“وجبة ….. إبداع وابتكار (48) ” معوقات الابداع – 9 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 24 نوفمير 2019

احدى عشر : معوقات الابداع
تتعدد العوامل التي تؤثر على تنمية روح الإبداع لدى العاملين بالمنظمات والتي تضع على عاتق القيادات الإدارية مسؤولية كبيرة في تهيئة الظروف الايجابية للمناخ الإبداعي والتغيير، كالأنظمة الإدارية والظروف الاجتماعية التي تساعدفي توفير المناخ المناسب، وبما أن الإبداع يحمل صفات التغيير والتطوير فإنه يصادف نفس الصعوبات التي يواجهها دعاة التغيير،ولذلك نجدأن كثيراً من الأشخاص المبدعين لا يتسع لهم المجال في مجتمعاتهم، ونجدهم منبوذين فيها ويهجرونها في أي فرصة متاحة إلى بيئات تمكنهم من اظهار مواهبهم، بما يعرف بهجرة الأدمغة (1)، وهناك مجموعة من العوامل التي تحد من الإبداع وتحول دون استفادة المنظمات منه، ومن هذه المعوقات:

1. سوء المناخ التنظيمي والانتقاد المبكر للأفكار الجديدة، والتي بالعلاقات داخل الجهاز الاداري، وبنمط الاشراف السائد ، وأسس الترقية ، ونظم التقييم والحوافز المتبعة ليس مواتياً للابداع ويحبط طاقات الانسان ويحجمها.

2. المعوقات الادراكية: وتتمثل في النظرة النمطية أو التقليدية إلى المشاكل، والتصلب في الرأي، ونظرة الفرد إلى أن رأيه الوحيد أنه صواب والباقي على خطأ، فلا يكلف نفسه التفكير في الرأي الآخر. (2)

3. المعوقات البيئية: وهي معوقات موجودة في الطبيعة مثل الضجيج وعدم توافرالمكان المناسب، واكتظاظ بالمكان وعدم تأييد الزملاء للأفكار، ووجود رئيس دكتاتوري لا يقدر الأفكار المبدعة، وعدم وجود الدعم المادي اللازم للمشروع الإبداعي. (3)

4. المعوقات التعبيرية: وهي عدم القدرة على ايصال الأفكار الآخرين وللفرد نفسه، ومن أمثلتها احساس الفرد بالفشل والاحباط نتيجة عدم قدرته على التواصل مع لغة أجنبية معينة عند محاولة استخدامها. (4)

5. معوقات سيكولوجية: تتمثل في الخوف من الفشل أو الخوف من المساءلة القانونية أو الخوف من نقد الآخرين، أو تانيب الضمير ازاء التهم والادعاءات التي تلاحق المبدعين من الذين لا يتفهمون دوافعهم أو يستوعبون أفكارهم.(5)

كما يمكننا أن نضيف بعض المعوقات التي تنشط وبشكل واسع في المنظمات ومنها القيادة الاستبداية التي لا تسمح بظهور الإبداع وعدم اعطاء الأفراد الفرصة المناسبة للمشاكل في اتخاذ القرارات في المنظمة، كما أن ضعف الامكانيات المادية والبشرية يؤدي إلى عدم توافر المناخ التنظيمي مثل توافر عدم أنظمة الحوافز التي لها التأثير الايجابي على الأفراد، ومن المعوقات أيضا عدم الاستقرار الوظيفي وكثرة التنقل بين الوحدات الوظيفية والتهديد بالاستغناء عن الخدمات مما يولد احباط وعدم القدرة على التركيز والبحث عن وظيفة أخرى، وأيضا عدم وضوح الأهداف الوظيفية وعمل الموظف بشكل عشوائي يخضع لأهواء المدير دون أن تحدد هدف لعمل الموظف وغيرها الكثير.كما يمكن بعض المعوقات الأساسية فيي نظرنا وهي عدم تأهيل وتدريب الموظفين التدريب الصحيح الذي يؤهلهم للخوض في تفاصيل العمل الذي يقومون به، مما يمنعهم من الوقوف على المشكلات في العمل ويعقوهم من الإبداع، مع تركيزي على القيادة الإدارية وأنظمة الحوافز التي لها الدور الرئيس في اظهار من يملك الموظف من إبداعات تساعد المنظمة على تحقيق أهدافها وتحقق التطور المنشود.

المراجع:
1. القريوتي، محمدقاسم، السلوك التنظيمي، بيروت: دار الشروق، 2000
2. حسن، ماهر محمد صالح، القايدة اساليب ونظريات ومفاهيم،دار الكندي، اربد، 2004
3. حسن، ماهر محمد صالح، مرجع سابق.
4. حسن، ماهر محمد صالح، مرجع سابق.
5. الكبيسي، عامر خضير، سيكولوجية التدريب – الاستراتيجيات والتصنيفات والاشكاليات في الرياض، جامعة نايف للعلوم العربية والأمنية ، مركز الدراسات والبحوث،2004

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …