ظهرت المقالة “متحف المستقبل” ينظم جلسة ملهمة لتسليط الضوء على المقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>استضاف متحف المستقبل في دبي اليوم الخبير والكاتب والمتحدث العالمي جاجديش فاسوديف “سادغورو”، الذي استعرض أهمية ابقاء التربة حية، لأنها مصدر كل اشكال الحياة، كما هي حق للأجيال القادمة بالعيش في بيئة سليمة وأرض حيوية تسمح لهم باستمرارية الحياة وجودتها.
جاء ذلك ضمن سلسلة “حوارات المستقبل” التي ينظمها المتحف مع عدد من أبرز خبراء والعلماء والمختصين. وشدد سادغورو خلال الجلسة التي حملت عنوان “لنعمل معاً من أجل كوكب أكثر وعياً”، على أهمية تعاون مختلف الجهات العامة والخاصة والأفراد والجمعيات والمنظمات المعنية من أجل الحفاظ على التربة والإبقاء على سلامتها. وذلك في سياق حملة عالمية أطلقها تحت عنوان “أنقذوا التربة”.
وقال سادغورو: “أن أهمية الحفاظ على المقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض، أمر غير قابل للجدل، وخاصة مع الأرقام الصادمة التي تكشف حجم ما تتعرض له التربة من أهمال، حيث تشير الاحصائيات إلى أن 27 ألف كائن حي مكروبي ينقرض سنوياً من التربة، وفي حال استمر الحال على ما هو عليه أربعين عاماً قادمة، فأن إعادة إحياء التربة سيكون أمراً شبه مستحيل.
مصدر الحياة والغذاء
ودعا سادغورو، إلى ضرورة وضع سياسات تعيد نسبة المحتوى العضوي في التربة، والمساهمة في إبقاء التربة حية، لأنها مصدر كل أشكال الحياة. وأشار إلى أن المستقبل قائم على التعاون، وهو ما نحتاجه لإيقاف استنزاف التربة.
ولفت سادغورو، كي نحافظ على حيوية التربة للعيش المستقبلي، يجب أن نكاتف أولاً لإصلاح التربة من خلال سياسات تحفيزية للشعوب، كي تدرك أهمية التربة بشكلٍ واعٍ، وتفهم أن تدهور التربة له تأثير سلبي مباشر على المناخ وإنتاج الغذاء والتلوث على كوكب الأرض.
منوهاً بالتوجهات المستقبلية التي يدعمها متحف المستقبل في مجالات المعرفة والعلوم والتنمية بهدف خدمة الشعوب والمجتمعات، وكذلك بالتجربة الرائدة لمدينة دبي في مجال استشراف المستقبل والاستدامة، وما تمثله من مصدر الهام لمدن العالم.
أنشطة زراعية صديقة للتربة
ونبه سادغوروا، إلى أن النتائج العكسية التي ستظهر في المستقبل نتيجة اهمال التربة ستتعدى قدرة العالم على مواجهتها، حيث سيكون هناك نقص حاد في الغذاء والماء النظيف وسيتبع ذلك هجرات جماعية ستؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. مشيراً أن الأرض فقدت أكثر من 50% من التربة العلوية خلال 100 عاماً الماضية، وانخفضت نسبة المواد العضوية بشكل ملحوظ، وهذا الاستنزاف الشديد أدى بدوره إلى انخفاض مستويات المغذيات الدقيقة في المنتجات الزراعية، فالفائدة العضوية التي كان يحصل عليها الفرد الواحد في طعامه خلال القرن الماضي، يحتاج إلى تناول 8 اضعاف الكمية السابقة للحصول على ذات الفائدة الغذائية.
وقال سادغورو: “هذا ما فعلناه في آخر 1000 عام، حيث تسببت الممارسات البيئية غير المسؤولة في ازالة 85 % من عملية التمثيل الضوئي من كوكب الأرض، وهذا ما نحاول عكسه مع “إنقاذ التربة”. مشدداً على ضرورة دعم الحكومات وتشجيعها على صياغة قوانين وسياسات تركز على سلامة التربة وجعل الأنشطة الزراعية صديقة للبيئة والتربة، ومنع تدهورها والتصحر على المستوى العالمي.
وتابع سادغورو، بالقول: “على العالم أن يدرك أن التربة حين تكون حية، هي أكبر خزان للكربون على الكوكب، ومن شأن ذلك أن يزيل الكثير من الانبعاثات الضارة من الجو. وحفنة صغيرة من التربة تحتوي على ثمانية إلى 10 مليارات كائن حيوي أساسي للأمن الغذائي، ودون الاهتمام الدقيق يمكن أن تتدهور أكثر من 90% من التربة بحلول عام 2050.
منصة عالمية لحوارات المستقبل
وتأتي زيارة المتحدث العالمي سادغورو لمتحف المستقبل بدبي، باعتبار المتحف امتداداً للعديد من المبادرات والمشاريع العلمية والمعرفية التي تحتضنها دبي في إطار رؤية دولة الإمارات وحرص قيادتها الرشيدة على تطبيق أفضل المعايير العالمية والممارسات المستدامة لترشيد استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات الضارة بكوكب الأرض والحفاظ على الموارد الطبيعية لضمان استدامتها. وعلى اعتبار المتحف نموذج عالمي فريد في التصميم والتصنيع والموارد المستدامة باستخدام أعلى التقنيات المبتكرة العالمية.
ويشكل متحف المستقبل موطناً للاستدامة من خلال الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة، لاستخدامه التصميم الشمسي السلبي، والحلول الهندسية منخفضة الطاقة والمياه، واستراتيجيات الاسترداد لكل من الطاقة والمياه، وبناء مصادر متجددة متكاملة من الطاقة الشمسية خارج الموقع.
وتتماشى الهندسة المعمارية الفريدة لمتحف المستقبل مع الدعوة العالمية للمتحدث العالمي سادغورو، الذي يدعوا من خلالها إلى ضرورة اتباع أنماط حياتية مستدامة وصديقة للبيئة، كما توفر ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالمتحف نحو 37٪ من احتياجاته للطاقة، في حين تم تخصيص مساحات داخل المتحف للتغير المناخي وأثر الاحتباس الحراري العالمي على المنظومات الحيوية، وذلك بهدف استقطاب الحلول الإبداعية لأكبر تحديات الاستدامة التي تواجه الإنسانية.
مما يجعل المتحف المصمم بشكل خاص على نحو ينسجم مع البيئة والتنوع البيولوجي الغني للكوكب – منصة مثالية للنقاشات والحوارات الكبرى حول حماية الموارد الطبيعية الحيوية في العالم.
تشجيع التنمية المستدامة
ويعتبر سادغورو الذي استهل جولته التي يقطع فيها مسافة 30 ألف كيلومتر ويمر فيها بـ27 دولة على مدار 75 يوماً على متن دراجته النارية، واحداً من أكثر من 50 شخصاً تأثيراً في الهند، وهو رجل يوغا، وصاحب رؤيا، وهو مشارك نشط في المنتديات العالمية الرئيسية التي تتناول قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والقيادة والروحانية، وأطلق العديد من المشاريع بعيدة المدى التي تركز على التحفيز الاجتماعي والتعليم والبيئة. ويطمح من خلال ما يقوم به إلى إثراء حياة ملايين الأفراد في أنحاء العالم، وتزويدهم بوسائل للتغلب على الفقر، وتحسين نوعية حياتهم، ودفع التنمية المجتمعية المستدامة.
وتعتبر التوصية الأساسية لحركة “أنقذوا التربة” هي أن تقوم الحكومات في أنحاء العالم بتشريع سياسات تفرض رفع المحتوى العضوي للتربة والحفاظ على نسبة ما بين 3-6٪ كحدّ أدنى.
وجدير بالذكر أن متحف المستقبل يركز على طرح الأفكار والمفاهيم التي تسهم في رسم ملامح مستقبل البشرية، وصولاً إلى تحقيق عالم أكثر استدامة وعدالة وشمولية وتعزيز التفاؤل بمستقبل أفضل للبشرية جمعاء. وهو يستضيف بشكل دوري نخبة من الشخصيات المعروفة ضمن سلسلة “حوارات المستقبل”، حيث ركزت الكلمات والمواضيع السابقة على السفر في الفضاء، والتغير المناخي والتكنولوجيا، وكيف يمكن استغلال التحديات الحالية والتغلب عليها لتكوين مستقبل أفضل.
ظهرت المقالة “متحف المستقبل” ينظم جلسة ملهمة لتسليط الضوء على المقومات البيئية والطبيعية لكوكب الأرض أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>ظهرت المقالة جلسات “حوارات المستقبل” تبدأ في متحف المستقبل أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>مستقبل التعاون بين الإنسان والروبوت
ولفت خطيب خلال الجلسة إلى أن المستقبل سيعتمد على التعاون بين الإنسان والروبوت في الأماكن الخطرة عند أعماق المحيطات أو المناجم أو قمم الجبال أو الفضاء. واعتبر خطيب في هذا السياق أن المحيطات تبقى من الأماكن المجهولة بالنسبة للكثير من البشر، وخاصة أعماقها السحيقة التي تتطلب عمليات استكشافها قدرات بشرية عالية المستوى في أعماق لا يمكن للإنسان العمل فيها قائلا: “تشغل البحار والمحيطات 75% من مساحة كوكبنا، لكننا نعرف عن المريخ أكثر مما نعرف عنها نظرا لصعوبة استكشافها.”
وتحدث خطيب عن تحديات بناء روبوت قادر على العمل تحت الماء بسبب الحاجة لدراسة العلاقة بين مستويات ضغط السوائل، والحاجة لاستخدام كاميرات حساسة ثلاثية الأبعاد.
وأضاف خطيب، وهو أيضا رئيس المؤسسة الدولية لأبحاث الروبوتات (IFRR) وزميل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE): “ما نريده هو صنع روبوتات لا تقتصر قدرتها على المراقبة، بل يمكنها فعلا العمل وإنجاز المهام. نريد أن يكون للروبوتات أدوار أساسية في إنجاز الأعمال في المنازل والمصانع والمساهمة في الزراعة المستدامة ومواجهة التغير المناخي والعمل في المناطق الخطرة.”
وتابع خطيب، بالقول: “الروبوتات اليوم حولنا في كل مكان، في قطاع الخدمات والمستشفيات والبناء وهي تجري عمليات جراحية دقيقة لآلاف الأشخاص يوميا، كما باتت الروبوتات تكتب مقالات في الصحف وتنتج المحتوى الاجتماعي الذي يراه الملايين كل يوم، ولكن المستقبل هو بناء الروبوتات القادرة على التحرك والتفاعل مع محيطها، مثل الروبوتات الطائرة التي تستقبلك عند مدخل متحف المستقبل.”
ونبه خطيب إلى مشكلة برمجة الروبوتات المتقدمة قائلا: “حاليا، نبرمج الروبوتات للعمل داخل أماكن مغلقة أو محددة، ومع ذلك فالأمر ليس سهلا، بالمقابل، نحن نريد من الروبوتات اليوم التحرك في بيئات عمل مفتوحة ودائمة التغير، ولذلك علينا أن نجعلها قادرة على تقليد قدرة الإنسان على التأقلم والتفاعل مع محيطه، وقد قادنا ذلك إلى دراسة كيفية تحرك الإنسان وتطبيق الدروس المستفادة على الروبوتات، وهذا وفر لنا أيضا فهماً طبياً وعلمياً أفضل لطريقة تصرف البشر أنفسهم كما سمح لنا بتطوير نظام أطلقنا عليه اسم خوارزمية التحرك المتكامل والمضبوط لكامل الجسم.”
أوشن وان وتجربته الرائدة
واستعرض خطيب، الحاصل على مجموعة كبيرة من الجوائز المرموقة بينها جائزة الريادة من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الروبوتيات والأتمتة (IEEE / RAS) ، وجائزة جورج ساريدس للقيادة، تجربة استخدام “أوشن وان” في رحلة استكشافية في البحر الأبيض المتوسط وصلت إلى سفينة الملك لويس الرابع عشر Lune التي يعني اسمها “القمر”، الغارقة قبالة ساحل مدينة طولون الفرنسية على عمق واحد وتسعين مترًا.
كما قدم خطيب نظرة أولية لنتائج تجربة النموذج المطور من “أوشن وان” الذي نفذ مؤخرا مهمة ناجحة سيتم الكشف عن تفاصيلها في مؤتمر صحفي خاص تُعرض فيه الفيديوهات والصور الدقيقة للإنجاز المتحقق من خلال الغوص إلى أعماق غير مسبوقة قبالة سواحل جزيرة كورسيكا في البحر الأبيض المتوسط حيث شملت عمليات الاستكشاف مواقع حطام العديد من السفن والطائرات والغواصات التي يتراوح عمرها ما بين الحقبة الرومانية وفترة الحرب العالمية الثانية.
ويمتاز “أوشن وان” بصفاته الشكلية والسلوكية الشديدة الشبه بالبشر، فهو يمتلك ذراعين قادرتين على إعطاء العلماء إحساسا دقيقا بنوعية المواد التي يلمسها ومدى صلابتها أو هشاشتها، كما يمتلك كاميرات تصوير ثلاثية الأبعاد وثمانية محركات صغيرة لضبط وضعيته بدقة، وقد وصفه بعض المراقبون بأنه “حورية آلية” نظرا للطريقة المميزة التي يتحرك من خلالها.
من جانبه، قال خليفة القامة، مدير مختبرات دبي للمستقبل: “مع تطور تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وخاصة في مجال الروبوتات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، يشهد العالم تحولات كبرى في العلاقة بين الإنسان والروبوتات، وتشكل هذه العلاقة واحدة من حقول الاهتمام الرئيسية لمتحف المستقبل، انطلاقا من دوره كحاضنة للمستشرفين العالميين وللنخبة العلمية والمعرفية وللنوابغ على مستوى المنطقة والعالم ومختبراً شاملاً لتقنيات المستقبل وأفكار المستقبل ومدن المستقبل.”
وتابع خليفة القامة بالقول: “تنسجم جلسة ’حوارات المستقبل‘ اليوم بشكل كامل مع رسالة المتحف الذي يوفر تجارب لا نظير لها لعيش المستقبل بكل جوانبه وأبعاده من خلال توظيفه لتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري ليقدم من خلالها إجابات عن الأسئلة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض وكذلك في الفضاء، وستستمر هذه الجلسات لتكون عاملا محفزاً للجميع على التفكير في مستقبل الإنسانية.”
سلسلة ” حوارات المستقبل”
وتعتبر جلسة البروفسور أسامة خطيب الجلسة الثانية في إطار سلسلة جلسات “حوارات المستقبل” التي اطلقها متحف المستقبل بدءاً من 24 فبراير ، مباشرة في قاعة المتحف، وهي متاحة مجاناً للجميع شرط التسجيل المسبق عبر الموقع الإلكتروني https://talks.museumofthefuture.ae/
وتهدف الجلسات إلى البحث في صناعة المستقبل وتعزيز قدرة المؤسسات البحثية على استشراف المستقبل، إلى جانب الاحتفاء بالنوابغ والعلماء ومأسسة المستقبل وتصميمه وصناعته بما يعكس دور المتحف الذي يمثل مركزاً فكرياً عالمياً يجمع الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة لدراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.
ظهرت المقالة جلسات “حوارات المستقبل” تبدأ في متحف المستقبل أولاً على بيئة أبوظبي.
]]>