بشكل مباشر من الأفكار الشائعة، استُلهِمت فكرة الطيران من الطيور، لكن العقل المبدع هو الذي حولها إلى تصميم هندسي للطائرة، كما فعل الأخوان رايت.
4. الحساسية للمشكلات: الشعور العميق بما يحتاج إلى تغيير: العقل المبدع لا يتوقف عند المشاكل، بل يرى فيها فرصاً للتحسين، هذا الحس هو ما يجعل الشخص يسعى دائماً إلى إيجاد حلول جديدة، في احدى القرى النائية التي مررت فيها ومن زمن بعيد، كان هناك نبع صغير يواجه مشكلة في الجفاف الصيفي. اقترح أحد الأهالي حفر خزان قريب لتخزين المياه في مواسم الأمطار، وهو حل بسيط لكنه غير مسبوق.
5. الفضول المستمر: الرغبة في التعلم والتجربة: المبدعون يسألون دائماً “لماذا؟” و”ماذا لو؟”، هذا الفضول يقودهم إلى اكتشافات جديدة، أثناء العمل على مشروع تعليمي، لاحظ زميل لي أن الأطفال يتعلمون أفضل من خلال اللعب، وقد دفعه فضوله إلى تصميم ألعاب تعليمية جعلت من التعلم تجربة ممتعة وفعالة.
• كيف تنمي سمات العقل المبدع؟
1. تعلم شيئاً جديداً يومياً: ابدأ بقراءة مقال، مشاهدة فيديو، أو حتى تجربة مهارة جديدة.
2. التدرب على التفكير الجانبي: حاول إيجاد حلول غير تقليدية للمشاكل اليومية.
3. الاستماع للآخرين: الأفكار الجديدة قد تأتي من محادثة بسيطة مع صديق أو زميل، أوحتى طفل.
4. التأمل والطبيعة: قضاء وقت في التأمل أو الاستمتاع بالطبيعة يمكن أن يحفز الإبداع لديك.
5. مواجهة المخاوف: لا تخشَ من تجربة أفكار جديدة حتى لو بدت غير منطقية.
المبدعون ليسوا أشخاصاً خارقين، بل هم أفراد ينظرون إلى العالم بعين مختلفة، لديهم شغف مستمر للتعلم، ومرونة للتغيير، وشجاعة للمحاولة، وتقبل الفشل،إذا تبنيت هذه السمات، ستجد نفسك تفتح أبواباً جديدة في مستقبلك، وسترى في كل تحدٍ فرصة للتألق.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (107) ” ما الذي يميز العقل المبدع؟ – 4 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (105) ” من أين تأتي الأفكار؟ رحلة في الإبداع الذهني – 2 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>من أين تأتي الأفكار؟ رحلة في الإبداع الذهني
الأفكار هي الشرارة الأولى التي تشعل فتيل التغيير، ولا تأتي نتاج الصدفة فقط، بل هي رحلة ذهنية تمر بمراحل التحضير، الاحتضان، الإشراق، والتنفيذ، الأفكار هي التي تصنع الفرق بين حياة رتيبة وأخرى مليئة بالإنجازات، لكن هل تساءلت يوماً من أين تأتي الأفكار؟ وكيف يمكن أن نحفز عقولنا لتوليد أفكار جديدة ومبتكرة؟
• رحلة الفكرة: من الشرارة إلى الإنجاز
الفكرة الإبداعية لا تأتي من فراغ؛ إنها نتاج مراحل متتابعة تبدأ بتهيئة العقل، ثم احتضان المشكلة، وتنتهي بالإشراق والتنفيذ، دعنا نتأمل معاً هذه المراحل ونتعمق ببعض تفاصيلها:
1. مرحلة التحضير: البحث والاستعداد: هنا تبدأ الرحلة، يستعد العقل عبر جمع المعلومات وتوسيع قاعدة المعرفة، ويمكن تشبيهها بزرع بذور في أرض خصبة تنتظر وقتها لتنمو، على سبيل المثال، عندما أردت تحسين طريقة تدريسي، قرأت عن تجارب معلمين عالميين، وجمعت أفكاراً من مصادر مختلفة قبل أن أصل إلى الحل الأمثل.
2. مرحلة الاحتضان: التفكير العميق: في هذه المرحلة، يكون التفكير الواعي أو العقل ليس عاملاً هاماً، فالأفكار الجديدة تكون مختزنة تحت مستوى الوعي النفسي أو العقلي منذ مرحلة التحضير السابقة، فتتراجع المشكلة إلى العقل الباطن، قد تبدو وكأنك لا تفكر فيها مباشرة، لكن الحقيقة أن عقلك يعمل في الخفاء، تتداخل خلالها العوامل الشعورية واللاشعورية في شخصية الإنسان، أتذكر مرة كنت أعمل على مشروع يتطلب تصميماً فريداً، وفجأة أثناء خلوة خاصة، خطرت لي الفكرة المثالية، فالاسترخاء هو المفتاح.
3. مرحلة الإشراق أو الإلهام: لحظة “آها!”، اللحظة التي تشرق فيها الفكرة في ذهنك، أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة، وغالباً ما تأتي عندما تكون في حالة استرخاء أو بعيداً عن التفكير المتوتر، وتعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع، أحد الأمثلة الشهيرة هو قصة أرخميدس عندما اكتشف مبدأ الطفو وهو في حوض الاستحمام، بالنسبة لي، كانت أكثر أفكاري إبداعاً تظهر عندما كنت أمشي في الطبيعة أو أثناء والتأمل والاسترخاء.
4. مرحلة التنفيذ أو التحقق: تحويل الفكرة إلى واقع: الإبداع الحقيقي لا يكمن فقط في توليد الأفكار، بل في التحقق منها وتنفيذها، وقد تتطلب الأفكار شيئاً من التغيير في هذه المرحلة عند اخضاعها للتجريب، قد تخطر ببالك فكرة مدهشة لتطوير مشروع أو كتابة كتاب، لكن التنفيذ يتطلب إرادة وعملاً منهجياً، أتذكر مرة بدأت بكتابة قصة قصيرة، وكان التحدي الأكبر ليس في الفكرة، بل في كيفية تطوير الحبكة بشكل جذاب.
• أين نجد الأفكار؟
– التأمل في الطبيعة: الطبيعة هي أعظم معلم، مشهد بسيط لشروق الشمس قد يفتح آفاقاً جديدة لأفكارك.
– التفاعل مع الآخرين: أحيانًا، تأتي الأفكار من محادثة عفوية مع صديق أو مع طفلك، أو حتى من استماعك لمشكلة يمر بها أحدهم.
– القراءة والاستكشاف: قراءة الكتب والمقالات أو مشاهدة الأفلام الوثائقية قد تثير في ذهنك تساؤلات تولّد أفكاراً جديدة.
– الأماكن الملهمة: التي تلهمك على الإبداع على سبيل المثال المكتبات، المساحات الفنية والمتاحف، غرف التأمل الهادئة وغيرها من الأماكن التي تساعدك على ذلك.
• كيف تحفز عقلك لتوليد الأفكار؟
– اسأل نفسك الأسئلة الصحيحة: بدلاً من التفكير في المشكلة كعائق، اسأل: كيف يمكنني جعل هذه العقبة فرصة؟
– غيّر روتينك: جرب شيئاً جديداً؛ تعلم لغة، مارس هواية جديدة، أو حتى غيّر طريق عودتك إلى المنزل.
– اكتب أفكارك: أحياناً تأتي الأفكار فجأة، لذا احرص على كتابتها فوراً، لدي دفتر صغير أحتفظ به دائماً لهذا الغرض.
الأفكار ليست سوى البداية، لكنها البداية التي تغير كل شيء، لا تنتظر أن تأتيك الأفكار جاهزة، بل كن في حالة استعداد دائم لالتقاطها عندما تظهر، امضِ في حياتك وكأنك صياد للأفكار، واحتضنها عندما تأتيك، لأن كل فكرة تحمل معها بذور الإبداع.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (105) ” من أين تأتي الأفكار؟ رحلة في الإبداع الذهني – 2 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (104) ” الإبداع بوابة المستقبل – 1 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>الإبداع ليس مجرد مهارة تُولد مع البعض وتُحرم عن الآخرين، بل هو قدرة كامنة داخل كل إنسان، تحتاج فقط إلى مناخ مناسب وبيئة مشجعة لتنمو وتزدهر، وقد أصبح الإبداع في العصر الحالي هو العمود الفقري للتميز في كل مجالات الحياة، سواء في العمل، التعليم، أو حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية، من خلال سلسلة المقالات هذه، أشارككم رحلتي في استكشاف عالم الإبداع، ليس فقط كفكرة نظرية، ولكن كأداة عملية يمكن للجميع استخدامها لتغيير حياتهم ومواجهة تحدياتهم بأساليب مبتكرة، وتعتبر بمثالة دعوة للتأمل والتجربة، وللخروج من دائرة التفكير التقليدي نحو عوالم مليئة بالإلهام والأفكار الجديدة، لننطلق معاً في هذه الرحلة نحو الإبداع، ونكتشف كيف يمكن لشرارة فكرة واحدة أن تصنع فارقاً كبيراً في تنفيذ التغيير.
الإبداع: بوابة المستقبل
الإبداع هو القدرة على النظر إلى الأمور من زاوية جديدة، تجاوز الحدود التقليدية، والوصول إلى حلول فريدة للمشكلات، إنه البوابة الحقيقية نحو التغيير والتأثير، ففي عالم يمتلئ بالتحديات والفرص، يتصدر التفكير الإبداعي قائمة المهارات التي يحتاجها الإنسان للتعامل مع تعقيدات الحياة، فالابداع حجر الزاوية لأي تطور شخصي أو مؤسسي أو مجتمعي، ومن خلال تجربتي الشخصية، أرى التفكير الإبداعي على أنه القدرة على تخطي حدود المألوف ورؤية الأمور من زاوية مختلفة تماماً، إنه تلك اللحظة التي تجد فيها حلاً لمشكلة عجز الآخرون عن حلها، هو أشبه بفنان ينظر إلى لوحة فارغة ويرى فيها عملًا فنياً قبل أن يرسم أول خط فيها.
فالتفكير الإبداعي هو عملية ذهنية تقوم على المزج بين الخيال والواقع للوصول إلى حلول مبتكرة تتجاوز الأنماط التقليدية، إنه ما يجعل الإنسان قادراً على تحويل الأفكار إلى إنجازات ملموسة في جميع المجالات وتتجلى أهميته في:
1.تغيير الواقع للأفضل: في أحد مشاريع العمل، واجه فريقنا عقبة كادت أن تعيق تنفيذ المشروع، وكان عامل الوقت له أثر كبير على انجاز المشروع، فكان التفكير خارج الصندوق هو ما قادنا لإعادة هيكلة الخطة بشكل مبتكر حقق النجاح والمضي قدماً في التطوير.
2.بناء علاقات أقوى: على مستوى الحياة اليومية، التفكير الإبداعي يمنحك القدرة على التعامل مع الناس بطرق غير تقليدية، مما يسهم في بناء علاقات مليئة بالاحترام والفهم.
3.تعزيز التميز المهني: الشركات الكبرى اليوم لا تبحث عن المنفذين فقط، بل تسعى إلى المبدعين القادرين على تقديم أفكار جديدة تعزز التنافسية، فالأفكار الإبداعية هي حجر الزاوية في وجود الشركات من عدمها.
4.الصمود في وجه التحديات: التفكير الإبداعي هو السلاح الذي يمكّنك من تحويل التحديات إلى فرص، وهو ما أثبته الكثير من المبدعين الذين انطلقوا من الصفر وحققوا إنجازات ملهمة.
تجربتي مع التفكير الإبداعي
أتذكر موقفًا بسيطًا أخر لكنه ترك أثراً عميقاً في نفسي عندما كنت أعمل مع فريق لتطوير منتج جديد، فوصلنا إلى نقطة بدا فيها أن جميع الأفكار الممكنة قد استُنفذت، فحينها قررنا استخدام استراتيجية العصف الذهني بطريقة مختلفة، كل عضو بالفريق كان عليه أن يقدم فكرة “مجنونة” وغير تقليدية، وفي نهاية الجلسة تم حصد أفكار خيالية ضمن نطاق العمل، والمفاجأة أن إحدى هذه الأفكار “المستحيلة” كانت الأساس لحل المشكلة، وبفضلها حققنا نتائج فاقت التوقعات، لذلك نرى ضرورة تنمية التفكير الإبداعي من خلال عدة خطوات:
جرب كل جديد: لا تخشَ تجربة أمور جديدة حتى لو بدت غريبة، فالتجربة توسّع أفقك وتفتح لك آفاقاً جديدة من التفكير.
تحدى القوالب التقليدية: اسأل نفسك دائماً: ماذا لو؟ وكيف يمكنني النظر إلى هذا الأمر بطريقة مختلفة لم يسبق تم التفكير فيها؟
استلهم من الآخرين: اقرأ قصص النجاح واستلهم من مسارات المبدعين، على سبيل المثال قصة ستيف جوبز، الذي أعاد تعريف التكنولوجيا بفضل إبداعه في الربط بين التصميم والتكنولوجيا.
التفكير الإبداعي ليس مجرد مهارة، بل هو أسلوب حياة، عندما تتبناه، تكتشف أنك تمتلك قوة قادرة على إحداث تغيير حقيقي، ومفتاحاً سحرياً لكل ما تسعى لتحقيقه.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (104) ” الإبداع بوابة المستقبل – 1 “ أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (6) “الأسس المنهجية لاستشراف المستقبل (2) ” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>1.الأسس المنهجية في استشراف المستقبل:
هنالك مجموعة من الأسس المنهجية التي يجب أن تقوم عليها عملية استشراف المستقبل وهي:
• الشمول والنظرة الكلية للأمور ومدى تفاعلهما مع بعضهم البعض.
• مراعاة التعقيد والابتعاد عن التبسيط والنظر بأبعاد متنوعة ومن جوانب مختلفة.
• القراءة الجيدة للماضر والحاضر من خلال التجارب الذاتية وتجار ب الأخرين.
• المزيج بين الأساليب النوعية والكمية في العمل المستقبلي.
• الحيادية والموضوعية في اختيار البدائل والاعتماد على الخبرات المتراكمة.
• العمل التشاركي الإبداعي للفريق الذي هو أساس النجاح من خلال توحيد الأفكار والخبرات في بوتقة واحدة.
• التعلم الذاتي من عملية الدراسة والاستفادة من الجربة المطبقة بكل مرحلة من مراحل التنفيذ.
2.أساليب استشراف المستقبل:
هناك ثلاثة أساليب لتحليل الدراسات المستقبلية سنذكرها على الرغم من تطورها المستمر مع التغييرات التكنولوجية والمعرفية والتجارب والإبداع في تطبيق استشراف المستقبل وهي:
أ.الأساليب الكمية: وتتمثل باستخدام الأساليب الإحصائية، المسح، الاستفتاء، التنبؤ المورفولوجي، صياغة النماذج، التحليل التاريخي، الوسط الحسابي، السلاسل الزمنية، الكفاية النسبية، الانحراف المعياري، بيرت، دلفي، النماذج النسبية، الإسقاط بالقرنية، المحاكاة، نظرية الألعاب، الطرق التشاركية، تحليل الظواهر، اسلوب شجرة العلاقات، دولاب المستقبل، مصفوفة التأثير، المنحنى الجامح، الإسقاط والتنبؤ الاستقرائي.
ب.الأساليب النوعية: والتي تعتمد على المعرفة الضمنية للعاملين بالمنظمة من مخزون الخبرات والذكاء والتفكير والخيال والعصف الذهني).
ج.الأسلوب المتوازن بين النوع والكم من خلال الدمج بين المعارف والخبرات الضمنية بالأساليب الكمية.
وقد أشار معظم الباحثين إلى الأساليب الاكثر استخداماً في استشراف المستقبل فيما يتعلق بالأساليب النوعية هو اسلوب السيناريوهات واسلوب دلفي اللذان يجمعان بين الأسلوب الكمي والنوعي، وسوف يتم التعريف بهما بشكل منفصل بدراسات لاحقة.
كما أن استشراف المستقبل لا يهدف لإصلاح الحاضر، ولا تقليص أخطاؤه ولا يعيد تصحيح عثرات الماضي، إنما يركز على الصورة المثلى للمستقبل من خلال اكتشاف فرص تحسين في التخطيط الحاضر لتوجيه الدفة المستقبلية لاقتناصها واعتبارها نقطة قوة يستند عليها في صنع المستقبل من الحاضر، فالحاضر نقطة الانطلاقة الحقيقة لاستشراف المستقبل.
الطبول تُقرع، ودعوات المستقبل تتكرر لاكتشافه برحلات فكرية معرفية حكيمة، تحول أزمات الحاضر الى ميلاد جديد، وتحول المشكلات لفرص يتم اقتناصها لتحقيق ما فوق التميز، فلا يستطيع كل إنسان سماع نداء المستقبل الذي يؤمن باختراقه إلا بالفكر الابتكاري الهادف لركب التحدي المعقد.
وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة السباقة في المنطقة بالاهتمام بهذا العلم لتصبح قبلة جاذبة للعالم بفضل تقدمها المتسارع في شتى الميادين، وتمثل ذلك بقرار سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء باستحداث وزارة خاصة لاستشراف المستقبل حيث يقول سموه: (المستقبل لا ينتظر المترددين). وكلنا ثقة في القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في استشراف مستقبلها وأن تعيشه بأفكاره وثقافته، وأن تتجاوز الزمان ونستشرف بيئة المكان والزمان القادم، وتستحضر التاريخ وتجبله بتجارب الحاضر لتبرع أكثر في صناعة المستقبل ليبقى ضمن تجارب الحاضر، وأن تصبح ومؤسساتها المنتج للخطط والرؤى المستقبلية، والمرجع للعديد من مؤسسات وحكومات دول العالم في استشراف المستقبل.
فما أضيق الحاضر بدون نافذة مستدامة للمستقبل، يلتقي فيها الماضي بالحاضر مع المعرفة الموجه والمخزونة التي تشكل نبضات المستقبل وتحدد حلقاته ليصبح حاضراً.
المراجع:
1. ورقة عمل قدمت لورش العمل حول الدراسات المستقبلية ضمن فعاليات منتدى الجزيرة السابع، الدوحة، قطر، 2013.
2. تعريف ومعنى استشراف في قاموس المعجم الوسيط، اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي.
3. محمد ابراهيم منصور – بحث الدراسات المستقبلية وماهيتها – 2006.
4. السنبل، عبد العزيز بن عبد الله (2003م). استشراف مستقبل التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية. الرياض: مركز بحوث كلية التربية، جامعة الملك سعود.
5. فيله، فاروق وعبد الفتاح، أحمد 2003: الدراسات المستقبلية – منظور تربوي الطبعة الأولى، دار المسيرة عمان – الأردن.
6. السن، عادل عبد العزيز 2009: الاستشراف وبناء السيناريوهات، ورقة عمل مقدمة في ورشة عمل الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي، طنجة، المملكة المغربية.
7. المفتي، محمد الأمين 2012، الدراسات المستقبلية، منهجيات وأدوات، مجلة العلوم التربوية، معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، العدد الثالث.
8. إبراهيم، سعد الدين وآخرون (1989م). مستقبل النظام العالمي وتجارب تطوير التعليم. عمان: منتدى الفكر العربي.
9. العواد، خالد بن إبراهيم (1998م). مستقبل التعليم في المملكة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف. الرياض: وزارة المعارف، مركز التطوير التربوي.
10. زكي، أحمد عبد الفتاح وآخرون، 2003 الدراسات المستقبلية، دار الميسرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
11. عامر: طارق: 2008 أساليب الدراسات المستقبلية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
12. الصايغ، عبد الرحمن أحمد (1999م). التعليم في المملكة العربية السعودية: رؤية مستقبلية. بحوث مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام، الرياض.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (6) “الأسس المنهجية لاستشراف المستقبل (2) ” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (84) “دور اليقظة الاستراتيجية في تحسين الاداء التسويقي(15)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>دور اليقظة في تحسين الأداء التسويقي
يتمتع العالم بكثرة المتغيرات المستمرة في البيئة المحيطة بمختلف الميادين بشكل عام والتغييرات التكنولوجية والبيئية بشكل خاص، مما يشكل تحديات وصعوبة في مواكبتها، وخلق وفرص جديدة وكبيرة تنادي مستثمريها من الحكومات والمنظمات والافراد، وبنفس الوقت تجعلهم في حالة عدم استقرار، وفي ظل تلك التغييرات، وانفتاح الاسواق والمنافسة العالمية، وتغيير المفاهيم التسويقية التقليدية الى أخرى حديثة ومتطورة وسريعة، تتعاظم العملية التسويقية وأهميتها للوصول لأداء تسويقي بفعالية عالية لمواجهة التحديات، مما تضع المنظمات في ارتباك وتيقظ مستمر، ويفرض عليها متطلبات والتزامات أساسية لزيادة أدائها التسويقي، فتستدعي الضرورة الاستراتيجية إلى رصد التغييرات والتنبؤ ببعضها باستخدام وسائل متيقظة من خلال أداة تأمن لها معرفة الاسواق وتغيراتها وتعمل بالشكل الامثل لمواجهة تلك التغييرات لمعرفة رغبات العملاء واحتياجاتهم، والتنبؤ بالمستقبل ومعرفة التحديات القادمة وكيفية استثمارها سعياً لتقديم خدمات عالية الجودة لعملائها بشكل استباقي، وكسب تنافسية تميزها عن غيرها من المنظمات في الاسواق.
ولتحقيق فاعلية الاداء التسويقي ووضع خطة تسويقية استباقية يجب على المنظمات دراسة الوضع الراهن ومعرفة ما يحيط بها من تحديات وفرص، ومعرفة منافسيها وعملائها ومورديها في المجالات ذات الصلة لتطوير وبناء الخطة والتأثيرات الاقتصادية والمستقبلية والمخاطر والتهديدات المتوقعة وفرص التطوير في خطتها الاستراتيجية، فالمنظمات المتميزة هي التي تخلق قيمة مضافة في أدائها التسويقي من خلال تحقيق رغبات واحتياجات عملائها، ولا يمكن أداء النشاط التسويقي بنجاح دون علم دقيق وشامل بأداء المنافسين وردود أفعالهم في القرارات المتخذة، وقراءة أخطاء السوق والمنافسين والتعلم منها الذي يضفي على المنظمة قيمة جديدة في بناء استراتيجيتها التسويقية وتحقيق أهدافها، كما يمكن من التعلم حل المشكلات التسويقية وتحقيق مستقبل أكثر ديمومة على المستوى البعيد.
فاليقظة التكنولوجية تعمل على مراقبة المحيط العلمي والتقني والتكنولوجي والتأثيرات الاقتصادية الحاضرة والمستقبلية وتوقع المخاطر والتهديدات وفرص التطوير، وقد عرفت بأنها “العملية التي تحصر المؤسسة من خلالها التقنيات والتكنولوجيات المستعملة من طرف زبائنها، مورديها، شركائها ومنافسيها في اطار مجال نشاطها وذلك لمتابعة التطورات التي قد لا تؤثر على مستقبلها فحسب وانما على مستقبل زبائنها ومورديها وشركائها واتخاذ الاجراءات الوقائية” (1)، أما اليقظة البيئية وهي “المراقبة والتيقظ للتطورات الاقتصادية والسياسية والقانونية والثقافية التي تؤثر على نشاط المؤسسة واليقظة المحيطة أو البيئية تسمح بمراقبة التطورات الجبائية ، القانونية، المالية، الشروط المنظمة للسوق، تغيير سلوك المستهلكين، مخاطر (الفوضى والصراع وما إلى ذلك” (2)
وبما أن أهداف اليقظة الاستراتيجية بشكل عام واليقظة التكنولوجية والبيئية بشكل خاص تلعبان دوراً فعالاً في توفير متطلبات زيادة الاداء التسويقي من خلال توقعها لنشاط المنافسين والتغيرات المحيطة بالبيئة، واكتشافها لمنافسين جدد والفرص المتاحة لاستثمارها، ومراقبة تطورات السوق والمنتجات او الخدمات، والتطورات التكنولوجية التي تؤثر سلباً أو ايجاباً على نشاط المنظمة، من خلال الوسائل والطرق التي تستعملها، والاطلاع على تجارب الاخرين المتميزة والمتأخرة والتعلم والاستفادة منه في بناء استراتيجية تنافسية للمنظمة، وهذا ينصب في تطوير وتحسين الخطة التسويقية للمنظمة، وتعتبر اليقظة الاستراتيجية وسيلة وأداة داعمة في عملية التسويق وتحسينها.
فاعتماد المنظمة نظام اليقظة الاستراتيجية – التي هي ابنة البيئة لمعرفتها أين تبحث وما توفره من معلومات مطلوبة في مختلف المجالات من منافسين حاليين ومتوقعين، وتقديم المعلومات في اتخاذ القرارات المبنية على الحقائق – يحقق هدفها في البحث عن التميز وتطوير استراتيجيتها التسويقية بالتركيز على العملاء الذين هم العصب الرئيس لعمليات التسويق والمؤثر المباشر في مستقبل المنظمة.
فأداة اليقظة الاستراتيجية تشكل الحصة الاولى والقوة الحقيقية لرصد التغييرات وتقدير حدة المنافسة في الاسواق بدراستها وتوقع التهديدات واستغلال الفرص واخضاع المعلومات المتوفرة لمصلحة المنظمة في تحسين وتطوير أدائها التسويقي باستخدام أدوارها في جمع المعلومات ومعالجتها وتحليلها واستثمارها في الفرص المتاحة واتخاذ القرارات الصحيحة لتجنب المخاطر وبناء استراتيجية تسويقية استباقية.
المراجع:
1. داودي الطيب،رحالسلاف، شينفروز، اليقظة التكنولوجية كأداة لبناء الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية، ،مداخلة،جامعة محمد خيضر، بسكرة.
2. زروخيفروز،سكر فاطمة الزهراء، دور اليقظة الاستراتيجية في الرفع من تنافسية المؤسسات الاقتصادية، الملتقى الدولي الرابع حولي المنافسة والاستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية، جامعة الجزائر، 2010، ص11.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (84) “دور اليقظة الاستراتيجية في تحسين الاداء التسويقي(15)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (83) “دور اليقظة الاستراتيجية في تنمية تنافسية المنظمة (14)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>اليقظة الاستراتيجية ودورها في تنمية وتطوير تنافسية المنظمة
تعتبر اليقظة الاستراتيجية وسيلة لخلق الميزة التنافسية، فهي تلعب دوراً متكاملاً في المنظمة من حيث المعلومات والادوار التي تقوم بها، بدءاً من التنبؤ (التوقع) للتطورات التي تطرأ في بيئات عملها ونشاط منافسيها واكتشاف منافسين جدد أو فرص جديدة في السوق لاستثمارها واستغلالها للبناء عليها سعياً لتطوير أدائها والتمكن من دعم إدارة التغير فيها، كما أن لنشاط المراقبة دور أساسي وفعال في تطوير المنظمة لقياس خدماتها ومنتجاتها في السوق، ومتابعة التطور التكنولوجي، أو تحسين طرق انتاجها أو ابداع طرق جديدة تواجه به التغييرات القادمة.
وباعتبارها المنظمات عنصر ديناميكي ينمو ويتأثر بالتغييرات، فرصد ومراقبة البيئة الخارجية التي تؤثر وتتأثر بها، يجعلها تعي موقعها في خارطة التنافسية ويساعدها على اتخاذ القرارات التي تحقق ميزتها التنافسية وتعزز قدرتها بتميزها عن غيرها من المنظمات لضمان بقائها بصفة مرنة تحقق أهدافها المستمرة، واليقظة بشكل عام تنطبق على جميع المجالات في المنظمة وحتى على المستوى الشخصي، فتبدأ بتوفير المعلومات واستدراكها والعمل على تحليلها واستخدامها وتحقيق خصائص التوقيت والحداثة والدقة والوضوح والملائمة مع شمولية الغرض التي ستستخدم من أجله، لتشكل مورداً حقيقياً مرناً يساعد على التطوير والتغيير واحداث الميزة التنافسية.
فبعض المنظمات تعيش داخل فراغ استراتيجي يبعدها عن أهمية اليقظة الاستراتيجية، وتتخبط بداخله وكأنها عالقة في شبكة عنكبوتية تتصارع بين خيوطها وكأنها حققت الانجازات بهذا التصارع، أو أنها انتقلت إلى مستويات أعلى، ولكنها لاتزال تعيش في ذاك الفراغ، ولا تستطيع الوصول حتى لتشكيل القرارات، وتتعامل مع الفراغ بفراغ أكبر تتوه فيه، فجميع المنظمات مثل الانسان تسعى لتحقيق دورة حياة كبيرة وطويلة ومثمرة، وخاصة في الثورة المعرفية الحديثة وأدواتها المتعددة لنول القيمة الكبرى والمتراكمة منها سعياً لتعبئة الفراغ الاستراتيجي في المحيط الداخلي للمنظمة، فالوقوف بهذه المنطقة الحرجة التي تجعل المنظمة بحالة ترقب وحيرة بين الداخل والخارج وأيهما الاهم، تفقدها ميزة التنبؤ بمحيطها للاستعداد الحقيقي والشفاف لما هو متوقع أن يواجهها من تحديات وفرص.
ويعتبر نشاط التعلم يقظة متطورة يتيح للمنظمة التقدم والبناء على الفرص بالتزود بالمعارف والمهارات والعمل بروح الفريق، للوصول إلى المنظمة المتعلمة، ففراغ التعلم في المنظمات إن لم يتم معالجته سيشكل ميزة عكسية تراجعية في حياتها، كما ويعتبر نجاح وتميز المنافسين حالة تعلم جديدة فيجب استغلالها لتطور قدرات المنظمة والبناء والاضافة عليها لصنع أساليب ابتكارية تنافسية، فاليقظة الاستراتيجية أسلوب متطور في دعم التطور التنظيمي وقيمة مضافة في تحقيق الميزة التنافسية من خلال دعم نظام الابتكار واستثمار الافكار الجديدة لخلق ميزة التنافسية تتميز بها عن غيرها من المنظمات والتعامل معها بشكل ريادي.
ولا يمكن للمنظمات أن تعيش التميز من الخارج إلى الداخل، ولا أن تعيش المستقبل إن لم تتعامل مع الحاضر واستثمار المخزون المعرفي لتستعد لاستشراف المستقبل وبناءه، فالغد دوماً هو المستقبل ولا يمكن أن نصل إليه إن لم نعيش الحاضر، وهكذا اليقظة الاستراتيجية لها الدور البناء في تحقيق الذات الداخلية للمنظمة وتنظمها حسب الخلايا المطلوبة لدورتها، مثل الاتصال والتواصل وسلاسة تنقل المعلومة وغيرها، وبغيابها تفقد المنظمة غاية اليقظة، ولن تأتي بثمارها في تحقيق الميزة التنافسية، فغاية اليقظة الاستثمار في المعلومات وربطها وتحليلها للحقيقة المستقبلية القادمة المتجددة بتجدد الحاضر والبحث المستمر عن الفرص الجديدة التي لا يتوقعها منافسينا.
فمن الضروري أن تستغل المنظمة وتستثمر هذا العصر المعرفي بشمولية تامة لتحقيق استراتيجيتها وهويتها التي خططت لها، سعياً لتحقيق توازنها الاستراتيجي وتحريك عجلة الاداء بمرونة ورشاقة مستمرة باستثمار أنشطة اليقظة الاستراتيجية لبيئاتها، ولو تغافلنا أهمية التقييم الذاتي والمستمر للمنظمات ودوره في وضع اللبّنات الاساسية في التنظيم والتعامل مع مخرجاته بأساليب وأفكار ابداعية، يعطينا قراءة ونتائج عكسية ومحبطة، فالتميز يبدأ من الداخل وتحقيق الاساس المتين والمرن لتكون الانطلاقة بقوة نحو المستقبل، والعكس غير صحيح، وإلا تكون حينها تعيش الوهم وتعلم موظفيها الفشل المستدام.
فماذا لو وضعت المنظمة في تخطيطها الاستراتيجي منافس افتراضي يحثها بشكل مستمر إلى ما أبعد من رؤيتها والعمل عليها وتجديدها بكل الاساليب الاستراتيجية والادارية، بما يضمن لها المرونة العالية في التخطيط والتنفيذ واقتناص الفرص وصنع القرارات السليمة إذا تم استخدامها بالشكل الامثل.
فالتغيير يعني إحداث تعديلات تتوافق مع أوضاع المؤسسة، أو تغييرات في استحداث أساليب إدارية وأوجه نشاط جديدة تحقق للمؤسسة ميزة تنافسية عن غيرها، فلا بد من ممارسة الاتصال والتواصل والتغذية الراجعة والتعلم المستمر باستثمار المعلومات لتصحيح المسار الاستراتيجي، فاليقظة الاستراتيجية تعدل مسار البوصلة بالمنظمة بتوضيح الاتجاهات الرئيسية لها والقوى المحركة لتعديل الاطار الاستراتيجي، وتعمل على تعزيز ادارة التغيير وتحقيق الاستباقية في التوصل لحل المشكلات ومعالجتها، فلا يمكن أن تحقق المنظمة الميزة التنافسية إلا إذا طبقت اليقظة بجميع مجالاتها وأنشطتها.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (83) “دور اليقظة الاستراتيجية في تنمية تنافسية المنظمة (14)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (82) “الميزة التنافسية وعلاقتها اليقظة الاستراتيجية (13)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>الميزة التنافسية وعلاقتها باليقظة الاستراتيجية
أصبح هاجس التنافس لدى المنظمات الملاذ الاول، من خلال كسر التقليد في تقديم الخدمات والسلع والحصول على أكبر حصة سوقية، بالتركيز على التقنية والتكنولوجيا ضمن معايير الجودة والتميز، فالتحولات والتطورات المعقدة والمستمرة التي يشهدها العالم تنعكس مباشرة على بيئة المنظمة، مما يستدعي الاهتمام البالغ في التحولات البيئية التي تستدعي المنافسة الشديدة للحفاظ على حياة المنظمة وبقائها ليس على قيد الحياة وإنما للتميز والتموضع بالسوق والحفاظ على أكبر حصة سوقية.
وفي ظل النظام العالمي المفتوح الحدود الذي أصبح مليء بالصراع والمزاحمة الاقتصادية للحصول على حصة سوقية عالية، والتي تعتبر المنافسة الطريق والسبيل لتحقيقها، فما هي الميزة التنافسية؟ وما هي أهميتها ومؤشراتها؟ ومتى نعتبر بأن المنظمة تمتلك ميزة تنافسية تمتاز فيها عن غيرها من المنظمات للبقاء والاستمرارية في السوق بشكل أوسع وباحترافية مرنة؟
المنافسة والميزة التنافسية
المنافسة تعني حرية المؤسسة في الدخول إلى السوق أو الخروج منه، وذلك لمواجهة المؤسسات الأخرى المنافسة من نفس القطاع، مع الحرص على حمايتها، والتنافسية هي قدرة المنظمة على الاستغلال الأمثل لجميع مواردها وسياساتها ومؤسساتها، لرفع كفاية الخدمات المقدمة للأفراد وقطاع الأعمال وجودتها، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للدولة، وجعلها في مركز تنافسي متقدم.(1)
وعرفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDF) التنافسية بأنها: “قدرة الدولة على انتاج السلع والخدمات التي تعادل الاذواق في السوق العالمية، وفي نفس الوقت تحقيق مستوى معيشة متزايد على المدى الطويل”. (2)
وعرفها المعهد الدولي لادارة التنمية السويسرية على أنها: “قدرة الدولة والمنشأة على توليد ثروة أكبر من منافسيها إلى الميزة التنافسية”. (3)
فجوهر التنافسية واحد هو تحقيق الربح، وهو المتنافس عليه وحجر الزاوية في التنافسية وبشكل مستمر، ويعتبر المقياس الحقيقي لجميع المؤشرات على اختلافها، فتنافسية الشركات تقاس من عدة مؤشرات أهمها الربحية ومعدلات نموها عبر فترة من الزمن، إضافة إلى إستراتيجية الشركة واتجاهها لتلبية الطلب في السوق الخارجي من خلال التصدير أو عمليات التزويد الخارجي، وبالتالي قدرة الشركة على تحقيق حصة أكبر من السوق الإقليمي والعالمي (4).
والميزة التنافسية هي ما تمتاز به المنظمة أو تتمتع به من خواص تميزها عن غيرها من المنظمات وتحقق لها قوة سوقية، مثل التكلفة الاقل، والتميز في المنتجات وتصميمها، والخدمة، ومواردها البشرية، وصورة وسمعة المنظمة، وغيرها.
فكيف لليقظة الاستراتيجية تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة؟
سبق وأن تم التطرق في مقالة سابقة عن الغاية الاساسية ودور اليقظة الاستراتيجية والتي تتمثل في تأسيس نظام محكّم يتم من خلاله رصد الاشارات الضعيفة واكتشاف المخاطر والتهديدات في بيئة المنظمة، واستغلال الفرص المتاحة لتمكين المنظمة من تطوير استراتيجيتها واتخاذ القرارات المناسبة، وتجنب التهديدات لتحسين وتطوير نشاطها واختيار المناسب لاستراتيجيتها في السوق بما يميزها عن غيرها من المنظمات، وأيضاً مقارنة أدائها مع منافسيها والاستفادة منها لاكتساب ميزة تنافسية ومعرفة نوايا وتوجهات المنافسين وبلورة رؤية واضحة بالتنبؤ بها بناء على المعلومات المتوفرة من استخدام نظام اليقظة الاستراتيجية.
فاليقظة الاستراتيجية تعتبر مصدر أساسي للمعلومات، فهي تهتم بجمع المعلومات والمعرفة المعمقة من البيئات المحيطة ورصد التطورات وهي عملية استراتيجية لا يمكن للمنظمة الاستغناء لاعتبارها المصدر الاساسي للمعلومات التي تمكنها من تحقيق الميزة التنافسية، كما أنها تساعدها على اكتشاف الاشارات الضعيفة والمتغيرات قبل حدوثها لبناء القرارات الصائبة بما يساعد في الاستمرارية بتحقيق أهدافها الاستراتيجية، فلطالما أحسنت المنظمة استخدام ما توفر لديها من معلومات، وأحسنت معالجتها وتحليلها التعامل معها بما يصب في مصلحتها، مما يساعدها على تحقيق زيادة في أرباحها وزيادة حجم مبيعاتها وتطوير منتجاتها، وتحسين جودتها والتمركز في حصة سوقية قوية، واكتساب موقع تنافسي وتحقيق الميزة التنافسية.
فاليقظة الاستراتيجية تلعب دوراً فاعلاً في توفير المعلومات عن المنافسين الحاليين والمحتملين في عدة جوانب من نشاط المنظمة بكل ما يؤثر على تنافسيتها، فمعرفة البيئة التنافسية وتفاصيلها يساعد المنظمة على صياغة استراتيجيتها بشكل تستغل المعلومات المتحصل عليها من نظام اليقظة الاستراتيجية، إذا ما عملت عليها في تحليلها وصياغتها ومعالجتها ونشرها بالوقت والمكان المناسبين، هذا يساعدها في صناعة القرارات الرشيدة في تحقيق الميزة التنافسية، اضافة لمساعدتها في تجهيز نظامها للبدء بعمليات التغيير من خلال قدرة اليقظة الاستراتيجية على تحليل البيئات وتوفير الثروة المعرفية، وتهيئة المهارات التشاركية والاستراتيجية في إدارة التغيير.
المراجع:
1. https://www.ncc.gov.sa/ar/AboutUs/Pages/Competitiveness.aspx – المركز الوطني للتنافسية بالمملكة العربية السعودية.
2. OCDE : organization de cooperation et development economies, www.ocde.org
3. عليواش أمين عبد القادر، أثر تأهيل المؤسسات الاقتصادية على الاقتصاد الوطني، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، فرع نقود ومالية، جامعة الجزائر، 2006/2007، ص179.
4. http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=12726
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (82) “الميزة التنافسية وعلاقتها اليقظة الاستراتيجية (13)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (81) “عراقيل اليقظة الاستراتيجية (12)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>عراقيل اليقظة الاستراتيجية
عند تطبيق اليقظة الاستراتيجية في المنظمة لا بد من مواجهة بعض الصعوبات والعراقيل التي تعيق تطبيقها، مما يؤثر سلباً على أداء المنظمة وعدم الاستفادة من مزاياها وخاصة في تحقيق الميزة التنافسية، فالتشخيص السليم والدقيق في هذه المرحلة لمعرفة نوع العراقيل وطبيعتها ومواجهتها بالطرق والاساليب العلمية لإيجاد الحلول المناسبة لإعادة تفعيل دورها يعتبر من الحلول الناجعة، فكلما كان التشخيص دقيق وسليم كما أدى لمعرفة الحل الانسب للمواجهة، وسوف نتناول في هذه المقالة أنواع العراقيل التي تواجه المنظمة أثناء تطبيق اليقظة الاستراتيجية إن كانت تتعلق بالمعلومات أو التنظيم أو ممارسة اليقظة، وكيف نواجهها لإيجاد الحلول المناسبة وتعزيز تطبيقها بسلاسة في المنظمة.
1. أنواع العراقيل: (1)
أ. عراقيل متعلقة بالمعلومات.
• الكم الهائل من المعلومات الواجب توفرها.
• تداخل وتشابك المعلومات في البيئة مما يصعب اختيار الانسب للمنظمة.
• تعدد مصادر المعلومات وصعوبة تحديدها بدقة.
• سرعة تقادم المعلومات وأثار ذلك على تطبيقها والاستفادة منها في المنظمة ومتابعة التطورات السريعة والاستفادة منها.
ب. عراقيل متعلقة بالتنظيم:
• عدم تمتع الهياكل التنظيمية بالمرونة الكافية بما يتواكب مع التغييرات البيئية.
• تدهور المناخ التنظيمي ودوره المباشر على انخفاض أداء الافراد وقدرتهم الإبداعية.
• عدم الاعتماد على الاتصال الداخلي السلس والمنظم، الذي يوحي بعدم وجود روح الجماعة في العمل، والذي يفقد البناء الجيد في انشاء وانتقال المعلومة بالشكل الصحيح.
• عدم الوعي بالمسؤولية والانتماء الوظيفي من خلال احتكار بعض عناصر التنظيم للمعلومة للاعتقاد بأنها تمنح القوة والسلطة.
ت. عراقيل متعلقة بممارسات اليقظة: (2)
• نقص إدراك الأفراد العاملين بأهمية المعلومات كمورد استراتيجي، مما ينعكس سلباً على أداء اليقظة.
• الأداء غير تنافسي لنشاط اليقظة فيما يتعلق بأساليب الممارسة من معيار ودراسة سوق وغيرها مما ينعكس على جودة المعلومات بشكل مباشر.
• الأداء السيئ بأي مرحلة من مراحل عمل اليقظة نتيجة نقص الإمكانيات وعدم كفاءة المعنيين، مما يؤدي إلى الحصول على معلومات غير مفيدة ولا ترتبط بأهداف المنظمة، وعدم ارتباطها في اجتناب التهديدات واستثمار الفرص بالشكل الأمثل.
• سوء استخدام المعلومات من قبل متخذي القرار والمعنين في المنظمة أو تسخيرها لأغراض شخصية أو جهات خارجية، أي عدم استخدام المعلومات بالشكل المناسب بما يحقق أهداف المنظمة.
2. مواجهة العراقيل:
للتعامل مع فرص التحسين من العراقيل التي تواجه المنظمة خلال تطبيق اليقظة الاستراتيجية لابد من الوقوف عليها والتعامل معها بأسلوب جاد وواعي لتعزيز تطبيق اليقظة، فعلى المنظمة السعي الجاد للقيام بما يلي: (3)
1. نشر ثقافة اليقظة في جميع أجزاء المنظمة واعتبارها التحدي الرئيس لمواجهة التنافسية وتنمية مزايا تنافسية تسمح بالاستمرار والنجاح.
2. تمتع الهياكل التنظيمية ونظام اليقظة بالمرونة للتكيف والاستجابة مع التغييرات الخارجية والداخلية.
3. تشجيع وتنمية الطاقات الفكرية والقدرات الابداعية للأفراد وتحفيزهم، والاستفادة منها في تطوير اداء المنظمة ونظام اليقظة بالعمل الجماعي المشترك وتأصيل روح الجماعة كمطلب أساسي لتحقيق أداء تنافسي متميز.
4. التركيز على الاتصال الداخلي والعمل على تحسينه بشكل مستمر لانتقال المعلومات بسهولة للجهات الطالبة لها، وإلغاء احتكارها أو اهمالها لتحقيق الاستفادة منها في تحقيق الاهداف المتميزة.
5. اتباع برامج تكوين في ممارسة اليقظة ومشاركة جميع المعنيين بالمؤسسة وتبيان أهميتها في تحقيق الريادة والميزة التنافسية للمنظمة، وتأسيسهم وتأهيلهم لاكتساب المهارة والخبرة لتطبيقها لتحقيق أهدافها.
المراجع:
1. سهيلة بومعزة، دور اليقظة في تنمية الميزة التنافسية، دراسة حالة اتصالات الجزائر موبيلس، رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارة وعلوم التسيير، جامعة متنوري قسنطينة، الجزائر\ن 2008/2009، ص146-145.
2. سويد راضية، فوزية زغدي، دور اليقظة الاستراتيجية في تحسين أداء المؤسسة الاقتصادية، رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية، جامعة الشهيد حمة لخضر، الوادي، الجزائر، 2017/2018، ص59.
3. سهيلة بومعزة، مرجع سابق، ص147.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (81) “عراقيل اليقظة الاستراتيجية (12)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (80) “مزايا وفعالية اليقظة الاستراتيجية (11)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>مزايا اليقظة الاستراتيجية وشروط فعاليتها
تعتبر اليقظة الاستراتيجية نظام استراتيجي كأي الانظمة التي يجب توافر فيها بعض الشروط لتحقيق فاعليتها في المنظمة وتحقيق الايجابية والريادة في الاداء، وقد أصبحت ضرورة حتمية في ضوء التغييرات البيئية المعاصرة التي تعصف في المنظمات بشكل عشوائي أو منتظم، مما يعطيها الدور الرئيس والفاعل في التعامل مع قدرات المنظمة وصمودها للبقاء على قيد الحياة والاستمرار في تحقيق التنافسية والريادة أما منافسيها، ولتحقيق اليقظة الاستراتيجية فعاليتها وتحقق المزايا المطلوبة للاستفادة القصوى منها، يجب أن تتوافر مجموعة من الشروط:-
1. شروط فاعلية اليقظة الاستراتيجية:
هناك خمسة شروط على المنظمة تحقيقها حتى تضمن فاعلية اليقظة الاستراتيجية:
• الادارة الثابتة من قبل الإدارة، يجب اعتبار اليقظة الاستراتيجية من قبل المسيرين وظيفة إدارية والعمل على تنفيذها شخصياً (1)
• الاتصال الداخلي الجيد، اليقظة تعتبر عمل جماعي ذات أهداف مشتركة على مستوى المنظمة ولتحقيق فعاليتها يجب أن يكون الاتصال والتواصل يسمح بمرور المعلومات ذات العلاقة على مختلف المستويات التنظيمية دون احتكارها في مستوى معين أو لدى شخص لتحقيق فعاليتها. (2)
• التحكم في الوقت بتوفير الوسائل الاساسية والميزانية المناسبة لذلك، سرعة انتقال المعلومات وتوفير الميزانية المناسبة لذلك له أهمية في سرعة اتخاذ القرارات التي تحقق أهداف المنظمة، فلتباطئ في التعامل مع المعلومة والتأجيل أو عدم توفير الميزانية الخاصة لتوفيرها يعطي المفعول العكسي لها. (3)
• الحد الادنى من الهياكل، تأطير المنظمة ضمن هياكل محددة يساعد في الاستفادة من قيمة المعلومة وانتقالها بالسرعة المطلوبة والمحددة، من خلال تحديد أطر التعامل مع مصدر المعلومات والتعامل معها ومصب نتائجها. (4)
• روح جماعية قوية، لا يمكن أن تكون اليقظة فردية، بل تتمتع بروح العمل الجماعي لملاحظة الإشارات في المحيط واختيارها ومعالجتها على المستوى الشخصي أو المؤسسي يحقق فاعلية اليقظة بالتعامل معها ومعالجتها وتوجيهها بالسرعة الممكنة للجهة المعنية بالمنظمة لتحقيق أهدافها. (5)
2. مزايا اليقظة الاستراتيجية:
اليقظة الاستراتيجية تفرض على المنظمة التزود بالمعلومات اللازمة والتعامل معها من تخزين ومعالجة وتحليل لتحقيق الاستفادة القصوى منها ووضعها في ظل الممارسات المستمرة للتطوير والتحسين في الأداء، وتتجلى مزايا اليقظة الاستراتيجية، وخاصة في الجانب الاقتصادي: (6)
• المعرفة والمهارات المعمقة للأسواق وتوجه المنافسة.
• اكتساب موقع قوة من أجل طرح منتجاتها المبتكرة في السوق.
• تحسين وتطوير وتوسيع نشاط المؤسسة، وتطوير وتنمية المنتجات، وتحسين علاقاتها مع المتعاملين.
• الزيادة من أثر التآزر والتعاضد في المؤسسة.
• الحصول على مورد وافر من المعارف والخبرات.
• ضمان الاستجابة الجيدة لحاجات الزبائن.
• النظرة المستقبلية الشاملة والتصويب الصحيح للقرارات.
• تحقيق الوفرة المالية من خلال جمع المعلومات التي تساعد على التحسين والتطوير في المنتج وتخفيض كلفته بالجودة المطلوبة.
• تسمح بالمرور الجيد للمعلومة عبر جميع المستويات التنظيمية في المنظمة، والمراقبة المستمرة لبيئاتها. (7)
• رفع القدرة الابتكارية للمنظمة والمساعدة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تحقق لها الميزة التنافسية. (8)
• وسيلة استراتيجية للتسيير، باكتشاف خلية اليقظة مناطق نفوذ للتهديدات والفرص على المؤسسة والتي تستطيع أن تغير من استراتيجيتها، ومن المنافسة في السوق، والتوصل إلى حل المشكلات بصفة سريعة. (9)
المراجع:
1. جمال بن السعدي وآخرون، اليقظة الاستراتيجية كعامل لاستمرارية الأداء، ملتقى دولي – التحول الرقيم للمؤسسات والنماذج التنبؤية على المعطيات الكبيرة-جامعة محمد بوضياف، المسلية، نوفمبر، 2017، ص8.
2. أميرة محاط، أثر اليقظة الاستراتيجية في تحسين الأداء التسويقي، رسالة ماجستير في علوم التسيير، فرع تسيير المنظمات، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة محمد خيضر بسكرة، الجزائر، 2013/2014، ص28
3. أميرة محاط، مرجع سابق، ص28
4. العالية طجين، دور اليقظة الاستراتيجية في تحليل البيئة الخارجية للمؤسسة باستخدام تحليل القوة التنافسية لبورتر، رسالة ماجستير في علوم التسيير، قسم علوم التسيير، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة خيضر بسكرة، الجزائر، 2013/2014، ص24
5. العالية طجين، مرجع سابق، ص24
6. سريدي سلمى، دور اليقظة الاستراتيجية في تعزيز التفكير الإبداعي بالمؤسسة، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، قسم علوم التسيير، 2018-2019، ص17.
7. بومعزة سهيلة، دور اليقظة في تنمية الميزة التنافسية، رسالة ماجستير في قسم العلوم الاقتصادية، جامعة منتوري، قسنطينة، 2008 – 2009، ص80.
8. نصيرة علاوي، اليقظة الاستراتيجية كعامل للتغيير على المؤسسة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم التسيير، جامعة بلقايد تلمسان، الجزائر، 2010/2011، ص84.
9. نحاسية رتيبة، أهمية اليقظة الاستراتيجية في تنمية الميزة التنافسية للمؤسسة، دراسة حالة مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،2002/2003، ص75.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (80) “مزايا وفعالية اليقظة الاستراتيجية (11)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (79) “دور اليقظة الاستراتيجية في تعزيز الميزة التنافسية (10)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>دور اليقظة في تعزيز الميزة التنافسية
الميزة التنافسية هل كل ما يميز الخدمة أو المنتج عن باقي الخدمات في المنظمات المنافسة بتوفير المعلومات اللازمة عن مختلف المنافسين وعلى مستوى المجالات فيها، والمعلومة تساعد المسيرين في صناعة الميزة التنافسية، واستمرارها متعلق في استمرار توفر المعلومات وطريقة معالجة واستخدامها بالشكل المناسب، مما يساعد على خلق التكامل والتنسيق في بيئة المنظمة بمشاركة جميع المستويات الإدارية، فبيئة المنظمة تمثل مجموعة من المتغيرات والعناصر الداخلية والخارجية المحيطة بها التي تؤثر على قراراتها ونشاطها وتتحكم في تطورها وبقائها، فالتشخيص الجيد والفعال لبيئتها من خلال اليقظة الاستراتيجية لاقتناص الفرص ومواطن التغيير بشكل استباقي يساعدها على تحديد اتجاه البوصلة للسيطرة على المتغيرات والتأقلم مع المستجدات بشكل مستمر، ويساعدها في تحقيق استمرارية الأداء التنافسي واتخاذ القرارات وتدفعها للتغيير وتحقيق الاستباقية عن غيرها من المنظمات المنافسة ويضعها في الموقع الريادي، كما وتعمل اليقظة الاستراتيجية على توفير المعلومات التي تساهم باتخاذ القرار لضمان استمرارية وديمومة الميزة التنافسية (1)،
ويمكننا القول بأن اليقظة الاستراتيجية هي عملية تزود المنظمات بالمعلومات التي تأهلها لمواجهة المنافسة أو هي المفتاح الاساسي للميزة التنافسية من خلال خلق الفرص ومواجهة التهديدات، كما وتعتبر نظام مفتوح للبيئة الخارجية تؤثر وتتأثر به وتأهلها للموقع الاستراتيجي الصحيح لتحقيق انطلاقة جديدة شاملة أو جزئية.
اليقظة الاستراتيجية والقوى الخمس لـ “بورتر”
يشمل مفهوم اليقظة الاستراتيجية تعبيرا شاملا عن اليقظة والتي تتكون من عدة أنواع متكاملة، حسب ما تم الإشارة إليه في مقالة سابقة، حيث تعطي اليقظة الاستراتيجية للمؤسسة القدرة على التصرف بسرعة وفي الوقت المناسب مع أكبر قدر من الفعالية، وأقل قدر ممكن من الوسائل مساهمة في تحقيق وتحسين تنافسيتها الدائمة. “حيث أن حدة المنافسة تزداد يوم بعد يوم في قطاع الصناعة، كما أصبحت تعد السلوك الوحيد للمنافسين وهذا ما أوضحه نموذج بورتر حيث حدد المعلومات الخمسة الأساسية للمنافسة التي تحكم مستقبل المؤسسة، وعليه فإن المؤسسة بحاجة لتحديد وتعريف واضح لمختلف الخصائص التي تتميز بها تلك المعلومات لتستطيع فيما بعد تحديد أفضل الاستراتيجيات التي يجب تبنيها، عن طريق وضع جهاز رقابة للتطور الحاصل في المحيط، إذا كانت لديها الرغبة أو الوسائل للقيام بذلك، إن هذا الجهاز الشامل يطلق عليه “اليقظة الاستراتيجية” ويمكن تقسيمها إلى أربع أجهزة ثانوية فرعية من يقظة متخصصة تكنولوجية، تنافسية، تجارية ومحيطية (بيئية)، وكما اقترح Martinet وRibault نظرة هامة حول العلاقة الاتفاقية بين القوى الخمس والأشكال التي يمكن استخراجها من اليقظة على حسب ميدان النشاط المستهدف(2).
علاقة الذكاء الاقتصادي باليقظة الاستراتيجية
أول تعريف عملي للذكاء الاقتصادي ظهر سنة 1994، من طرف مجموعة العمل في المحافظة العامة للتخطيط بفرنسا، حيث تم تعريفه على أنه “مجموعة الأعمال المرتبطة بالبحث، معالجة وبث المعلومة المفيدة للأعوان والمتدخلين الاقتصاديين لصياغة استراتيجياتهم(3)
فالذكاء الاقتصادي يعمل على إيجاد المعلومة المفيدة بأفضل تكلفة، يحللها ويضعها تحت تصرف المقررين في المنظمة في الوقت المناسب، وبالتالي فهو عامل أساسي للمنافسة، أي يقوم على التزويد بالمعلومات المناسبة في الوقت المناسب مما يسمح باتخاذ القرار المناسب والتحرك للنهوض بمحيطه في الاتجاه المناسب، ويعتبر حارس لمراقبة محيط المؤسسة لمعرفة التهديدات والفرص.
ويمكن اعتبار اليقظة تنظيم رسمي تشكله المنظمة عن قصد بهدف البحث عن المعلومات وجمعها ومعالجتها واستغلالها لضمان أن تكون المؤسسة في حالة حذر ومراقبة مستمرة للمحيط الذي تنشط فيه، غير أن المنظمة الحديثة تتابع التغيرات في المحيط عن طريق الممارسة اليومية للأنشطة التي تقوم بها، ومع الاطراف الذين تتعامل معهم، مما يسمح لها أن تكون في حالة يقظة دائمة.
ويعتبر نظام اليقظة نظام يستند على المعلومات يساعد على اتخاذ القرار أو العمل الجماعي الاستباقي لتحقيق اليقظة الاستراتيجية، التي تلعب دور فاعل وهام في إدارة التغيير، من خلال استشعار وإدراك القادم من قبل بعض المديرين بمرحلة مسبقة ليكون في مرحلة اليقظة أو نظام التيقن أو نظام اليقظة، وهذا ما يميز المديرين المدركين عن غيرهم.
وأخيراً تستطيع القول بأن اليقظة الاستراتيجية ليس هدف وإنما أداة أو طريق يؤدي إلى الذكاء الاقتصادي لتحقيق الاهداف الاستراتيجية عن طريق الحصول على المعلومات، ومعالجتها والاستخدام الجيد لمصحلة المؤسسة، وأيضاً والمصدر الاساسي للمعلومات في المنظمة لتدعيم موقفها أمام المنافسين ومواجهة التكيف مع التغييرات البيئية السريعة من خلال اكتشاف فرص التحسين والانذارات الخارجية واستدراكها قبل حدوثها لاتخاذ القرارات المناسبة وبقائها وتحقيق أهدافها.
المراجع:
1. د. مريم فطوش، محاضرات في مقياس اليقظة الاستراتيجية والمؤسسية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة سطيف.
2. داودي الطيب وآخرون، اليقظة التكنولوجية كأداة لبناء الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية، ص10، ratoulrecherche.arabblogs.com/daoudi+rahal+chine.pdf
3. عبد الرا زق خليل وأحلام بوعبدلي، الذكاء الاقتصادي في خدمة منظمة الأعمال، المؤتمر العلمي الدولي الخامس حول اقتصاد المعرفة والتنمية الاقتصادية، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة الزيتونة، الأردن، 28/ 27 أفريل ،2005، ص2.
4. عبد الفتاح بوخمخم، عائشة مصباح، دور اليقظة الإستراتيجية في تنمية الميزة التنافسية للمؤسسة الإقتصادية، الملتقى الدولي الرابع حول المنافسة والاستراتيجيات التنافسية، 8/9 نوفمبر 2010، ص9.
ظهرت المقالة “وجبة ….. إبداع وابتكار (79) “دور اليقظة الاستراتيجية في تعزيز الميزة التنافسية (10)” أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>