“وجبة ….. إبداع وابتكار (16) استشراف المستقبل ” تتمة – الأساليب الحديثة في علم الدراسات المستقبلية ” (12)

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير تصميم سيناريوهات المستقبل 10 يوليو 2017

مقدمة :
تتمة للأساليب الحديثة التي تشكل مجموعة أفكار تطورت بشكل سريع بالاعتماد على العلم والتكنولوجيا حسب الترتيب من المقالات السابقة، وهي:

16. اسلوب التنبؤ الحدسي
تم تطوير هذا الأسلوب على يد الباحث الروسي (ألكسندر لوريا)، إذ رأى أن الدافع الرئيس للسلوك الإنساني عنده عبارة عن تركيبة (ماذا نريد – كيف نحصل على ما نريد – ما مدى نجاحنا في الحصول على ما نريد)، ويرتبط نجاح التنبؤ الحدسي في: (1)

• الاعتقاد الكافي بإمكان الحدس.
• ممارسة التنبؤ الحدسي (تنشيط الفص الأيمن للدماغ).
• خلق بيئة مشجعة للتنبؤ الحدسي.

17. اسلوب التحليل المورفولوجي
أسلوب التحليل المورفولوجي أو (دراسة الأشكال أو التراكيب) (Morphological Method ) وهو من أفضل الأساليب استخداماً في حالة المواقف التي يمكن تحليلها إلى أجزاء أو مكونات قليلة أو كثيرة الإستقلالية، والتي يمكن معاملتها بصورة منفصلة، ويتم استخدام اسلوب التحليل المورفولوجي عن طريق تحليل النظام المدروس إلى أجزائه ومكوناته الأساسية، ثم التعامل مع كل منها بصورة مستقلة وبحث الحلول أو الأوضاع الممكنة لكل جزء من الأجزاء ثم اختيار التوليفة المناسبة.(2)
يسعى التحليل المرفولوجي إلى السبر المنظم للمستقبلات الممكنة انطلاقا من دراسة كل التوافيق الناتجة عن تفكك نظام معين، ويستعمل هذا المنهج اليوم أساساً في بناء السيناريوهات، ويمكنه كذلك أن ييسر توضيح أساليب أو منتجات جديدة فيما يخص الرصد التكنولوجي. (3)

إن التحليل المرفولوجي هو تقنية صاغها صوريا الباحث الأمريكي (ف. زفيكي) أثناء الحرب العالمية الثانية يحتوي على مرحلتين أساسيتين:
• المرحلة الأولى: بناء الفضاء المرفولوجي
• المرحلة الثانية: اختزال الفضاء المرفوفوجي.

18. التنبؤ التعاضدي
يعود التنبؤ التعاضدي للمهندس الأمريكي (بكمنستر)، واستخدمه ليعني به الأخلاط المعدنية التي تكون أكثر قوة مما لو أخذ منها على حدة، ثم أصبح يستخدم للتدليل على عمل مشترك تقوم به مجموعة من الأطراف وتكون نتيجة أكبر من مجموع الإنجاز لو أخذ كل طرف على انفراد، وكل ذلك يعني أن تعاضد القوى تنتج مستقبلاً أفضل. (4)
يعني الوضعية المستقبلية التي يمكن انجازها في حالة تعاضد سلسلة من القوة وتكون أكبر منها لو أنجزت على أساس فردي أو على أساس جمع القدرة الفردية للمتغيرات المستخدمة في الانجاز.

ويشير باحثو الدراسات المستقبلية إلى تعاضد الفروع العلمية (الاجتماعية والتطبيقية) قد يؤدي إلى تطور تقني وإنساني (سيما في مجال النظم) يفوق ما يبدو عليه للوهلة الأولى من مجرد الجمع بين طرفين. (5)

19. اسلوب بيرت
وهو أسلوب تقييم ومراجعة البرنامج، وينتمي إلى أساليب بحوث العمليات، وهو يقوم على منطق تقسيم المشروع إلى عدد من الأنشطة المستقلة التي تتم في تتابع معين إلى أن يتم تنفيذ المشروع كله مع وضع تصور زمني ومنطقي للنشاطات دون حساب لعامل التكلفة في بادىء الأمر. (6)

أما مراحل وخطوات أسلوب بيرت فهي:
• تحليل المشروع: يتم تحليل المشروع إلى أنشطة أو أعمال منفصلة، أي تحليل الهدف العام للمشروع إلى أهداف مرحلية وكذلك تقييم الناشط الأساسي من المشروع إلى أنشطة فرعية.
• دراسة الجدوى: وهو ترتيب الأعمال في شكل منظم وتحليل كل عمل على حده وبيان تكلفة القيام به والوقت المتاح لانجاز كل نشاط.
• بناء شبكة الأعمال: وهي إعداد قائمة بكل الأنشطة الفرعية التي يتكون منها المشروع وترتيب متسلسل أو متتابع لهذه الأنشطة، ويجب تحديد الأنشطة السابقة والأنشطة اللاحقة أو المتعاقبة والأنشطة المتوازنة.

20. التنبؤ المعياري
هناك ثلاث أهداف مهمة تتمثل بتصور ما يمكن أن يكون عليه المستقبل أو دراسة البدائل المحتملة للمستقبل أو وضع اختيارات مسبقة بهدف العمل على تطويع التطورات لتنسجم مع تلك الخيارات، وهذا النمط الأخير هو ما يطلق عليه اسم التنبؤ المعياري أو التصور الغائي للمستقبل بجملة ما يجب أن يكون عليه، وهو يمارس من قبل القيادات الكارزمية والمصلحين الاجتماعيين والكتاب إضافة إلى الجماعات المنظمة. (6)

من خلال بعض شروحات مبسطة لمعظم الأساليب الحديثة في علم الدراسات المستقبلية، الكيفية منها والكمية، نخلص إلى أن الدراسات المستقبلية تركز في دراسة الواقع الراهن وكيفية نشوئه وتطوره التاريخي وتركز بشكل خاص على دراسة البنى والأنساق الفرعية والعلاقات والعمليات التي يتم من خلالها التغيير والتطوير في إطار النسق الكلي، وتستخدم الدراسات المستقبلية العديد من التقنيات العلمية في تصور المستقبل وتوقعه وذلك تمهيدا لإتخاذ قرارات الحاضر بصدد ذلك المستقبل الممكن أو المحتمل، من خلال المزج بين الأساليب الكيفية والأساليب الكمية، حيث ينذر أن تفي الأساليب الكيفية وحدها أو الأساليب الكمية وحدها بمتطلبات دراسة مستقبلية جيدة، ومن جهة أخرى ثبت أن تعدد الأساليب المستخدمة في دراسة ظاهرة ما والمزج بين نتائجها، كثيراً ما يؤدي إلى نتيجة أفضل مما لو جرى الاعتماد على أسلوب واحد.

المراجع:
1. موسوعة العلوم السياسية، الكويت ص 58.
2. ضياء الدين زاهر – الدراسات المستقبلية، مرجع سابق.
3. ميشال غوتيه، الإستشراف الإستراتيجي للمؤسسات والأقاليم،
4. د. رحيم الساعدي -المستقبل – مقدمة في علم المستقبلية – الجزء الثاني – الطبعة الأولى 2011 – دار الفراهيد للنشر والتوزيع.
5. موسوعة العلوم السياسية، مرجع سابق.
6. فاروق فيله وأحمد الزكي، الدراسات المستقبلية، مرجع سابق
7. موسوعة العلوم السياسية، مرجع سابق.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …