“وجبة ….. إبداع وابتكار (26) ” الاستشراف بالسيناريو – معايير بناء السيناريو – 7 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 14 يناير 2018

نهاية جميع الدراسات المستقبلية سيناريوهات، أي مسارات وصور مستقبلية بديلة، فهذا هو المنتج النهائي لكل طرق البحث المستقبلي، ولهذا فإن بعض الباحثين بالمستقبليات يعتبرون السيناريو الأداة التي تعطي للدراسات المستقبلية نوعاً من الوحدة المنهجية، على الرغم من تنوع الطرق التي قد تستخدم في إنتاج السيناريوهات، فالسيناريوهات تُبنى بطرق محددة، وبذات الوقت يمكن أن تُبنى بطرق مختلفة تعتمد على الخيال العلمي والأدبي والاستبصار، وعليه سوف نتناول في هذه المقالة معايير تخطيط السيناريو متضمناً دور السيناريوهات في تبسيط المستقبل وطرق وخطوات بناءها.

الجزء الثاني: معايير وتخطيط وبناء السيناريو
أولاً: دور السيناريوهات في تبسيط المستقبل:

السيناريوهات تتجنب الوقوع في التنبؤات الزائفة القائمة على أساس نموذج اليوم أو نظرة إلى العالم، بدلاً من ذلك، فان المختصين في صناعة السيناريوهات، يعتبرون أن الفرضيات المتعددة لكيفية تطور نمط جنباً إلى جنب، لها أبعاد أكثر تنوعاً، تبنى السيناريوهات على ما هو معروف، ولكن تتضمن أيضاً عدم اليقين والقضايا التي يكون لها قدر من التأثير مثل الاتجاهات المعروفة، ويرى كل سيناريو مجموعة مختلفة من النتائج لهذا الشكوك، مما يتيح لهم أن تدار بشكل استباقي، فتبسط المشاكل المستقبلية وتجعلها من الإجراءات التطويرية التي يجب على المؤسسة أخذها في عين الاعتبار تجنباً للمشكلات لاحتمالات الصدمات والمفاجآت.
وتخطيط السيناريو يمكن أن يعزز إلى حد كبير قدرة المنظمة على التعامل مع مجموعة متنوعة من المشاكل المختلفة، وكثير منها قد تصبح أكثر صعوبة عندما يصبح مناخ الاعمال أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. (1)

ثانياً: معايير السيناريو المستقبلي:
هناك عدة معايير يمكن استخدامها في تقويم السيناريوهات المطروحة حول المستقبل والحكم على جودتها للتنبؤ بالمستقبل بدرجة عالية من الدقة، ومن هذه المعايير ما يلي:(2)
1. قدرة من التمايز والاختلاف: أياً كان عدد السيناريوهات فمن المهم أن يكون بينها قدر واضح وملموس من الاختلاف والتمايز، ويرى بعض المستقبليين أن تتضمن السيناريوهات، سيناريو الصدمة أو المفاجأة أو تحطيم الأصنام والخروج عن المألوف.
2. الاتساق الداخلي: ضرورة أن يتصف السيناريو بالاتساق الداخلي، أي التناسق بين مكوناته، وعادة ما يوصف الاتساق الداخلي بأنه يعني الخلو من التنافر أو التناقض، ولكن ينبغي الانتباه من جهة أخرى إلى أن السيناريوهات لا تمثل أوضاعاً مثالية وإنما تمثل أوضاعاً ممكنة، فإنها لن تخلو من التناقضات داخل أي منها، فالتناقض في نهاية المطاف هو محرك السيناريو ومولد التطور.
3. سهولة الفهم: من سمات السيناريو الجيد أنه سهل الفهم، فلما كان القصد من تحليل السيناريوهات مساعدة الناس على التعلم والتواؤم وتعديل التصرفات، فمن المهم أيضاً أن نقدم السيناريوهات بشكل يسهل فهمه واستيعابه، وأن يساعد عرضها على تسيير المقارنات واستخلاص النتائج بشأن المشكلات ذات الأولوية والقرارات الحاكمة، وعلى التنبه إلى احتمالات الصدمات والمفاجآت.
4. المعقولية: السيناريو الجيد هو سيناريو ممكن الحدوث وليس محض خيال، ولذا ينبغي أن يتصف بالسيناريو الجيد بالمعقولية، أي أن يسرد قصة الانتقال من الوضع الابتدائي إلى الوضع المستقبلي بطريقة منطقية منظمة.
5. توقع الاضطرابات ونقاط التحول: من خصائص السيناريو الجيد وكذلك من خصائص التحليل الجيد للسيناريوهات القدرة على الكشف عن الانقطاع أو نقاط التحول في المسارات، والقدرة على توقع الأحداث المثيرة للاضطراب في السيناريو أو المؤدية إلى انحرافه عن مساره الطبيعي.
6. اساس لاتخاذ القرارات والتخطيط: لا خير في السيناريوهات ولا معنى لعملية تحليلها إن لم يكن فيها فائدة لعملية صناعة القرارات والتخطيط لمستقبل أفضل، سواء أكان الطريق لتحقيق الفائدة مباشراً أو غير مباشر.
7. اشتراك المستخدمين في بنائها: ومن أهم الأساليب المؤدية إلى زيادة فائدة السيناريوهات إشراك المستخدمين المحتملين لهذه السيناريوهات في عملية البناء والتحليل، بدلاً من مواجهتهم بعد إتمام هذه العملية بمنتج نهائي قد يرون أنه لا يخاطب قضايا مهمة من وجهة نظرهم، أو أنه يطرح معالجات للمشكلات يعتقدون أنها لا تدخل في حيز الإمكان حسبما يتصورونه، وبطبيعة الحال، فإن اشتراك المستخدمين أو المستفيدين المحتملين من السيناريوهات، سوف يسهم في تحقيق فهمها واستيعابها، حيث يسهل على من شارك في بنائها وتحليلها فهمها واستيعاب نتائجها.

المراجع:
1. http://www.laprospective.fr/dyn/francais/actualites/Al-Istichraf.pdf |Accesed on 22-10-2015
2. رمضان أحمد الصباغ، سيناريوهات المستقبل التربوي، الاستطلاع أو الاستهداف الامكانية أم الاحتمال، مجلة المعرفة، وزارة التربية والتعليم، المملكة العربية السعودية، العدد 157، 2009.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …