شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير تصميم سيناريوهات المستقبل 21 أغسطس 2017
تتمة لمقالات استشراف المستقبل، وكما تمت الإشارة إليه في مقالاتنا السابقة، سنتابع حول نماذج التنبؤ، والتي تنقسم إلى نماذج نوعية ونماذج كمية، سيتم استعراض أهم النماذج المستخدمة.
سادساً: نماذج التنبؤ:
لا يمكن القول بأنه هناك تقنية من بين الطرق الخاصة بالتنبؤ بأنها فعالة إلا إذا حققت مجموعة من الشروط هي: الكلفة، الدقة، توفير البيانات اللازمة، الوقت المحدد لجمع المعلومات، توفر الإمكانيات اللازمة المادية والبشرية والمعنوية للقيام بعملية التنبؤ.
1.6.1.النمـاذج النوعيـة (الوصفية): التي تعتمد على الخبرة ورأي الأفراد داخل وخارج المؤسسة وحسب المستوى الهرمي للقرارات ومنها نجد:
1.6.1.1.الحدس والخبرة: وتعتبر من الأساليب الوصفية الأكثر شيوعا في القيام بعملية التنبؤ والمتعلقة بالقرارات اليومية لأنها قرارات سريعة النتائج ومدى الاستجابة عال، كما أن جمع البيانات مضيعة للوقت أين يكون متخذ القرار يعتمد كليا على خبرته أكثر من النماذج العلمية والإحصائية. (1)
1.6.1.2.طريقة دلفي: أساس هذه الطريقة هو اشتراك عدد معين من الخبراء في عملية التنبؤ بظاهرة معينة وذلك عن طريق المراسلة، سبق وأن تم التطرق إليها في مقال سابق. (2)
1.6.1.3.أسلوب لجنة الخبراء: تعتمد هذه الطريقة على إعلان اجتماع رسمي بين عدد معين من الخبراء شخصيا لتقدير ظاهرة معينة، ويتم اختيار شخص من قبل المنظمة ليقوم بدور المنسق ويكون على درجة كبيرة من الخبرة والمعرفة بالموضوع أو الظاهرة محل التنبؤ، ثم يقوم المنسق بتوجيه دعوة للاجتماع لعدد معين من المختصين والخبراء في هذا المجال، ويطلب من الأعضاء عدم تبادل الآراء أو إجراء مناقشات وتقديم فكرة رئيسية لكل عضو، ثم تبدأ عملية المناقشة، ومن ثم التصويت والاختيار السري للفكرة الرئيسية التي تدعم الموضوع المتوقع أين يتم اتخاذ القرار حول الظاهرة محل التنبؤ في النهاية. (3)
1.6.1.4.بحوث التسويق: دخلا نظاميا لصياغة واختبار فرضيات عن السوق، وتكون في المدي القصير والمتوسط والطويل ولكن دقتها في المدي القصير، وتتطلب القيام بالخطوات التالية:
تصميم استبانة لجمع البيانات اللازمة
تقرير الكيفية الت ستدار بموجبها الاستبانة
اختيار عينة ممثلة لمجتمع البحث
تحليل نتائج الاستبانة
1.6.2.النمـاذج الكميـة: تعتمد الأساليب الكمية على استخدام النماذج الرياضية في تحليل المتغيرات الخاصة بالمؤسسة أين يمكن أن توفر البيانات اللازمة عن الظاهرة واستخدام الطرق الإحصائية منها: (4)
1.6.2.1.طريقة المتوسط البسيط: يتم حساب الوسط الحسابي للمتغير المدروس (الظاهرة) لفترات زمنية سابقة، ثم يستخدم هذا المتوسط للتنبؤ بالفترة الزمنية اللاحقة وهو من أبسط الطرق الإحصائية.
1.6.2.2.طريقة المتوسطات المتحركة البسيطة: وهي أكثر النماذج استخداما، حيث تستخدم عند التنبؤ بقيمة متغير ما لفترة زمنية، فهي عبارة عن سلسلة من الأوساط الحسابية لعدد محدود من البيانات الزمنية، هي طريقة سهلة التطبيق لكن من عيوبها تأخذ كل المشاهدات بنفس الوزن.
1.6.2.3.طريقة المتوسطات المتحركة المرجحة: هذه الطريقة تعطي لكل مشاهدة تاريخية وزن معين في السلسلة الزمنية وهذا من نقائص الطريقة السابقة الوزن يترجم بمعامل الترجيح باعتبار إن السلسلة تتخللها تقلبات حادة خلال فترة زمنية محددة، أين تأخذ هذه التذبذبات بعين الاعتبار، وتعرف على أنها الوسط الذي يتم تعديله بشكل مستمر مع مرور الفترات الزمنية عن طريق تغيير الأرقام التي يحسب على أساسه وذلك بإضافة رقم جديد وإسقاط رقم قديم.
1.6.2.4.طريقة التمهيد الأسى البسيط: إن الطرق السابقة تتطلب وجود بيانات خاصة بالمتغير لفترتين على الأقل لكي تتم عملية التنبؤ، بينما هذه الطريقة تستبعد هذا النقص وتبحث عن وجود ثلاثة بيانات فقط وهي القيمة الفعلية الأخيرة الخاصة بالظاهرة محل التنبؤ وآخر قيمة متوقعة ومعامل الترجيح.
1.6.2.5.طريقة المسح الأسي المزدوج: وتعبر عن إعادة استخدام طريقة المسح الأسي البسيط.
1.6.2.6.طريقة تحليل الانحدار الخطي البسيط: يتم استخدام النماذج الخاصة بالانحدار البسيط لمعرفة الاتجاه العام للسلسلة الزمنية الخاصة بالظاهرة محل التنبؤ، ومن تم يتم التوقع مستقبلا بامتداد خط الانحدار والهدف منها توضيح العلاقة بين متغيرين فقط أحدها مستقل والآخر تابع.
1.6.2.7.طريقة تحليل السلاسل الزمنية: إن استخدام طريقة الانحدار الخطي البسيط غير كافية لإظهار آثار بعض المؤثرات النوعية الهامة الخارجية والتي قد لا يكون لها دور كبير في تفسير قيمة المشاهدات، ومن ثمة يجب استخدام نموذج السلاسل الزمنية لتحليل البيانات بنوعيها الثابت التي تكون فيها البيانات متوازية حول وسط معين، وغير ثابت التي تكون فيه البيانات تتميز بوسط متحرك أو اتجاه عام، تعتمد السلاسل الزمنية على النماذج التصادفية وأبسطها السير العشوائي لتستخدم الانحدار الذاتي للوسط المتحرك المتكامل المعروف باسم أريما والقيام بالتنبؤ الملائم واختبار درجة دقته، وأضحى استخدامه في مجال الإدارة لاتخاذ القرارات خاصة في سنوات التسعينات على أيدي بوكس وجينكنز اللذين استنبطا أفضل النماذج للتنبؤ منها:
النماذج ذات المتغير الواحد (بمدخل واحد ومخرج واحد)
النماذج الدالة المحولة (عدة مدخلات ومخرج واحد)
نماذج الطوارئ
النماذج الدالة المحولة المتعددة للمتغيرات (عدة مدخلات وعدة مخرجات)
سابعاً: فعالية التنبؤ في الجهاز الإداري: (5)
لا يمكن القول بأن التنبؤ يمثل هدفا تسعى إليه المنظمة، وإنما يمثل وسيلة تساعد إدارتها في اتخاذ القرارات الصحيحة من أجل تحقيق أهدافها بأدنى التكاليف وعدم التوفيق والتكامل بين التنبؤ واتخاذ القرارات يؤدي إلى الفشل في تحقيق الأهداف بالمستوى المطلوب، ومن أجل تحقيق عملية التنبؤ غايتها وهما الدقة والعلمية يجب أن تتوفر مجموعة من المبادئ تضمن ذلك هي:
1. تكامل جهاز اتخاذ القرارات مع الجهاز التنفيذي وجهاز التنبؤ وتحديد الواجبات.
2. التعريف بتقنية التنبؤ مع تحديد المتغيرات اللازمة والتي تخدم اتخاذ القرار على ضوء ما يلي:
المتغيرات التي يراد التنبؤ بها.
الفترة اللازمة المطلوبة للتنبؤ.
درجة الثقة أو الدقة في كل مرحلة من المراحل عمليات التنبؤ.
مجال التطبيق.
الإمكانيات المتاحة لدى الجهاز الإداري للقيام بالعمليات الرياضية وتخزين البيانات.
3. تحديد العوامل النوعية المؤثرة على النموذج وتنظيمها وترتيبها من أجل توفير جو مناسب لتطبيق النموذج.
4. تحديد وتحديث البيانات المتوفرة لاستحداث النموذج.
5. تحديد البيانات العشوائية.
6. توضيح أسلوب استحداث النموذج الرياضي للتنبؤ والتي تعتمد درجة دقته على عدة عوامل أهمها:
الدقة التي يطلبها جهاز اتخاذ القرارات.
توفير البيانات ودرجة الاعتماد عليها.
إمكانية توفر المعلومات التامة عن المتغيرات الداخلية والخارجية، كم طرأ عليها تغيير ليتم تعديل النموذج حسب الوضع الجديد.
التكلفة الخاصة باستحداث النموذج.
الكفاءات والإمكانيات المتوفرة عند قيام النموذج.
7. اختيار النموذج للتأكد من ملاءمته ودقته في كل مرحلة ويضمن ذلك التأكد من عشوائية الانحرافات.
8. تحديد العوامل التقديرية (النوعية) التي قد تحدث فتؤثر على النموذج مثل احتمال ظهور إنتاج منافس في السوق.
9. الإقدام على تطبيق نظام التنبؤ ويتطلب ذلك:
إقناع الأجهزة الإدارية بأهمية وجدوى التنبؤ واعتمادهم عليها.
إعطاء جهاز اتخاذ القرارات بالتنبؤ أولا بأول مع تقدير درجة الدقة.
جمع البيانات بدقة وتحليلها بواسطة الحاسب الآلي وتعديل النموذج حسب مقتضيات العوامل التقديرية والعوامل النوعية.
تحديد المسؤوليات التي تقع على مختلف الأنشطة لتنفيذ الخطة.
ثامناً: معوقات تطبيق تقنية التنبؤ: (6)
إن تطبيق النموذج العلمي-التنبؤ-في اتخاذ القرارات الإدارية تصادفه عقبات تؤثر في موضوعية القرار منها:
1. نقص المختصين في مجالات التقنيات الكمية بصفة عامة والتنبؤ بصفة خاصة في الإدارة، كما نجد نقص خبرة والكفاءة والمهارة للمنفذين والمديرين.
2. نقص البيانات وعدم دقتها وعدم مرونتها مع الأوضاع العامة التي تعيشها المنظمة، نتيجة نقص المحللين المتخصصين.
3. عدم وجود أنضمه خاصة بالمعلومات تحمل على عاتقها جميع البيانات ومعالجتها لتصل إلى معلومات دقيقة تستغلها في وقتها.
4. غياب التكامل بين الجامعات ومعاهد البحث العلمي وإدارة المؤسسات الاقتصادية.
المراجع:
1. كرم الله علي عبد الرحمان، التنبؤ ودوره في اتخاذ القرار، مجلة دورية يصدرها معهد الإدارة العامة، العدد 32، السعودية، 1982.
2. خالد منصور الشعيبي، مدى استخدام أساليب التنبؤ في تقدير حجم الطلب على المنتجات الصناعية في مدينة جدة، مجلة دورية يصدرها معهد الإدارة العامة، العدد 2، سبتمبر 1995.
3. كرم الله علي عبد الرحمان، مرجع سابق.
4. كرم الله علي عبد الرحمان، مرجع سابق.
5. نداء محمد الصوص، مدخل إلى علم الإدارة، دار جنين للنشر والتوزيع، عمان، 2007.
6. مهدي حسين زويلف، أحمد القطامين، الرقابة الإدارية-مدخل كمي، الطبعة الأولى مكتبة الفلاح، 1995.