شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 19 نوفمبر 2018
بهذه المقالة نكون قد أنهينا القسم الأول من الاستشراف بالسيناريو والذي تضمن نبذة تاريخية عن تقنية السيناريو وتعريفه ومفهومه وأهميته، كما تطرقنا لأهدافه المستقبلية، وفي هذه المقالة سوف نتطرق لخصائص السيناريو وأنواعه وصفاته، والركائز الأساسية لضمان نجاح التخطيط المستقبلي باستخدام السيناريو، وعملية تخطيط السيناريو المستقبلي، لنتوجه لاتمام القسم الثاني في المقالة القادمة حسب ما تم التنويه عنه سابقاً.
سادساً: خصائص السيناريو المستقبلي:
توجد عدة خصائص تميز السيناريوهات عن غيرها من أساليب الدراسة العلمية للمستقبل، والتي تتمثل في:
1. الاحتمالية: يعتبر السيناريو نهجاً احتمالياً بطبيعته حيث لا يوجد مسار مستقبلي وحيد بل هناك عدة مسارات مشروطة بظروف وقوى محلية وعالمية، والملاحظ أن لكل سيناريو فرضيات تختلف عن فرضيات غيره من السيناريوهات، لذلك فالمجال مفتوح لمناقشة تلك الفرضيات وبالتالي تعتبر السيناريوهات قضايا ترجيح واحتمال أكثر من كونها سلسلة من الحتميات.
2. التعددية: يقصد بها تعدد السيناريوهات في الدراسة المستقبلية بسبب ما يحيط بالمستقبل من غموض واحتمالات وكذا غياب اليقين، كذلك بسبب الصعوبات والتعقيدات التي تكتنف محاولة استطلاع المستقبل وما يصاحبها من طرق مختلفة في التعامل معها، مما يؤدي إلى تنوع المسارات المستقبلية.
يعد” السيناريو مفهوم غامض ويساء استخدامه أحياناً، وكثيراً يستخدم مصطلح سيناريو لوصف المسار المستقبلي للأحداث المتعلقة بمتغير واحد، أما الخصائص التي يتصف بها السيناريو ليخرج بصورة متكاملة وصحيحة:(1)
1. تتطلب كتابته إبداع وخيال فكري عميق.
2. يستند على منهج علمي دقيق وأحداث رئيسية واقعية للحصول على الحقائق.
3. يقوم على تحقيق أهداف وطنية أو سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو الوصول إلى أقرب ما يمكن من هذا الاهداف.
4. عدد السيناريوهات يمكن أن يكون من (2-4) سيناريو.
5. تتم صياغته بسرية كبيرة في بيانات يستخدمها المتخصصين في المجالات المختلفة.
6. يعتمد على طاقم متنوع من العلماء والخبراء.
7. ضرورة أن ينتج عن خليط من وجهات نظر مختلفة.
8. يعكس الجوانب الكيفية والكمية من الاتجاه أو مجموعة من الاتجاهات.
9. السيناريوهات تختلف علن التوقعات كما أنها لا تحتاج إلى انفاق 100% من الجميع، ولكن يجب أن يكون تصور بناء على تحليل الاتجاهات، هذه الاتجاهات يمكن أن تكون الأسواق والسلوكيات والتقنيات أو القدرات.
سابعاً: أنواع السيناريو:
من خلال تحليل مفهوم السيناريوهات، يمكننا تصنيف السيناريوهات إلى:
•سيناريوهات استطلاعية: تنطلق من الوضع الراهن لتضع عدة احتمالات وبدائل للمستقبل.
•سيناريوهات استهدافية: تنطلق من تحديد هدف مستقبلي ثم العودة إلى الحاضر لتحديد المسارات التي من المحتمل التي تقودنا تجاه تحقيق هذا الهدف؛ لذلك يطلق عليها السيناريوهات العكسية، أو سيناريوهات العودة إلى الوراء.
ومن خلال تحديد نوع السيناريو المستخدم والهدف منه؛ يتم في ضوء ذلك تحديد عدد السيناريوهات الواجب صياغتها، ففي السيناريوهات الاستطلاعية يحدد البعض خمسة سيناريوهات متوقعة لكل منظمة أو مجتمع ككل، وهي:
1. السيناريو الخالي من المفاجآت وهو يتسم بالاستمرارية، يفترض هذا السيناريو أن الأحداث ستستمر كما هي عليها الآن.
2. السيناريو التفاؤلي: يفترض أن الأحداث ستتحسن كثيراً عما كانت عليه في الماضي.
3. السيناريو التشاؤمي: يفترض أن شيء ما سيصبح أسوأ بكثير مما كانت عليه في الماضي.
4. سيناريو الكارثة: يفترض أن الأحدث ستسوء بشكل مرعب، والوضع سوف ينهار.
5. سيناريو الثورة أو الراديكالي أو الانقلاب أو المعجزة وهو يفترض أن أشياء مدهشة سوف تحدث لم نكن نحلم بها.
ويحدد البعض ثلاث سيناريوهات احتمالية للسيناريوهات الاستطلاعية: (2)
1. سيناريو مرجعي: يعبر عن الوضع الأكثر احتمالًا لتطور الظاهرة محل الدراسة.
2. سيناريو متفائل: يعبر عن الأمل في مسار تطور الظاهرة.
3. سيناريو متشائم: يعبر عن حالة عدم توافق الظروف، والاتجاه بالحال إلى كارثة أو موقف صعب.
إذا أردنا أن نتجه إلى سيناريو مرغوب ومثالي، هنا يكون سيناريو معياري (سيناريو استهدافي، أو سيناريو إلى الوراء)، فإننا نحدد الهدف المستقبلي المرغوب، ثم نعود إلى الوضع الراهن لتحديد المسارات الممكنة التي تقود إلى تحقيق هذا الهدف أو هذه الصورة المثالية.
المراجع:
1. http://www.slideshare.net/sbrnyak/2012-mongolia-scenarios |Accessed on 1-8-2014
2. إبراهيم العيسوي (1998): السيناريوهات، بحث في مفهوم السيناريوهات وطرق بنائها في مشروع 2020، العدد (1)، منتدى العالم الثالث، مكتبة الشرق الأوسط، ص 17.