“وجبة ….. إبداع وابتكار (31) – استشراف المستقبل “تعريف أسلوب دلفي (2)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 17 يونيو 2018

ثانياً: تعريف أسلوب دلفي
أسلوب دلفي، هو وسيلة اتصال منظمة بين مجموعة مختارة من الخبراء وأصحاب الاختصاص في ميدان معين للتنبؤ بالمستقبل عبر العمل التعاوني المنظم لاقتراح الحلول المناسبة لمشكلة معينه دون الحاجة إلى الاجتماع أو المواجهة فيما بينهم.

طريقة دلفي (بالإنكليزية Delphi method) هي تقنية تواصل منظّمة، وضعت أصلا باعتبارها طريقة تنبؤ منهجية وتفاعلية تعتمد على لجنة من الخبراء(1)

وقد عرفه (أبو زينه، 2006) بأنه أسلوب يشير إلى عملية تفاعلية تستخدم الملاحظات المحددة المعزولة عن بعضها البعض لمشاركين مجهولين الاسم(2).

كما عرفه (الجهني، 2009) أسلوب يعتبر تقنية وحجر الزاوية لبحوث المستقبليات وهو يعتمد على مجموعة من الخبراء توجه لهم قائمة من الأولويات أو المواضيع بصيغة مسحية متكررة حتى يتم التوصل لتوافق في الآراء(3).

ويعرّف (سيف الإسلام مطر، 1995) أسلوب دلفاي على أنه ” برنامج أو منهج مصمم بطريقة علمية لاستطلاع رأي مجموعة من الخبراء حول موضوع ما للدراسة واستطلاع الرأي يتم من خلال عمل مناقشة للآخرين ويتم هذا في أكثر من دورة للوصول إلى نتائج تفيد في حل مشكلة الدراسة”

ثالثاً: فكرة أسلوب دلفي:
وتقوم الفكرة الأساسية في أسلوب دلفي على أن نتائج تفكير الجماعة أفضل بكثير من نتائج تفكير أي فرد فيها، وهو أسلوب يتم عبر خطوات متسلسلة لاستخراج وتنقيح وجهة نظر مجموعة من الخبراء في مجال البحث، اذ يتم اختيار المشاركين وتنظيم استفتاء مكتوب يوزع عليهم بشكل فردي ثم تسترجع منهم ليتم تنقيحها وتوزيعها عليهم مرة أخرى لتقريب وجهات النظر، وغالباً مع انتهاء الجولة الثالثة أو الرابعة تكون النتائج جيدة، وأن أسلوب دلفي صمم لزيادة فاعلية المشاركين من خلال منع تصادم الآراء التي تحدث عندما يكون النقاش وجهاً لوجه مما يمنح الفرد حرية التعبير دون التعرض لضغوط أو مجالات أو حرج، وهو أسلوب يختصر المسافات والوقت والتكلفة ويؤدي إلى نتائج جيدة تعكسها وجهات النظر حول موضوع ما(4).

ويقوم هذا الاسلوب على استراتيجية استقلالية آراء الخبراء واخفاء هوياتهم عن بعضهم حرصاً على رفع درجة الحيادية ويكون الخبراء غالباً لا يتعدى (30) خبيراً بحيث يتعامل معهم في جولات متعددة من مسوح للرأي، فيتم أولاً تحديد الموضوعات في قائمة توزع على الخبراء وبعد استرجاعها منهم يتم تحليلها ثم توزع عليهم مرة أخرى كتغذية راجعة، وتتكرر الجولات عدة مرات حتى يتم التوصل لحالة من الثبات في الآراء والحصول على نتيجة نهائية مرضية(5).

ويمكن أيضا أن تكييف هذه التقنية للاستخدام في الاجتماعات وجها لوجه، ويسمى ذلك طريقة دلفي المصغرة mini-Delphi أو خمّن-تحدث-خمّن (Estimate-Talk-Estimate ETE). وقد استخدمت طريقة دلفي بشكل واسع من أجل التنبؤ للأعمال ولها مزايا معينة بالمقارنة مع نهج تنبؤي منظم آخر ولأسواق التنبؤ(6).

سياسة دلفي (بالإنكليزية Policy Delphi) التي صممت لاستخدامات معيارية واستكشافية لا سيما في مجال السياسة الاجتماعية والصحة العامة في أوروبا، استخدمت تجارب أكثر حداثة على شبكة الإنترنت طريقة دلفي كتقنية تواصل لصنع القرار بطريقة تفاعلية ولأغراض الديمقراطية الإلكترونية، مثال على تطبيق الديمقراطية الإلكترونية هو DEMOS أو “نظام دلفي للوساطة على الانترنت” (Delphi Mediation Online System)، الذي قدم نموذجه في منتدى الديمقراطية الإلكترونية العالمي الثالث في عام 2002، وتستند طريقة دلفي على مبدأ أن التوقعات (أو المقررات) من مجموعة منظمة من الأفراد هي أكثر دقة من تلك التي من جماعات غير منظمة، وقد تم تبيان ذلك في مصطلح “الذكاء الجماعي”(7).

من هو الذي ينسق طريقة دلفي مع الخبراء وماذا يسمى: هو الشخص الذي يتولى تنسيق طريقة دلفي يمكن أن يدعى المسهّل Facilitator، وهو الذي ينسّق الردود من لجنة الخبراء الذين تم اختيارهم لسبب ما، وهو عادة أن لديهم معرفة أو رأي عن الموضوع الذي تجرى من أجله التوقعات على طريقة دلفي، يقوم المسهّل بإرسال الاستبيانات واستطلاعات الرأي وغيرها، وإذا وافق فريق الخبراء على العملية، يقومون بإتباع التعليمات وعرض وجهات نظرهم، ثم يتم جمع الردود وتحليلها، ثم يتم تحديد وجهات النظر المشتركة والمتضاربة، إذا لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء، تستمر العملية على شكل مناقشة الأطروحة ونقيضها حتى يتم الوصول تدريجا إلى توليف الآراء وبناء توافق(8).

المراجع:
1. أحمد بدر، اسلوب دلفي كمنهج حديث في بحوث المكتبات والمعلومات، الرياض، مكتبة الادارة، 2004
2. هارولد لنستون وموراي توروف ، مرجع سابق.
3. أبو زينه، تيسير، استخدام أسلوب دلفاي في تقدير الحاجات للتدريب المهني والتقني، المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، 2006.
4. الجهني، محمد فالح، تطبيق افتراضي لأسلوب دلفاي في الدراسات المستقبلية، مجلة المعرفة، 2009.
5. أبو زينه، تيسير، مرجع سابق.
6. الجهني، محمد فالح، مرجع سابق.
7. أ ب غرين، ارمسترونغ، وغريف (2007): طرق لاستخراج التوقعات من المجموعات: مقارنة بين دلفي وأسواق التنبؤ. الأستبصار: المجلة الدولية للتوقعات التطبيقية (خريف 2007). شكل PDF
8. جين رو وجورج رايت (2001): آراء الخبراء في التوقع. دور تقنية دلفي. في: سكوت ارمسترونغ (محرر): مبادئ التوقع: كتيب من الباحثين والممارسين، بوسطن: كلوير للنشر الأكاديمي.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …