“وجبة ….. إبداع وابتكار (15) استشراف المستقبل ” تتمة – الأساليب الحديثة في علم الدراسات المستقبلية ” (11)

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير تصميم سيناريوهات المستقبل 26 يونيو 2017

مقدمة :
تتمة للاساليب الحديثة التي تشكل مجموعة أفكار تطورت بشكل سريع بالاعتماد على العلم والتكنولوجيا حسب الترتيب من المقالات السابقة، وهي:

16. اسلوب المباريات الصفرية واللا صفرية
وهي طريقة تعتمد على المحاكاة ليس فقط من خلال الباحث في الدراسات المستقبلية، بل وكذلك بإشراك الناس فيها كلاعبين يقومون بأدوار ويتخذون فيها قرارات أو تصرفات، ويستجيبون لقرارات وتصرفات غيرهم، ويبدون رد فعلهم إزاء أحداث معينة، ويتم استخراج الصور المستقبلية البديلة باستعمال نماذج تصرفاتهم، وتعتبر نظرية المباريات أحد أساليب بحوث العمليات التي تستخدم في اتخاذ القرارات في ظل حالات ومواقف تتسم بالصراع والتنافس بين أطراف لها صفة الاستقلال وكل منها يمتلك العديد من الاستراتيجيات التي يجب عليه أن يتبعها في ضوء الاستراتيجيات التي يتبعها المنافسون.

ويعتبر العالم الفرنسي (Emil Borel) هو الرائد فيما يتعلق باستخدام أفكار نظرية المباريات حيث كان أول من طرح فكرة نظرية الألعاب في عام 1921، كما ساهم العالم (Jon Von Neuman) في تطوير استخدام نظرية المباريات في العديد من المجالات وبصفة خاصة المجالات الاقتصادية والإدارية والعسكرية وذلك بالتعاون مع العالم (Oskar Morgenstren)، كما قدم العالم (L.S.Shaply) المعادلة التي تساعد في تحديد قيمة عائد المباريات متعددة الأطراف. (7)

وتقوم نظرية المباريات على العديد من الفروض منها: أن الطرف أو اللاعب المنافس يعظم منفعته من خلال اختيار الاستراتيجية المناسبة بين الإستراتيجيات المتاحة وهذا الفرض يسمى فرض الرشد، وبالإضافة الى فرض الرشد يجب أن يتوافر لكل لاعب متنافس المعلومات والعوامل والامكانيات وهذا ما يطلق عليه فرض المعرفة. (8)

كما هناك أنواع من المباريات في هذا الاسلوب سيتم توضيحها في مقالات أخرى منها المباراة الثنائية وغير الثنائية والمباراة الصفرية وغير الصفرية:
• المباراة الصفرية: هي تلك المباراة التي يكون فيها مكسب أحد الاعبين هو نفسه خسارة اللاعب الآخر، بمعنى ان المجموع الجبري لناتج اللاعبين يساوي صفر.
• المباراة غير الصفرية: هي مباراة لا يشترط أن يكون المجموع الجبري لمكاسب وخسائر اللاعبين يساوي صفرا.

17. عملية المسح
ترجع عملية المسح للباحث (أوجين) في دراسة صدرت عام 1933 تحت عنوان (الاتجاهات الاجتماعية المعاصرة) في الولايات المتحدة، وعملية البحث معنية ببعد واحد هو الخارجي أو بيئة النظام الذي تبحث فيه (الجهد المنظم لتقصي ما يجري خارج النظام فقط وتحديد الاتجاهات المستقبلية لتلك البيئة الخارجية) المستند على الاستقصاء المنظم للحصف والمجلات والانترنيت ووسائل الإعلام كافة بحثاً عن مؤشرات التغير التي يرجع أن لها أهمية في المستقبل، وخطوات المسح تتمثل في جمع المعلومان من مصدرين هما:(9)

• المصادر الداخلية: مجموعو خبراء ينتمون إلى الجهة التي تقوم بالمسح وتجري عملية طرح الأسئلة بطريقة دلفي، إلا أن هذه الطريقة تشوبها بأن مصادر المعلومات تكون هنا واحدة مما يجعل رؤيتهم متشابهة.
• المصادر الخارجية: هي محاولة للإستعانة بخبراء من الخارج مثل أن يجري تنظيم مؤتمرات أو حلقات دراسية يشارك فيها هؤلاء الأجانب بهدف محدد هو الدراسة المستقبلية.

18. صياغة أنموذج المحاكاة
وهو استخدام أنموذج مكان أنموذج أخر يكون أصعب في معالجته أوربما من المستحيل إجراء تجارب عليه، بالاضافة إلى نماذج العالم الحقيقي مثل الطائرات والمنازل المصغرة التي تخضع إلى برمجة حاسوبية رياضية تعمل على محاكاة صرف النظام المعني في الظروف المختلفة والصعبة. (10)

19. مصفوفة التأثير المتبادل
طورت هذه التقنية في أواخر الستينات لتطوير تقنية دلفي، غير أن الباحثين جعلوا منها أداة مستقلة وتهدف إلى تحديد التفاعل والترابط بين الأحداث المستقبلية المتوقعة، وبيان العلاقة بين المتغيرات، فهي إما مترابطة أو غير مترابطة، وقياس الترابط بإستخدام المنهج الإحصائي لغرض معرفة مدى التأثير المتبادل. (11)

20. اسلوب شجرة العلاقات (شجرة العائلة) Family Tree Method
يسمى مخطط الشجرة لأنه يشبه الشجرة حيث يبدأ بعنصر ثم يتفرع الى فرعين أو أكثر ثم يتفرع كل فرع الي فرعين أو أكثر وهكذا، ويمكن ان تكون أفقية أو رأسية، وتعتمد فكرة الأسلوب في التنبؤ على تحديد الهدف النهائي المرغوب في تحقيقه مستقبلاً بالنسبة لهذه الظاهرة، ثم الرجوع إلى الحاضر للبحث عن البدائل المختلفة فيه حتى يتم التوصل إلى رسم صورة كاملة للبدائل المرغوب تحقيقها. (12)

والميزة الاساسية لهذا الأسلوب هي مشاركة مجموعة أصحاب الاختصاص فى المناقشة وتوليد الافكار المختلفة المناسبة للحل وتصنيفها وتحليلها وصولا لأفضل نتيجة، كما يمكن تقسيم الظاهرة المدروسة الى اجزاء صغيرة تقود إلى خطوط رئيسية لحل الظاهرة أو المشكلة حسب مستويات الشجرة، مع اعتبار كل مستوى جديد كأنه رأس شجرة وذلك حتى أخر مستوى من الشجرة ويمثل الأسباب الجذرية لمشكلة أو الخطوات الأساسية القابلة للتنفيذ لتحقيق هدف أو خطة.

المراجع:
1. د. ضياء الدين زاهر، مقدمة في الدراسات المستقبلية، مرجع سابق.
2. ادوارد كورنيش، الاستشراف، مناهج استكشاف المستقبل ص 26.
3. فاروق فيله وأحمد الزكي، الدراسات المستقبلية، مرجع سابق
4. فاروق فيله وأحمد الزكي، الدراسات المستقبلية، مرجع سابق
5. موسوعة العلوم السياسية، الكويت. ص 95
6. فاروق فيله وأحمد الزكي، الدراسات المستقبلية، مرجع سابق
7. ميشال غوثيه، الاستشراف الاستراتيجي للمؤسسات والأقاليم،
8. ضياء الدين زاهر – الدراسات المستقبلية، مركز الكتاب للنشر، 2004.
9. ادوارد كورنيش الاستشراف، مناهج استكشاف المستقبل.
10. ادوارد كورنيش الاستشراف، مرجع سابق.
11. د. وائل محمد إسماعيل، التخطيط العلمي لصنع المستقبل رؤى نظرية، دراسات دولية، العدد السابع والأربعون.
12. فاروق فيله وأحمد الزكي، الدراسات المستقبلية من منظور تربوي.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …