شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 18 اغسطس 2019
سوف ننتقل في هذه المقالة إلى مستويات الإبداع من وجهة نظر علماء الإدارة المختصين مثل (تايلور، التشر، الفياض) كل من وجهة نظره، كما سنتطرق إلى عناصر الإبداع.
ثامناً: مستويات الابداع:
يظهر الإبداع في العديد من المستويات المختلفة والمتعددة، ومنها تصنيف (تايلور، 1959) أوردها وهي كمايلي: (1)
• الإبداع التعبيري: ويعني تطوير فكرة أو نواتج فريدة، بغض النظر عن نوعيتها أو جودتها، كالرسومات العفوية التي يرسمها الأطفال.
• الإبداع المنتج أو التقني: ويعني قدرة الإداري إلى التواصل نواتج من الطراز الأول، بدون وجود شواهد قوية على العفوية المعبرة عن هذه النتواتج، كتطوير لوحة فنية، أو مسرحية شعرية. .
• الإبداع الابتكاري: يتطلب هذا النوع من الابداع المرونة في إدارك علاقات جديدة غير مألوفة بين أجزاء منفصلة موجودة من قبل، ومحاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعضها البعض، أو دمج معلومات قد تبدو غير مترابطة بهدف الحصول على شيء جديد ذو قيمة ومعنى، وتسمى هذه العملية بـ (التركيب).
• الإبداع التجديدي: قدرة الفرد على دراسة نظريات أو قوانين أو مبادئ وتقديم إضافات جديدة، ويتطلب هذا المستوى من الابداع تمتع المبدع بقدرة قوية على التصوير التجريدي للأشياء، مما ييسر تحسينها وتعديلها.
• الإبداع التخيلي: يمثل الإبداع التخيلي أعلى مستويات الإبداع وأندرها، حيث يتجقق فيه الوصول إلى مبدأ أو نظرية أو افتراض جديد كلية، ويترتب عليه: ازدهار أو بروز مدارس وحركات بحثية جديدة.
كما صنف ألتشر على مستوى الحلول الابتكارية لمشكلات حازت علىبؤاءات الاختراع يزيد عددها عن مليةن ونصف المليون براءة اختراع على مستوى العالم ، علماً بأن ألتشر هو صاحب النظرية التي أطلق عليها اسم (TRIZ) نسبة للأحرف الأولى من الاسم الروسي للنظرية، وهي نظرية الحل الابتكاري للمشكلة (Teoria Resheipy Izobreatateiskikh Zadatch)، ويقابلها باللغة الانجليزية (TIPS)،وهي الأحرف الأولى لعبارة (Theory of Inventive Problem Solving)،وهي من النظريات التي عالجت العملية الإبداعية على أساس أنها مجرد عملية حل مشكلة غير عادية ليس لها حل معروف، وقد تألف تصنيفه من خمسة مستويات وهي:(2)
• المستوى الأول: حلول لمشكلات تصميم روتينية تم التوصل إليها باستخدام أساليب معروفة جيداً في مجال التخصص الذي تقوده المشكلة.
• المستوى الثاتي: تحسنيات طفيفة لنظام موجود عن طريق استخدام أساليب معرفة في مجال الصناعة التي تقع ضمنها المشكلة وعادة ما تكون التحسينات من نوع الحلول الوسطى.
• المستوى الثالث: تحسينات جوهرية لنظام موجود عن طريق استخدام أساليب معروفة خارج اطار الصناعة التي تقع ضمنها المشكلة ويتطلب التحسين الجوهري حل بعض التناقضات.
• المستوى الرابع: انتاج شيء جديد يستخدم قاعدة أو قانون جديد للقيام بالوظائف الأساسية للنظام.
• المستوى الخامس: اكتشاف علمي نادر أو ابتكار ريادي لنظام جديد بصورة جذرية، وهو ما يقابل مستوى الاختراع الإبداعي العلمي.
وبالانتقال من مستوى على مستوى آخر بطريقة تصاعدية يتطلب ذلك الحل بمعرفة أوسع والنظر في قائمة أكبر الحلول الممكنة قبل إيجاد الحل الأمثل، وقد لخص ألتشر نتائج بحوثه حسب ما هو مبين بالشكل أدناه، وأن 90% من المشكلات التي واجهها المهندسون الذين سجلوا اختراعاتهم كانت قد حلت في مكان ما في السابق.
كما أن هناك مستويات أخرى على مستوى المؤسسة تم ذكرها وتتمثل فيما يلي: (3)
• الابداع على المستوى الفردي: بحيث يكون لدى العاملين أفكار خلاقة لتطوير العمل وذلك من خلال خصائص فطرية يتمتعون بها كالذكاء والموهبة أو من خلال خصائص مكتسبة كحل المشكلات، وهذه الخصائص يمكن التدرب عليها وتنميتها ويساعد ذلك ذكاء الفرد وموهبته.
• الابداع على مستوى الجماعات: بحيث تكون هناك جماعات محددة، في العمل تتعاون فيما بينها لتطبيق الأفكار التي يحملونها وتغيير الشيء نحو الأفضل كجماعة فنية في قسم الإنتاج مثلاً.
• الابداع على مستوى المنظمات: هناك منظمات متميزة في مستوى أدائها وعملها وغالباً ما يكون عمل هذه المنظمات نموذجي ومثالي للمنظمات الأخرى، وحتى تصل المنظمات لإبداع لا بد من وجود إبداع فردي وجماعي.
المراجع:
1. هويدي، زيد، الإبداع ماهيته-اكتشافه-تنميته-دار الكتاب الجامعية العين، الامارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى، إدارة المعرفة، 2004، ص31
2. فتحي عبد الرحمن جروان، الإبداع مفهومه، تدريبه، دار الفكر للطبعة والنشر والتوزيع، عمان ، الأردن، الطبعة الأولة، 2002
3. الفياض، محمود، اثر النمط القيادي على الإبداع الإداري للشركات الصناعية المساهمة العامة الأردنية، رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية، 1995،ص54