شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير تصميم سيناريوهات المستقبل 24 يوليو 2017
تتمة لمقالات استشراف المستقبل، وكما تمت الإشارة إليه في مقالاتنا السابقة، سنورد بالتفصيل بعض الأساليب الرئيسية وذات الأهمية في استشراف المستقبل، مثل (السيناريو، تقنية دلفي، دولاب المستقبل، السلاسل الزمنية وغيرها)، وقد تم التطرق إلى السيناريو وتقنية دلفي، وفي هذه المقالات سوف نورد الاستشراف بالسلاسل الزمنية، من خلال قسمين متتالين، وسيتم تصنيفها كما يلي:
القسم الاول: التنبؤ
أولاً: مفهوم التنبؤ، ثانياً: ماهية التنبؤ، ثالثاً: أهمية التنبؤ، رابعاً: مستويات التنبؤ، خامساً: مراحل عملية التنبؤ، سادساً: أساليب التنبؤ، سابعاً: نماذج التنبؤ، ثامناً: فعالية التنبؤ بالجهاز الاداري، تاسعاً: معوقات تطبيق تقنية التنبؤ
القسم الثاني: التمهيد للسلاسل الزمنية
أولاً: مقدمة عن السلاسل الزمنية، ثانياً: تعريف السلسلة الزمنية، ثالثاً: مكونات السلسلة الزمنية، رابعاً: أنواع السلاسل الزمنية، خامساً: تحليل السلاسل الزمنية، سادساً: أهداف السلاسل الزمنية.
القسم الثالث: طرق السلاسل الزمنية
أولاً: طريقة التمهيد باليد، ثانياً: طريقة المتوسطات النصفية، ثالثاً: طريقة المتوسطات المتحركة، رابعاً: طريقة المربعات الصغرى.
القسم الاول: التنبؤ
يتسم العالم المعاصر بمتغيرات ومستجدات سريعة اقتصاديا وتجاريا وتنظيميا وتكنولوجيا ومعرفيا، فالتطور السريع الذي عرفته وتعرفه تكنولوجيا المعلومات واستخداماتها في جل الأصعدة الاقتصادية كان نتاج العولمة، مما شكل بيئة جديدة تناثرت فيها الشركات المتعددة في كل أنحاء العالم للاستفادة من المزايا المتاحة، هذه السمات تراودها شكوك بالمستقبل مما صاحب ذلك ضعف وتزعزع تسيير أغلب المنظمات من خلال ما واجهت وتواجه من التحديات نتيجة ارتفاع شدة المنافسة وتباين بيئاتها الخارجية، مما ولد لديها مشكلات داخلية ومشكلات في البيئة الخارجية لمنتجاتها، ولحل مثل هذه المشكلات كان لابد من ادخال الأساليب الكمية في عملية تحليل المشكلات لاتخاذ القرارات المناسبة من اجل إدارة أفضل، ومن هذه التقنيات نجد نماذج أو أساليب التنبؤ باعتبارها حلقة وصل بين المنظمة والبيئة الخارجية والتي تتميز بعدم اليقين لدى متخذ القرار، فالتنبؤ يساعد على صنع قرارات ذات بعد زماني ومكاني نظرا للدور الكبير والهام في اتخاذ القرارات التكتيكية والاستراتيجية حتى أصبح يقال أن متخذ القرار ما هو إلا مستهلك لمعلومات ينتجها جهاز التنبؤ، وعملية صناعة القرارات الذكية هي جوهر نجاح الإدارة بمعنى انه لا بد من عملية التشخيص لأي مشكلة تشخيصا دقيقاً وان يفهم المعنيين كيف يقوم هو ومن يعملون لديه باتخاذ القرارات وحل المشكلات باستخدام المعايير العلمية التي تحدد مدى جودة القرار في ظل الأهداف المحددة ودرجة المخاطرة. (1)
أولاً: مفهوم التنبؤ:
رغم أنها كلمة تبدو غير قابلة للتصديق من الوهلة الأولى، إلا أن التنبؤ بالمستقبل أصبح يحتل مكانة كبيرة في عالم اليوم، والذي يعتبر أحد عناصر التخطيط، إذ لا يمكن بناء خطة بدون تقديرات كبيانات معدة مسبقاً تساعد في الاعداد المحكم للخطة، نستعرض أهم أساليب التنبؤ بالمستقبل. (2)
التنبؤ هو أحد طرق الاحصاء الاستدلالي ويهدف إلى معرفة ما سيكون عليه مقدار الظاهرة تحت الدراسة بعد فترة من الزمن، وذلك بالاعتماد على بيانات جمعت وسجلت خلال فترة زمنية سابقة متتالية.
ثانياً: ماهية التنبؤ
التنبؤ: يعرف التنبؤ علة أنه ” التخطيط ووضع الافتراضات حول أحداث المستقبل باستخدام تقنيات خاصة عبر فترات زمنية مختلفة، وبالتالي، فهو العملية التي يعتمد عليها المديرون أو متخذو القرار في تطوير الافتراضات حول أوضاع المستقبل”(3)
كما يعرف التنبؤ بأنه “انتقال من حالة عدم التأكد إلى حالة التأكد من شيء إلى حالة احتمالات محسوبة لأشياء متوقعة باستخدام ما لدى الانسان من علم ومنطق وقدرة على البحث والتحليل واستخلاص النتائج”. (4)
كما عرفه (فركوس، 1995)، “التنبؤ توقع أحداث المستقبل كأن تتنبأ بكمية الانتاج الصناعي للعام القادم مثلاً، وعملية التنبؤ تشمل دراسات احصائية وكمية للفترات الماضية، وكذلك دراسة الاتجاهات في المستقبل وعلى أساس هذه الدراسات تتوصل إلى وضع افتراضات للفترة المستقبلية”. (5)
كما عرفه (مولود، 2002)، “التنبؤ هو عملية عرض حالي لمعلومات مستقبلية باستخدام معلومات تاريخية بعد دراسة سلوكها في الماضي”. (6)
وقد عرفه (حنا، 1998)، “التنبؤ يساعد المدير في اتخاذ القرار حيث يصور له ما يمكن أن يكون عليه الحال في المستقبل في حال اتخاذ قرار في الماضي”. (7)
ثالثاً: أهمية التنبؤ:
وتعود أهمية التنبؤ لدوره الفعال في مختلف أنشطة الحياة حيث تنطلق السياسات الاقتصادية والاجتماعية والادارية وغيرها بخططها المنطقية من الخطوط العريضة للصورة المستقبلية التي ترسمها عملية التنبؤ، فلرسم السياسة الاقتصادية سواء أكانت على مستوى المشروع أو الدولة لا بد من وضع خطة معينة تربط بين الأهداف المرجوة والأدوات المستخدمة لتحقيقها، مما يجعل القيام بالتنبؤات أمراً ضرورياً لا يمكن تفاديه، إذ يتوقف اتخاذ القرارات ورسم السياسات وإعداد الدراسات المستقبلية على تقدير القيم المستقبلية لعدة متغيرات، وإن البيئة الديناميكية التي تعيش فيها المؤسسات الاقتصادية، يفرض عليها التنبؤ بالمستقبل عند عملية التخطيط من خلال استعمال التقنيات الكمية في اتخاذ قراراتها، كونه يعتبر همزة الوصل الأساسية بين المنظمة والظروف الخارجية المحيطة بها، كما أن التنبؤ كجزء من عملية التخطيط تشمل جميع المستويات التنظيمية وتغطي جميع وظائف المنظمة، فهناك تنبؤات تزود أساساً للخطط العامة والرئيسية والفرعية، والفرعية المساعدة، وهناك تنبؤات تعتمد عليها الخطط التسويقية والانتاجية والمالية والشرائية وخطط العلاقات العامة، (8) ومن هنا تبرز أهمية ودور التنبؤ والمتمثلة في:(9)
التنبؤ أساس لعملية التخطيط.
التنبؤ أساس القرار الاداري فهو يمثل همزة الوصل بين المنظمة ومحيطها، مما يساهم بقدر كبير في اتخاذها وترقب آثارها المستقبلية.
يساعد التنبؤ على ايجاد الترابط والتكامل والتنسيق بين أجزاء المنظمة، ويشمل جميع المستويات التنظيمية.
يضمن لحد كبير الكفاءة والفاعلية للمنظمة في المرونة مع البيئة الخارجية.
معرفة احتياجات المنظمة في المدى القصير والمتوسط.
يساهم في الحد من المخاطر التي قد تواجه المنظمة.
يعطي صورة للمنظمة عن توجهها المستقبلي.
المراجع:
1. نادرة أيوب، نظرية القرارات الإدارية، دار زهران، 1997.
2. صلاح النشواني، التنظيم والادارة في قطاع الاعمال، مركز الاسكندرية للكتاب، الاسكندرية، مصر، 1999.
3. عدنان ماجد وآخرون، أساسيات طرق التحليل الاحصائي، الرياض، مطابع جامعة الملك سعود، 1998.
4. صلاح النشواني، مرجع سابق، 1999.
5. فركوس محمد، الموازنات التقديرية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995.
6. مولود حشمان، نماذج وتقنيات التقدير قصير المدى، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2002.
7. حنا نصر الله وآخرون، مبادئ في العلوم الادارية، دار زهران، الاردن، 1998.
8. صلاح النشواني، مرجع سابق، 1999.
9. محمد صالح الحناوي، محمد توفيق ماضي، بحوث العمليات في تخطيط ومراقبة الانتاج، الدار الجامعية، مصر، 2001.