شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 11 فبراير 2018
ثالثاً: تخطيط وبناء السيناريوهات المستقبلية:
التخطيط هو “تصور مستقبل مرغوب وكذلك تصور الوسائل الفعلية التي تؤدي إليه”، (Ackoff 1973)، فإنه يساعد على الشعور بالمستقبل الغامض وينصب التركيز على اتخاذ قرارات أفضل، وتعتمد عملية بناء السيناريو على النظر إلى مراحل “عملية التصميم” بنظرة مستقبلية حتى ينتج بناء سيناريو مستقبلي، ويوجد طرق متعددة يستخدمها المصمم للبدء في عملية التصميم، بغرض تحديد المعلومات التي تساعده في وضع تصوره لتحقيق متطلبات التصميم، منها تصميم الاستراتيجية، والتصور، والنماذج، ووضع المستخدم في التجربة وقياس ردود الأفعال، ويمكن الحصول على معلومات ضمنياً أيضاً بناء على الملاحظة، وعلى الرغم من أن هذه الأساليب لا يمكن من خلالها التنبؤ بالمستقبل، فإنها يمكن أن تستخدم لجمع المعلومات، ويعطي مزيد من المعلومات ذات الصلة لصانعي القرار، فيمكن للمصممين بناء سيناريوهات لتجسيد ومعاينة المستقبل وتحديد الاحتمالات التي تتجاوز الأوصاف اللفظية أو البيانات الكمية وذلك من خلال أنشطة الاستبصار، فهي وسيلة من عمليات التحفيز والحوار.(1)
مثال: لتوضيح طريقة بناء السيناريو:
فكر في وقت تخيلت فيه أحداث مختلفة ممكنة الحدوث في المستقبل لتساعدك في حل مشكلة من مشاكل حياتك اليومية، خذ خمس دقائق من التركيز والتفكير العميق ولخص ما فكرت به لكتابة ملخص قصير يركز على الأسئلة التالية:
• ماذا كان الموقف وما الأحداث الممكنة الوقوع في المستقبل؟
• هل كانت هناك احتمالات رئيسية اعتمد عليها المستقبل؟
• ما المعلومات التي كانت لديك لتساعدك على اتخاذ قرارك أو الإعداد له مستقبلاً؟
• كيف فكرت في إبعاد هذه المشكلة؟
• كيف نفكر في المستقبل وكيف يكون(رؤية)؟
• كيف نريد المستقبل أن يكون (سيناريو)؟
• خذ دقائق لمشاركة أفكارك مع زميلك أو صديق لك أو ممن يعيشون معك المشكلة.
رابعاً: طرق بناء السيناريوهات المستقبلية:
1. الطريقة الحدسية (اللانظامية): قوامها الحدس والتفكير الكيفي والتخيل، انها بداية التفكير في بناء السيناريوهات باستخدام مجموعة الشروط الابتدائية في كتابة مواصفات المسار المستقبلي، وصولاً إلى تصور الوضع النهائي، وهي تعد عملية إبداعية، شأنها شأن الأعمال الأدبية والفنية، والطريقة الحدسية غير شائعة الاستخدام(2) كونها لا تعتمد على المنهجية والنظام، وإنما معتمدة على خبرات الفرد ومواهبه. والأساس في هذه الطريقة هو الحَدْس وإعمال قدرات التصور والخيال والتفكير الكيفي Qualitative، وهذا هو الأصل التاريخي للسيناريو، وهنا يتم التعامل مع السيناريو على أنه أحد أساليب دراسة المستقبل وليس منتجًا نهائياً لأية دراسة مستقبلية، وبناء السيناريو، طبقاً لهذه الطريقة يهتم بتصميم مجموعة من الشروط الابتدائية، وينظر للوسائل الكمية كعناصر مساعدة، ولا يتوقع أن يلتزم كاتب السيناريو بالافتراضات التي وضعها، إذ يبقى العنصر الأساسي في هذه العملية هو الحدس والخيال والاستبصار. (3)
2. الطريقة النموذجية (النظامية): تعتمد على الطرق الحسابية الكمية بشكل عام، وعلى النماذج بشكل خاص، فيمكنها التعامل مع عدد كبيرة من المتغيرات وتنسيق سلوكها وحساب نتائج الخيارات المختلفة وتقدير ما يصاحبها من نفقات ومنافع، والسيناريو بهذه الطريقة يمكن تعريفه بأنه “المنتج النهائي لدراسة مستقبلية” أو “السيناريو الخططي” ويعيب هذه الطريقة أنها تعد آلية بحتة، فلا بد لها من مجموعة الشروط الابتدائية للسيناريو وعوامل الحدس والتخيل، إلى جانب المعلومات والوقائع النظرية حتى يستكمل بناء السيناريو “كماً وكيفاً.(4)
3. الطريقة التفاعلية (التفاعل بين الحدسية والنموذجية): وهي الطريقة العملية، التي أمكن من خلالها الجمع بين مميزات الطريقتين السابقتين، اذ تجمع ما بين الحدس والخيال والكيف في الطريقة الحدسية، والأساليب الكمية في الطريقة النموذجية باستخدام أسلوب “المحاكاة”، للحصول على سيناريوها جيدة، والطريقة التفاعلية هي الأكثر استخداماً في بناء السيناريوهات في الوقت الحالي وتتميز بالآتي: (5)
• الجمع ما بين أساليب مختلفة في القياس والتنبؤ والبحث المستقبلي، وهو أسلوب منهجي في الدراسات المستقبلية.
• خاصية التفاعل، ليس بين أساليب الحدسية والنموذجية فقط، وانما بين المجموعات المشتغلة ببناء السيناريوهات كذلك، وبينها وبين الأطراف التي تشارك في تقديم الخبرة والاستشارات وردود الفعل.
• زيادة احتمالات الإنجاز السريع لأهداف المشروع، وتفادي التورط في دراسات ونقاشات قد تستمر فترات طويلة.
المراجع:
1. جورج وجيه عزيز، دراسة المستقبل واستبصار مفهوم التصميم المستقبلي، بحث منشور بمجلة التصميم الدولية، القاهرة، الاصدار الرابع، 2014.
2. http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Fenon-Elam/senarion2/sec01.doc_cvt.htm |Accesed on 5-9-2014
3. (إبراهيم العيسوي (1998): السيناريوهات، بحث في مفهوم السيناريوهات وطرق بنائها في مشروع2020، العدد (1)، منتدى العالم الثالث، مكتبة الشرق الأوسط،
4. http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Fenon-Elam/senarion2/sec04.doc_cvt.htm |Accesed on 5-10-2015
5. http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Fenon-Elam/senarion2/sec04.doc_cvt.htm |Accesed on 5-10-2015