“وجبة ….. إبداع وابتكار (49) ” خصائص المبدعين – 10 “

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 22 ديسمبر 2019

تتمة للمقالات السابقة التي تتعلق بالإبداع، سوف نتطرق في هذه المقالة لخصائص المبدعين وسماتهم ومراحل الإبداع في نظر أكثر من باحث.

لقد استأثرت السمات النفسية والخصائص السلوكية للمبدعين باهتمام كبير من قبل عدد من الباحثين، وترسخت لديهم قناعات تشير إلى أن الأشخاص المبدعين يختلفون عن غيرهم في خصائص المعرفة والانفعالية، وأنهم يشتركون في مجموعة من الخصائص العامة تميزهم عن غيرهم، بغض النظر عن نوع الإبداع، إلا أنه يجب التنببيه إلى حقيقة هامة وهي استحالة توافر جميع الخصائص لدي أي مبدع بذاته، صحيح أن لدى الشخص المبدع من هذه الخصائص أكثر مما لدى الشخص العادي أو الأقل إبداعاً، ولكن ذلك لا يعني وجود هذه الخصائص جميعها عند كل المبدعين.(1)

السمة عند علماء النفس تمثل استعداداً عاماً أو نزعة عامة، تطبع سلوك الفرد بطابع خاص وتشكله وتلونه وتعين نوعه وكيفيته، ويقصد بهذا المفهوم أن السمة هي المدخل لمحاولة تفسير السلوك الظاهري للفرد عن طريق وجود استعدادات معينة لديه، تكون مسؤولة عن هذا السلوك وعن الثبات والاتساق فيه. (2)

تعتبر السمات الشخصية هي خصال الأفراد التي تستنتج من سلوكهم، تتسم بالدوام النسبي ويشترك في الاتصاف بها مختلف الأفراد بدرجات متفاوتة، ويمكن تصور السمة باعتبارها بعد أو متصل بمثل خط مستقيم، وتتحدد درجة ما لدى الشخص من سمة بنقطة معينة تشير إلى موضعه على هذا الخط. (3)

رابع عشر: خصائص المبدعين وسماتهم:
وهناك مجموعة من الخصائص التي يتصف فيها المبدعين وهي كما يلي: (4)
• التحسين أو استشفاف المشكلات والقضايا قبل غيرهم: سواء كانت هذه القضايا عامة تهم المنظمات أو أنها خاصة بتواجه فئة من الأفراد والجماعات، فاستحضار المشكلات المستقبلية قبل وقوعها أم تحسس المشكلات الخفية قبل ظهورها وتفجيرها يعد إحدى ملامح الشخصية الإبداعية، لأن هذا الاستشعار والاستشفاف يعبر عن حساسية مرهفة في استبصار لا يراه الآخرون.

الطلاقة في التعامل مع هذه المشكلات والقضايا: التي تم استحضارها بطرح الأفكار والمقترحات والحلول التي يمكن أن تحول دون وقوعها، أو التي تسهم في الحد من آثارها عند وقوعها، والطلاقة هنا تتمثل في انسابية الأفكار كماً ونوعاً، وفي القدرة على توليد الرؤى المنطقية والموضوعية التي يراها الآخرون حلواً معقولة ومقبولة.

الأصالة في إنتاج وتوليد استجابات فكرية وسلوكية وبطرق وبأساليب غير مألوفة: لمواجهة مواقف طارئة أو ظروف مستجدة وبطرق تختلف كثيراً عما يطرحه الآخرون إن لم نقل أن هذه الأفكار والآراء غالباً ما تدهشهم وتفاجئهم، لكونها تقع خارج نطاق تفكيرهم وتوقعهم.

المرونة والتكيف السريعين والفاعلين لدى المبدعين: لأن يتفهموا المستجدات وتقبلوا التحديات ويستجيبوا لها دون تعصب أو تصلب لمواقفهم السابقة أو لآرائهم السالفة، فالتحول في الاتجاه أو في السلوك وفي التفكير يدلل على قدرة المبدعين لأن يتجردوا عن واقعهم أو يتخلوا عن آرائهم طالما أن المنطق والعقل يدعوهم لذلك.

القدرة العالية على التحليل والتركيب وتخيل العلاقات واكتشاف الروابط والصلات وتشخيص الآثار وطرح الأسئلة الجديدة بين المتغيرات ومكونات الأشياء وتنظيم الأفكار وربطها، وبناء الفرضيات المفسرة للظواهر والأحداث.

المخاطرة وحب الإستطلاع: وتحمل النتائج الناجمة عن مواجهة التحديات، واقتحام المجهول والتصرف في ظل ظروف عدم التأكد، وتحمل احتمالات الفشل حيث يقع، وتقبل مسؤولية ما ينجم مع الإصرار على البدء من جديد.

كما وأضاف بعض الباحثين بعض الخصائص الثانوية التي لا يشترط توفرها جميعاً لدى المبدعين، وتتمثل في الآتي:
• الاستقلالية وعدم الإعتمادية على الآخرين.
• الجدية والاستمرارية في بذل الجهد ومواصلة المحاولات.
• مستوى لايقل عن المتوسط في الذكاء
• قدرة عالية على الانتباه والتركيز وقوة الملاحظة واعتماد الحدس في تصوراتهم.
• الثقة بالنفس ودافعية عالية لتحقيق الذات.
• عدم الميل للرتابة والروتين أو التمسك بالإجراءات.
• مقاومة للضغوط الخارجية وللمساومات في حل الخلافات.

كما ونضيف بعض السمات الخاصة بالمبدعين كما يأتي:
1. الفضول الايجابي والبحث في المعرفة المستمرة بغرض التجديد والتطوير.
2. وضع هدف سام والعمل من أجل الوصول إليه بمحاولات مستمرة ودؤوبة.
3. القدرة على تقديم الأفكار والاقتراحات للمشكلات بشكل فريد من خلال النظر من زاوية مختلفة لتقديم حلول مبدعة.
4. الثقة بالنفس والمرونة والتلقائية في التعايش مع الواقع، وسرعة التغير بما يتلائم مع الحالات الإبداعية.
5. حب الاستطلاع والمشاركة في الراي وتقبل النقد البناء لتحقيق الهدف.
6. الاحساس المتفاني في المسؤولية وحب التغيير الايجابي، وعدم التسرع في بناء القرار.

المراجع:
1. جروان، فتحي، الإبداع مفهومه – معاييره – نظرياته – قياسه – تدريبه – مراحله – العملية الإبداعية، عمان، دار الفكر للطباعة والنشر، 2002، ص110
2. عبدالفتاح، نبيل ، مهارات التفكير الإبداعي وعلاقتها بعملية اتخاذ القرار ، مجلة الاداري، مسقط، 1995، ص53
3. رشوان، حسين ، الأسس النفسية والاجتماعية للابتكار، الاسكندرية، المكتب الجامعي الحدث ، 2002، ص23
4. الكبيسي عامر خضير، سيكوليوجية التدريب-الاستراتيجيات والتصنيفات والاشكاليات، الرياض، جامعة نايف للعلوم العربية والأمنية، مركز الدراسات والبحوث، 2004، ص241

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …